الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩
باختصار.. من أراد أن يرى المستقبل، فليشاهد أفلام الخيال العلمي، فهي بكل ما تحمله من مبالغات بعيدة عن تصوّر العقل البشري الحالي، إلا أنها الأقرب لحياة الإنسان التي سيعيشها بعد عشرات السنين، بل ربما يحمل لنا المستقبل ما لم يفكر فيه بعد مخرجو أفلام الخيال السينمائيون. مشاهد عدة ظهرت خلال الأفلام السينمائية المختلفة القديمة، تصوّر لنا سيطرة الروبوتات على حياة البشر، وفي الحقيقة فإن هذا الأمر قابل للتحقق بشدة، بل إن فصوله الأولى بدأت في التشكّل خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأ العديد من شركات التكنولوجيا تطوير روبوتات أقرب إلى البشر، سواء في ما يتعلق بالتصميم الخارجي، أو بالقدرات التي يمكنها تنفيذها، فلم تعد الروبوتات تقتصر على جانب تنفيذ الأعمال فقط، بل بدأ العديد من الشركات تطوير روبوتات إنسانية أكثر. «متحف المستقبل»، المقام ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، يعرض نماذج من هذه الروبوتات البشرية التي ستشارك البشر الحياة في القريب العاجل، وهي تحمل مواصفات يصعب تصديقها، فهي ليست مجرد أجهزة، بل…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩
يأتي تجمّع نخبة عقول العالم في دبي هذه الأيام، ولقاؤها على منصة القمة العالمية للحكومات في موعدها السنوي الدقيق، ليؤكد قدرة الإمارات على إلهام العالم وحشد طاقاته وتحفيز أفكاره باتجاهات إيجابية، ويمثل ترجمة مباشرة لما راكمه هذا الحدث الاستثنائي من خبرة عبر السنوات والدورات المتتالية، وما حققه من إنجازات متوالية. لقد كان الموعد الأول، ممثلاً بالدورة الأولى لهذه القمة، موعد خير، أراد منه وفيه الشيخ محمد بن راشد أن يقدّم هدية إماراتية للعالم، فكان هذا الحدث الجامع الذي قدّم لنا سموه من خلاله واحداً من الدروس الكثيرة التي أغنى بها حياتنا، وأثرى بحكمتها عقولنا. وهذا الدرس يقول: الخير طريق سالكة إلى العالم، يقود إلى لقائه، ويضمن مشاركته بأفضل ما لديه، ولا أفضل من طريق الخير، ولا أثمن من لقاء أفضل العقول. إن إيمان سموه بالقيم السامية وقدرتها على جمع البشرية لما فيه خيرها جعل الإمارات اليوم ملهمةً للعالم، ووطناً لابتكاراته، ومنصةً لأفكاره الجديدة، يطلقها في القمة، ويسجل شهادة ميلادها في…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩
4 آلاف شخصية من 140 دولة، وقيادات من 30 منظمة دولية، يجتمعون الآن في دولة الإمارات لصياغة مستقبل حكومات العالم، وبحث القطاعات الحيوية التي تؤثر على مستقبل مجتمعاتنا، والتعرف على أحدث التوجهات والممارسات العالمية لامتلاك أدوات استشراف المستقبل. بين أروقة القمة وجلساتها التفاعلية الكثير من الحديث عن النموذج الفريد الذي صنعته الإمارات، وقدمت فكراً ريادياً في تعاملها مع متطلبات المرحلة المقبلة. لقد كانت دولة الإمارات سباقة في توقع المستقبل وصناعته، وعملت على مأسسة المستقبل باعتباره جهداً جماعياً يستدعي تضافر الجميع، كلٌ حسب مجال تخصصه، فأنشأت الإمارات المجالس والهيئات، ودشنت المبادرات والبرامج، وأطلقت طاقات الشباب لخدمة تطلعات الإمارات وأهدافها الاستراتيجية. تتناول القمة في دورتها السابعة موضوعاً رئيساً وهو «تطوير حياة الإنسان»، موضوع بدأته الإمارات منذ تأسيسها عام 1971 على يد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. الإنسان الذي قال عنه زايد إنه أغلى ما نملك، إذ استثمر زايد في تعليم الإنسان وصحته وآمن بقدراته…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩
الإمارات اختارت دربها، فهي دولة فاعلة بإيجابية في المجتمع الدولي، اختارت الريادة، واختارت صُنع الحياة، والدخول في تحديات المستقبل بإرادتها قبل البقية، لا تكتفي بانتظاره، بل تعمل جاهدة من الآن على استشرافه، واكتشاف إيجابياته وسلبياته ومشكلاته، وتعمل جاهدة مع دول العالم المتطورة لوضع الحلول والبدائل المناسبة لمواجهة تلك السلبيات وتجاوزها. دولة لا تعرف الهدوء، ولا تُحب السير ببطء، فهي في نشاطٍ مستمر، وعملٍ دؤوبٍ دائم، فلا يوم هُنا يضيع بلا هدف، ولا ساعة تمضي دون فائدة، ولا وقت فراغ يمكن سده عبثاً دون جدوى، الجميع يسابق الزمن لبلوغ الأهداف والطموحات، والجميع يسعى بكل طاقة وجهد لبلوغ هدفين اثنين.. تحقيق رؤية القيادة، وخدمة الوطن. الإمارات لا تحب العمل بانفراد، فهي تؤمن بأهمية العمل الجماعي الدولي، لذلك وضعت استراتيجياتها العليا لتحقيق أقصى درجات الاستقرار والأمن والأمان في المنطقة بأسرها، فلا تطور ولا رخاء ولا راحة لأحد ما لم يعم السلام والخير والاستقرار محيطنا ومنطقتنا والعالم أجمع، لذلك كان الأسبوع الماضي حافلاً بنشاطات…
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٩
طوال عقود تعوّدنا في منطقتنا العربية على عقد مؤتمرات كثيرة على مختلف المستويات، فيها من الضجيج أكثر من الطحن، حتى غدت لا تثير اهتمام المواطن العربي ومتابعته، بل إنها تثير أحياناً ضجره ونقده، لعجز قراراتها عن ملامسة الحلول اللازمة لمشكلاته وضمان مستقبله. غير أن الإمارات قدّمت في السنوات الأخيرة مؤتمراً مختلفاً في جوهره وآلياته وجدول أعماله، لتثير انتباه البشرية وليس المواطن العربي فقط، لأن النجاحات التي حققتها الإمارات عموماً استرعت انتباه العالم عبر مشاريع النهضة التي جسدتها حقيقة ماثلة أمام العالم، حتى إن مدير عام صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد وصفت دبي، أمس، بأنها مدينة من الغد، وهكذا كل مدن الإمارات، في تدليل على نجاح حكومة الإمارات في إيجاد الحلول والآليات لتوفير الحياة الرغيدة التي تصبو إليها كل المجتمعات. ودليل أهمية المؤتمر الذي ينطلق اليوم هذا التدافع العالمي للمشاركة في القمة العالمية للحكومات، في أكبر تجمع حكومي عالمي من نوعه، كما أن أجندة الدورة الحالية والشخصيات المشاركة توضح التأثير العالمي…
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٩
خاص لـ (هات بوست) ليس غريبا على دولتي الحبيبة؛ دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ترتيب الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان وإمام الأزهر؛ لم تكن هذه الزيارة عادية أبدا، بل تاريخية وتحسب لدولتي الحبيبة، عندما سألت زميلتي الميسحية في العمل عن هذه التاريخية؛ فأخبرتني بأنها سعيدة جدا وأنها فخورة كونها تشهد هذا الأمر في دولة عربية؛ خليجية؛ إسلامية، تؤمن بمبدأ التعايش والتسامح وأخبرتني أيضا بأنها فرصة العمر؛ كانت فرحتها عارمة، لم أتخيل بأنها ستكون سعيدة بهذا القدر، دولتي لم توفر لأبناء وطنها فقط الراحة والأمن والأمان وكذلك المقيمين. كنت أتابع وجهات نظر البعض بخصوص هذه الزيارة وتابعتها عن كثب وقرأت معظم التغريدات؛ شعرت بأننا نبدأ عصر جديد؛ كيف هي ملامح العصر الجديد؟ التآخي والتعايش والتسامح وتقريب وجهات النظر ونبذ التطرّف بكل أنواعه على أرض الإمارات الخصبة التي تحتضن جماليات هذا العالم وتحاول جاهدة أن تعمل على رسم السلام في العالم. الأجمل من كل ذلك هو استضافة قطبين دينين؛ كم أنا سعيد عندما شهدت…
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٩
في إطار البُعد الجيو سياسي للحرب القائمة في اليمن واستمرار إيران في تطوير قدراتها في مجال ما يوصف بـ«المياه الزرقاء» البحرية، التي تتيح لها استعراض قواتها في هذه المناطق، فإن سيطرة قوات التحالف العربي والشرعية على جزر باب المندب والموانئ اليمنية في الحديدة وعلى طول ساحل البحر الأحمر يقضي تماما أو يحد في أقل تقدير من خطر التمدد الإيراني والتركي في هذه المنطقة بحريا وعسكريا، كما أنه نهاية للحلم الإيراني في تحويل موانئ الحديدة إلى قاعدة عسكرية إيرانية وفق اتفاق سبق أن وقعته طهران مع المجلس الأعلى السياسي في مارس 2015 وهي مكاسب إستراتيجية مهمة للتحالف والشرعية من اتفاق السويد. والسؤال الذي يجب أن يطرح ما هو تقدير الموقف الحالي لتنفيذ اتفاق ستوكهولم ؟ أولاًَ، التحالف والشرعية يدعمان الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة لحل الصراع اليمني وبالتالي فهما يحرصان على تنفيذ الاتفاق كاملا والذي يستند على قرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015. وتم دعمه دوليا بقرارات مجلس الأمن…
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٩
خاص لـ هات بوست : يعرف الكمال بأنه تمام متقطع، أما التمام فهو كمال مستمر، فنحن نكمل ما بدأناه بعد انقطاع، لكن نتم العمل حين ننهي ما اتصل منه، فإذا صمنا من الفجر إلى المغرب نتم يوم صيام، وإذا صمنا أيام شهر رمضان كلها، نكون قد أكملنا الصيام. فإذا وقفنا عند قوله تعالى في التنزيل الحكيم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} (المائدة 3) نتبين أن الإسلام الذي ابتدأ مع نوح {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ---* ---إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (يونس 71 – 72) ونادى به كل الرسل اكتمل بالرسالة المحمدية الخاتم، وتمت النعمة التي أنعهما الله على عباده بما حملته هذه الرسالة من رحمة، فخففت عنهم الإصر والأغلال، وأعلنت صلاحية الإنسانية لبدء عصر جديد، يحمل سمات مغايرة لما قبله، حيث لا فرق بين ذكر وأنثى، ولا رق ولا تمييز بين الناس، والفطرة التي يقبلها كل…
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٩
يبقى خيار المواجهة العسكرية وإجبار مليشيا الحوثي الإيرانية على الالتزام باتفاق ستوكهولم خيار الضرورة، كما أن النظر إلى التهديدات الإرهابية التي يمثلها الحوثيون على أمن المنافذ البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب يجب أن يحتل سلم الأولويات لدى القوى الإقليمية والدولية. وحتى الآن لا يبدو الحوثيون جادين في الحل السياسي الذي يرون نجاحه يفقدهم موارد مالية تقدر بملياري دولار يجنونها من ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى. حققت العمليات العسكرية تحت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن نتائج مهمة جدا كالتفتيت الإستراتيجي الذي أدى لخلق حالة من التوتر الشديد في تشكيلات مليشيا الحوثي الإيرانية مما أجبرها على إجراء تغيير مفاجئ في الجبهة الرئيسية، واختلال في توزيع وتنظيم التشكيلات الحوثية. كما سيطر التحالف العربي لدعم الشرعية على مساحات واسعة من محافظة الحديدة في ميدي والمخاء وخوخة، ووضعت تلك العمليات قوات التحالف والشرعية في وضعية إستراتيجية عسكرية جدا هامة على الأرض من خلال الضغط على المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين في مسافة…
الإثنين ٠٤ فبراير ٢٠١٩
التسامح، والحوار، وتقبل الآخر، هو كل ما تحتاجه البشرية للعيش بسلام ووئام، وهو كل ما تحتاج أن تطبقه الشعوب بمختلف مذاهبها ودياناتها لضمان نبذ العنف والتشدد والطائفية المقيتة، فالأديان جميعها جاءت لتنظيم حياة البشر للأفضل، ولنشر المحبة والسلام، لا لتكريس العنف والقتل والاختلافات التي تجر البشر للحرب والدمار. والإمارات هي دائماً وأبداً صوت السلام والمحبة والتقارب، ومن أجل ذلك فهي اليوم وجهة العالم من كل حدب وصوب، يقيمون فيها، ويزورونها، ويتعايش كل من تطأ قدمه أرضها مع غيره بود وخير، مهما كانت بينهم خلافات واختلافات مذهبية أو دينية أو عرقية، فالجميع هنا ينصهر تحت مسمى «إنسان»، والجميع هنا بشرٌ لهم حقوق وعليهم واجبات، والجميع هنا تحت حماية ورعاية دولة القانون التي لا تفرق بين البشر لأي سبب كان. الإمارات وفق هذه السياسة الثابتة، والمبادئ الراسخة، تستقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتتطلع إلى أن تسهم هذه الزيارة التاريخية في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتناغم الثقافي والحضاري بين الشعوب، فهي…
السبت ٠٢ فبراير ٢٠١٩
الإخاء الإنساني مصطلح قديم بالنوع حادث في الشيوع، فإن الإنسان منذ نشأته الأولى لا يجهل أنه أخ لأخيه الإنسان، فهو من نسل آدم المكون من تراب، ومن نسل نوح أبي البشرية الثاني، فهو كأخيه الإنسان نشأة وجِبلّة وخصائص أياً كان عِرقه أو دينه أو بيئته، ومهما تباينت معتقدات بني الإنسان بين الحق والباطل، السماوي والوضعي، والعقلاني وغير العقلاني، فإنه يبقى أخاً للإنسان يحس بأنسه وبؤسه، ويتعين عليه أن يسعى لنفعه ويكف عن ضره، فإن تنكر لهذه الحقائق فإنه يكون قد تخلَّى عن إنسانيته وأصبح الجنس الحيواني طاغياً عليه، فيكون ذئباً ضارياً بصورة البشر، على أن الذئاب وغيرها من الأجناس الأخرى تحترم بعضها وتأنس بها، وقلّما تضر أصناف جنسها، بخلاف الإنسان الذي يتخلى عن صفاته الإنسانية فإنه يفسد كثيراً، وهو ما كانت تستشرفه الملائكة حينما اعترضت على خلق آدم، عليه السلام، لولا أن الله غالب على أمره، ويعلم ما في نوع الإنسان من خير يغلب شره. وهذه الأخوة الإنسانية تحدّث عنها…
السبت ٠٢ فبراير ٢٠١٩
كل الاحتمالات دائماً في الحسبان، مثل أن تعرض الحكومة الإيرانية ما يكفي لإغراء الولايات المتحدة على التراجع والتصالح لنعود إلى مربع الصفر من جديد كما حدث في فترة الرئيس السابق باراك أوباما. ففي عهده طبقت العقوبات الاقتصادية القاسية، واتخذت خطوات عدائية أشد، لكن في عام 2010 قدمت له إيران، سراً، عرضاً بالتفاوض دام أكثر من ثلاث سنوات وأنجب اتفاقاً صدم الجميع بما فيهم إسرائيل، حليفة واشنطن الأولى. فهل من الممكن أن تكرر الإدارة الحالية سيناريو أوباما، وتفاجئنا باتفاق سري؟ بل، لماذا نثق ونقبل أن نتحالف مع الولايات المتحدة في مشروعها السياسي بعد هذه التجارب المرة؟ الحقيقة علينا أن نفهم العلاقة الثلاثية بطريقة معكوسة عما يطرح في تحليلات البعض هنا في منطقتنا. خلافنا مع سلطة إيران أصلي وليس مرتبطاً في أساسه مع واشنطن، والخطر علينا حقيقي من إيران أكثر من الخطر الذي يمكن أن يهدد الولايات المتحدة. والنزاع مع نظام آية الله في طهران ليس استجابة لطلب واشنطن منا أن نؤيدها،…