الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٩
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية يرى أن بناء أعلى برج، وأكبر مطار، لا يعتبر تطوراً، بل هو «تقهقر وخسارة»، وهذا ليس غريباً أبداً على نظام الملالي في إيران، فالتطور عندهم مرهون بشعارات رنانة، وكلمات حماسية، وأموال ضائعة ومهدورة على نشر الدمار والقتل، وتسليح الميليشيات، والتطور عندهم مرهون بالاستكبار والتهديد والوعيد، ودعم الإرهاب، ونشر الظلم. لا مجال للمقارنة بين ما وصلت إليه دول الخليج العربية من تطور والوهم الذي يعيشه نظام الملالي الإيراني، فأصغر مدينة خليجية هي أكثر تطوراً ونظافة ونظاماً وجمالاً من العاصمة الإيرانية طهران، وهذا ليس بسبب المال، فإيران ليست دولة فقيرة، بل هي دولة نفطية غنية، لديها الكثير من الثروات، ولكن لأسباب تتعلق بالفكر وتطور العقول ونجاح الإدارة، فمن يضع رفاه الشعب ومواكبة أفضل الممارسات والتطورات العالمية في تقديم الخدمات، ويعمل على استقرار المنطقة وتدعيم الاقتصاد، ليس كمن يرى التطور في نشر ثورة فارغة المضمون بالقوة، ويتعامل مع جيرانه بعقليات عصور الظلام القائمة على الفوقية والعنصرية، ويتآمر ليل نهار…
الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٩
الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الآن في لحظة فاصلة من تاريخ منطقة الشرق الأوسط والخليج، لكن الإشكالية تبدأ ولا تنتهي من تقييم سياسات الإهمال لسلوك دولة ملالي طهران وأذرعها كـ«حزب الله» والحوثي والعشرات من الميليشيات العقائدية التي زرعتها كألغام لتهديد استقرار المنطقة تحت مرجعية «الحرس الثوري» المعبّر عن هويّة إيران الثورية. جزء من أزمة المجتمع الدولي تكمن في التعامل مع إيران بمنطق الدولة بسبب ذرائعية إمدادات النفط؛ الأمر الذي تجاوز إيران إلى إسباغ صفة السياسة إلى أذرعها وميليشياتها كما نرى في أخطاء المؤسسات الدولية ومنها الأمم المتحدة والمؤسسات الصحافية الغربية المناوئة لترمب في التعامل مع الحوثيين بلغة الدبلوماسية المتحيّزة كأطراف نزاع لا ميليشيا انقلبت على الشرعية في اليمن، وجرفت البلد الذي يعاني منذ عقود من حالة «اللادولة» إلى دولة ميليشيا مهددة للأمن الدولي، لكنها أيضاً تقتل اليمنيين كما حدث في أول أيام العيد تجاه تعز، وتنهب المساعدات الإغاثية، وتحاول تكوين اقتصادات مستقلة وكوادر مجتمعية وقبلية تدين لها بالولاء. سلوك إيران اليوم…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩
من الولايات المتحدة إلى أوروبا والصين، ينشغل السياسيون والمبرمجون وخبراء أمن المعلومات بجدل واسع حول تقنية الجيل الخامس للاتصالات «جي 5»، يتفرع إلى أكثر من وجه لهذه الثورة العالمية الجديدة، ومكاسبها المعرفية الهائلة، وأهميتها في التقدم البشري، مثلما يطال النقاش مخاطرها في فتح المجال أمام سيطرة «إنترنت الأشياء» على حياتنا، دون القدرة على الردع البشري، وكذلك جوانب تتعلق بالتجسس واختراق المعلومات الأمنية الحيوية للدول. هناك قلق عالمي وترقب. وأيضاً هناك مَن يطالب بالانتظار إلى حين التدشين الرسمي للتقنية، المتوقع العام المقبل، كما في بعض الدول الأوروبية. أما الولايات المتحدة، فعبرت بوضوح عن مخاوفها من نفاذ الصين إلى شبكتها المعلوماتية الخاصة، ومنع الرئيس دونالد ترامب الشركات الأميركية من بيع منتجاتها إلى شركة «هواوي» الصينية، على الرغم من أن ذلك يلحق ضرراً بالشركات الأميركية نفسها. ما يهمنا في الإمارات، أننا لسنا أقل انشغالاً من العالم بكل وجوه ثورة الجيل الخامس، وسنكون من أوائل الشعوب التي تستفيد من إمكاناتها وقدراتها، في الوقت الذي…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩
الصين تقول: «لا أحد يريد أن يرى حرباً في الخليج»، وكذلك رئيس الوزراء الياباني الذي صرح من طهران بأنه «لا يريد أحد الحرب»، وكذلك الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج والاتحاد الأوروبي، وعلى المنوال نفسه تقول إيران الشيء ذاته على لسان رئيسها حسن روحاني، ومن الطبيعي أنه لا يريد أحد لهذه الحرب أن تقع، فالدول لا تسعى للحرب إلا إذا عجزت جميع الحلول الدبلوماسية واضطرت إليها، لكن إذا تركنا الأقوال جانبا والتصريحات الدبلوماسية التي لها سياقها المعروف، لنرى من هي الدول التي تسعى فعلاً لحرب ومن الدول التي تتحاشاها حتى لا تضطر إليها، فهل حقاً إيران من ضمن الدول التي لا تريد حرباً؟! برصد سريع فإن النظام الإيراني هو الوحيد الذي لم يصدق في عدم رغبته في اتجاه الأمور إلى الأسوأ وإدخال المنطقة إلى حرب يكون هو طرفها ومقرها ومستقرها، ولننس قليلاً تدخلات طهران في شؤون المنطقة التي أصبحت مملة من كثرة تكرارها بأدلتها الدامغة وبراهينها، وحتى اعترافها باحتلال أربع عواصم…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩
التقاعد عن العمل الحكومي هو سُنّة من سنن الحياة، لا مناص منه، سيأتي يوماً دون شك، مهما طالت سنوات الخدمة، أو عَلت المناصب، وهذا أمر طبيعي للغاية، ومُسلَّمٌ به، ولكن من غير الطبيعي أبداً أن يصبح التقاعد بداية لحياةٍ صعبة، بل ربما بداية لدخول السجن، بسبب أوضاع مالية فُجائية وجديدة لم يعهدها الموظف الحكومي من قبل! هذا ما حدث فعلاً للعديد من المتقاعدين، بعضهم كان يشغل مناصب ليست بسيطة، وهناك حالات دخلت السجن فعلاً ودون مبالغة، لأنهم فوجئوا بالإحالة إلى التقاعد، وصدموا بالوضع المالي الجديد، الذي ينخفض إلى أقل من النصف في بعض الحالات، في حين أنهم ملتزمون بأقساطٍ شهرية عدة، لم يعتقدوا يوماً أنهم لن يستطيعوا تأديتها، فكانت النتيجة المحتومة بعد تراكم الديون.. دخول السجن، وهذا شيء مؤسف للغاية! والاعتراض هُنا ليس على حق المؤسسات الحكومية في إحالة بعض موظفيها على التقاعد، فهذا أمر قانوني ومشروع، لكن الاعتراض على مفاجأة الموظف أو المدير بإحالته على التقاعد دون سابق إنذار،…
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩
التهديدات الإيرانية التي تتصاعد، يوماً بعد يوم، لا تقف عند حدود منطقة الخليج العربي، بل يمكن اعتبارها، دولية، وقابلة للتمدد إلى دول العالم. هذا الرأي ليس مبالغة، ومن السطحية أن يعتقد البعض أن هذه التهديدات محصورة بمنطقة الخليج العربي، سياسيا، واقتصادياً، وهم يعتبرون أن هذه أزمة إقليمية، محددة الجغرافيا، والأثر في الوقت ذاته، وهذا الرأي لا يقرأ بعمق تأثير هذه التهديدات على أمن العالم، واستقراره. القصة هنا، ليست محاولة التجييش ضد إيران، لكن دعونا نتأمل بكل هدوء، خارطة الأزمات في العالم، واتصالها جغرافياً وسياسياً، وعلى سبيل المثال، فإن الحوادث الإرهابية التي وقعت في الخليج العربي، تتجاوز في رسالة التهديد المبطنة، المنطقة، وتصل إلى كل دول العالم، خصوصاً، حين يكون التأثير على التجارة العالمية، وتدفق النفط إلى كل دول العالم، بما يعنيه ذلك اقتصادياً، إضافة إلى الرسائل في الظلال، التي تقول إن إيران مستعدة لتنفيذ حوادث شبيهة عبر البحر الأحمر، أو عبر المنصات العسكرية التابعة لها، في عدة دول، تم الاستيلاء…
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٩
هناك فرق شاسع بين التحضر الاجتماعي والثقافي وبين الانحلال الأخلاقي، حتى وإن كان البعض يرى غير ذلك، إلا أن الانحلال الأخلاقي لا يخلو منه مجتمع على صعيد السلوك الفردي بصرف النظر عن مستواه الحضاري، وهو في الوقت نفسه لا يأتي كتبعة للتحضر، لأن التحضر الثقافي في مجتمع ما يعني بالضرورة نمو الوعي المدني الذي يترافق مع تفعيل الكثير من الأنشطة الاجتماعية والثقافية على تنوع وتعداد أنماطها، إضافة لإسهامه في انتشار ظواهر الحراك المعرفي الذي يخرج المجتمع من حالة الانغلاق إلى الانفتاح الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بإنتاج المعرفة وتراكمها. للتحضر الاجتماعي آليات واتجاهات وأسس يعمل عليها للمحافظة على القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية، حتى ولو اكتسبت تلك الآليات سمات التدرج والتطور الثقافي بالمعايير التي يفرضها التحضر، وهنا يترابط أسلوب الحياة مع الأنماط السلوكية التي تضاف من خلال تنوع وتعدد الأنشطة على السلوك الاجتماعي. إن الانحراف والجنوح في سلوك الفرد ناتج عن خلفيات لا تتحدد بشكل خاص في التحضر، بينما التحضر يخلق…
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٩
غالبا تدرك الوفود الدبلوماسية التي زارت طهران أو تخطط لذلك أنها لن تحرك شيئا في الأزمة الكبرى التي بات يمثلها النظام الإيراني والذي يتحفز العالم الحر اليوم للتخلص منه بعد أن أثبت طيلة أربعين عاما أنه لا يحمل للمنطقة إلا الخراب والدمار. تبحث تلك الوفود عن دور إقليمي إما للحفاظ على مصالحها كما تفعل ألمانيا مثلا وروسيا وهما العضوان الأبرز في مجموعة الخمسة زائد واحد، أو كتلك الدول التي تمثل العقوبات الإيرانية إرباكا لها ولمكوناتها السياسية كالعراق أو تلك المتورطة في تحالف جديد مع طهران كالنظام القطري الذي يشهد مقاطعة من أكبر دول المنطقة بعد دعمه المتزايد للإرهاب والعنف والفوضى. لماذا لن تقدم كل تلك الجهود أي تحول في واقع الأزمة التي تشتد يوميا؟ السبب الرئيسي يكمن في النظام الإيراني نفسه، فالعقوبات لا تريد من طهران التخلي عن جزء من أراضيها ولا مصادرة مقوماتها الاقتصادية ولا إعادة تشكيل السلطة في البلاد، كل ما تريده المنطقة من النظام الإيراني أن يوقف…
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٩
خياراتنا محدودة أمام هجمات إيران التي استهدفت، في أقل من شهر، ست ناقلات نفط ومنتجاته. تعمدت تفجير سفن مقبلة من موانئ سعودية وإماراتية من خلال جمع المعلومات والتجسس على حركة الملاحة. هل الحل في شن حرب شاملة على إيران، أو الهجوم على أهداف منتقاة، مثل مرافق إيرانية مهمة، أو رفع مستوى الحماية ضد أي هجمات جديدة؟ الخيار الثالث هو الأرجح في المرحلة الأولى المقبلة، وأتوقع أننا سنعود لسيناريو ناقلات النفط الكويتية إبان الحرب العراقية - الإيرانية، فنحن نعيش أجواء خطيرة مماثلة لما عرفتها مياه الخليج والمنطقة إبان تلك الفترة؛ فإيران أرادت الردّ على هجمات العراق على مرافقها النفطية باستهداف الكويت، وتحديداً ناقلاتها النفطية. بعد فشل الوساطات، لجأت الكويت إلى الرئيس الأميركي، حينها، رونالد ريغان، الذي وافق على منح الحماية، وانخرطت واشنطن في عملية عسكرية كبيرة ضد نشاطات إيران الملاحية في مياه الخليج. ولأن القانون الأميركي يمنع قيام القوات الأميركية بحماية سفن أجنبية، جرت إعادة تسجيل السفن الكويتية ورفع العلم الأميركي…
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٩
أقدمت العصابة الحوثية على ارتكاب جريمة حرب كونها تستهدف الأماكن المدنية، واستهداف مطار أبها تأكيد لمواصلة إيران العبث بالمنطقة من جهات عدة. وخروج المتحدث الرسمي لعصابة الحوثيين متبجحاً أن 300 هدف سيتم استهدافها من خلال الصواريخ والطيارات المسيرة بلا غطاء أخلاقي عسكري ومن غير التزام بأي قاعدة من قواعد القانون الدولي، إن هذا التصريح لهو تأكيد على التبجح والسعى إلى قيام حرب الأرض المحروقة، فهي عصابة تسعى لإحداث ذلك لأنه ليس لديها ما تخسره، بينما السعودية لا تزال ملتزمة بمشروعية مساندة الحكومة والشرعية والمحافظة على الدولة اليمنية بجميع معطياتها وبسبب هذا الالتزام لم تقم بحرب شاملة، وهذا ما أعطى الحوثيين استمرارية في البقاء. لا شك أن المواجهة دخلت إلى منطقة جديدة خطرة عندما تم استخدام الصواريخ لضرب الأماكن المدنية، والدخول إلى هذه المنطقة يقف عند شارة تشير إلى أن إيران تبعث رسائل من ضمنها أنها متواجدة بتزويد الحوثيين بالأسلحة والطاقة البشرية القادرة على التدريب وتفعيل الحرب في الاتجاه الذي يخدم…
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٩
بدخول الولايات المتحدة وأستراليا نادي كبار منتجي ومصدري الغاز في العالم، الأولى بفضل الغاز الصخري والثانية بفضل الاكتشافات الكبيرة تكون صناعة الغاز العالمية قد دخلت منعطفاً مهماً، وبالأخص فيما يتعلق بمنافسة المنتجين الجدد لأمثالهم التقليدين، كروسيا وقطر وإيران والجزائر، حيث احتدم الصراع مؤخراً على الأسواق الكبيرة، وبالأخص في أوروبا وشرق آسيا. الولايات المتحدة الأميركية والتي أضحت مصدراً كبيراً للغاز إلى أوروبا الغربية وبسرعة غير متوقعة واستراليا التي تقتحم بهدوء أسواق الغاز في اليابان وكوريا الجنوبية أشعلت المنافسة، حيث تعتمد هذه المنافسة على عدد من العوامل الفنية واللوجستية التي تميل لصالح هذا البلد أو ذاك، كما سنشرح لاحقاً. تتعلق هذه العوامل الفنية واللوجستية، بتكلفة إنتاج الغاز وتكاليف نقله، فالغاز الصخري المنتج في الولايات المتحدة أكثر تكلفة من نظيره التقليدي المنتج في الجزائر على سبيل المثال، أما تكلفة النقل من الولايات المتحدة بالناقلات إلى أوروبا، فقد رفعت أسعار الغاز الأميركية أكثر بنسبة 30% من سعر الغاز الروسي في أوروبا والمصدر إليها عن…
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٩
أطلق الصحافي روبرت كارو (83 عاماً)، الذي يعتبر أكبر صحافي في الولايات المتحدة، كتابه الجديد. ولأنه شخص مخضرم وعُرف عنه تحليه بالصمت الشديد، إذ لم يتحدث لوسائل الإعلام إلا مرة واحدة في حياته، كما قيل، وذلك للترويج لكتابه، فإنه بلا شك يستحق الاهتمام. الثرثارون يستنزفون عادة جل ما في جعبتهم، أما من يعملون بصمت فهم أكثر من يلفتون الأنظار إذا ما تحدثوا. ويقول روبرت للقراء من جملة نصائحه: «اصمت»! أي لا تتحدث كثيراً عندما تجري لقاء صحافياً، واترك الفرصة للضيف ليتحدث أكثر. وليتنا كعرب نسمع هذه النصيحة ونستوعبها، خصوصاً ممن طغت على كثير منهم «الثقافة الشفهية»، فصاروا ينسون أن المتحدث عندما «يفرغ» ما في جعبته من كلام، فهو في الواقع لا يتعلم شيئاً جديداً، بعكس المستمع، الذي يتأمل في لحظات صمته كلام الحاضرين، فيضيف إلى عقله قطعة من روائع أفكار الناس وحلولهم ونوادرهم. وينصحنا الصحافي الأمريكي في كتابه الجديد، بأن «نقلب الصفحة» حينما عندما نقرأ كتاباً أو تقريراً مملاً، على…