الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨
صورة الإمارات في الإعلام الخارجي واقعية ودقيقة، قبل أن أقول إنها زاهية، كما أنها انعكاس للنهضة والتقدم ولمفاعيل ثقافة الاعتدال والتسامح، وأحدد هنا الإعلام المحترف، الذي يبحث عن قصة جديدة ومتميزة تُروى، ونحن لدينا هذه القصة بجدارة، ولا نأبه لأي قصص أخرى، يختلقها الإعلام في مصانع الكذب المعروفة في الإقليم، فغني عن القول إنه يعمل دون مصداقية، وتالياً يجني مزيداً من الخسارات. لدينا قصة إماراتية تهتم بها وسائل الإعلام في العالم. فمن الضروري لأي صحفي يريد أن يفهم الشرق الأوسط أن يتابع الأخبار القادمة من هنا، ليجيب عن أكثر من سؤال. كيف صنعت الإمارات نموذجها الخاص في المنطقة. كيف نجح الاتحاد الذي بناه زايد المؤسس، رحمه الله، في الوصول إلى غاياته، لتنهض بلاد آمنة وقوية ومزدهرة في إقليم مضطرب. كيف وصلت الإمارات إلى مصاف الدول الكبرى في مؤشرات تنموية وعلمية وثقافية واقتصادية؟ لدينا الحدث؛ ما نصنعه هنا. أو ما تكتبه الصحافة الدولية والعربية عن بلادنا. فهي تريد قصة متكاملة عن…
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨
رحم الله الراحل جمال خاشقجي وغفر له، فقد مات ميتة لا يجوز ارتكابها على كائن من كان. رغم شناعة ما جرى، علينا أن نفصل بين الجريمة التي ارتكبت بحقه ومنها من مثل به وننتظر تحقيق العدالة غير منقوصة على كل من ارتكب الجريمة من ناحية، ومن ناحية أخرى بين محاولات تزيين تاريخ المغدور من قبل بعض أصدقائه القدامى وإطلاق الكلام الاعتذاري المقروء والمسموع فيتلقفه الساقط واللاقط، وكأن الراحل - غفر الله له- لم يكن متعاوناً مع قطر والجزيرة وأكاديمية التغيير بإشراف الإسرائيلي عوني بشارة، ومع المشروع العثماني الذي ينكر على السعودية دولة وشعباً حقها وقدرتها على حماية الأراضي المقدسة، ومع الواشنطن بوست والنيويورك تايمز وهما من أهم الدعامات الإعلامية للاحتلال الإسرائيلي والتنكيل بالفلسطينيين. ما هو المغزى من هذه المقدمة؟ المغزى هو ألا يعير أحد أذنه لغير وطنه. في هذا العصر الملغم بالأطماع الإقليمية والدولية والفتن المذهبية وبتدمير كيانات عربية أساسية، على العاقل ونصف العاقل أن يتمعّن ويفكر ويقارن. إن وجد…
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨
رجل أعمال برازيلي، وهو ملياردير شهير، أعلن أنه سيدفن سيارته الثمينة «رولزرويس» معه في القبر ذاته عند وفاته، حتى يستخدمها في العالم الآخر، وحدد موعداً لجميع وسائل الإعلام كي تنقل مباشرة حدث إنزال السيارة إلى القبر، حتى تكون جاهزة فور وفاته ويدفن معها! أثار الإعلان المدينة بأسرها، وأصبح هذا الملياردير حديث العالم، وتجمهر الإعلاميون وكل وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم بفناء قصره في الموعد المحدد، ووجدوا فعلاً سيارته «الرولزرويس» الثمينة مركونة بجانب حفرة كبيرة، تم حفرها قبل وصولهم، وظلوا جميعاً ينتظرون ساعة الصفر، وهي لحظة إنزال السيارة إلى القبر! حضر الملياردير، والجميع يترقب لحظة إطلاقه أمر الإنزال، فأخذ الميكروفون، وخاطبهم قائلاً: «بدايةً يجب أن تفهموا أن من يُفكر في دفن سيارته معه لن يكون يوماً إنساناً عاقلاً، بل هو مجنون، وأنا لست كذلك، أنا مسرور جداً لتلبيتكم دعوتي، ووجود هذا العدد من الإعلاميين هُنا كفيل بجعل رسالتي تصل إلى العالم، ورسالتي هي أن الناس - وللأسف - تدفن أشياء…
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨
يقيس «مؤشر الشيخوخة العالمي» مستويات صحة المسنين ورفاهيتهم في الدول المتقدمة، معتمداً معايير «الإنتاجية والتشارك، والعدالة، والتماسك عبر الأجيال، إضافة إلى الأمن والرفاه»، ومن المعروف أن الدول الاسكندنافية تتصدر المقاييس منذ سنوات عدة، خصوصاً النرويج، التي تُسمى «جنة الشيخوخة». مع الأسف، لا وجود للدول العربية في قائمة الـ20 بلداً الأكثر عناية بكبار السن، تبعاً للمؤشر نفسه. ربما لأن حاضنات الرعاية بالمسنين لا تزال أسرية في بيوت الأبناء والبنات، ويلتزم الناس دينياً وثقافياً البر بالوالدين، ويعتبر إهمال الآباء والأمهات في شيخوختهم عاراً اجتماعياً كبيراً، وربما لأسباب أخرى تتعلق بأنظمة التقاعد، والرعاية الصحية، والبنية التحتية الملائمة لهذه الشريحة التي يجب أن تستمتع بتقدمها في العمر، ولا تشعر أنها باتت عبئاً على العائلة والمجتمع. الإمارات قررت أن تحقق معايير «مؤشر الشيخوخة العالمية» وتزيد عليها بقيم إنسانية خاصة، نابعة من هويتنا وثقافتنا الوطنية، فقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتغيير مسمى «كبار…
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨
بعد نشر مقالتي الأسبوع الماضي هنا في صحيفة «الحياة» يوم 16 تشرين الأول (أكتوبر) حول محاولة اغتيال الشخصية السعودية، تحداني مغرد في تويتر بقوله: «لو ثبت تورط السعودية... ماذا ستكتب هل ستنتقد فعلتها؟»، ولأني ألزمت نفسي ألا أدخل في جدل مع الذين يختفون وراء الأسماء المستعارة، فإني لم أعلق على تغريدته حينذام، أما الآن وقد صدر بيان النائب العام عن نتائج التحقيق الأولية في حادثة مقتل الزميل الراحل جمال خاشقجي – رحمه الله - فإن الإجابة عن تساؤله تصبح واجبة، خصوصاً أن السؤال طرح عليّ من آخرين غيره، ومنهم بعض الأصدقاء والأقارب. والسؤال المشروع الآن هو: هل تورطت «السعودية» فعلاً في مقتل جمال خاشقجي؟ والإشارة هنا تعود إلى السعودية الدولة وقياداتها. ولمحاولة الإجابة عن هذا السؤال، وبحسب ما لدينا من معطيات، يتضح أن النائب العام كان دقيقاً وموجزاً في بيانه، فلم يذكر أي تفاصيل حول الـ18 شخصاً الذين تم إيقافهم، لا أسماءهم ولا الجهات التي يتبعون لها، طالما أن التحقيقات…
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٨
في لمسة إنسانية رائعة يثبت الشيخ محمد بن راشد هذا الإنسان الراقي شعوره بالآخر سواء موظفاً أومتقاعداً أو طالباً، يقتنص الفكرة ويطورها متى ماكانت تمس المواطن وهي تعبير عن المواطنة الحقة والصادقة. اقرؤوا معي ما صرح به هذا القائد لناسه ولمواطنيه وبشكل إيجابي قال: قررت إعادة تسمية كبار السن إلى (كبار المواطنين). فهم كبار في الخبرة.. وكبار في النفوس وكبار في العيون والقلوب. هذا القائد الذي حول (دبي) إلى وطن عالمي، هذا الإنسان لم يتجاوز مواطنيه بل أثبت أن المواطن الذي هو شريك في البناء والإعمار لا يفارق مخيلته بل يشعر بالمسؤولية الكاملة عن هذا المواطن صغيراً أو كبيراً. نعم رزقنا في دول الخليج العربية بثروة هائلة مهدت لنا الحياة الكريمة ورفعت من قدرة المواطن على اكتساب المعرفة والولوج إلى عالم التقنية الذي يمنح المواطن الالتحاق بركب العالم الآخر بل إنها تثبت تجاوزها لبعض البلدان. بطبيعة الحال فإن هناك من يغزو الحسد قلبه وعقله ليبدأ فكرة الإيذاء واستعمال الكذب والافتراء…
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨
الشدائد والأزمات تظهر الصديق الموالي والعدو الكاشح على حدٍ سواء، فهي تُغربل أهواء النفوس وتظهر الصادق من الكاذب، وقد مرت المملكة العربية السعودية في الأسبوعين الماضين بقضية جمال خاشقجي، المواطن السعودي المقتول خطأً في القنصلية السعودية في إسطنبول. وبشجاعة وجرأةٍ في اتخاذ القرار، أصدرت السعودية بياناً روت فيه كل ما جرى في هذه القضية المزعجة وفتحت تحقيقاً عدلياً واسعاً، وتتولى النيابة العامة السعودية التحقيق مع جميع المتهمين وعددهم ثمانية عشر، كما أعفى الملك اثنين من القيادات العليا في الديوان الملكي وجهاز الاستخبارات، وعدداً من ضباطه الكبار، ويتم التحقيق مع الجميع للوصول للتفاصيل والأدلة كافة. وقفت دولة الإمارات مع حليفتها السعودية، ودعمت قرارات القيادة بفتح التحقيق في القضية ومحاسبة أي مسؤولٍ عنها واعترافها بالخطأ والشفافية التي تعهدت بها في الإجراءات العدلية المتبعة، وهو موقف الحليف الطبيعي، وهو ما توالت عليها العديد من الدول العربية والإسلامية مثل البحرين والكويت ومصر والأردن وغيرها كثير، ورحبت به الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى حول العالم.…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨
اثنتا عشرة سنة بالتمام والكمال، لم تزد يوماً لأننا كنا طلاباً مجتهدين، ولم تنقص يوماً لأن نظام التعليم قد قرر منذ سنوات أن يخصم هذا العدد من السنين من أعمارنا على وجه الدقة، المهم أنه خلال هذه السنوات أعتبر نفسي ذات ذاكرة ضعيفة فيما يتعلق بالأسماء، لكنني ما زلت أتذكر تلك الفتاة الممتلئة بالحيوية والبهجة التي كانت ضحكاتها تجلجل دائماً في المدرسة، فنعرف أن «فرح» مرت من هنا، أو أنها على مقربة من هناك. كم مرة ممكن أن تعبر في حياتنا صديقة تلون الفضاء الذي تغبره بالضحكات؟ وكم مرة حدث أن التقينا بإنسان تغفر له ابتسامته كل أخطائه وتصنع وسامته الخاصة؟ أنا لم أنس «فرح» حتى في الزمن الذي عبرت فيه مأساتها الخاصة، وصار الجميع يتحدثون عنها لاحقاً كامرأة ولدتها كارثة، لا بوصفها تلك الفراشة الملونة بألوان قوس قزح. الْفَرَح، هذا الشعور الذي يتسلل إلى قلوبنا كما تتدفق في عروقنا غيوم بيضاء خفيفة كهواء، وهشة كسكر، هذا الشعور الذي نطلبه…
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨
يبذل الكثير من طلاب الجامعات مجهوداً حقيقياً في اكتساب العلم، والالتزام بحضور دروسهم، وتسليم المشروعات والأبحاث المكلفين بها في موعدها، بانتظار اليوم الموعود ليتخرّجوا في الجامعة، ويلتحقوا بوظيفة أحلامهم، أو يبدأوا مشروعاً خاصاً بهم، ولكن للأسف يصطدمون بالواقع، وهو غياب الخبرة، وهي متطلب أساسي للالتحاق بأية وظيفة، فقط القليل من الشركات - وأغلبها شركات عالمية - تقدم برامج لتعيين الخريجين، ولكن لا يسهل الالتحاق بتلك الشركات، خصوصاً إذا لم يكن الطالب من أبناء البلد الذي يدرس فيه، وقد تؤدي معضلة الخبرة إلى عزوف الطالب عن تخصصه، وقبول أي مهنة في أي مجال لمجرد أن يجد «لقمة العيش»، وهنا تكون البداية الهزيلة لحياة وظيفية كئيبة لا يتمتع فيها الإنسان بعمله، لأنه ليس العمل الذي سعى من أجله أو تمنّاه. في كثير من الدول التي تغلبت على هذه المعضلة يتم تقديم برامج للتدريب الداخلي الخاص بطلاب ما قبل التخرج، فإذا كانت مدة الدراسة أربع سنوات مثلاً يتوقف الطالب بعد السنة الثالثة للعمل…
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨
توجيهات القيادة واستراتيجيات الحكومة تتمحور حول هدف واحد هو رفاه المواطن وتوفير سبل الحياة الكريمة له، وإذا عدنا إلى كل السياسات والمبادرات والقرارات، لوجدنا أن محورها الأساس هو الإنسان، بما يعنيه ذلك من تحسين كل البنى وتطويرها لأجله، واستشراف المستقبل أيضاً من أجل ضمان العيش بأعلى معايير الجودة العالمية. هذه هي سياسة الدولة بمتابعة سامية من القيادة، وبعمل متواصل من المؤسسات والجهات ذات الاختصاص، سياسة ترتكز على التنمية أولاً، وتسخير الموارد لأجل إسعاد الشعب في كل المجالات، من تعليم وعلاج وفتح للآفاق والفرص، وصون كرامة الكبار وتأهيل الأجيال الشابة، لتكون قادرة على صناعة المستقبل وإدارة شؤونها، وأن تكون قادرة أيضاً على القيادة بما يعنيه ذلك على كل المستويات. هذه السياسة المثابرة لا تتوقف عند فكرة إبداعية واحدة، بل تأتي كل يوم بجديد، حيث اعتمد مجلس الوزراء، أمس، السياسة الوطنية لكبار المواطنين، ضمن منظومة رعاية مجتمعية وصحية شاملة، ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه…
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨
أسباب كثيرة جعلت أبوظبي ضمن أقوى ثلاث عواصم في العالم، لجهة متانة التلاحم الاجتماعي بين الأفراد، من أجل ازدهار المجتمع، وفقاً لدراسة «المدن الحيوية للعام 2018»، التي أعدتها كلية «أي إي إس إي» الإسبانية التابعة لجامعة «نفارا». أبرزها الأمان، فالعاصمة تصدرت قائمة المدن الأكثر أماناً في العالم هذا العام، تبعاً لموقع «نومبيو» الأول في حجم البيانات والمعلومات، بعد رصده 338 مدينة عالمية، فلا شيء يجعل البشر أكثر اقتراباً ومودة من عمق الإحساس بالأمن، وقوة القانون، وعدالة القضاء، وفِي هذا المجال، فإن أبوظبي باتت محط اهتمام الدراسات الدولية، ذلك أن متانة نسيجها الاجتماعي يكمن في ثقافتها وتراثها وقيمها، حيث العروبة النقية من الخيلاء، والإسلام السمح، الذي هو رسالة سلام وعمارة في الأرض والإنسان. الأمن الشامل يجعل المجتمع متكاتفاً. المعيشة الكريمة والرخاء الاقتصادي تدفعان الفقر والعوز. الجوامع المشتركة بين الناس تحثهم على الالتفاف حول أسباب النعمة، وكل ذلك تحقق في أبوظبي، فجذبت ثقافات وأعراقاً، ولغات وخلفيات اجتماعية متعددة، فسبقت «أوتاوا» الكندية، و«سيدني»…
الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٨
تقف المملكة العربية السعودية بكل قوة واقتدار، أمام الحملات السياسية والإعلامية المشبوهة، التي تشنّها قوى عديدة هدفها المساس بأمن المنطقة وخلخلة استقرارها، لإدراكها مكانة المملكة في محيطها العربي والإسلامي والعالم أجمع، وهذا الاقتدار الذي أظهرته الرياض يؤكد صلابتها وحنكتها في إدارة الأزمات، وردّ الكيد إلى نحور أصحابه. هذا ما ظهر جلياً في هذا التوقيت الذي أثيرت فيه قضية جمال خاشقجي، وهي قضية خضعت للتوظيف السياسي من جانب عواصم عربية وإقليمية ودولية، كانت غايتها الأساس ابتزاز المملكة والمنطقة، وهي القوى ذاتها التي صمتت أمام موت الملايين في دول عربية، فلم تأبه للأمر أساساً، لكنها لغايات معروفة تريد الآن تشويه سمعة السعودية، ومحاولة إيقاف سياسات الإصلاح والتجديد، التي انطلقت بقوة في مختلف الاتجاهات، من أجل تقويض أمن المنطقة برمتها، خصوصاً أن الكل يدرك ما الذي تعنيه المملكة لأكثر من ملياري مسلم وعربي، هذا فوق مكانتها الدولية. أدارت الرياض هذه الأزمة بحكمة، ولم يتم استدراجها لردود الفعل، بل بقيت ثابتة وراسخة، تتصرف على…