الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٩
غرض هذه المقالة هو إيضاح الفارق بين الدين والظاهرة الدينية، أي بين الإيمان والعرف الاجتماعي. لهذا نبدأ بالتمييز بين التدين الفردي ونظيره الجمعي. الدين في جوهره المنفرد الذي لا يخالطه شيء، علاقة بين الفرد وخالقه. يتأثر قبول الفرد للدين بالعديد من العوامل الخارجية. لكنه في نهاية المطاف رهن بالإرادة الواعية للفرد، الذي سيحمل أعباء الالتزام الجديد والاستمرار فيه. بهذا المعنى فإن الإيمان فعل فردي في الجوهر، بداية واستمراراً. أما التدين الجمعي فهو وصف للمظهر العام، أي المجال المشترك بين مجموع المؤمنين. ينتج المجال المشترك نمطاً متمايزاً من العلاقات الإنسانية، تبرز في مضمونه أو مظهره الرموز الدينية. من ذلك مثلاً التبادلات الثقافية كالصحافة والخطب والمدارس، التي تتخذ الدين موضوعاً لها ووظيفة ثابتة لأصحابها. وكذا التجارة في السلع التي تخدم الحياة الدينية كطباعة الكتاب الديني وصنع سجادة الصلاة وتنظيم حملات الحج، وكذلك الاحتفالات والعروض الفولكلورية والنشاطات الاستعراضية التي تستعمل لغة دينية. ومنها أيضاً الأزياء والملابس التي تشير إلى التزام ديني أو طقس…
الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٩
اعتدنا في منطقتنا المضطربة دخول الدول الكبرى والأمم المتحدة على خطوط النزاعات وبؤر التوتر وساحات الصراع، ليس بالضرورة لأنها تريد حلولاً ولكن لأنها دول كبرى فحسب أصبحت هي التي تدعي رعاية السلام الذي لا يتحقق في كثير من الأحيان، وإن تحقق فيما ندر فإنه سلام هش قابل للانفجار في أي حين، بمعنى أنها لا تريد أن تهدأ وتستقر الأمور في أي مكان حتى لا تفقد هذا الدور، وهذه الوصاية التي منحتها لنفسها. ولكن ما حدث الأسبوع الماضي كان سابقة جديدة تحدث عنها العالم بأجمعه عندما اندلعت أزمة بين الهند وباكستان كادت أن تتطور إلى مواجهة خطيرة. دولتان نوويتان كبيرتان بينهما توتر مستمر، وعندما حدثت الأزمة دخل لاعب جديد ومؤثر على خطها هو المملكة العربية السعودية. يقول وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري إن المملكة أسهمت في تخفيف التوتر العسكري بين باكستان والهند بتدخلها المباشر، وقال إن الرياض حثت الإمارات والولايات المتحدة على إقناع الهند بعدم الاستمرار في تصعيد التوتر مع باكستان.…
الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٩
نشرت مجلة US News and World Report تقييمها لترتيب السعودية في قائمة أقوى 10 دول في العالم ونشرتها مجلة بيزنس إنسايدر، حين نتمعن في تقرير تصنيف المجلة نجد أن المملكة تملك هذه المقومات والقدرات على أرض الواقع الذي يؤكدها، فحين ننظر لتوجه المسلمين نحو الحرمين الشريفين بالمملكة وتأثيرها على كل مسلم في العالم، وأن المملكة هي مهبط الوحي، وقبلة كل مسلم، وزائر لها سواء بالعمرة أو الحج، فهي تعني لكل مسلم معنى وقيمة.. خاصة ونحن نتحدث عن اثنين مليار مسلم تقريباً، يتوجهون نحو مكة المكرمة، والمملكة تملك القيمة والتأثير العميقين في ذلك، والمملكة تملك ثلث الاحتياطي العالمي من النفط وأيضاً هو قابل للارتفاع، فلم يعلن عن النفط الصخري في المملكة، وهو مجال كبير يصعب حصره من الاكتشافات النفطية الصخرية مما يتيح مساحة واسعة من الاكتشافات والاحتياطيات المستقبلية المتوقعة، كذلك الثروة المعدنية التي تقدر اليوم بخمسة تريليونات ريال، أيضاً حجم الصناديق السيادية بالمملكة بمجملها تقارب ثلاثة تريليونات ريال، والأهداف المستقبلية وفق…
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست : ثمة أقوال مأثورة حفرت في العقل الجمعي العربي وتبادلها الناس فشكلت أساساً في تعاملهم، بعضها يصنف ضمن الأحاديث، دون التمحيص في مدى صحتها، كحديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" الذي كثيراً ما يتداول في مناسبات تخص الأم، ورغم عظمة دورها وعدم شكنا بثوابها، إلا أننا لسنا متأكدين من كون الرسول (ص) قد قاله أو لا. وفي سياق آخر يعتبر القول "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرىء ما نوى"حديثاً "صحيحاً"، اعتمده الناس في حياتهم كقاعدة تشكل مخرجاً لا بأس به لراحة الضمير، على أساس أن النوايا الحسنة تكفي لنؤجر ونثاب عليها، بما معناه أنه يمكنني أن أنوي التبرع بمائة ألف دولار للفقراء كل ليلة قبل النوم وأعد نفسي بالأجر والثواب بناء على ذلك، ويمكن لسارق إقناع نفسه أن نيته من السرقة هي إنجاز مشروع يعود بالخير على المجتمع، لكن ما ينطبق عليه برأيي هو أن "طريق جهنم مفروش بالنوايا الحسنة"، والمثال الأكثر وضوحاً في تاريخنا المعاصر هو…
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٩
استوقفتني مداخلة أمام الاجتماعات المشتركة لصندوقي النقد (العربي والدولي) التي عُقدت على هامش القمة العالمية للحكومات، تنبه دول المنطقة من تغليب مصالح القطاع الحكومي على مصالح القطاع الخاص. المداخلة التي جاءت على لسان وزير الدولة للشؤون المالية عبيد الطاير، تفيد بأن القطاع الخاص القوي من أهم عوامل التنمية الاقتصادية ويجب تحفيزه، وتفادي مزاحمة القطاع العام له. مناشدة مهمة في هذه المرحلة، لأن الحكومات -مهما تكن قوتها ومواردها- لا يمكنها أن "تصفق بيد واحدة"، فهي تحتاج إلى يد القطاع الخاص. حاولت الأنظمة الاشتراكية سابقاً أن تكون الأداة الوحيدة لتحقيق النمو المستدام، لكنها فشلت، وعادت إلى بناء قطاع خاص فعّال يكون شريكاً في عملية البناء. في المقابل، كانت الأنظمة الرأسمالية تولي عناية أساسية لقطاعها الخاص، فنجحت، حيث قاد الأخير النمو، وفعل أكثر من ذلك بقيادة الابتكار خلال إطلاق العنان للطاقات المبدعة، فوجدنا شركات بات حجمها أكبر من دولة، ومبدعين أغنى من دول، ومبتكرين أفراداً بحجم مؤسسات عملاقة. دور الحكومات يجب أن يكون…
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٩
النقلة النوعية في التقييم تحتم على الأجهزة العامة أن تكون واضحة في رؤيتها ورسالتها وأهدافها وخططها الاستراتيجية المرتبطة برؤية المملكة 2030، وأن يكون لها ثقافة تنظيمية تتضمن قيمها الأخلاقية والمهنية وإجراءاتها الإدارية.. تقييم الأداء لأي عمل موجود منذ القدم. يتم التعبير عن التقييم بطرق مختلفة منها تقديم الشكر أو الهدايا في حالة الرضا عن العمل أو النقد إذا حصل العكس. تقييم الأداء من أهم عناصر العملية الإدارية لأنه يكشف الجوانب الجيدة التي تحتاج إلى تعزيز الجوانب الضعيفة التي تحتاج إلى تغيير أو تطوير، والمشكلات التي تحتاج إلى حل، والتطلعات المستقبلية للمنظمة. حالياً تمارس مهمة تقييم الأداء على نطاق واسع، أصبحت تتم في بعض القطاعات بعد انتهاء الخدمة مباشرة كما يحصل في تقييم الفنادق من قبل ساكنيها. الأسرع منها تقييم المكالمات الهاتفية لحجز المواعيد أو طلب معلومات، وفي بعض المواقع يمكنك تقييم الخدمة بضغطة زر كما يحصل في تقييم إجراءات السفر في بعض المطارات. كل ذلك شيء جميل والأجمل منه هو…
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٩
في المؤتمر العالمي للجوال MWC 2019، الذي يعد الحدث السنوي الأبرز على مستوى العالم لشركات الهواتف المحمولة وتقنيات الاتصالات ونقل البيانات والذكاء الاصطناعي، لاحظت أن جناح شركة الاتصالات السعودية اهتم كثيرا بإبراز الهوية السعودية ليضيف بعدا ثقافيا وحضاريا لمشاركتها التقنية. كان لافتا وجود تلك الفتاة السعودية بثيابها العسيرية التراثية وهي ترسم على لوحة قماشية بفن القط الشهير مما اجتذب الكثير من الزوار لدخول الجناح والمشاركة في التلوين، بينما كان ركن تقني باسم «هذه السعودية» يأخذ الزوار في رحلة عالم افتراضي مذهلة عبر سهول ووديان وجبال ومعالم المملكة من خلال نظارات الـVR في تصوير إبداعي قام به مجموعة من الشباب السعوديين الموهوبين. والحقيقة أن شركة الاتصالات السعودية تستحق الثناء لإضافتها بعد الهوية الوطنية السعودية خلال مشاركتها في هذا الحدث البارز، وهو أمر لم تكن ملزمة به لولا استشعار مسؤوليها الحس الوطني، كما أنها ليست المرة الأولى التي ألحظ ذلك، فأثناء حضوري مباراة لفريق ريال مدريد في ملعبه الشهير رأيت شعار «رؤية…
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٩
ثورة الجيل الخامس من تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية، أو ما يعرف بالـ«5G» المقبلة، شيء يفوق الخيال، وباختصار شديد فإن كل ما يشهده العالم اليوم من تطور في مجال الهواتف الذكية، هو بالضبط لا شيء مقابل ما ستقدمه هذه التكنولوجيا الجديدة، وخلال فترة زمنية قريبة جداً، لا تتعدى سنة أو سنتين من الآن! هذا ما بدا واضحاً في المؤتمر العالمي للهواتف المتحركة، الذي تستضيفه مدينة برشلونة الإسبانية، نهاية شهر فبراير من كل عام، ومن خلاله تعرض أكثر من 2400 شركة من مزودي خدمات الاتصالات، وشركات التكنولوجيا المشهورة، أحدث وأغرب منتجاتها التي ستطرحها في الأسواق قريباً. هذه الدورة من المعرض كانت السيطرة التامة فيها لتقنية الجيل الخامس، وأبرز استخداماته في كل الأجهزة التي تمس جميع جوانب حياة الإنسان، وليس الأمر مرهوناً بهواتف ذكية واتصال، وإرسال «مسج» أو فيديو أو بيانات، بل هو أكبر من ذلك بكثير، فهذا الأمر البسيط يمكن اعتباره شيئاً من الماضي المُضحك، والقادم الآن هو التفاعل والتفاهم بين الإنسان والأجهزة…
الأحد ٠٣ مارس ٢٠١٩
حسن نصر الله، زعيم «حزب الله» اللبناني، تحدث أمام جمع من سيدات الهيئات النسائية عن معاناة حزبه من نقص الدعم المالي، واعترف بأنه نتيجة إفقار وتجويع وحصار هدفه «الضغط والسيطرة علينا»، و«أن علينا الصبر على بعضنا وألا تكون توقعات الأولاد من المصاريف عالية من آبائهم»، وقال لهن إن السيدة فاطمة الزهراء كانت تطبخ وتنظف بنفسها! هذا الخطاب المنكسر حول الطبخ والكنس، من الرجل الذي دائماً كان يفاخر في الماضي بالنصر حتى مع الهزيمة، وادعاء التفوق في لحظات محنته، يعبّر عن الحال الصعبة في المعسكر الإيراني ككل. وهناك تجرُّؤ وزير الخارجية الإيراني ظريف، وانتفاضته ضد قادته في الحكم، فصل مثير آخر، ومرآة تعكس الوضع المأزوم داخل طهران. ومع أن ظريف يبدو أنه من كسب معركته مع الجناح المتشدد، وتحديداً إهانته للجنرال قاسم سليماني، يبقى مستقبله محل شك كبير. إعادته لوزارة الخارجية عملية تجميلية لوجه النظام الذي بدا أمام العالم منقسماً ومتناحراً، وظهر المرشد الأعلى بلا سلطة على كبار موظفيه. وهذا يشكك…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٠٢ مارس ٢٠١٩
محاولتك تجاهل شخص ما أو مشكلة معينة أو واقع ماثل أمامك، لا يعني بأية حال أنه سيختفي أو يتلاشى أو ينعدم وجوده، فقط لأنك تنكره أو لا تعترف بوجوده أو لا تريده، فالأشخاص والأشياء والتحديات وكل ما حولنا، موجود بذاته وبشكل منفصل عنك، لا تنتظر قبولك ولا اعترافك بها وهي حتماً ستبقى كما هي، ما لم تذهب إليها وتواجهها وتغيرها إن استطعت، أو تتصالح معها إن كان تغييرها غير متاح، لكن ما سيفاجئك هو أنك إن بقيت ترفضها، مع عدم قدرتك على تغييرها، فلن يكون أمامك سوى أن تتغير أنت، وإلا فلتحاول أن تنظر لها بشكل آخر كي تقبلها أو تتقبلها، وإلا فغادر!! لا شيء يتغير لأجلك لأنك لا تريده أو لا تقبله كما هو، فصديقك لن يتغير لأنك لا تحب (س أو ص) من تصرفاته، نحن نختار أصدقاءنا لأسباب مختلفة ليس من بينها أن نعيد تشكيلهم أو أن نربّيهم من جديد، نحن نختارهم ونقبلهم كما هم كما قبلونا هم…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٢ مارس ٢٠١٩
إن البحث عن دور ومكانة المرأة في الخليج ليس جديداً، فقد عقد في الكويت منذ أربعة وأربعين عاماً، أي سنة 1975، أول مؤتمر لدراسة «دور ومكانة المرأة الخليجية المرتجى في التنمية». ولم يكن ذلك المؤتمر ومخرجاته مقبولين من بعض قطاعات المجتمع، إلا أنه حدث. ثم كرت المسبحة، فعقدت «ندوة التنمية في دول الخليج»، وهي مجموعة تطوعية من أبناء وبنات دول الخليج، وما زالت تلك المجموعة مستمرة تقوم باجتماعاتها البحثية التطوعية حول التنمية، وتنشرها في موقعها، وكل عام تدرس موضوعاً له علاقة بالتنمية. وقد زارت موضوع المرأة الخليجية (بحثياً) مرتين؛ الأولى في عام 1987، والثانية في فبراير (شباط) هذا العام، في محاولة دؤوبة ومستمرة لخلق رأي عام في المنطقة، يثمن أهمية تمكين نصف المجتمع في الحياة العامة. وعلى مدار نصف القرن الماضي، تسارع العمل على ما يمكن تسميته «تمكين المرأة في الخليج»؛ لأن كثيرين ممن ساروا في الدعوة لتمكين المرأة، لديهم قناعة بأن التمكين شرط مسبق لتحقيق التنمية، وكان عليهم أن…
السبت ٠٢ مارس ٢٠١٩
فيما لو تم تنفيذ الاتفاق الإيراني - الإسرائيلي بإخراج القوات الأجنبية من سوريا فالمنطقة كلها أمام تحول مهم للغاية؛ أشبه ما يكون بإعلان نهاية وفشل أي تدخل تقوده دولة أو جماعات أيديولوجية وفشل للتدخلات الميليشياوية المسلحة التي لم تقدم سوى المزيد من القتل والفوضى والدمار. لم تتدخل إيران في سوريا ولا في اليمن ولا في لبنان تدخلا سياسيا بهدف حماية مصالحها أو أمنها الإستراتيجي، النظام في طهران لا يفكر هكذا أصلا، إنه نظام يهتم بالمراقد والمزارات وتصدير الثورة وخروج المهدي من السرداب، وأي نظام يملك هذه العقيدة المتطرفة لن يؤمن أبدا بالدولة الوطنية ولا بالمصالح الإستراتيجية وبالتالي لن يجد شريكا له من دول العالم ولن يعتمد عليه العالم في القيام بأي دور إقليمي أمني أو اقتصادي. لا يمكن للعالم أن يستمر صامتا أمام تلك النيران المشتعلة في سوريا وبدخول روسيا لاعبا محوريا في القضية السورية، وبدخول إسرائيل في المعادلة أدرك الطرفان أن سنوات الدمار والحرب لا يمكن أن تنتهي بوجود…