الثلاثاء ١٣ يوليو ٢٠٢١
الأحداث الداخلية المناهضة للسلطات في إيران تتسع بشكل كبير منذ بداية هذا العام، لكنها ليست بالحجم الذي يمكن أن يهدد وجود النظام. وهي من التنوع والكثافة، وفي مناطق متعددة من البلاد، ما سيزيد الضغط والتحدي للحكومة الجديدة. خلال السنوات الأربع الماضية كانت الإدارة الأميركية السابقة تلام في إيران على أنها المحرّض وأحياناً الفاعل. وبوصول جو بايدن للرئاسة خفّ الضغط على إيران، بما في ذلك تعطيل العديد من النشاطات والتمويلات المعادية لطهران، وتخفيف بعض العقوبات الاقتصادية، وبالتالي الداخل قدر يغلي ذاتياً. حتى الهجمات، التي يبدو أن مصدرها إسرائيل، استهدفت مؤسسات ونشاطات إيرانية عليا، مثل المشروع النووي والملاحة البحرية، ولا علاقة لها بالوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي هناك. أزمات الشعب الإيراني، مثل شح الوقود والغذاء ولقاحات «كورونا» والوظائف، هي من صنع يد النظام الغارق في الحروب الخارجية. وما تعيين أو انتخاب رئيسي إلا تأكيد على أن القيادة الإيرانية تعي مخاطر الغضب الشعبي المتزايد عليها، لكنها لا تملك سوى حل واحد، القمع الجماعي، لأنها…
الإثنين ١٢ يوليو ٢٠٢١
في احتفاء كبير استقبلت المملكة العربية السعودية ضيفها الكبير سلطان عمان هيثم بن طارق، في مدينة نيوم؛ حيث الأمل والعمل، شمال غربي البلاد. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل ضيف البلاد الكبير على أرض المطار، ثم عقد اللقاء بين العاهلين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والسلطان هيثم، وكان اللقاء فخماً ودوداً، ومباشراً، وتم توقيع إنشاء مجلس التنسيق العماني السعودي تحت رعاية عاهلي عمان والسعودية. وتقلّد كل من السلطان العماني والعاهل السعودي الملك سلمان، أحدهما من الآخر، أرفع الأوسمة. سلطنة عُمان بلاد عريقة التاريخ، متميزة الثقافة، ولها خصوصيات حضارية وتاريخية حيث تطلّ على بحر العرب من جهة، والخليج العربي من جهة أخرى، ولها مجدٌ بحري تجاري وسياسي قديم حتى بلاد زنجبار. منها علماء أعلام وقادة كبار حفرت أسماؤهم في لوح الخلود للحضارة الإسلامية، أمثال عبقري اللغة العربية الخليل بن أحمد، وغيره. السيد نوح بن محمد بن أحمد البوسعيدي، وهو عضو مجلس الدولة، ورئيس الجمعية التاريخية العمانية،…
الإثنين ١٢ يوليو ٢٠٢١
مع كل مبادرة جديدة تترسّخ قناعتنا بالرؤية الاستشرافية لحكومة الإمارات، التي راهنت على الابتكار مكوناً أساسياً وجوهرياً لمشروعنا التنموي، وتسطر يومياً صفحة جديدة في كتاب الحضارة الإنسانية، وتكشف جانباً من ملامح استراتيجيتها للتجسير الحضاري وصناعة الإبداع. الجديد هذه المرة هو منح 100 ألف إقامة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع والشركات الناشئة والمتخصصة في مجال البرمجة، ضمن «البرنامج الوطني للمبرمجين»، المخصص لأولئك المستعدّين للتحليق بأحلامهم وطموحاتهم انطلاقاً من الإمارات التي هي أرض الفرص والعقول والمواهب. ربما يتساءل البعض: لماذا «البرمجة»؟.. ولهؤلاء نقول: إن البرمجة جوهر عملية التقدم التكنولوجي، وركيزة صناعات المستقبل، ومنها: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية وغيرها، فيما الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجي ضرورة لضمان تنافسية الدول وجاذبية الاقتصادات. بـ «برنامج المبرمجين» نعزز مكانتنا وجهة عالمية للمواهب والشركات الرقمية، ونرسخ دورنا قوة إقليمية وعالمية في مجال البرمجة، وملتقى لأبرز الكفاءات والشركات الناشئة والعالمية على حد سواء، ونخطو بثقة لنصبح قوة عالمية في قطاع التكنولوجيا. ومع المبرمجين نؤسس لصناعات جديدة ودقيقة…
الإثنين ١٢ يوليو ٢٠٢١
رسالة تلقيتها من مقيمة عربية، حريصة كل الحرص على الدولة، ومحبة كل الحب لاسم ومكانة الدولة، تعتبرها بلدها، وتعشقها عشق الوطن الأم، ولذلك فهي مصرة على أن أقوم بنقل وجهة نظرها، ووعدتها بأن أقوم بذلك، دون أي تدخل مني، فكانت هذه الرسالة التي تقول فيها: منذ انتشار جائحة كورونا، سخّرت دولة الإمارات مواردها كافة للتصدي للوباء، حفاظاً على كل فرد على أرضها، حتى أصبحت فزعتها الإنسانية حماية للجميع دون تفرقة بين مواطن ومقيم درساً جديداً في التعايش والتلاحم المجتمعي، شعرنا معه بأننا كتلة إنسانية واحدة، تعكس رؤية الإمارات وثوابتها التاريخية، وتؤكد أن هذه البقعة من الأرض وطن حقيقي يسع الناس كافة. وباتت عبارة «لا تشلون هم» التي أطلقها بكل جديّة وكرم معهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في وسط الأزمة شعاراً ومنهج عمل للجميع، وبشارة أمل يستقبل بها المرضى يومهم كل صباح مع علب الدواء والفطور، إذ تحرص إدارة الأزمة على كتابة هذه العبارة فعلاً على كل…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ١٢ يوليو ٢٠٢١
تغيرت الأفكار حول تناولنا ونظرتنا لكل شيء تقريباً، هذا ليس من باب المقولات الدارجة أو المتكررة، فلقد تغير كل شيء حولنا، تغير المنظور الذي نطل من خلاله على العالم من حولنا، في ما يخص علاقاتنا، اهتماماتنا، ومحيطنا.. إلخ. إن شيئاً شديد الوضوح قد تغير بشكل نهائي، لا رجعة فيه، هذا التغيير له علاقة بثورة المعرفة والمعلوماتية، ووسائل التواصل الحديثة، إضافة لجائحة «كورونا»، بطبيعة الحال. إن هذا التغيير في الحقيقة ليس سهلاً، لكنه يحتاج إلى حكمة وشجاعة لقبوله والتعايش معه، دون وقوع في الرفض أو الحنين الفائض للماضي. عندما كتبت عن انطباعاتي خلال الأسفار والرحلات التي قمت بها خلال أكثر من عشرين عاماً، سألني قارئ فاضل: لماذا لم تكتبي تفاصيل المدن التي قمتِ بزيارتها، جغرافياتها، مناخاتها، عادات أهلها، غرائب ما فيها، ما صادفك من المواقف والمآزق… وغير ذلك؟ وبينما هو يسأل، كان عقلي يجري مقارنات واستعادات معقدة، مرت بذاكرتي سريعاً عناوين لا تحصى، وشخصيات مشهورة في أدب الرحلة، منذ الرحلة الخرافية…
الأحد ١١ يوليو ٢٠٢١
مع توالي أنباء حريق الحاوية في ميناء جبل علي، الأسبوع الماضي، قفزت في الذاكرة، حادثة حريق فندق العنوان وسط دبي، قبل ساعتين من احتفالات ليلة رأس السنة في 2015. في قراءة المشهدين، بدت الأمور لوهلة، في غاية الصعوبة، مع انطلاق الشرارة الأولى في الحادثين، ففي الأول، كان نحو مليون شخص في محيط الحريق، وكاميرات التلفزيون التي كانت تستعد لنقل احتفالات رأس السنة، وآلاف كاميرات هواتف الحضور، تحولت لنقل مقاطع مصورة عبر العالم، في مشهد بدا مأساوياً في بداياته. لكن الأمور انقلبت بسرعة الحريق، وتحول الخوف إلى فرح وإبهار، بقدرة أجهزة دبي في التعامل مع حريق غير مسبوق، في ظروفه وتوقيته، حيث أخمدت الحريق بأقل الخسائر، وبسرعة قياسية، لم تتجاوز ساعتين، سمحت بانطلاق الألعاب النارية في توقيتها، وكأن شيئاً لم يحصل، فكان العالم شاهداً في بث مباشر، من دون مونتاج، على الاستجابة المثالية في التعامل مع الحريق. ولا يختلف حادث ميناء جبل علي، عن الأول، كونه حريقاً غير مسبوق، في مكانه…
الأحد ١١ يوليو ٢٠٢١
قيل «ربّ أخٍ لك لم تلده أمك»، لأن العمر يضعنا في مودات أعلى من الصداقة وأقل من صلة الرحم. وتتضمن هذه المرتبة من العلاقات جميع أشكال المودة، وتتعمق مع العمر، ولا ترتبط بزمان أو مكان أو أي شرط. والفارق المهم بينها وبين أخوة الرحم، أنها اختيارية لا قدرية، وخاضعة للتجارب، ومقوّاة بامتحانات الصمود. لي في الحياة أخوة كثيرون. جميعهم أفضل مني في حفظ المودات. وهم من هويات كثيرة، ومن بلدان كثيرة، ومن طباع مختلفة وانتماءات متعددة وصفات عدّة، يضبطها جميعاً موقف واحد من مستوى القيَم. ولا يهم إطلاقاً اختلاف المشاعر السياسية أو الوطنية أو القومية أو الاجتماعية. إذا كان لها من وجود، لأنها دائماً أدنى أهمية من المودة نفسها. في جدة، قبل أيام، جاء إلى طاولتي في مطعم الفندق رجل وقور يعرِّف نفسه بجديّة خالصة: أخوك الذي لم تعرفه بعد، سليمان السعيد! وفهمت من الاسم فوراً أنه أخو الدكتور عبد الرحمن وأحمد. وأمضينا ذلك المساء نتحدث في قضايانا كلها. وكأنما…
الأحد ١١ يوليو ٢٠٢١
مازالت فوضى التحليلات والتفسيرات السياسية تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، بل أصبحت مشاعاً لكل من يملك حساباً على أي موقع تواصل اجتماعي، وبغض النظر عن خلفيته الثقافية، أو طبيعة عمله، أو درجته العلمية، وخطورة ذلك تكمن في فقدان كثير من هذه التحليلات التوازن والمعلومات الحقيقية، واعتمادها على شائعات أو ملاحظات سطحية مضللة، أو غير دقيقة! وتالياً، فهي في الغالب تعمل على إثارة حساسيات إقليمية وخارجية، وتؤدي إلى تشويه سمعة وسياسة الدولة، لأنه وفي الغالب يتم الحكم على كل «تغريدة» من خلال «جنسية» المغرّد، وعندها يكون الردّ على الدولة التي ينتمي إليها، لا عليه هو شخصياً، حتى وإن كان لا يتمتع بأي صفة رسمية، أو لربما يكون نكرة في المجتمع، لا يعرفه أحد، ولا يتابعه كثيرون، ومع ذلك فقد يتسبب في ضرر كبير لدولته! لسنا مع مصادرة حق الناس في التعبير عن آرائهم، وحرية التعبير مكفولة لكل إنسان، ومن حق أي فرد في المجتمع أن ينشئ حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن…
الأحد ١١ يوليو ٢٠٢١
علينا أن نتوخى الحذر، ولا ننصاع لما يريد لنا البعض أن نكون عليه من درجة عالية للحساسية والتوتر الشديد، ولا لما يسعى البعض إلى أن يقولبنا فيه، لأنه يبغضنا أو يبغض ما نحن عليه من نجاح أو أقلها ليبرر فشله هو في غمط حق الآخرين في التحليق، علينا أن ندرك أننا لسنا مثاليين، ولا ينبغي لأحد ذلك، لكننا نسعى للمثالية ما استطعنا، وهذا ليس بعيب أو نقيصة أو مثلبة، هو هذا مسلك العارفين، المؤمنين، والناجحين، والمبتلين في الحياة، وحدهم المبغضون أعداء النجاح، والجهلاء ممن لا يدركون أن الجمال في الحياة يصنع السعادة، ويصنع الفرح، أقول هذا بعد أن رأيت وأرى من ذلك الانسياق أو انزلاق البعض من أخوتنا المواطنين نحو طريق ضيق لزج يحاول الكثيرون جرهم نحوه دون وعي، فينبرون مدافعين وبشراسة، وأحياناً بتسرع وجهل في المعلومة عن قضية ما مثارة على وسائط التواصل الاجتماعي التي بلا مسؤولية أخلاقية، ولا حرّاس بوابة إعلامية، ولا ميثاق شرف إعلامي، وتخص هذه القضية…
السبت ١٠ يوليو ٢٠٢١
كان يتجول على أقسام الشركة، يسلم على الموظفين، يتحدث معهم، يبتسم لهم، يمازحهم، يشيد بإنجازاتهم ويفتخر بهم أمام الآخرين. هذا مدير تنفيذي يمر على فريق العمل من دون رسميات، ومن دون شكليات، لباس عملي ومظهر بسيط لا يتميز به عن الآخرين. هذا المدير الذي وصل إلى منصبه بتأهيله العلمي المميز وخبرته العملية الناجحة يتعامل مع الموظفين بتواضع، هو زميل وصديق للجميع. يفعل ذلك لأنه واثق من نفسه، ولأنه يدرك أن بيئة العمل الإنسانية هي البيئة المنتجة للسعادة المهنية للفرد، والتي تنعكس إيجابياً لمصلحة الشركة. هذا المدير المبتسم المتواضع صديق الجميع هل يتنازل أو يجامل في موضوع معايير الأداء والإنتاجية والقيم الأخلاقية والمهنية؟ أبداً، وهذا هو التحدي والنمط القيادي الذي يجمع بين المهنية والجانب الإنساني، هو يوجد بيئة عمل يسودها الاحترام والتعامل الإنساني الراقي وفي الوقت نفسه هي بيئة تطبق المعايير المهنية العالية التي يخضع لها الجميع. حقوق وواجبات وتوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المنظمة. بيئة تجعل المنظمة (شركة، مؤسسة، هيئة..…
السبت ١٠ يوليو ٢٠٢١
تابع العالم جلسة مجلس الأمن التي عقدت مساء الخميس الماضي حول إشكالية سد إثيوبيا، في محاولة لدرء الخطر الداهم، الذي يتهدد مصر والسودان من جراء التعنت الإثيوبي الماضي قدماً، والإصرار على الملء الثاني وما يليه، من غير تنسيق مع دولتي المصب، وبات التساؤل ماذا بعد تلك الجلسة وإلى أين تمضي الأحداث؟ باختصار غير مخل، يمكننا القطع بأن الجلسة لم تخرج في محصلتها النهائية عن التوصية بتعزيز العملية التفاوضية في أسرع وقت، وتحت رعاية الاتحاد الأفريقي وبمساعدة من الاتحاد الأوروبي وجهات أخرى مثل الأمم المتحدة. المزيد من المفاوضات بعد نحو عشر سنوات من التلاعب والمراوغة من الجانب الإثيوبي، وتسويف الوقت، يعني مد حبل النجاة لإثيوبيا كي تغير الوضع القائم لنهر النيل منذ مئات السنين، إلى وضع قادم يتفق والصلف والغطرسة التي تبدت في كل مواقف أديس أبابا طوال عقد من الزمن. لم تكن الحقائق تغيب عن أعضاء مجلس الأمن، وفي المقدمة منها أن الهدف الرئيسي من وراء هذا السد ليس التنمية،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ١٠ يوليو ٢٠٢١
وضعتُ قائمة لمئة كتاب ورواية سبق لي أن قرأتها في سنوات سابقة وحتى قبل بضعة أيام، كتب وروايات تنتمي لثقافات مختلفة، قادمة من عوالم الشرق والغرب، من القرن الرابع عشر حتى القرن الواحد والعشرين، كتبها حكّاؤون أفذاذ، وحكّاءات عظيمات، ضجت خيالاتهم بالقص، وامتلكت قلوبهم ناصية اللغة حتى صارت ملعبهم وتاريخهم، فقدموا لنا مدونة سردية شاهقة تعج بالروايات والقصص، تجعلني كلما تصفحت شيئاً منها أتساءل أحياناً: ماذا كنا سنفعل لولا هذه الكتب، ولولا هذه الروايات والقصص؟ أحالني السؤال إلى الحكاءة الأولى والأشهر، المغامرة وحاملة القنديل المرتعش في يدها وهي تقطع ذاك الطريق الطويل الذي تجاوز ألف ليلة وليلة، شهرزاد التي واجهت رعب خوفها من الموت على يد جلاد كان يتسلى بقطع رؤوس النساء، فظهرت كحكاءة تلهيه بقصص تموج بالمغامرات والتشويق والحب والبطولة والأساطير، ما أنساه الانتقام والرؤوس التي تقطر دماً كل ليلة، لقد أنقذت الحكايات حياة شهرزاد وحياة ألف امرأة وكل النساء! لقد أنقذت الحكايات حياة عشرة أشخاص (سبع شابات وثلاثة…