آراء

«اللؤلؤة اللامعة»..

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩

تجني الإمارات كل يوم ثمار صدقيتها واتزانها في المشهد الدولي. الحفاوة الصينية بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تؤكد مكانته قائداً عربياً واثقاً بقدرة بلاده على مجاراة العالم المتقدم، فاسم الإمارات بات مرادفاً للدول الحديثة التي حققت معدلات عالية في التنمية والازدهار، في عقود قليلة، مثل غيرها في آسيا، القائدة المقبلة للقارات. نحب أن نرى كيف يستقبل بلد عظيم مثل الصين قائداً إماراتياً. وسم زيارة سموه تصدر ترند الإمارات في وقت قصير. تابعنا الاستقبال الاستثنائي الذي بدت فيه احتفالات تراثية وشعبية، ولاحظنا ارتفاع مستوى الحفاوة في الضيافة، وهذا شأن أساسي لبنات وأبناء الإمارات، يزيدنا ثقة وطموحاً ببلادنا وقيادتنا، فنحن نعرف أن بلادنا نجت من شرور السنوات الماضية في المنطقة بالحكمة والولاء للبيت المتوحد، وأن العالم ينظر إلى ذلك بكثير من الإعجاب الواضح في عمق العلاقة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الصيني شي جي بينغ.…

أهلاً بالحلفاء في جزيرة العرب!

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩

ما أشبه اليوم بالبارحة، فبالأمس كانت أصوات النشاز تصرخ أن «أخرجوا الكفار من جزيرة العرب» في حين كانت صواريخ صدام فوق رؤوسنا وجيشه يحتل الكويت، واليوم تصرخ الأصوات من«المصدر» المحتضن لذات الفكر القديم وعراب الإخوان أو إرهابهم في محاولات من قطر وأبواقها ومرتزقتها لتأجيج شعوب المنطقة ضد المملكة أن أخرجوا الكفار من جزيرة العرب بطريقة مغايرة في المفردات ومتفقة في المضمون تبعاً للمرحلة ومتغيراتها، وذلك بعد أن وافقت المملكة على استقبال 500 جندي أمريكي لرفع العمل المشترك وتعزيز وحماية أمن المنطقة وضمان السلم فيها من العبث الإيراني الذي تجاوز البر إلى قرصنة الملاحة في البحر! الفارق بين الأمس واليوم كبير جداً، ففضلاً عن الفارق الزمني فهناك وعي كبير واستشعار هائل في مجتمعنا في التعاطي مع مكامن الخطر ورصد مصادره حولنا، فنحن بالأمس لم نواجه عدونا كما نواجهه الآن بأدواتنا الخاصة التي جعلته يتراجع بدل الميل ألفا حتى أصبح السعودي حديث وسائل الإعلام في المثابرة والدفاع عن وطنه والحس العالي من…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

لم تعد القوات الأميركية قضية

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩

قلة انتقدت، أو حتى كلفت نفسها عناء التعليق على إعلان استضافة القوات الأميركية في المملكة العربية السعودية. والقلة الناقدة كانت أصواتاً في قطر، الدولة التي تسوق لأي خطاب يعادي جارتها الكبرى السعودية، وتسوق لمواقف متناقضة على أمل إثارة العواطف ضدها. لكن لا صدى للحملة القطرية المعادية. لماذا لم تصبح قضية رأي عام؟ هل لأن الناس ملَّت من هذه الاعتراضات المكررة؟ أم أن المنطقة تغيرت كثيراً؟ أعتقد أن الكثير تبدل. الجيل الجديد الذي بلغ عمراً يستطيع أن يعي سياسياً، نراه يتبنى مواقف أكثر واقعية، وأقل آيديولوجية. في عام 1990، عندما جاء نحو مائة ألف من القوات الأميركية ضمن الاستعدادات لتحرير الكويت، لم يشاهد أحد هذه القوات الهائلة في المدن. تمت ترتيبات وجودهم حتى يكونوا خارج المشهد اليومي في حياة الناس، فلا يشعرون بوجود قوات أميركية. وحتى بعد الحرب وبقاء بضعة آلاف في قاعدة الأمير سلطان في الخرج، في منطقة الرياض، أيضاً أقاموا هناك 12 عاماً، وقلَّما يلحظ أحد وجودهم. وقد سعت…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

«بيّض الله ويهك» يا سالم!

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩

سالم متعرض العفاري.. مواطن من مدينة العين، متعلم ومثقف، وكان يعمل طياراً، وليس هنا بيت القصيد، فليس هو الوحيد الذي يمتلك مثل هذه المواصفات، لكنه بالتأكيد هو أحد المواطنين القلائل الذي فعل فعلاً رائعاً، وكسر عادات ومظاهر اجتماعية دخيلة على مجتمع الإمارات، بعد أن حكّم لغة العقل مقابل لغة التقليد والتبذير والمباهاة الزائفة، فماذا فعل سالم؟ جاءه من يطلب الزواج من ابنته، ووصل الشاب وبعض من رجال عائلته إلى بيته ليعطوه مهر ابنته، ويتفقوا معه على موعد الزفاف، وحفلة الرجال والنساء، ففوجئوا جميعاً عندما أقسم بأغلظ الأيمان ألا يتكلف الشاب فوق مبلغ المهر الذي دفعه فلساً إضافياً واحداً! وأصرّ بكل ما أوتي من قوة أن ينتهوا في نفس الوقت من عقد القران، ودعاهم على العشاء في بيته، فهم ضيوفه، كما قال.. وبعد الشدّ والجذب الذي حدث من غرابة الموقف، أتمم سالم مراسم عقد القران، ثم اتجه إلى زوج ابنته، وقال له: «أرجوك يا ابني تفهم الموقف بعقل ومنطق، لماذا تصرف…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

عفواً.. اتحاد الصحفيين العرب

الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٩

جاء في بيان صحفي «صادم» صدر صباح البارحة عن اتحاد الصحفيين العرب يفيد نصّه بأن: وكالات الأنباء تناقلت عن مصادر «إسرائيلية» (مجهولة كما دائماً) خبراً حول وصول وفد مكوّن من 6 صحفيين عرب في زيارة لإسرائيل تشمل مركز تخليد ذكرى الهولوكوست، والكنيست الإسرائيلي وغيرها! أما في التفاصيل التي لا أساس لها من الصحة فإن الوفد مكوّن من صحفيين ينتمون لكل من: الإمارات، البحرين، السعودية، العراق، وفيما وراء الكواليس فإن أحد الاتحادات الصحفية العربية قد مارست ضغطاً كبيراً على السيد مؤيد اللامي للإسراع في إصدار بيان عاجل بالإدانة، وقد صدر البيان بالفعل، دون أي تثبّت من الموضوع! وبطبيعة الحال، فإن جمعية الصحفيين الإماراتية قد أدانت البيان، وأنكرت أدنى صلة لها بكل ما جاء فيه، وناشدت الاتحاد العام أو أية جهة أخرى عدم الزجّ باسم الإمارات في هكذا أخبار أو مبادرات ملفقة وكاذبة وإحداث شق في العلاقات بين الصحفيين الإماراتيين والأخوة العرب، أو التشكيك في موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية، الذي هو…

إلى الصين مجدداً

الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٩

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتوجه هذا الأسبوع إلى الصين، استمراراً لسلسلة طويلة من اللقاءات المتواصلة بين قيادتي البلدين في الأعوام الأخيرة اللتين تتطلعان إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية في راهنها، والاستعداد لمستقبل واعد، ربما يغير معادلات القوى والمراكز في العالم، مع صعود مؤشرات عدة على الثقل الكبير لآسيا القريبة جداً لنا، وللصين، القطب المنادد الجديد. تشير الأرقام إلى أن «نحو 60 % من التجارة الصينية يعاد تصديرها عبر موانئ الإمارات إلى أكثر من 400 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، إلى جانب أن الدولة ثاني أكبر شريك تجاري للصين، مع احتفاظ الإمارات بموقعها بين أكبر الدول تصديراً للنفط، لهذا العملاق الآسيوي، المنافس المقلق لكبار المراكز السياسية والاقتصادية في عالم اليوم. هذا جزء من علاقة متراكمة ومستمرة بين البلدين، بعد 35 عاماً على بدء علاقاتهما الدبلوماسية، وهذه انعكاسات لقوة الصلات التاريخية بينهما في أكبر قارات العالم مساحة، وأكثرها اتساعاً في…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

المجلس الوطني ليس «بشتاً» ومهمة «صامتة»!

الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

بمجرد إعلان القوائم المُجمعة لأسماء من لهم حق الترشح والانتخاب لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، سارع كثيرون للإعلان عن رغبتهم في الترشح، رغم أن باب الترشح لم يُفتح بعد، وهذا الاستعجال بالتأكيد مخالف لقوانين المجلس التي تشترط اعتماد الأسماء قبل الترشح، ما دفع باللجنة الوطنية المنظمة إلى أن تُطلق تحذيراتها، وتُنهي هذا التصرف! هذا السلوك البسيط يُعطينا مؤشراً واضحاً إلى عدم وجود ثقافة برلمانية، والأهم من ذلك أن كثيرين ممن أعلنوا ترشيحهم بطرق غير رسمية، وممن سيترشحون «رسمياً»، تنقصهم الخبرة والمعلومات والمعرفة والوعي بأهمية عمل المجلس الوطني، والدور المنوط به، والمواصفات التي يجب أن يتحلى بها العضو! المجلس الوطني ليس «برستيجاً»، وهو ليس مجرد كلام عام في الشأن الوطني والشعبي، كما أنه ليس «بشتاً» وتغطيات إعلامية وظهور في المجالس، وبالتأكيد هو ليس مجرد زيارات خارجية، وحضور فعاليات ومناسبات رسمية، والجلوس في الصفوف الأمامية، وهو ليس مكافأة شهرية، وجواز سفر «أحمر»، وراتب تقاعدي مدى الحياة، هو أهم وأكبر من ذلك بكثير، فهو…

منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

واشنطن والرياض.. تحالف الردع

الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

استطاعت الدول الخليجية العربية عبر العقود الماضية امتصاص واستيعاب السياسات الإيرانية الجامحة بحكمة وهدوء، إدراكاً منها أن الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها هو جزء حيوي من الأمن العالمي، كما وازنت بين أمنها والتفرغ لعمليات التنمية وتلبية حاجات شعوبها، وهو أمر نجحت فيه إلى حد أثار إعجاب العالم وتسابقه للاستثمار فيها. في المقابل كانت إيران على الطرف المقابل من الخليج العربي، تتجه نحو عسكرة كل شيء في البلاد وتسخير مواردها الهائلة نحو التسلح، ظناً ووهماً بأنه يمكن فرض هيمنتها على المنطقة، وأن دول الإقليم والعالم الذي يتغذى اقتصاده على طاقة المنطقة سيبقى متفرجاً وصامتاً تجاه سلوكها الذي يسعى لتقويض الاستقرار ونشر الفوضى لصالح أجندته التوسعية. بين سطور الإعلان السعودي أمس باستقبال قوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة، ما يؤكد الحرص الشديد على أمن المنطقة واستقرارها مع تزايد الأعمال العدوانية الإيرانية في مياه الخليج العربي، وأن العالم لن يقبل ابتزازه من خلال أعمال القرصنة، وأنه لا بد…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

لا تصنعوا مزيداً من السفهاء!

السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٩

على حسابه في تويتر، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه التغريدة: «علمتني الحياة بأننا في زمن نحتاج فيه للكثير من العمل والقليل من الجدل، نحتاج حولنا مزيداً من الحكماء لا السفهاء». قد يصلح البعض لأن يرافقك في كل الأوقات، لكنك في تلك الأوقات التي تعلم تماماً أنها تتطلب الكثير من العمل والجدية فلن تفكر بغير الحكماء والجادين، أما «السفهاء» فلا يفكر بهم أحد إلا في تلك الأوقات المستقطعة بين زمنين، الأوقات التي تهدرها متعمداً لأنك تريد تخفيف ضغوطات الحياة عن نفسك.في أيامنا هذه راجت تجارة الثرثرة، وأصبح للثرثارين مكانة بارزة، يجلس أحدهم أمام كاميرا هاتفه ليتحدث في كل شيء، فيما يعلم وفيما لا يعلم، في تفاصيله الشخصية التافهة، وفي قضايا الساعة، في الهدايا التي تصله، أنواع الماكياج الذي تستخدمه إحداهن، العيادات التي تدعي أنها تتردد عليها، والكثير من التصرفات الغريبة وأحياناً المستهجنة والمرفوضة اجتماعياً!هؤلاء الأشخاص الذين صنعهم المجتمع، وأوصلهم لمرتبة المشاهير، الذين أصبحوا يشترطون مبالغ بمئات…

حياة النمط.. ميتتان لرجل واحد!

الجمعة ١٩ يوليو ٢٠١٩

«ميتتان لرجلٍ واحد».. هذا عنوان الرواية الصغيرة الأخاذة، للبرازيلي الكبير العجيب، جورج أمادو. الرواية بصفحاتها التي لا تبلغ التسعين، تضربك وكأنها بتعبير أمادو؛ لكمة وحشيةً في الصدر! إنها عمل يضعك وجهاً لوجه أمام العمق الرهيب والمخيف ببساطة متناهية، أمام شجاعتك إزاء الحقيقة وماهيتها وخيارات الحياة والموت، هل حقاً اخترت ما تريده في حياتك؟! هل الحياة المنمطة، التي تمليها عليك العائلة والمجتمع والملابس الأنيقة والوظيفة والسمعة والأيام المتلاحقة، شديدة الشبه ببعضها، هي ما اخترته فعلاً؟ وإذا ما تجرأت وخرجت من هذا كله، فهل ستكون قادراً على احتمال العالم والتعايش معه؟ ليس فيما ستدفعه من الثمن في حياتك فقط، بل وفي مصيرك النهائي؛ الموت!  «كينكاس هدير الماء»، الرجل الذي مات مرتين، في ميتته الأولى المصنوعة من النمط الاجتماعي، وبينما هو ممدد في تابوته.. يكتب أمادو: (إنها ضحكة كينكاس هدير الماء المعهودة، وكل تفصيلٍ فيها يحمل إهانةً صريحةً، متلاشيةً في الصمت الجنائزي الذي فرضه الموت، خيل لـ «فندا» أنها تسمع عبارة «حية قذرة»،…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

أن تتصرف بكامل إنسانيتك

الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٩

قرأت في كتاب بعنوان «مميز بالأصفر» هذه الكلمات: «الإنسان يعبر الحياة مرة واحدة، لذا، إذا كان هناك أي خير تستطيع فعله، أو أي إحسان تستطيع تقديمه لأي مخلوق، فلتفعله الآن إذن، لأنك لن تمر من هذا الطريق مرة أخرى». كثيراً ما تصادفنا مثل هذه العبارات، قد نقرؤها على عجل، وقد نقلب الصفحة دون اهتمام ونمضي، في الحقيقة بعض هذه الكلمات تلخص تجربة شديدة الكثافة في حياة قائلها! ذات يوم كنت أمرُّ بقرية من قرى الريف النمساوي، خطف بصري منظر القرية، فأوقفت سيارتي على جانب الطريق، وضعت عملة معدنية في عداد الموقف، وهممت بمغادرة المكان والسير صوب القرية، فإذا بامرأة تقف بسيارتها قريباً منِّي، حين أرادت أن تضع عملة في العداد لم تجد في حقيبتها أي عملة، وقفت حائرة، مشيت باتجاهها ووضعت لها العملة ثم ناولتها البطاقة، ابتسمت بامتنان وأنا مضيت في طريقي سعيدة بما فعلت، بعد عام واحد كنت أرتجف خوفاً وقد ضللت طريقي وسط غابة جبلية في ذهابي إلى…

تلاميذ أرسطو

الأربعاء ١٧ يوليو ٢٠١٩

قدَّم أرسطو تنظيراً مفصلاً نسبياً حول النظام الكوني وقانون الطبيعة، منطلقاً من الرؤية التي تبناها سقراط، وهو زعيم المدرسة الفلسفية التي ينتمي إليها أرسطو. وقد ساد في الفلسفة اليونانية، منذ بداياتها، اعتقاد في عقلانية النظام الكوني، وانبهار بالترابط الفائق الدقة والانضباط بين حركته وغاياته. انطلاقا من هذه القناعة سعى أرسطو، الذي لقب بالمعلم الأول، إلى وضع ما يمكن اعتباره نظاما موحدا لحياة المجتمع البشري، مستلهما من قانون الطبيعة. اعتقد أرسطو أن العلاقة التفاعلية بين أجزاء النظام الكوني ووحداته المختلفة، تشكل أنموذجاً تحتذيه المجتمعات البشرية، إن أرادت بلوغ غاياتها الكبرى، لا سيما السلام والسعادة والكمال. نعرف أن الفلسفة المعاصرة قد تجاوزت آراء أرسطو. إلا أنه ما زال يحوز الإعجاب بين شريحة عريضة نسبياً من قراء الفلسفة المحافظين، الذين يجدون تنظيراته قريبة من اهتماماتهم. ويبدو أن هذا التقدير يجمع المحافظين من مختلف الأديان، وحتى من غير المتدينين. وأشير هنا إلى نقطتين في نظرية أرسطو، تشكلان عنصر توافق بين مختلف التيارات المحافظة: أولاهما…