الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩
«حزب الله» من بد جميع القوى السياسية، واجه الاحتجاجات الشعبية في لبنان، واعتبرها موجهة ضده. خرج اللبنانيون بكافة طوائفهم دون استثناء، منذ عشرة أيام، بعد أن بلغ السيل الزبى. لم يحددوا قوى سياسية بعينها، لم يرفعوا شعارات ضد «حزب الله» أو غيره، لم يرفعوا سوى علمهم، ولم يحملوا غير همومهم، ولم يثوروا إلا على مآسيهم، لكن حسن نصر الله استوعب جيداً أنه وحزبه وحلفاءه هم من تسببوا في الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة. خطابان سارع بهما نصر الله لتبرير موقفه أولاً، ولتهديد خصومه عن بكرة أبيهم، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم ثانياً، قبل أن يجد نفسه وحيداً في عين العاصفة. نصر الله رمى بثقله للحفاظ على ما سماه «العهدَ الحالي»، واصفاً إياه بالخط الأحمر، رغم أنف الجميع، كيف لا يفعل ذلك، وهو عراب التسوية السياسية التي جعلت زعيم الميليشيات المتحكم الأول في لبنان، كيف لا وقد هندس قدوم رئيس محسوب على «حزب الله»، كما هندس تشكيل حكومة لأول مرة بـ30 وزيراً،…
الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩
الثورة الرقمية تصحح ذاتها، وتواجه أخطاء وثغرات مفتوحة على الشكوك والأسئلة في السنوات الأخيرة، ليس أقلها احتكار طبقة كثيفة وواسعة من المعلومات والأفكار، واستثمارها سياسياً واقتصادياً، وتالياً تسهيل إدارة الاعتقاد لدى مليارات البشر، فالشركات التكنولوجية العملاقة، مثل «غوغل»، و«أمازون»، و«فيسبوك»، و«أبل»، تحولت إلى أقطاب مؤثرة في سياسات الدول، وأحياناً في مصيرها. وسائل التواصل الاجتماعي، أبرز تجليات الثورة الرقمية، تحاول الآن ترتيب كثير من الفوضى التي انتشرت على منصاتها، خصوصاً ما يتعلق منها بالأخبار، وهي تحظى بسمعة سيئة في هذا السياق، تتصل بالصدقية التي لا يمكن التحكم فيها وضبطها، مع وجود ملايين المستخدمين المزودين للمحتوى، دون تدقيق، ودون إخضاع الأخبار والمعلومات إلى معايير مهنية، كما تفعل وسائل الإعلام التقليدية. «فيسبوك نيوز» خدمة جديدة، أطلقها أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبيةً في العالم، لإضفاء مصداقية على المحتوى الإخباري، بعيداً عن ما يدرجه أو يخترعه أو يزيفه المستخدمون، فالمحاولة تمثل ارتداداً للقواعد والأصول في النشر، بالعودة إلى محطات إعلام احترافية، تزيد على 200 محطة،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩
السفر نعمة كبرى، وكل الذين سافروا يعرفون المعنى الحقيقي لهذه النعمة، يعرفون أنك حين تسمع عن عجائب الدنيا، وعن قصور تشبه تلك القصور التي جاء ذكرها في حكايات ألف ليلة وليلة، وأنك حين تقرأ عن طبيعة المجتمعات وأخلاق الناس في المجتمعات البعيدة سيختلف الأمر تماماً عما ستراه حين تسافر إليهم وتشاهد بعينيك وتشعر بعظمة حضاراتهم بجميع حواسك. السفر كحاسة سادسة تهبنا إياها الحياة لتتسع مدارات الرؤية وآفاق المعرفة وأسرار الحواس الخفية. وحين تسافر تختلف رؤيتك للأمور لأنك ترى وتلمس وتتفاعل، تغني في الشارع مع فرق الموسيقى، وتقف مشدوهاً أمام القصور والشواهد، وتتعجب من قدرات الإنسان الهائلة وهو يطوع قوى الطبيعة ويبني الحضارات، فتتعلم كيف تقدر ذلك كله وتنحني له احتراماً. ساعتها يكون لك مطلق الخيار في أن تحب أو تكره، أو تتخذ الموقف الذي تراه مناسباً، دون توجيه أيديولوجي أو سياسي من أحد ما. في طفولتنا، حين وقعت بين أيدينا كتب كثيرة، لعبت دورها في إفساد مفاهيمنا أحياناً، وحشونا بالأكاذيب…
الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩
سوق السمك لها خصوصية متفردة، فهي ليست مولاً تجارياً، ولا يمكن لها أن تكون كذلك، حتى لو تطوّر مبناها، كما لا يمكن التعامل مع بائعي الأسماك كمستأجري المحال في المراكز التجارية، صحيح أن مبنى «ماركت الواجهة البحرية» حديث ومتطوّر وشبيه بالمراكز التجارية، إلا أن الوضع مختلف برمته عندما تصبح البضاعة هي مصدر قوت يومي لأغلب المواطنين، ومصدر رزق أساسياً عند بعضٍ منهم! زيادة الكُلفة داخل السوق على بائعي الأسماك تعني انخفاض هامش الربح لديهم بشكل يؤثر في استمراريتهم، خصوصاً إذا أضفنا إلى ذلك زيادة كُلفة رحلة الصيد نفسها، وتالياً فلا مجال أمام بائعي الأسماك لتعويض أموالهم إلا من خلال رفع أسعار الأسماك ولو بنسبة ضئيلة، ورُغم أنهم يرونها ضئيلة، وقريبة من الأسعار ذاتها قبل الانتقال إلى السوق الجديدة، لكنها ليست كذلك على المستهلكين، خصوصاً من ذوي الدخلين المحدود والمتوسط، وبحسبة بسيطة فإن كُلفة شراء الأسماك الأسبوعية لعائلة متوسطة لا تقل عن 1500 درهم، وهذا يعني أنها تصل شهرياً إلى 6000…
الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٩
هو أحد أهم وأنفع وأفضل البرامج التمويلية، ذلك الذي أعلنت عنه وزارة الاقتصاد ومصرف الإمارات للتنمية، والمخصص للشركات المملوكة لإماراتيين بنسبة 100%، والتي تدار بواسطة إماراتيين أعضاء في «البرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة»، وسيتم من خلال هذا البرنامج منحهم تسهيلات، وتمويلاً مالياً يساعدهم على إنشاء مشروعاتهم الخاصة، ويدعمهم للاستمرار في تشغيل هذه المشروعات بنجاح، وهذا واحد من أهم المطالب الحيوية والضرورية التي كانت تعوق دخول الإماراتيين في القطاع الخاص كرواد أعمال وأصحاب مشروعات، لا كموظفين في وظائف ومهن بسيطة. عدد المتوقع استفادتهم من هذا البرنامج يصل إلى 1700 شركة ومنشأه إماراتية صغيرة ومتوسطة، وهي عضو حالياً في «البرنامج الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة»، وهو بالتأكيد عدد جيد، مع أن طموحنا أن يكون العدد أكبر من ذلك بكثير، وسوق الدولة الضخمة في حجمها وناتجها المالي، تستوعب أضعاف هذا الرقم، لكنها في كل الأحوال خطوة إيجابية في الطريق الصحيح. مصرف الإمارات للتنمية أعلن أنه سيمنح الشركات الإماراتية عضو البرنامج سعر فائدة تفضيلياً يقل…
الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٩
لقد اهتم عدد مقدر من العلماء والمفكرين، بدراسة التغيير أو التغير الاجتماعي، ومن بينهم «الفن توفلر»، فهو يرى أن المجتمعات الغربية تجتاحها موجات التغيير بتردد متفاقم وسرعة متزايدة، منذ بداية الثورة الصناعية، التي جلبت معها غرائب الأشياء، ابتداءً من أطفال في العاشرة لا يبدون كأطفال، ورجال في الخمسين يبدون كأطفال في الثانية عشرة. وأن الكثير الذي يبدو أمامنا مستعصياً على الإدراك، سيبدو أقل غموضاً، إذا ما نظرنا إلى معدل التغيير المتسارع، الذي جعل تيار التغيير يبدو أحياناً كالخيال، وهو لا يقرع أبواب مجتمعاتنا، بل يندس ويتغلغل داخل بيوتنا وحياتنا الشخصية، ويرغمنا أن نلعب أدواراً جديدة، وينذر بخطر مرض نفسي جديد، هو «صدمة المستقبل»، وهي غير «صدمة الثقافة»، لأن الأخيرة تحدث لمن يجد نفسه في مكان حيث كلمة «لا تعني نعم»!». وهي حالة استثنائية دون شك. أما «صدمة المستقبل» فهي: ظاهرة كونية زمنية من نتاج المعدل مطرد السرعة للتغيير في المجتمع، وهي لا محالة تنشأ من عملية التركيب لثقافة تقليدية قديمة،…
الخميس ٢٤ أكتوبر ٢٠١٩
كثيرة هي المزايا التجارية التي تحققها «تراخيص الامتياز» أو ما يعرف بـ «الفرانشايز» لأطرافها، غير أن الأهم في نظرنا كمراقبين هو دور هذه العقود في دعم مشروع الإمارات الحضاري. نوضح أكثر ونقول: إن تراخيص الامتياز الإماراتية الموجودة في الأسواق العالمية، تعتبر بمثابة سفراء، ومن ثم فهي تعكس قيمنا وثقافتنا التي تمخضت عن نموذج حضاري قابل للتطبيق عالمياً، لأنه يجمع بين المعايير الإنسانية والرقي والتقدم بروح التسامح. ومن هنا، فإن تصدير أي علامة تجارية إماراتية تصدير للثقافة الإماراتية بمفهومها الشامل الذي يتسع ليمثل قوة ناعمة ونفوذاً من نوع آخر، لا يرتبط بالقوة بل بالجاذبية التي هي أكثر فاعلية وتأثيراً على المدى البعيد. اقتصادياً، فإنه يمكن لمشاريع الفرانشايز المساهمة في زيادة عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ما يعني توفير فرص جديدة. إضافة لذلك، فإن الإمارات بيئة جيدة لممارسة هذه العقود بما تملكه من فرص متنوعة من الناحية السوقية، أبرزها نمو مبيعات قطاع التجزئة، وزيادة معدلات السياحة، في ظل تدني التضخم، فضلاً عن أن…
الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠١٩
أزمة لبنان قديمة، والكيل فاض عند أهله منذ زمن؛ لكن للشجاعة ثمن، وقد دفعه بالدم عشرات ومئات من الذين تجرأوا على المطالبة بالتغيير. إنما هذه الجولة الاحتجاجية التي عمت أنحاء البلاد مختلفة، لم تعد فيها مقدسات سياسية، بما فيهم حسن نصر الله، مع بقية القيادات الحكومية. ميزها، أيضاً، أن المناطق التقليدية التي تحت سلطة «حزب الله» انتفضت ضده، وجاهرت بتحديه ورفض سلطته. الأمر الذي اضطره إلى الخروج على التلفزيون وتهديد الجميع بمن فيهم وزراء الحكومة، محذراً بأن من سيستجيب لمطالب المتظاهرين ويستقيل فسيحاسب. عموم الشارع اللبناني أجمع على التغيير؛ لكن أي تغيير؟ حتى أن وزير السياحة استنكر مطلبهم قائلاً: «إن أردتم التغيير فانتظروا الانتخابات المقبلة، مارسوا حقكم وصوتوا بمن تريدونه يمثلكم». كلام سياسي مفذلك، يبدو منطقياً، فالنظام السياسي في لبنان ظاهره ديمقراطي، كما يبدو من الانتخابات وتوازنات السلطات، والرئاسات الثلاث: الرئيس، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، إنما تنظمه نواميس اتفاق الطائف المبنية على المحاصصة والمحافظة على القوى السياسية من دون تغيير،…
الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست: للمرة الأولى نشاهد نخبة لبنان السياسية مرتبكة و عاجزة عن التكهن باتجاه الشارع الذي طالما قادته تلك النخبة وطالما كانت قادرة على امتصاص غضباته المتتالية على أداء حكوماته السابقة وصولا "لحكومة التسوية"، تلك الحكومات التي لم تولد يوما في لبنان ولادة طبيعية بل كانت تجد من يعرقل ولادتها بشتى المعيقات المنطلقة من أسس مذهبية وطائفية على الرغم من الجهود التي بذلت إقليميا لجمع الفرقاء كاتفاق الطائف الذي أفضى للدستور الذي يسير البلاد حتى اليوم والذي ارتضاه الشارع وتهرب من تطبيقه كثير من القوى السياسية.. بغض النظر عن مدى استمرارا هذه الانتفاضة لتحقق أهدافها من عدمه.. إلا أن الكلمة للمرة الأولى للشارع الذي كانت تقوده تلك النخب طوال عمرها.. اليوم.. القيادة للشارع المتوحد خلف مطلب إزاحة النخبة الحاكمة التي لم تف بوعودها ولم تقدم ما يرضي الشارع من نوايا حسنة لمحاربة الفساد بل أسهمت في تكريسه.. وعدت بتذليل صعوبات الحياة اقتصاديا لكنها لم تتجاوز تذليل الصعوبات الخاصة…
السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٩
«نحن الدولة الأسرع نمواً في عدد المشاريع». حقيقة نسافر إلى دول، ونقطع مسافات، ونحل ضيوفاً على شعوب وعوالم، وعندما نقارن هذه الدول وما أنجزته من مشاريع حضارية خلال قرون، نجد أنفسنا قد أنجزنا في غضون عقود من الزمن ما يفوق قدرة هذه الدول، وإمكانياتها الخدمية. نجد أنفسنا كمن امتطى صهوة خيل جامح، بينما الآخرون يسيرون إلى المستقبل على ظهور سلحفاة. ليست هذه مقارنة عجفاء، بل إن واقع الإمارات يشير ببنان واضح إلى هذه النتائج المبهرة، إنها معجزة العقول التي فكرت، والتي رأت وتبصَّرت، وتأنَّقت بذكاء وسخاء، واستطاعت أن تسابق الزمن في لحظة تأمل حقيقية، لما يتطلبه الإنسان الحقيقي من مقتضيات الحياة الكريمة. هذه هي الإمارات اليوم، تسخو، فتفيض بمشروعات، أذهلت، وأدهشت، وأيقظت في الروح نوازع الفرح، لأن الذين سهروا على ترتيب معانيها هم أناس أحبوا الحياة فأحبتهم، وأعطتهم وسخت في عطائها، وأكرمت، وأمعنت في تهذيب المشاعر، وتوضيب الإحساس، وتوظيف الوعي في إقامة صرح بدا قلعة وارفة الظلال، يستظل بظلها كل…
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٩
عملية عسكرية بدأت منذ أيام في شمالي شرق سوريا، تحركت من تركيا نحو سوريا بجيش اسماه الرئيس التركي «الجيش المحمدي»، ربما نسبةً إلى «محمد الفاتح» سابع سلاطين الدولة العثمانية، كما أطلق على هذا الغزو العسكري «نبع السلام»، وهو اسم يحمل أيضاً رسالة إيحائية تجمع بين الدين والسلام كتبت بمداد من دماء الأبرياء من الأكراد، وصرخات المكلومين والمهجّرين والنازحين من ديارهم إلى المجهول! بارك «الإخوان المسلمون»، من كل حدب وصوب، هذه العملية وروّج لها الكثير من رموزهم بمبررات عدة، أهمها «تطهير سوريا من الإرهاب»، ليس إرهاب «داعش» بالطبع، بل تطهير الشمال السوري من الأكراد، والقضاء على أي مقومات قد تسهم في قيام كيان كردي يحول دون منابع النفط السوري الذي بدوره يشكل هدفاً استراتيجياً مهماً لهذا الغزو التركي، فضلاً عن أن الشمال السوري ذاته غني بالمياه وبأراضيه الخصبة، وهذا مطمع آخر لدى الأتراك يضاف إلى النفط.. لذلك بدأت عمليات التطهير بشراسة وغطرسة عثمانية تعيد للأذهان تاريخاً طويلاً من المجازر والدماء وأعمال…
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٩
بالعودة إلى موضوع التوطين، لا يبدو تفاعل الجهات المعنية مقنعاً حتى الآن، مع أولوية وطنية، حيث إن قطاعات مهمة مستهدفة بالتوطين منذ سنين، لجأت للصمت لتبدو وكأن الأمر لا يعنيها، فلا هي أعلنت عن نسب التوطين فيها، ولا أوضحت أي خطط في هذا الشأن حتى الآن! ومن توجيه الشيخ محمد بن راشد وتنفيذاً له سارعت «البيان» إلى البدء بنشر سلسلة موضوعات تعالج ملف التوطين والتحديات والحلول المقترحة، من واقع مسؤوليتها الوطنية، واجتهدت بمعالجات كان لها صدى طيب لدى المسؤولين والمواطنين، لكن البعض من مسؤولي بعض القطاعات المعنية أغلق الباب في وجهنا، حاجباً معلومات يفترض تداولها بكل شفافية، وهي بيانات لا تشكل تهديداً، لكن يبدو أنها تسبب إحراجاً، من دون إدراك أن حجبها هو التهديد. والحديث هنا عن البنوك العاملة في الدولة (49 بنكاً)، الوطنية منها (22)، والأجنبية (27)، التي تخضع لنظام النقاط في التوطين، الذي لا نعرف نتائجه بشكل مفصل حتى الآن، وتتحفظ الجهات ذات العلاقة على إعلانها، لسبب واحد…