الإثنين ٢٣ أغسطس ٢٠٢١
قبل فترة طويلة كتبت عبر هذه الزاوية عن ممارسة غير صحية ولا أخلاقية انتشرت لبعض الوقت من جانب شركات تستغل الباحثين عن فرص عمل، حيث كانت تقوم باستدراجهم لمقابلات للتوظيف، ومن ثم تبلغهم باختيار أحدهم أو العدد الذي تحتاج إليه، ولكن بشرط الموافقة على العمل لفترة تجريبية لمدة قد تصل لثلاثة أشهر وبدون راتب. وبعد انقضاء الفترة المتفق عليها تعتذر لهم بحجة عدم اجتياز المعايير المطلوبة وتأتي بآخرين غيرهم وهكذا دواليك. خلال الأيام القليلة الماضية تابعت ضجة أحدثها إعلان منسوب لإحدى الجهات وضع في موقع إلكتروني معروف للتوظيف في الدولة، عن بحثها عن متطوعين إماراتيين للعمل في أقسام المشتريات وتكنولوجيا المعلومات على أن يكونوا جامعيين في تخصصات إدارة الأعمال أو المالية أو المحاسبة أو تكنولوجيا المعلومات ممن «يرغبون في اكتساب الخبرة العملية»، وذكرت أن ساعات الدوام لن تقل عن ثمان ساعات ولخمسة أيام في الأسبوع من الأحد إلى الخميس ولمدة تتراوح ما بين شهرين لثلاثة أشهر وبدون أية مكافأة مالية.…
الأحد ٢٢ أغسطس ٢٠٢١
أسبوع مضى على سقوط كابل، وكل ما حولنا يظهر أننا أمام الفوضى الأفغانية، والحيرة التي لا تصيب طرفي الصراع الولايات المتحدة وحركة «طالبان» وحدهما، بل أيضاً العالم وبالطبع المجتمع الدولي ومنطقتنا. فيما يخص «طالبان»، مثلاً، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الحركة، لم تسمه، قوله إن «طالبان» تخطط لإعداد نموذج جديد للحكم لن يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي، لكنه «سيحمي حقوق الجميع»، مضيفاً أن «خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في (طالبان) يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد بالأسابيع القليلة المقبلة»، وهذا يعني أن «طالبان» لا تدري كيف تبلع اللقمة الكبيرة، حكم أفغانستان، أو أنها تحاول إقناع العالم بأنها باتت «معتدلة»، والتصديق بذلك يعد تسرعاً خطيراً. ماذا عن واشنطن؟ الأكيد أن وضعها أسوأ، مثلاً وجود التناقضات التي انطوى عليها خطاب الرئيس بايدن حول «طالبان» وأفغانستان، في ثلاث مرات ظهر فيها على التوالي. مثلاً، يقول الرئيس: «لم أرَ أي شك في مصداقيتنا من حلفائنا في جميع أنحاء العالم...». وعلق على ذلك…
الأحد ٢٢ أغسطس ٢٠٢١
ليس غريباً أن تنفتح الدول على خيارات جديدة في مقاربتها لسياساتها الخارجية وفي علاقاتها الدولية، والإمارات كدولة تنطلق في هذه السياسات من ثوابت تقدم أولوية المصالح الوطنية ومصالح شعبها، وتستند إلى نهج يوازن بين الاقتصاد والسياسة، لن يكون من المستغرب أن تترك التباينات في علاقاتها مع دول اختلفت معها في المواقف، بحثاً عن تقارب وتعاون ينهض بفرص التنمية للجميع. المتغيرات الدولية المتسارعة في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي تفرض نفسها في كل حين توجب المراجعة الدائمة لكل ما يعيق التعاون في دفع قاطرة التنمية الدولية إلى الأمام وتعزيز الازدهار للجميع، فالحوار والتعاون هما السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الذي يعتبر الأرضية الأساس لأي تعاون تنموي، وهذا ما تنظر إليه الإمارات كواحد من ثوابت سياستها الخارجية. والأمر كذلك، فإنه سيكون من نافلة القول التأكيد على أن الظرف التاريخي العالمي يقتضي ترك الخلافات والتباينات مع مواقف بعض الدول، وإصلاح العلاقات لتشييد تعاون من نوع جديد، يحتكم إلى المصالح الوطنية، ويسرّع من عجلة التنمية،…
الأحد ٢٢ أغسطس ٢٠٢١
صحة الأطفال والحفاظ عليها مسؤولية أصيلة تقع على عاتق الأب والأم بالدرجة الأولى، هما من يحدد مستوى ومصير الطفل، وهما من يستطيعان حمايته وتقويته والحفاظ عليه من الأمراض، عبر مراقبة واختيار الأطعمة التي يأكلها، وهما من يستطيعان تدمير جهازيه الهضمي والعصبي، إن أهملا في تحديد ما ينفعه وما يضره من أطعمة ومشروبات، فالأطفال لا يدركون ولا يستوعبون كثيراً من الأمور، لكن أولياء أمورهم يدركون ويعقلون ويقرأون ويفهمون. لذا من الضروري جداً اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مصادر السكر في غذاء الأطفال، حتى لا يؤثر ذلك سلباً في صحتهم، ويشكّل خطراً عليهم، لأنه قد يتسبب في أمراض خطيرة عدة، وهذا ما يحمّل الأهل مسؤولية كبيرة، لكنها حتماً ضرورية، وليست مستحيلة، حيث إن هذه الخطوات لا تتطلب الكثير من الوقت والجهد، فليس ضرورياً حرمان الطفل من الأطعمة التي يحبها كافة، لكن يبقى التنظيم ضرورياً لحمايته. لابد من نشر ثقافة تقليل تناول الأطفال للسكريات والحلويات، خصوصاً أن السكر لا يؤثر سلباً في الوزن…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٢١ أغسطس ٢٠٢١
على امتداد يومين تقريباً استمعت إلى كتاب صوتي يتتبع سيرة حياة الروائي الكبير نجيب محفوظ، كما كتبها الصحفي المصري محمد شعير، في كتاب أصدره مؤخراً بعنوان (أعوام نجيب محفوظ: البدايات والنهايات)، معتمداً على نص مؤسس ومهم جداً كتبه نجيب بنفسه في عشرينيات القرن الماضي، وكان لا يزال في بدايات حياته، في المرحلة الثانوية تقريباً، وجعل عنوانه (الأعوام) مستلهماً السيرة المعروفة لعميد الأدب العربي طه حسين التي كتبها بعنوان (الأيام). في كتابه، يواصل محمد شعير الحفر في أرض ممتدة ومليئة بالخفايا والفرائد والطرائف والأسرار، تلك هي حياة ومشروع نجيب محفوظ السردي الضخم والشاسع جداً، فبعد كتابه المهم والقيم (أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة) يأتي هذا الكتاب ليسد فجوة ربما، لطالما تساءل عنها الصحفيون ومحبّو نجيب محفوظ، ولطالما سئل هو شخصياً عنها في العديد من اللقاءات: لماذا لم تكتب سيرتك أو مذكراتك أو قصة حياتك؟ فكان، رحمه الله، يقول: الذين يكتبون قصة حياتهم لديهم ما يحكونه، أما أنا فكاتب أعيش حياة بسيطة،…
السبت ٢١ أغسطس ٢٠٢١
كانت البداية مع خبر من بضعة سطور أعلنت فيه وزارة الخارجية والتعاون الدولي إجلاء كافة أعضاء سفارة الدولة لدى أفغانستان، بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدتها، وانتهى الخبر، ليفتح أمامنا المشهد واسعا ولتغمرنا جميعا مشاعر من الفخر والاعتزاز ونحن نشهد تكريم ثلة من أبطال قواتنا المسلحة بـ«وسام الشجاعة» و«وسام الإمارات العسكري» ممن كانوا وراء إنجاز المهمة البطولية التي لخصتها السطور المطمئنة. جاء التكريم تجسيدا لحرص قيادتنا الرشيدة على تقدير المتفانين والأوفياء، ومواقف هؤلاء الرجال البطولية «خلال أداء عملهم في عملية إجلاء الدبلوماسيين الإماراتيين من مطار كابول» الذي كان الوضع فيه خلال تلك الساعات العصيبة لا يوصف من حيث التعقيد والظروف القاهرة. التكريم الفوري نهج قادتنا في تقدير كل مخلص ومتفان لأجل الإمارات في مختلف الميادين والمجالات، ولأبطال قواتنا المسلحة موقع خاص في القلوب فهم الدرع الحصين للوطن وسياجه المتين، مكانة يشعر بها كل من تشرف بالانتماء لهذا الوطن الغالي، وهي التي قال عنها الرجل الذي يقف وراء أدق تفاصيل ومراحل تطورها…
الخميس ١٩ أغسطس ٢٠٢١
آخر الأحداث الكبرى هذا العام، كان من دون شك، التحول المذهل في أفغانستان، ومن ثم إعلان السيد أمر الله صالح نائب الرئيس أشرف غني أنه (أي أمر الله صالح) لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد. بالتوفيق. فهي مهمة غير سهلة. تكثر في الحالات القصوى، القصص التي تختلط فيها المأساة المبكية بالمهزلة المضحكة، ولنسمها، للاختصار؛ «المأزلة» دمجاً بين حالتين متناقضتين. وشهد العام الراهن أحداثاً عدّة، بعضها عادي روتيني، مثل انتخابات الرئاسة في أميركا، وقانون التمديد لفلاديمير بوتين حتى العام 2036 (ابتداءً من هذا العام، وليس منذ توليه في 7 مايو - أيار 2000). وبدأ خروج بريطانيا من ضلعها الأوروبي، ووقع في مرفأ بيروت ثالث أكبر انفجار غير نووي في التاريخ، وأعلن البنك الدولي أن ثلث اللبنانيين ينامون بلا عشاء، وأن لبنان يشهد ثالث أسوأ أزمة اقتصادية في العالم منذ القرن التاسع عشر. الحدث الأكثر أهمية في التاريخ قد يحدث فيما تقرأ جنابك هذه السطور (وسَّع الله عليك) ويخرج الرئيس المكلف نجيب…
الأربعاء ١٨ أغسطس ٢٠٢١
خاص لـ هات بوست : لطالما ارتفعت أصوات المسلمين عند كل جريمة ارتكبتها داعش مستنكرة ومتبرئة، عن نفسها وعن الإسلام، ونافية وبشدة أن تنتمي من قريب أو بعيد إلى الأفكار التي تحملها سيئة الذكر، وانطبق ذلك وما زال على كل ما يتعلق بالقاعدة وشبيهاتها، ولطالما أيضاً حضرت المؤامرة بكل نظرياتها وحياكاتها لتأخذ مكان الصدارة بكونها المتهم الأول في كل ما تفعله أي جماعة متطرفة. لكن، وبغض النظر عن وجود المؤامرات (أبعدها الله عنا) من عدمه، ورغم بشاعة الجرائم التي ارتكبت في العقدين الفائتين في مختلف دول العالم، من قبل الحركات الإسلامية المتطرفة، علينا ألا نختبىء وراء أصابعنا، ولنعترف آسفين أن كل ما جرى له أساس في أمهات كتب التراث "الإسلامي" التي ما زالت تدرس في المدارس الشرعية والجامعات الإسلامية، حيث عقوبة المرتد القتل، وتهمة الارتداد يمكن أن تلصق وفق أمور لا حصر لها، وعقوبة المثلي الإلقاء من مكان مرتفع، وعقوبة الزانية الرجم حتى الموت، وعقوبة تارك الصلاة الاستتابة أو القتل.…
الأربعاء ١٨ أغسطس ٢٠٢١
بالطاقة النظيفة، تبدو دبي كحسناء تمد ذراعين تحت أشعة الشمس، وتحدق في شجيرات الحياة، متعانقة مع تلك الأغصان، متضامنة مع تغاريد الطير، منسجمة مع طموحات المتفائلين جداً، متناغمة مع الإرادات الإيجابية، ماضية في تسلق عنان السماء، مستمرة في تخصيب الغيمة، مندمجة مع بوح الصباحات، وهي تحمل شذا الجلابيب البيضاء وقمصان الأناقة المخملية، وألواناً من وجوه مشرقة، متألقة، متأنقة، تتسرب في الوجود كأنها الفراشات تبحث عن عبق الرائحة، وعن رشفة مستريحة. دبي قررت أن تكون نقية من دخان وعوادم، سخية في ترتيب مشاعر أجوائها، رخية في تلطيف فضائها، فالشاهقات بقوام المذهلات، تحتاط، وتطوق نفسها بسليل الهواء الندي، والممتدات على صفحات التراب، سخيات في رخائها، متجليات في بهجتها، تطل على العالم بسجاتها الحرير، وتفترش ابتسامة أشف من عيون الماء، أرق من أنامل رضية باسمة، نجلاء. يقول أحد عشاق تلك الفتية: عندما تزور دبي تشعر أنك بين غيمة وغيمة، شهاب طالع من بين أضلع أحلام بهية، تسير، وتسير، وفي قلبك نخوة الزمن، وصبوة…
الأربعاء ١٨ أغسطس ٢٠٢١
منظر سيئ للغاية، بطله شاب في مقتبل العمر، يقف أمام المحاسب في سوبرماركت كبير، خلفه طفلان، الكبير منهما لا يتعدى الخامسة، والصغير في الثالثة تقريباً، وكل منهما يدفع أمامه عربة مملوءة عن بكرة أبيها بالحلويات والشوكولاتة بمختلف أنواعها، إضافة إلى أنواع لا حصر لها من السكاكر وأكياس البطاطا (الشيبس)، وكل منهما يضع ما اشتراه أمام المحاسب، وهما في قمة الفرح والسعادة! الأب أيضاً كان مسروراً، بل كان في قمة الفرح، وهو يرى طفليه يكادان يطيران من الفرح والسعادة، والغريب أنه لم يشعر، ولو للحظات، بأن ما يفعله خطأ كبير، وأنه بهذا الفعل يضرّ طفليه ولا ينفعهما، وهذه السعادة المؤقتة التي يراها على وجهيهما الصغيرين، قد تجلب لهما الأذى بقية سنوات عمرهما! هو ليس الوحيد الذي يفعل ذلك بالتأكيد، غيره مئات، إن لم نقل آلافاً من الآباء والأمهات، يعتقدون أنهم يسعدون أطفالهم، ولا يحرمونهم شيئاً، لأنهم يشترون لهم كل ما يطلبون من حلويات وشوكولاتة وسكاكر، في حين أنهم في الحقيقة يدمّرون…
الأربعاء ١٨ أغسطس ٢٠٢١
نواجه هذه الأيام مخاطر صعود قوى التطرف باسم الدين، ونذكر أنفسنا بأهمية قوى الاعتدال، ودورها في مواجهة مثل هذه القوى، فقبل 25 سنة وصلت «طالبان» إلى السلطة في كابول، وفتحت الباب لاستضافة جماعات متطرفة، كانت على رأسها جماعة «القاعدة». استفادت «القاعدة» من حماية «طالبان» لها، وسواء أكانت «طالبان» تعلم بما تخطط له «القاعدة» أم لا، فإن العالم انتهى إلى أحداث سبتمبر/أيلول. دفعت «طالبان» ثمناً غالياً، وخسرت السلطة، لكن العالم دفع ثمناً أكبر، وعمت وانتشرت ظاهرة الإرهاب الذي لا يهدد أرواح الناس فقط؛ بل يستهدف أنماط الحياة والثقافات والتعايش الذي بناه الإنسان على مدى قرون من الزمن. ربع قرن كانت فيه الإمارات صرحاً للأمن الداخلي والإقليمي، أسهمت في كل ما يعزز الاستقرار، وينأى بالشعوب عن تداعيات الإرهاب، الذي واجهته بكل أشكاله، بوعي استثنائي لم يفرق بين الإرهابي المستعد لقتل الناس وقتل نفسه، والإرهابي الذي يبث الفكر الذي يؤسس لبيئة الإرهاب، وواجهته بالنموذج والتنمية ورفاه الشعب وأخلاقيات لم تلوثها السياسة. اليوم تصل…
الإثنين ١٦ أغسطس ٢٠٢١
تواصل الإمارات دورها في قيادة تحولات بنّاءة في المنطقة والعالم، انطلاقاً من مسؤوليتها كدولة فاعلة وقادرة وواعية. المبادرة، هذه المرة، خرجت من بوابة الإعلام، حيث «الكونغرس العالمي»، الذي أعلن أمس عن استضافة العاصمة أبوظبي له، ليشير بجلاء إلى أحد جوانب الريادة التي ترسخت عبر عقود، ويعكس بوضوح رغبة إماراتية أكيدة في تعزيز التفاعل مع العالم، عبر بلورة رؤية استشرافية لمستقبل صناعة الإعلام التي باتت محفزاً رئيسياً للتنمية المستدامة في المجتمعات. لدى الإعلان عن استضافة «الكونغرس»، كان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أكثر قدرة على التعبير عن رؤية وانفتاح الإمارات وأصالتها وإيمانها بذاتها، حينما أشار إلى كونها حاضنة عالمية ومنصة فاعلة لقطاعات الإعلام المتنوعة، تتسم بتكامل البنية التحتية الرقمية والتسهيلات التشريعية والقانونية الداعمة، والبيئة المعيشية الاستثنائية لجميع الجنسيات والشركات الدولية المؤثرة في قطاعات الإعلام والصناعات الثقافية والمحتوى الإخباري عبر مختلف الوسائل التقليدية والحديثة. فلم يكن الإعلام بمنأى عن المكتسبات النوعية التي حققتها بلادنا في الأعوام الخمسين الماضية، حيث تعاملت…