الجمعة ١٠ يوليو ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست: سيل من الرسائل غير مسبوق تتوالى على جهازك الصغير عن طريق بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي فتشعر بأن من يرسل لك هم الملائكة الكرام. رسائل الحب والود والدعاء والتذكير بيوم القيامة والصدق والمحبة وتلك القيم الجميلة والأخلاقية والتي تدعو الى الكمال والتحابب في الله . تفتش عن من ارسلها فتجده بعيدا كل البعد عن تلك القيَم الجميلة وذلك الشعور النبيل والفتاوي التي تحضك على فعل الخير وبعضها طلب للمسامحة قبل دخول شهر رمضان وبعد العيد وقبل الحج ومحرم وصفر وحتى الأشهر الافرنجية . فتجد نفسك محاطا بكم من الرسائل المفعمة بالأخلاق والسمو الفكري والانساني المثالي الذي لا يضاهيه شيء في هذه الدنيا. تشعر بكثير من الغبطة والفرح من ذلك الكم الهائل من الدروس الخلاقة لكنك عندما تفتش عن تلك المعايير من قبل من ارسلها فتجده لا يطبق حتى خمسة بالمائة مما يرسل. فالكذب سمته وحياته التي يعيش بها. وأكل أموال الناس بالباطل هي شعاره الذي يمارسه كل…
الأربعاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٠
يبدو لي أنَّ المجتمعات العربية بشكل عام، لا تنظر بعين الرضا إلى فكرة الحرية. لعلها تتمنَّاها، لكنَّها في الوقت عينه، تخشى عواقبَها، كما ترتاب في نوايا المؤمنين بها والداعين إليها. إنَّ السببَ الأبرز للارتياب في الحرية، هو القلق من الانفلات الاجتماعي. حين يدعو شخص ما لاحترام قيمة الحرية أو ضمانها لكل الناس، فإنَّ قليلاً من الناس سيناقشه في فوائد الحرية وأضرارها كقيمة قائمة بذاتها. أما أكثر الناس فسوف يردُّ عليه بالقول مثلاً: ولكن إقرار الحرية سيزيد من التمرد على التقاليد، وسوف يشجع الفتيات والفتيان على التمرد على الآداب العامة، وربما تجدهم في الأسواق والمتنزهات بملابس غير لائقة، وقد يكرر الكذبة التي شاعت في السنوات الماضية: «هم لا يريدون حرية المرأة، بل حرية الوصول إليها». وقد تسمع أيضاً من يقول: ومن يضمن أنَّ الحرية لن تمنح فرصة للمرتد عن الدين، وداعية التطبيع مع العدو، أو المحرض على الإرهاب، كي يعلنوا آراءهم في المجال العام، فيتمكنوا من استقطاب مناصرين لمبادئهم. وهذا يؤدي…
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠
كانت أولوياته استضافة الخونة في خيمة الخيبة لتدبير المؤامرات ضد المملكة وقادتها، وضد دول عربية. كان طموحه أن يتزعم العالم العربي، ويتزعم أفريقيا، وربما صدق أنه من خلال خيمته وكتابه الأخضر يستطيع تزعم العالم لم تكن تجربة القذافي ناجحة في أي مجال لا في الداخل ولا في الخارج. كان مشتتاً غير مستقر التفكير، ليس لديه أولويات ولا مشروعات تنموية. فشل في أفكاره الوحدوية، فشل في شطحاته الإدارية ولجانه الثورية. فشل في صداقاته – إن كانت له صداقات – وفي عداواته وما أكثرها. فشل في قيادة ليبيا واستثمار ثرواتها في التنمية الداخلية وبناء دولة مؤسسات حديثة بدليل ما آلت إليه ليبيا بعد رحيله. فشل في التنظير والتطبيق في كل شيء، حتى البنية التحتية في ليبيا لم تكن متوافقة مع بلد نفطي. خذ مثلاً: في زيارة الملك خالد – يرحمه الله – إلى ليبيا عام 1980، كان الدكتور غازي القصيبي – يرحمه الله – أحد المرافقين ومن ذكرياته عنها ما يلي (نزل…
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠
نذكر جميعاً وقت الأزمة المالية العالمية، حين تدخلت الحكومة، ودعمت البنوك، وأقرت وزارة الاقتصاد قانوناً يمنع صرف أي مكافآت لأعضاء مجالس إدارة الشركات، إذا لم تحقق أرباحاً، أو تكون هناك توزيعات نقدية على المساهمين، ومع ذلك التفت إحدى الشركات على هذا القرار، فلم توزع أرباحاً على المساهمين، ولا مكافآت لأعضاء مجالس الإدارة، لكنها منحت كل عضو بدلات بالملايين! وللأسف، هذا البند تحديداً يحتاج إلى مراجعة دقيقة، بحيث يتم وضع سقف لهذه البدلات، بما لا يثير حفيظة مساهمين ينتظرون توزيعات وأرباحاً على أسهمهم، فلا يجدون إلا مبررات واهية! لذلك، من الضروري جداً إعادة تنظيم صرف نسبة من الأرباح على مجالس إدارة الشركات المساهمة، وألا يتم الاكتفاء بما هو معمول به حالياً، وفقاً لشروط هيئة الأوراق المالية، ومن ضرورة موافقة الجمعية العمومية على إجمالي مبلغ التوزيعات والمكافآت، دون أن يتم تحديد نسبة هذه المكافآت من قبل الجمعية العمومية، بل إن مجلس الإدارة هو الذي يحدد هذه النسبة من إجمالي الأرباح! كما يجب…
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠
لم يكن يوماً عادياً بالنسبة للطيار، فعندما اهتزت الطائرة بعنف، أدرك أنها ليست مطبة هوائية، ولكن الطائرة ستتعرض للاصطدام لا محالة، لذا، قرر الذهاب إلى نظام الاتصال الداخلي، ليحذر جميع الركاب، فأعلن عن هولة وحتمية المصير، بصوت مرتبك وحزين، بأن الطائرة، للأسف، ستواجه الاصطدام، وعليهم الاستعداد لذلك. لا أستبعد سلبية الأفكار التي كانت تحوم في ذهن الركاب حينها، من الأمنيات المؤجلة، والأشخاص الذين تم جرحهم، والأسرة التي لم تعطَ حقها، وهجر الزوجة أو الزوج لأسباب واهية. ولكن بعد لحظات من هذا الموقف المربِك، قدر الله أن تهبط هذه الطائرة بسلام في أحد الأنهار، فكانت رحمة ومنحة من الله سبحانه وتعالى، أن تمتد حياة المسافرين، لتعطيهم فرصة في تصحيح المسار في الحياة. هل يحتاج الناس أن يكونوا على شفا حفرة من الموت، لكي يتحركوا ويتغيروا! أحياناً، هذه المواقف تكون هي الدافع الأكبر للتغيير، ومراجعة ملفات الحياة، وإعفاء النفس من تذوق الكؤوس المرة، فتسنح الفرص للإصلاح. قال أحد العقلاء: «مما أكرهه في…
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠
بكل الفخر والفرح والتفاؤل والثقة بالمستقبل، استقبل أبناء الإمارات اعتماد قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الهيكل الجديد للحكومة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعد التشاور مع أخيه وعضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومباركته للتشكيل الوزاري الجديد. فخر وفرح، وتفاؤل يعبر عن الالتفاف الكبير حول القيادة الرشيدة والثقة العظيمة بقراراتها وإنجازاتها ومكتسباتها المتواصلة، وهي تعمل بدأب وتصل الليل بالنهار، لإعلاء شأن الوطن وإسعاد مواطنيه بمنجزات تصدرت المؤشرات الدولية، وجعلت الإمارات أنموذجاً يحتذى به في البناء والتنمية المستدامة على مختلف الصعد. ما يميز الهيكل الجديد والتشكيلة الوزارية الجديدة، الرؤية الاستشرافية للمستقبل الذي انطلقت منه لمواكبة التغييرات، ودمج الجهات والهيئات ذات النسق الواحد والمتقارب لضمان أداء حكومي رشيق، والاستغلال الأمثل للموارد البشرية مع حيز واسع من…
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠
ليست دول العالم الثالث هي وحدها التي فيها التسيب والغفلة والضحك على الذقون، بل إن دول العالم الأول قد يحدث فيها ذلك، وهذه حادثة قرأتها، وأتمنى أن تشاركوني في الإعجاب ببطلها الذي استفاد من دون أن يؤذي أحداً، وخرج وانسل منها في النهاية مثلما تنسل الشعرة من العجين. والحكاية وما فيها يا سادتي... إنه خارج حديقة حيوان (بريستول) توجد ساحة لوقوف السيارات تتسع لـ150 سيارة و8 حافلات، ودائماً هي (فُل) – أي مكتملة العدد - من كثرة ما يتقاطر عليها الزوار، وعلى مدى 25 عاماً كان يدير هذه المواقف رجل لطيف يقوم بتحصيل الرسوم (1.40 جنيه إسترليني) عن كل سيارة و(7 جنيهات) عن الحافلة، وكان يحافظ عليها من أي سرقة أو تعدٍ، وكثيراً ما نفحوه أصحابها (بخشيشاً) على أمانته. وفي أحد الأيام بعد 25 عاماً كاملة من العمل المتواصل بدون تسجيل حالة غياب واحدة لم يعد مراقب المواقف يحضر للعمل، لذا اتصلت إدارة حديقة الحيوان بالبلدية تطلب إرسال موظف آخر…
الإثنين ٠٦ يوليو ٢٠٢٠
بداية لابد من التأكيد على أن مجالس إدارات الشركات المساهمة العامة، هي أساس الثقة بالشركة، وهي عامل رئيس ومهم في نجاح هذه الشركات، وكذلك فشلها، لكنّ هناك عنصراً آخر يعطي بعض هذه الشركات قوة إضافية، ونجاحاً شبه مؤكد، وهو نسبة حصة الحكومة فيها، التي عادة ما تراوح ما بين 30 و60%. ومن المعروف أن هناك شركات أسسها القطاع الخاص، ودخلت فيها الحكومة بحصص، وبهذا الدخول تضاعفت أهمية هذه الشركات، وأصبحت لها صدقية، وموثوقية، وأسهم وجود الحكومة في نجاحها، فالحكومة عادة ما تقدم الكثير من التسهيلات لهذه الشركات، سواء بإعطائها أراضي، أو مشروعات، أو أفضلية، وهنا لابد أن يعرف الجميع أن نجاح هذه الشركات لا يعتمد فقط على كون إدارتها إدارة كفوءة وناجحة، بل يعتمد بشكل مباشر على الدعم والتسهيلات الحكومية! وهذا يعني بكل وضوح أن الأساس في تحقيق هذه الشركات أرباحها الضخمة، يعود إلى وجود الحكومة داعماً أساسياً لها، بغض النظر عن مدى قوة أو ضعف مجالس إدارتها. هذه الحقيقة…
الأحد ٠٥ يوليو ٢٠٢٠
إلى أن يحين موعد الانتخابات الأميركية، بعد خمسة أشهر، لن يسقط النظام الإيراني، والأرجح لن يتراجع عن نشاطاته العدوانية داخلياً وخارجياً. بعد ذلك التاريخ، قد تتبدل الأمور. حينها، كل الاحتمالات مفتوحة، وستعتمد على من يكون الساكن في البيت الأبيض. لكن قبل الخوض في قراءة الحرب الاقتصادية والسياسية بين واشنطن وطهران، الأفضل، ربما، فهم تجارب العقوبات الاقتصادية الأخرى. فالحظر الذي عاشه نظام صدام حسين في العراق، بين أعوام 1990 إلى الغزو وإسقاط النظام 2003، يماثل كثيراً العقوبات القاسية على طهران اليوم. الدرس من تلك التجربة، أن العقوبات لم تفلح في تغيير صدام ولا إجباره على تغيير سياساته. مثل هذه الأنظمة المتسلطة تحكم بقبضة أمنية، ولا تبالي بعذابات مواطنيها. وفوق هذا كانت تقلب اللعبة لصالحها. فنظام صدام تمكن من استغلال المؤسسات الدولية للدفاع عن مواقفه، فمنظمة محترمة، مثل اليونيسيف، كانت تنساق وتصدر بيانات معتمدة على معلومات مكذوبة، تدعي إحداها وفاة نصف مليون طفل عراقي جراء العقوبات، وقد أظهرت البحوث اللاحقة أن…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٤ يوليو ٢٠٢٠
انفجرت في الكويت قضية سياسية ساخنة تمحورت حول ما يمكن أن يسمى «أشرطة القذافي» المسربة، ودار جدل كبير، وأظنه سوف يستمر لفترة، وقد تكون له مفاعيل سياسية مستقبلية. هذا المقال عن المستقبل وليس عن الماضي، ولكنه يركن إلى أحداث الماضي القريب ليحاول استخلاص العبر. المشهد عربي والأزمة عربية (سياسية وفكرية وسلوكية) وليست فقط محلية، صلبها من جهة غياب المشروع الوطني المدني النهضوي الحديث، ومن جهة أخرى توظيف سلبي في السياسة لمعتقدات الأمة. يحدث التطور عند الأمم عندما يصبح الناس أحراراً في التفكير، وعندما يسجن الفكر يتحول المجتمع إلى الاستبداد، ولا أكثر وضوحاً من سجن الفكر إلا في فكر الإسلام السياسي بتعدده المذهبي. يمثل مدخل المشهد كتاب قرأته منذ فترة وكان بعنوان «أشرطة صدام: آلية عمل داخلية لنظام استبدادي 1978 – 2001» لمؤلفين هما ديفيد بالكي وكيفن وود، صدر عام 2011 واطلع المؤلفان وسمعا الأشرطة (صوت وصورة) التي تركها نظام العراق السابق بعد سقوطه، وهي تسجيلات للقيادة العليا من النظام. اللافت…
الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠٢٠
خاص لـ هات بوست : يقول المختص في الشأن البيئي دكتور فهد تركستاني أن شجرة واحدة يمكنها أن تمنح تبريداً يعادل ما تعطيه 10 أجهزة تكييف خلال 20 ساعة إضافة لتوفير أكسجين يكفي 4 أشخاص ليوم واحد. ولو سمحنا لأنفسنا بأخذ جولة على بعض احياء جده لوجدنا عدد الشجر الذي تم اغتياله وتقطيعه يفوق الوصف. كثير من الشوارع تم تصفيتها وتم تحويلها من خلال مناشير مجهولة المصدر الى حطب يتم بيعه لمطاعم المندي. تستغرب ذلك النشاط في الهدم والقلع وخلال ساعات يتم حلق الشارع عن بكرة ابيه. تتساءل عن هيئة أولئك الناس الذين يقومون بهذا الفعل هل هم من موظفي البلدية أم أنهم أناس تسلطوا على مقدرات الوطن ونهبه وتصحيره والانتقام حتى من زرعه. سؤال اتوجه به الى أمانة مدينة جده عن تلك الاشجار التي تم تقطيعها وبقيت شاهدا على جريمة من قام بها. لماذا تزرعونها لسنوات وتقتلعونها في ساعات؟ لماذا بعد أن تنعمنا بظلها وفرحنا بخضرتها وزينتها وصوت زقزقة…
الجمعة ٠٣ يوليو ٢٠٢٠
كلنا نتذكر مؤتمرات القمة العربية والتي كان فيها القذافي مهرجها بامتياز من خطاباته في تلك المرحلة والتي كنا نعتقد أنها صادقة ومعبرة عن شعوب المنطقة رغم أن القذافي وسياساته تدل بشكل واضح على تناقضات شخصيته فلقد كان له رؤية غريبة عجيبة لحل المشكلة الفلسطينية وفي نفس الوقت ما سببه من مآسي لبعض الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في ليبيا في تلك الفترة ورميهم على الحدود مع مصر وأن الحل لهم هو بالعودة إلى بلادهم فلسطين، وللأسف أن القيادات العربية في تلك المرحلة كانت تجامل القذافي بنياته الصادقة في محاولة لإظهار التماسك العربي الرسمي في تلك الظروف ولكن القذافي حقيقة لم يكن بذلك الرئيس أو الشخصية الأرجوزية البهلوانية البلهاء بل إنه كان يخطط ويخدم مصالح ضد الوحدة العربية التي كان يدعي أنه وريثها الشرعي من الحقبة الناصرية، رجل أهدر قدرات بلاده وشعبه في أفكار بلهاء حاول أن يكون هو محور تلك السياسات فقد ادعى أنه كفر بالعروبة وبأفكار الوحدة مع بعض الدول…