آراء

عبدالله الغذامي
عبدالله الغذامي
كاتب وناقد سعودي

غزوة الحمقى أم غزوة الحكماء

السبت ٠٤ سبتمبر ٢٠٢١

‏«منصات مثل تويتر وفيسبوك وواتساب أصبحت تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن، فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل». هذا تصريح كان أمبرتو إيكو قد أطلقه في صحيفة إيطالية فور بروز ظاهرة الوسائل الاجتماعية المفتوحة على الفضاءات العامة كلها، ولا شك أن الجميع دخلوا بلا استثناءات ولا قيود، ولا شك أيضاً أن «تويتر»، هي بمثابة الكاشفة المكشوفة، تكشف من دخل إليها وتجعله في بيت زجاجي مكشوف للعالم، ومن ثم سقطت كل الحصون والقلاع الحامية لساكنيها، والتي كانت فيما مضى تحمي أهلها من تلصص العيون والآذان، وأصبح العالم كله على كف شاشة، وهي العفريت الجديد الذي أمسك بخيوط اللعبة، وفي المقابل، فإن من يزعمون لأنفسهم الحكمة قد وجدوا أنفسهم منساقين لعالم «تويتر»، وغيرها من الوسائل التواصلية، وأصبح الخطاب المعرفي والسياسي والشعبوي في تجاور لحظوي لا يتميز…

شرع الإسلام أم شرع المسلمين؟

السبت ٠٤ سبتمبر ٢٠٢١

خاص لـ هات بوست:  لا يقتصر حضور طالبان على تصدر عناوين نشرات الأخبار، وإنما حلت لتتواجد في امسياتنا ونقاشاتنا، بكونها وجه "الإسلام السياسي" الأكثر شهرة حالياً، ومعها يعود الحديث مجدداً حول مدى تمثيلها للإسلام أو ابتعادها عنه، إذ يكاد "المسلمون" في أي جلسة يتفقون على أن الإسلام بريء مما تصرفت به طالبان سابقاً، وفيما يراهن البعض على تبدل طارىء يهدف إلى نيل القبول الدولي، يصاب البعض الآخر بالذعر منها ومن مجرد ذكرها. ولكن رب سؤال يطرح نفسه "لمَ كل هذا الخوف ما دامت تعد بتطبيق الشرع الإسلامي وما دمنا نتغنى بعظمة ديننا وانفتاحه ويسره؟" بالنسبة لي لدي كل الثقة بالشق الثاني، فالإسلام الذي أعرفه دين عظيم، منفتح على العالم بأسره، صالح لكل زمان ومكان، شرعه يتفق مع ما شرعته أرقى القوانين، يعيش الناس تحت مظلته بسلام ووئام مهما اختلفت عقائدهم وآراؤهم، وهو يختلف تماماً عن دين طالبان وأمثالها، فديني استقيته من كتاب الله الذي نزل على رسوله الكريم (ص)، وبلغه…

«حقوق الإنسان» وعُمقنا الحضاري

الخميس ٠٢ سبتمبر ٢٠٢١

لم تكن «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان»، والتي صدر قانون بإنشائها مؤخراً، إلا امتداداً لنهج إماراتي راسخ، وتأكيداً لقيمة حضارية أصيلة، وتتويجاً لسلسلة طويلة ومتفردة من جهود وإجراءات اتخذتها بلادنا، كان محورَها وغايتَها الإنسانُ وحقوقه وصون كرامته وحرّيته. فربّما لا يعرف كثيرون من المتابعين للشأن المحلّي أن «سياسة الأبواب المفتوحة»، السائدة بين الحكام والمواطنين في الإمارات، والتي تشكل أهم سمات مجتمعنا اليوم، كانت نهجاً أصيلاً شكّل جوهر العلاقة بين أجدادنا وحكامهم على مدى عقود طويلة قبل الاتحاد، ومثَّلت أعلى درجات التواصل الديمقراطي بين حاكم ومحكوم، حتى إننا لا نبالغ إن قلنا: إن قيام الدولة جاء نتيجة مباشرة لرسوخ هذا النهج. ولعلّ ذلك يفسر سرّ العلاقة الفريدة بين قيادة الإمارات وشعبها، والتي جعلت من بلادنا المشروع الوحدوي الأكثر نجاحاً في المنطقة والعالم، ومثّلت أحد مكامن قوته، وكانت وراء الإنجاز الذي تحقق في أرضنا، في ظل منظومة متكاملة من التشريعات والإجراءات التنفيذية التي تكفل الحقوق وتصونها في مجتمع يسوده التسامح، وتتعدد فيه الثقافات،…

منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

«إكسبو دبي».. رسالة تفاؤل للعالم

الخميس ٠٢ سبتمبر ٢٠٢١

شهر واحد فقط على انطلاق «إكسبو 2020 دبي» أضخم حدث عالمي بعد «جائحة كورونا»، لتحلّق الإمارات ودبي عالياً بأمل وتفاؤل العالم، نحو عصر جديد للتعاون الدولي والتغلب على مختلف التحديات التي تواجهها الإنسانية بحلول جذرية تمكّن الدول والشعوب من استعادة قاطرة التنمية والتقدم والتعافي الاقتصادي. الإمارات تضاعف اليوم هذا الأمل ببث قيادتها المزيد من الطمأنينة والتفاؤل، وتجديد وعدها للعالم بأن الإمارات ودبي ستكون على قدر الحدث العالمي، كما يؤكد محمد بن راشد، مشيراً إلى أن «الستة أشهر التي ستجتمع فيها 191 دولة معنا ستبقى في ذاكرة العالم»، فدولة الإصرار والتحدي قادرة على أن تقدم المثل الأقوى للجميع في التغلب على التحديات وصنع النجاحات، الأمر الذي يصفه محمد بن زايد بوضوح في قوله: «قدرات فريقنا الوطني وكفاءتهم، بقيادة أخي محمد بن راشد ستقدم للعالم نموذجاً ملهماً في الإرادة والعزيمة والإنجاز، مستلهمين من إرثنا العريق في التواصل والتبادل الثقافي». حدث بهذه الضخامة، وهذا الاستعداد الاستثنائي، والجاهزية الكاملة لفرقه وبنيته التحتية وأجنحته، عندما…

علي محمد فخرو
علي محمد فخرو
شغل منصب وزير الصحة ووزير التربية والتعليم سابقاً في البحرين. متخصص في كتابة مقالات في شؤون الصحة والتربية والسياسة والثقافة.

أزمات القيم في الحاضر العربي

الخميس ٠٢ سبتمبر ٢٠٢١

هناك أزمة قيم فلسفية فكرية وأخلاقية وسلوكية على مستوى العالم، تناقش بجدية وهلع على الأخص في الدول المتقدمة ويكثر الكلام حول ما بعد حداثة الأنوار الأوروبية، وما بعد حداثة الليبرالية الغربية، اللتين هيمنتا على العالم عبر قرون عدة. وبالمثل، لنا نحن العرب أزمة قيم خاصة بنا، إضافة إلى مشاركتنا، ولو جزئياً، ولكوننا من بين المناطق التي خضعت للاستعمار وثقافته وقيمه ردحاً من الزمن، في مواجهة تلك الأزمة العولمية. وهي أزمة مرتبطة إلى حد ما بالتشوه الذي أصاب الكثير من قيمنا التاريخية التراثية التي تحدثنا عنها في مقال سابق، والتشوه الذي أصاب القيم التي أضافها الإسلام بزخم كبير وتشذيب هائل، في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، كما بينا في مقال الأسبوع الماضي. وندرك أهمية تلك الإضافة عندما نعرف بأن القيم هي جمع كلمة قيمة التي وردت مشتقاتها ودلالاتها بما يزيد على ال650 مرة في القرآن الكريم وحده. في مقال اليوم سنبرز أهم مكونات الأزمة القيمية التي تواجهها مجتمعات الوطن العربي بظلالها ومستوياتها…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

أفغانستان والإرث الأميركي

الخميس ٠٢ سبتمبر ٢٠٢١

إلى حد كبير، الخروج الأميركي من أفغانستان، مماثل لخروجه من العراق، سنوات من الوجود لا تترك خلفها الكثير على الأرض القابل للبقاء. ومصير مدينة كابل مثل مصير مدينة الموصل، عندما استولت «داعش» على المدينة الرئيسية وترسانة من أسلحة القوات العراقية. لعقود كان الأميركيون يفاخرون بأنهم أفضل قوة «احتلال» و«تحرير» من منافسيهم مثل السوفيات، ومن المستعمر الأوروبي، البريطاني والفرنسي والبرتغالي والبلجيكي والهولندي. النماذج الأميركية الناجحة، هناك كوريا الجنوبية واليابان وتايوان، وكان الإنجاز الأكبر إدارة مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا الغربية. كانت برلين الغربية النموذج الناجح مقابل برلين الشرقية الشيوعية، التي يفر منها سكانها مخاطرين بحياتهم للقفز فوق الجدار العازل. السؤال، لماذا نجح الجنرال دوغلاس مكارثر في اليابان والفلبين، وفشل بول بريمر في إدارة العراق؟ وزلماي خليل زاد في أفغانستان؟ في الحقيقة، لم يكن هناك شح في الأموال أنفقته الإدارة الأميركية المدنية على أفغانستان، كاحتلال مباشر في البداية ثم إدارة الحكومة الأفغانية، ودامت عشرين عاماً طويلة. وبخلاف ما يُعتقد،…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

ما الذي لا يحبه حمدان بن محمد؟ ولماذا؟

الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١

كثيرون يعرفون حب وشغف سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، حفظه الله، بالرياضة، فهو رياضي من الطراز الأول، يعشق جميع أنواعها وأصنافها وأشكالها، فهي إحدى أولوياته اليومية، ولا يكاد يتركها، وهو حريص على ممارسة الرياضة، أينما ذهب، في حله وترحاله، ولكن قليلون هم من يعرفون أن سموه لا يحب ملح الطعام، ولا يحبذ أبداً أن يجعله جزءاً من مكونات وجباته اليومية، فلماذا يا ترى؟ بالتأكيد ملح الطعام شيء ضار بالصحة، معظمنا لديه هذه المعلومة، ولكن معظمنا لا يدرك أن ضرره كبير جداً، وربما أكبر من المتوقع، وأن هناك دولاً عديدة تشن حملات وحروباً ضد ملح الطعام، وتحاول جاهدة نشر الوعي والثقافة المجتمعية بالتقليل من تناوله، إضافة إلى إجبار المطاعم ومحال بيع الأغذية على التقليل من استخدامه في أنواع الأكل كافة، فهو سبب رئيس لأمراض ارتفاع الضغط والقلب. في عام 2015 أطلق مجلس مدينة نيويورك حملة «المبادرة الوطنية للحد من الملح»، وهو مشروع مشترك بين القطاعين العام والخاص، كان يهدف…

منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

أعمدة راسخة لحقوق الإنسان

الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١

قفزة حضارية جديدة، تعزز بها الإمارات سجلها وريادتها في حقوق الإنسان‬، وهو المسار الذي التزمت به كأولوية وطنية، بتطبيقها أعلى المعايير والتشريعات، فإنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، التي اعتمد قانونها رئيس الدولة، لا يقل عن كونه إضافة نوعية كبيرة لجهود الدولة المستمرة في هذا المجال، وأعمدتها الراسخة من القيم الإنسانية التي تأسست عليها، كما أنه داعم قوي لغاياتها النبيلة، الهادفة إلى دور ريادي فاعل دولياً في تعزيز المساعي الأممية، لضمان حقوق الإنسان في العالم. الهيئة الوليدة، باعتبارها مؤسسة مستقلة في ممارسة مهامها وأنشطتها، تعتبر آلية مهمة، تنقل منظومة حقوق الإنسان إلى مرحلة جديدة، تؤكد سعي الدولة الجاد في إحداث فارق ملحوظ على مستوى مكانتها الدولية، ليس فقط في كفالة وحماية الحقوق، وإنما أيضاً في تنمية الإنسان وتمكينه، وهذا ما كان على الدوام الشغل الشاغل للدولة، برسالتها السامية، التي حملت عبرها همّ نشر وترسيخ قيم السلام والتعايش والتسامح، وصون حقوق الإنسان، ومكافحة الكراهية والتمييز بكل أشكاله. ريادة الإمارات لهذا المجال، تظهر…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

المال غاية.. والسيطرة هدف

الثلاثاء ٣١ أغسطس ٢٠٢١

هل المال هو المحبوب؟ أم ما يخلقه ويخلفه المال من قوة، وسيطرة، وبسط نفوذ؟ وذلك الشعور الذي يجعل مالكه مالك ظهر الدنيا وما عليها في الفهم الخاطئ لدى بعضهم، هذا ما أرجعني إليه إعادة مشاهدة أفلام «وول ستريت»، حيث كان الإدهاش الأول عام 1987 حينما عرض المخرج الأميركي المشاغب والمميز، «أوليفر ستون» - فاز بثلاث جوائز أوسكار، اثنتان على الإخراج، وواحدة على السيناريو- فيلمه «وول ستريت» شارع المال والأعمال في نيويورك الذي يجمع أكبر المؤسسات المصرفية في العالم، والذي كان في السابق مقراً للحكومة الأميركية والكونغرس، ورئيس الجمهورية، وفيه انتخب جورج واشنطن أول رئيس لأميركا، والسبب في تسميته بـ «وول ستريت» يعود إلى النزاع الناشب بين الهولنديين والإنجليز آنذاك - حينما كانت أميركا مستعمرة- على إدارة السلطة في نيويورك، وكان هذا الشارع في القسم التابع إلى السلطة الهولندية، ولكي يتجنبوا الهجوم الإنجليزي عليهم بنوا هذا السور ليحميهم من غزواتهم، فسُمي فيما بعد بشارع السور. في ذلك الفيلم نال بطله «مايكل…

مها سليمان الوابل
مها سليمان الوابل
إعلامية سعودية

السعودية والتقنية

الإثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١

انطلق الأسبوع الماضي "أضخم إطلاق تقني في السعودية"، وهو بتوجيهات القيادة الرشيدة، وبإشراف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وشراكة مميزة بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وعدد من القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، والذي أعلن عنه معالي الوزير عبدالله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات خلال فعالية "إطلاق" التي أقيمت في مدينة الرياض، ويعد أكبر إطلاق تقني من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أعلن فيه عن حزمة من المبادرات النوعية والبرامج التقنية بقيمة إجمالية تناهز أربعة مليارات ريال، بالتعاون مع عدد من أهم عمالقة التكنولوجيا في العالم، جاء ذلك نتيجة توجيهات الملهم الأول لنا جميعاً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في اغتنام فرص الاقتصاد الرقمي، وتحقيق مستهدف مبرمج من كل 100 سعودي بحلول العام 2030 وتشجيع الابتكار والإبداع وتحقيق الريادة العالمية. المبادرات الثلاث الرئيسة (طويق، همة، قمة)، والتي…

خالد السليمان
خالد السليمان
كاتب سعودي

العودة للمدارس.. العودة للحياة !

الإثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١

«شعرت بعودة الحياة الطبيعية».. هكذا أجاب ابني رياض عندما سألته عن شعوره وهو يعود للمدرسة بعد طول انقطاع. كان يتحدث وهو مفعم بالحيوية والسعادة، فقد كان واضحاً أنه افتقد أجواء المدرسة ومخالطة أقرانه من أصدقاء الدراسة وزملائها ! وصف لي الإجراءات التي اتبعتها المدرسة في دخول الطلاب والتحقق من تحصينهم، وتنظيم أوقات الدراسة وتوزيع الطلاب في مجموعات لتحقيق التباعد فشعرت بأن جهداً كبيراً يستحق الثناء بذل من الإدارة التعليمية وكوادر المدرسة لبدء العام الدراسي، وكنت قبلها بأيام قد توجهت للمدرسة لاستلام كتب أخيه عبدالعزيز الذي يدرس في المرحلة الابتدائية وينتظر أن يلتحق بالدراسة الحضورية قريباً حسب الخطة المعلنة من وزارة التعليم ! الوزارة التي نجحت في مواجهة تداعيات الجائحة وتنظيم الدراسة عن بُعد بكل اقتدار لم يكن ليعجزها تنظيم العودة للدراسة الحضورية ووضع الخطط المناسبة للتعامل مع احتياجات المرحلة، فكل الشكر للمسؤولين عن التعليم وكل التقدير للكادر التعليمي الذي يضع فيه المجتمع كل ثقة لرعاية أبنائه ويأتمنه على مستقبلهم !…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

المؤشرات تحتّم علينا وحدة الصف..

الإثنين ٣٠ أغسطس ٢٠٢١

دول مجلس التعاون الخليجي تخطط ليل نهار من أجل التنمية، وبناء الإنسان، والنهضة الشاملة، وهناك في المقابل من يخطط ليل نهار من أجل الهيمنة وإشعال المنطقة، وتغذية الطائفية، وتدمير كل المنجزات الحضارية، من أجل إفساد الأمن وتحويل الاستقرار في المنطقة إلى قلاقل، ليس لذنب اقترفناه نحن، بل بسبب أحقاد وكره، وحقد دفين لم تفلح السنوات الطويلة ولا الحضارة الإنسانية العالمية في إخماده! جميعنا اليوم بدول مجلس التعاون في قارب واحد، في البحر المتلاطم ذاته، نواجه مصيراً مشتركاً، وتحديات صعبة، ومخاطر واحدة، وليس لدولة منا أفضلية على أخرى، ولا توجد دولة بمنأى عن الآخرين، وبعيدة عن أي خطر مستقبلي، هذا هو قدرنا المحتوم، ولذلك علينا مواجهة كل التحديات المستقبلية بقلب واحد، وفكر واحد، ورأي واحد، تفرُّقنا يسعدهم، واختلافنا يسهّل من مهمتهم، وضعفنا قوة لهم، وتماسُكنا ووحدة صفنا يشكلان مصدر قلق لهم، ولن يقف معنا أحد، كما لا يمكننا الاعتماد على أحد، لن ينفعنا سوى وحدة كلمتنا، ونبذنا لكل الاختلافات، والاتفاق على…