السبت ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٠
في رواية الحزام لأحمد أبو دهمان، أنت تشهد استدعاء ذاكرة ابن القرية إلى زحام باريس، ومجتمعها، بكل ما فيه من تمازج وتداخل. بعكس واقع القرية، التي تتفرد بكون أهلها وناسها يلوذون بخصوصيتهم، ويخافون من كل أمر يستجد من حولهم. وهذا واقع كل القرى في العالم، قبل أن تختزلها العولمة. أعدت قراءة رواية الحزام مجددا. في المرة الأولى، قرأتها بخيالات وترقب قارئ يريد اكتشاف عوالم الحزام. بكل الشخوص التي استحضرتها ذاكرة المؤلف الذي أخذته دروب الدراسة والصحافة من قريته إلى عاصمة النور. دوما طريقة السرد تمنحك كثيرا من التفاصيل عن عالم تتشابه وقائعه في مجتمعاتنا العربية. قلت لصديق: كان مدهشا بالنسبة إلي هذا التشابه الإنساني في القرى والأرياف، الأمهات، الأزياء، طقوس الطبخ، مع بعض الاختلافات التي ترتبط بالمكان والظروف المصاحبة. قبل نحو أسبوع عدت إلى قراءة "الحزام"، وأنا أستحضر صورة مؤلفها الذي جمعني لقاء به وثلاثة أصدقاء آخرين. أبو دهمان، يشبه روايته كثيرا. هو جزء منها. الآن فهمت لماذا أحببتها. يسوغ…
الخميس ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
المتعة الكروية كانت حاضرة في «الديربي» بالرياض، والتي كانت زرقاء كالعادة، خلال مباراة الهلال والنصر، التي انتهت بفوز هلالي 2-صفر. ويدل هذا على علو كعب الهلال أمام النصر في المواجهات، ناهيك عن البطولات والألقاب. المباراة كانت ممتعة ومميزة، رغم النقص العددي الكبير في فريق «الزعيم الهلالي»، الذي استطاع تحقيق الأهم بالفوز، رغم أن النصر كان تقريباً كامل العدد. ما حسم المواجهة كانت خبرة الهلال بالمواجهات الكبيرة، إذ عرف كيف يكسب النصر، خصوصاً أن هناك مواجهات أخرى قادمة بينهما في نهائي كأس الملك سلمان، ونحن محظوظون وموعودون بإثارة كروية جديدة. مواجهات النصر مع الهلال تتسم دائماً بالقوة والندية، فما بالك بمباراة نهائي كأس خلال خمسة أيام تقريباً. ما أجمل ديربي الرياض بقوته وشغفه وتنافسه الشريف بين الزعيم والعالمي، وهذا مؤشر إلى أن الدوري السعودي الأقوى عربياً. ويبقى أن الفوز الأخير للهلال سيمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل المواجهة الختامية المقبلة. والأكيد أن لقب الكأس مهم للفريقين، سواء في إطار الصراع المستمر بين…
الخميس ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفال باليوم الوطني التاسع والأربعين، في الثاني من ديسمبر المقبل. إنها دولة الاتحاد التي أرسى قواعدها آباؤنا المؤسسون؛ الذين حولوا الصحراء إلى معجزة يشار إليها بالبنان. ففي صحراء جرداء وفي ندرة الماء، لم يكن ممكناً الحصول على ماء الشرب، ناهيك عن الماء اللازم لإنتاج الحد الأدنى من الغلال والمحاصيل الزراعية، ومن ثم كان خيار أجدادنا الوحيد امتهان حرفة الصيد البحري من أجل التقاط ما يجود به البحر، فصار ركوبه لأيام وشهور، حرفة طورها الأجداد، ومن خلالها درسوا حركات النجوم والكواكب لتتيسر لهم سبل الاهتداء إلى مواقع "مزارع اللؤلؤ". وفي ذلك الزمن الصعب، كانت رحلات الصيد تستغرق وقتاً طويلاً. ومع غياب الرجال، كانت النساء تتولى القيام بمهام تربية الأبناء وتدبير شؤون حياة كافة أفراد الأسرة. وبمرور الوقت اكتسبت المرأة مهارات عديدة، وأنشأت الأبناء على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة لمجتمعنا. وما زال بعض «كبار المواطنين» يذكرون دور الأمهات في تنشئتهم وتربيتهم، واللاتي غرسن في نفوسهم قيم البذل…
الخميس ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
أمرٌ جميلٌ التوسعُ بربط بطاقة الهوية الإماراتية مع كل شأن في تعاملاتنا، وهو أمر عملت عليه الهيئة مبكراً منذ ظهور نظام الهوية والسجل السكاني، ولكن بعض الجهات التي حققت الربط المنشود مؤخراً وجدناها تطالب المتعاملين معها بدفع ثمن باهظ لغفلتها هي وتأخرها في الخطوة. وحتى يكون حديثنا عن وقائع محددة أشير إلى بعض المخالفات الحضورية التي يحررها موظفون رسميون ممن يتمتعون بالضبطية القضائية سواء من رجال الشرطة أو مراقبي البلدية اعتماداً على بطاقات هوية المخالفين الذين فوجئوا لدى ولوجهم لتطبيق شرطة أبوظبي بوجود مخالفات متأخرة تعود لأكثر من عامين، ليس ذلك فحسب، بل اكتشفوا أن عليهم سداد تلك المخالفات وعليها رسم تأخير بمقدار عشرة دراهم عن كل شهر، بحيث أصبحت قيمة المخالفة مضاعفة جراء تراكم رسم التأخير، وهم آخر من يعلم نظراً لعدم تلقيهم إشعارات بذلك. ولولا الصدفة التي قادتهم لدخول الموقع لاستمر العداد في العد وتزايد قيمة الغرامات التي لن يعرف بها صاحبها إلا إذا ذهب لتجديد ملكية سيارته…
زاهي حواسوزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
الخميس ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
من الأشياء الجميلة التي أراها خلال الاهتمام بالتراث ضمن رؤية المملكة العربية السعودية، أن هذا العمل العلمي قد بدأه الأمير سلطان بن سلمان عندما كان رئيساً للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأكمل هذا العمل من بعده الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة ومعه الدكتور جاسر الحربش رئيس هيئة التراث، وكان من أهم ما تم في هذا المجال هو تطوير البحث العلمي الأثري وتشجيع عمليات التنقيب عن الآثار بواسطة الآثاريين السعوديين بالتعاون مع المؤسسات العلمية العالمية المتخصصة في مجال الآثار والمهتمة بالتاريخ الحضاري للجزيرة العربية والعالم القديم. لقد كان من أهم الأسس لتحقيق هذه الرؤية الإيمان بأن الأبحاث العلمية هي الخطوة الرئيسية الأولى لتطوير المواقع الأثرية من أجل خلق تنمية السياحة المستدامة، فمن دون فهم البعد الحضاري والثقافي للموارد الأثرية والتراثية لن تكون هناك نتائج وحقائق يمكن إظهارها، ومن دون الأبحاث ستبقى الموارد الأثرية والتراثية مختفية في باطن الأرض أو يشوبها الغموض والجهل بها. وفي حقيقة…
فاضل العمانيكاتب سعودي مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني
الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
"إن هدفنا العام هو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع. وعلى الرغم من أن جائحة كورونا قد دفعتنا إلى إعادة توجيه تركيزنا بشكل سريع للتصدي لآثارها، إلا أن المحاور الرئيسة التي وضعناها تحت هذا الهدف العام - وهي تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاقٍ جديدة - لا تزال أساسية لتجاوز هذا التحدي العالمي وتشكيل مستقبلٍ أفضل لشعوبنا.. وعلينا في المستقبل القريب أن نعالج مواطن الضعف التي ظهرت في هذه الأزمة، مع العمل على حماية الأرواح وسبل العيش". تلك مقتطفات من الكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين في افتتاح قمة العشرين، وهي القمة العالمية الاستثنائية التي تُعدّ من أهم القمم في تاريخ مجموعة العشرين منذ إنشائها العام 1999 بسبب جائحة كورونا التي عصفت بالاقتصاد العالمي وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من مليون إنسان في أزمة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، بل وفاقت تبعاتها وأضرارها الحرب العالمية الثانية "1939 - 1945". أعود للسؤال أعلاه: لماذا قمة العشرين في الرياض؟. ولعلّ الإجابة…
الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
هذه تكملة لمقال الأسبوع الماضي، الذي تعرضت فيه لما ظننتُه هوية متأزمة، يعانيها كثيرٌ من المسلمين المعاصرين، لا سيما هؤلاء الذين استوطنوا في أوروبا، حيث الثقافة والأعراف غير ما عرفوه في بلدانهم، أو ما ظنوه أصدقَ تمثيلاً لمرادات الدين الحنيف. كتبت مراراً عن مشكلة الهوية في السنوات الماضية. وظننت أنها باتت مفهوماً واضحاً لغالبية الناس. لكن النقاشات التي اطلعت عليها هذه الأيام، أوضحت لي أن الغموض المحيط بالفكرة ما زال كما تركته قبل بضع سنين. ليس هذا بالأمر الغريب، فمفهوم «الهوية» جديد على الثقافة العربية، ولو راجعت المعاجم القديمة لما وجدت له عيناً ولا أثراً. إنه مثالٌ عن مئات التعابير التي نتداولها ونظنها عربية صميمة. لكنها ليست كذلك، فهي مستوردة من إطار معرفي مختلف. ولهذا فإن حمولتها المفهومية والقيمية متباينة بين شخص وآخر، تبعاً لقبوله بمغازيها. وكنت قد التفت لهذه المشكلة، حين وجدتُ من يدعو الناس لاختيار حرج بين الدين والوطنية والقومية، ووجدتُ الناس مضطرين للقول بأنهم مسلمون فقط أو…
الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
المرأة الإماراتية تعانق اليوم بعطائها نجوم الفضاء، بما حققته لها القيادة الحكيمة من تمكين، ودعم غير محدود، أثمر معجزة حقيقية في وقت قياسي واستثنائي، وكان محرك دفع قوياً نقلها، بما أثبتته من قدراتها الفائقة، من مقاعد المشاركة إلى قمم الإنجازات الكبرى التي يشار إليها بالبنان عالمياً. الإنجاز الذي حققته سارة الأميري على قائمة «بي بي سي» لأكثر 100 امرأة تأثيراً وإلهاماً في العالم في 2020، هو إنجاز متعدد الدلالات، وهو قبل كل شيء تأكيد، كما قال محمد بن راشد، بأن «لا شيء مستحيل أمامها»، فهي اليوم تقود المهمة الأضخم عربياً، في رحلة الإمارات التاريخية إلى المريخ، وتقود وكالة الإمارات للفضاء، وتقود حملة لإلهام المرأة العربية بأنها تستطيع. ما يجسده اختيار سارة الأميري بوضوح، هو مدى القوة والنفوذ والتأثير والكفاءة، الذي حمل المرأة الإماراتية إلى العالمية، لتكون صانعة إنجازات معرفية لم يسبر غورها إلا قلة من البشر، وتقدم عطاءات تخدم الإنسانية جمعاء، وما باتت تمثله من نموذج إلهام للمرأة في عالمنا…
الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
تقبل الإمارات كما ينبجس الفجر، من بين طيات الوجود، ليسفر وجه العالم بلجين وضاء، لا تشوبه شائبة غبار، ولا ضباب، في القمة العالمية لرواد التغيير أدلت الإمارات بدلو الحقيقة، وأعلنت من وازع قلب مطمئن، ونفس تواقة إلى الذهاب في جدول الحياة كما هي السيولة المعبقة بعطر الطبيعة النبيلة. بالأمل تخيط الإمارات قميص النجابة، وبروح صافية تلون الإمارات قماشة الأحلام الزاهية، وبالحب تزف الإمارات خبر الوصول إلى مرفأ التعايش بحيوية، وسلام، ووئام، وانسجام، وبقدرة فائقة على التوهج والاندماج مع الآخر، من دون توجس، أو ريبة، أو حيرة. هكذا تبدو في محيط العالم، طائر يرفرف بجناحين، يفردان ريش التلاقح ما بين الشرق والغرب، ويذهبان بالفكرة كأنها النجمة المضيئة، والغيمة الممطرة، والموجة الصارمة، تحيي السواحل بأبيض الفطرة، ونصوع الغريزة. هكذا تقدم الإمارات نفسها للعالم، فياضة بالحب، ريانة بالشوق إلى وجود تتحد أطرافه، وتتوحد نواصيه، وتلتحم مشاعره لتصبح السماء سقفه، والأرض سجادته، والجهات الأربع سياجه المنيع. هكذا يفكر قادة الإمارات، وهكذا يفيضون توقاً، واشتياقاً،…
الثلاثاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠
على مدى عام كامل تحوّلت مملكة الاستباقية الجديدة إلى خلية نحل لا تكل للارتقاء بجدول أعمال مجموعة العشرين لتلائم مستوى التحديات الكبرى التي يعيشها العالم اليوم بعد جائحة «كورونا»، وكان مسك الختام بالأمس الخلاصة الملكية التي حملتها تصريحات القيادة السياسية، وفي قمتها تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أكد أمام النصاب المكتمل لقادة المجموعة، الهم المشترك تجاه إعادة اليقين السياسي وانتعاش الاقتصاد مجدداً، وتخفيف الأعباء عن دول العالم، لا سيما الفقيرة منها، وعدالة توزيع اللقاح المحتمل حال اكتماله. في كلمته الختامية أخذ الملك سلمان، منطق الدولة المسؤولة إلى حدوده القصوى، مؤكداً ضرورة التعاون أكثر من أي وقت مضى لمواجهة الفيروس واستعادة النمو وبناء المستقبل، ومشدداً على أهمية استمرار العمل والارتقاء لمستوى التحديات الناجمة. الإجماع على تطابق الرؤى في مواجهة الجائحة كان أهم مخرجات قمة العشرين السلسة، حيث أكد الملك سلمان، أن قادة أهم الدول المؤثرة في اقتصادات العالم بما تستحوذ عليه من ملاءة مالية وقدرة بشرية…
الثلاثاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠
شاركت الإمارات العالم مؤخراً الاحتفاء باليوم العالمي للطفل بإبراز الجهود والمبادرات والاستراتيجيات التي أعدتها لبناء أجيال المستقبل، والتي اهتمت بها اهتماماً كبيراً ورصدت لها كل الإمكانيات والموارد لضمان نجاحها بالاهتمام بالطفولة المبكرة. عندما نتحدث عن هذا الجانب يبرز الدور الكبير والرعاية الفائقة لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية. أدوار وجهود ومبادرات ساهمت في بناء هذا الجو الصحي والبيئة الطيبة التي ينعم بها اليوم أطفال الإمارات. وكما قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي «نفتخر في دولة الإمارات بالدور الريادي لمؤسسات رعاية الأمومة والطفولة، ولنا في «أم الإمارات» قدوة دائمة ومثال أعلى لما يمكن تحقيقه دعماً للأطفال عبر القوانين والتشريعات والمشاريع والمبادرات التي تحميهم وترعاهم وتقود خطواتهم الواثقة نحو النجاح والازدهار». وعند الحديث في هذا المجال يبرز الدور الملموس لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد…
الإثنين ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: يتحدث الكثيرون عن أنواع المديرين وأساليب الإدارة، إلا أنني لم أقرأ كثيراً عن القادة الذين يلتفتون إلى أحد الموظفين الإداريين ويسعون لتشجيعهم من خلال منحهم الثقة وإعطائهم مهام إضافية بهدف تشجيعهم على التعلم وتطوير الذات وليس بهدف إنجاز المهام المتراكمة والمتأخرة. وهنا لي وقفة مع قصة إحدى الزميلات عندما بدأت حياتها المهنية الـ20 من عمرها، كموظفة استقبال في إحدى الشركات، وبرغم مسؤوليات العمل في هذا العمر الصغير، إلا أنها كانت تتحمل مسؤولية والدتها وإخوتها الصغار أيضاً، وفي وقت لاحق استكملت دراستها الجامعية حتى أنهتها بالرغم من ساعات العمل الطويلة في الشركة التي تمتد من 8:00 صباحاً إلى 5:00 عصراً، وبعد أن تنهي ساعات العمل الرسمية، تتوجه إلى الجامعة، وهكذا، حتى نالت شهادة البكالوريوس من جامعة مرموقة. كانت الموظفة تبذل جهداً إضافياً ملحوظاً، وبتفانيها في العمل كسبت ثقة قائد الشركة الذي رأى فيها الالتزام والصدق والإخلاص فقدم لها الدعم.. كترشيحها للدورات التدريبية، وحضور مؤتمرات محلية ودولية، إضافة…