آراء

مشاري الذايدي
مشاري الذايدي
صحفي وكاتب سعودي

ما زلنا في مسرح العبث

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

مدهشٌ، ومحبطٌ في آن، هذا التكرارُ العبثي، والاستعاداتُ الزمنية، لنفس الأزمات وذات النقاشات في مجالنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط جمعاء. الحق أقول لكم، لو استعرضت مقالات الرأي وصفحات التحقيقات بالجرائد وبرامج الجدل السياسي ومقابلات الساسة، من منطقتنا، أو رسل الدبلوماسية الأميركية والروسية والأممية، ستجد تقريباً محتوى الكلام والأفكار، لم يتغير كثيراً، وكلَّما استبشرنا بكسر حلقة هذه الدائرة المهلكة، عادت فاستحكمت حلقاتها، ولم تفرج! قبل 14 عاماً كان هذا الجواب لمجلة «المجلة»، عن مصادر القلق السعودي في المنطقة... والمصدر الآخر للقلق السعودي، وهو لا يقلُّ خطورةً عن القلق الإيراني، هو طبيعة الدور الأميركي في المنطقة، ومستقبل عملية السَّلام مع فلسطين، التي هي مفتاح أساسي، ولا أقول وحيد، لتثبيت الاستقرار في المنطقة، نحن لا نعلم أي مصير ينتظر القضيةَ الفلسطينية، وماذا ستفعل الإدارةُ الأميركية غيرَ ما فعلت الإدارات التي قبلها، وإلى متى يمكن تحمُّل حالةَ التفتت والفوضى وتفريخ جماعات العنف والتخريب وتأجيل التنمية، بسبب عدم وجود رغبة جادة في السلام من قِبل…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

الهندية الأولى

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

كان من أهم أوجه الشبه بين الأنظمة «الاشتراكية» و«الديمقراطية» توافر الفرص لدى الاثنين. وكانت هذه المسألة خاصة موضع نقاش شهير بين الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف، ونائب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون عام 1959 في موسكو، في جدل عرف باسم «حوار المطابخ»، لأنهما كانا يتباريان في جناح المطابخ من المعرض الدولي. كان الأداء متوازياً تقريباً، بين السوفياتي، الذي تطور من راع إلى زعيم البلاد، والأميركي الفقير الذي أصبح نائباً للرئيس (لاحقاً الرئيس). أعادت كامالا هاريس ذلك المشهد إلى الأذهان وهي تروي، تسبقها ضحكتها الرنانة، كيف عملت – فيما عملت – في مطعم ماكدونالد. وفي بلد هو أم الرأسمالية، انهالت التبرعات بالملايين خلال أيام على فتاة «الهامبرغر» السابقة، بدا وكأنها سوف تهزم أكبر تاجر عقارات في أميركا. فلنكرر: امرأة، سمراء، مهاجرة، فقيرة، ماكدونالد، ثم كاسحة الرؤوس والأحزاب. ماذا، ومن أنهت كامالا هاريس؟ إلى لحظة ترشحها، كانت معركة الرئاسة الضارية بين عجائز، وليس بين عجوزين فقط. وإذ اقتحمت ميدان السباق مثل فرس جامحة، حدث…

جهد تعليمي إنساني وخيري

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤

عقدت وزارة التربية والتعليم إحاطة إعلامية مؤخراً تحدثت فيها معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، وقيادات الوزارة، عن الاستعدادات المكثفة للوزارة لاستقبال العام الدراسي الجديد، والتعديلات الجديدة في هذا المجال، والتي تناولتها وسائل الإعلام المحلية بإسهاب، وكذلك منصات التواصل الاجتماعي، وسنعود إليها واستعراضها في وقفات مقبلة، ولكننا نود الإشارة والتوقف أمام جهد استثنائي تقوم به مؤسساتنا الخيرية، وفي مقدمتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان الإنسانية، وخليفة بن زايد الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرها، من أجل الطلاب محدودي الدخل، ومن أبناء الأسر المتعففة، وحتى لا يتخلف أحد منها عن ركب التعليم، انطلاقاً من قيم الخير، ومساعدة الآخرين التي جُبل عليها مجتمع الإمارات. لقد طرحت العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية برامج خاصة لمساعدة هؤلاء الطلاب وأسرهم، بدعم كبير من الدولة والشركات الكبيرة والبنوك وفاعلي الخير. كما تفاعلت الجامعات والمؤسسات الخاصة بدورها مع هذه المبادرات، تحقيقاً للأهداف الإنسانية السامية لها. وتتنوع المبادرات والبرامج الموجهة لدعم الطلبة المعسرين من أبناء الأسر المتعففة…

الإمارات.. الإنسان أولاً

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤

في الإمارات، يزرع الإنسان في كل صباح زهرة الولوج إلى الحياة، مستدعياً الأثر الطيب في العلاقة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان وهذه الأرض التي هي الخيمة، وهي النعمة، وهي الغيمة، وهي النجمة التي تضيء فناء القلب بمصابيح الحب، وتجعل من الحياة باحة خضراء مزروعة بالفرح، تترعرع في حقولها غزلان الأمل والتفاؤل برحلة طويلة تمتد إلى الأفق، مشفوعة بتلاحم الناس أجمعين، وتضامن يحوِّل الحياة إلى مغزل قماشة الحرير، والأيدي عناقيد ترفع الثمار الطيبة، ويدلي الطير بتصريح صريح، بأن هذا البلد، هذه الإمارات، المكان الأوفر حظاً لانتماء الإنسان لإنسانيته والزمان الأجدر بأن يحفظ الود بين التاريخ ومن يكتبون سطوره على صفحات تضاريس وطن، استمد مكانته من تمكينه للإنسان بأن يأخذ بزمام الطموحات ويذهب بعيداً نحو بيت المستقبل، ويطرق أبوابه بجرأة وجدارة، ويقول، هذا أنا أحببت الناس جميعاً، فأحبوني ووضعوني بين الرمش والرمش، وصرت في العالمين العلامة المميزة لرخاء المشاعر وثراء المعاني وغنى الإرادة. هكذا استطاعت الإمارات أن تصنع غد الإنسان، مكللاً بقدرات…

السعد المنهالي
السعد المنهالي
كاتبة إماراتية

بما أن.. إذاً

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤

تفرض تلك النقاط الثلاث نفسها والتي تستخدم للإشارة إلى العلاقة المنطقية في الرياضيات (بما أن) و(إذاً)، ويقصد بها وجوب المقدمات للحصول على النتائج، أجدها أمامي تتراقص تارة على شكل وجه ضاحك وتارة يبكي كلما وجدت أماً أو أباً يخبر عن ردود أبنائهم عندما يحاولون توجيههم لأمور معينة. عندما يطلب من ولده مثلاً أن يجتهد في دراسته، لكي يستطيع أن يكمل حياته معتمداً على نفسه، فيخبرك أنه لا يحتاج إلى ذلك، فالأمر بسيط بوجود بطاقة السحب الآلي. أو أن تخبرك ابنتك عندما تحاولين إقناعها بتعلم طريق لإعداد الطعام لنفسها فتتساءل لماذا.. وأين الـ «دليفري». وحالي كذلك فلا أعلم هل أضحك أم أبكي على ما ابتلينا به من اضطرار للتعامل مع عقول انتهجت تلك الطريقة نبراساً لتفكيرٍ غير منطقي. فالحصول على المال لا يستوجب التعب في جمعه، والحصول على الرشاقة لا يستوجب جهداً لصقل الجسم، والحصول على الشهرة لا يستوجب سعياً للنجاح، وهكذا الأمر في متوالية غير المستوجبات لحدوث التحقق. لقد أدى…

سمير عطا الله
سمير عطا الله
كاتب لبناني

مسطحة!

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤

طوال عامين كان العالم يتابع صباحاً ومساءً وما بينهما، أخبار الحرب في أوكرانيا. وأصبحنا نلاحق أخبار مدن لا نعرف أين تقع، وأنهر لا نعرف أين تنبع ولا أين تصب. وذات يوم أفاق العالم المشار إليه، فسمع فلاديمير بوتين، الذي لا يطيق المزاح، يتحدث عن السلاح النووي. وتبعه وزيره الأول سيرغي لافروف، فرفع المسألة إلى حرب نووية. وفي الغرب كان السياسيون والمعلقون أكثر دقّة، فوضعوا الكرة الأرضية على حافة حرب عالمية ثالثة، ورفضوا إنزالها. ويبدو أن السبب (الرئيسي) أنهم اقتنعوا مع الفنان محمد صبحي، أن الأرض مسطحة، إن لم تكن كلها، فجلها كما قال البلغاء. تعودت أن آخذ كل شيء على محمل الجدّ، وخصوصاً أقوال محمد صبحي، لأنني مقدّر كل التقدير أعماله الخيرية. ومن أجل ذلك، فلتنسطح الأرض حتى تنقلب. المفروض أن الحرب مأساة، سواء في الدونباس أو فيما بقي من السودان، أو في غزة. لكن وحشية حرب غزة أزاحت أخبار أوكرانيا (ومعها السودان)، من الصحف والتلفزيونات، والإنترنت، بحيث خيّل إلينا…

وبدأت اللعبة

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤

تستعد كبريات شركات صناعة الأدوية لانتعاش جديد، فالبيانات الصادرة تمهد لها الطريق، وشكل الأرقام ذات التسعة أصفار تلمع أمام أعين «تجار البندقية»، فهذه فرصة يجب أن تستغل، تماماً كما استغلوا جائحة «كورونا»، وسجلوا أعلى النتائج في قوائم الأرباح، رغم أن اللقاحات والتطعيمات لم تكن متوفرة، ولكنهم وفروا المطلوب بعد أشهر قليلة، ادعوا بأنهم تعرفوا على فيروسات «كورونا»، وباعوا، وحاربوا بعضهم البعض، وفرضوا المنتج في دول معينة على الراغبين في زيارتهم، وبعد عامين بدأت محاكمهم تنظر في القضايا المرفوعة ضد شركات الأدوية بعد أن ثبتت مضار بعضها! لم تنتظر تلك الشركات طويلاً، تحركت في اليوم التالي لإعلان منظمة الصحة العالمية قرارها باعتبارها «جدري القرود» حالة صحية طارئة عالمياً، في البداية قالت إن اللقاحات متوفرة، وهي فاعلة، فقد سبق وجربت قبل عقدين تقريباً ضد الوباء ذاته، وبعدها بيوم صرحوا بأن المتوفر حالياً لا يكفي، وقد تحتاج إلى أشهر عدة لتغطية الاحتياجات. والهدف من ذلك دفع الدول الغنية إلى حجز كميات من المتوفر…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

هذه القصيدة لا أحبها!

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤

لجبران خليل جبران قصيدة يتداولها الكثيرون، يقول فيها: «أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم، أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكاراً خاصةً بهم، طاقتكم أن تصنعوا المساكن لأجسادكم، ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم. فهي تقطن في مسكن الغد، الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم، وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم. ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم». لم أحب القصيدة ولا طريقة تعبيره عن الفكرة، وجدت فيها ازدراء ونظرة دونية لدور الأهل والوالدين، الأبناء يسكنون المستقبل الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى في أحلامكم!! لماذا كل هذا الإصرار على قطع الصلات وطرق الالتقاء، ومع أنه يتحدث عن الأبناء ووالديهم، إلا أنك تشعر بأنه يتحدث عن أعداء بينهم ما صنع الحداد! والقصيدة بالرغم من أنها تعطي الوالدين بعض الإشارات التي تعترف لهم بالفتات، إلا أنها تلح على…

عماد الدين أديب
عماد الدين أديب
إعلامي ورجل أعمال مصري

مشهد «بلينكن».. عاشر مرة في إسرائيل

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤

في عاشر زيارة له منذ 7 أكتوبر الماضي حذر وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في تل أبيب من أن هذه الجولة من مفاوضات غزة قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلى صفقة اتفاق. قبل اللقاء مع نتنياهو قال بلينكن «أنا هنا – يقصد في تل أبيب – حتى أتأكد أنه لن يوجد شخص ما سوف يتسبب في إفساد الصفقة». وما يتردد في تل أبيب أن نتنياهو فعل – هذه المرة كما يفعل كل مرة – في استحداث عناصر جديدة لم تكن على جدول المفاوضات تؤدي إلى إفشال الصفقة وإفساد جهود الوسطاء. ويقول الوسطاء لإسرائيل إن خطة الانسحاب للمرحلة الأولى التي تصل إلى خمسة أسابيع لن تعطي «حماس» فرصة إدخال أي سلاح جديد، وأنه في حالة حدوث هذا «الخرق» من قبل «حماس» سيكون لإسرائيل الحق في إمكانية معاودة القتال. ويحاول بلينكن أن يسوق فكرة أن مرحلية إنجاز الاتفاق بمعنى إنجاز المرحلة الأولى ثم الثانية وإيقاف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين سوف يمهد…

«من خيرات بلادي»

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤

شاركت الإمارات العالم، يوم أمس، الاحتفاء بـ «اليوم العالمي للعمل الإنساني» الذي يصادف الـ 19 من أغسطس من كل عام. كان احتفاء بالجهد الإماراتي المتواصل والمتميز لإغاثة الملهوفين، وتقديم يد العون والمساعدة للملايين من البشر ممن يعانون من تداعيات الظروف الصعبة والاستثنائية، التي يرزحون تحت وطأتها في العديد من المجتمعات والدول حول العالم. وقد شهد الجميع للاستجابة الإماراتية الفورية بأنها تتمتع بالسرعة والاحترافية العالية في التخطيط والتنفيذ للوصول للمحتاجين والمتضررين من دون تمييز. لقد حرصت مختلف الجهات العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية الإماراتية على إبراز جهودها بالمناسبة، وفي هذا الإطار تبرز عملية «الفارس الشهم 3»، التي انطلقت بتوجيهات قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وقدمت الدولة من خلالها عشرات الآلاف من أطنان المساعدات العاجلة، للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة. وكذلك حملة تراحم من أجل غزة. ناهيك عن تخصيص الإمارات، 70% من تعهدها إلى وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية. وستظل مبادرة…

ماذا بعد كل هذا الركام؟

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤

بالأمس، اجتمعت «كتائبُ القسام» مع «سرايا القدس»، ونفّذا عمليةً انتحاريةً في تل أبيب نتج عنها إصابةُ أحد المارّة. ورغم أنَّهما الجناحان العسكريان الفلسطينيان في العمل ضد إسرائيل، فإن نتيجة العملية جاءت متواضعة، والأرجح أنَّه كان بالإمكان أن تكون العملية أوسع وأكبر تأثيراً، كونها عبوة ناسفة يمكن زراعتها في مكان مزدحم، لكنَّ الرسالة وصلت إلى إسرائيل بوضوح حول إمكانية عودة العمليات الانتحارية الفلسطينية داخل الأراضي الإسرائيلية ومنها العاصمة تل أبيب. كل التطورات المتعاقبة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فرزت أعداء إسرائيل وأبعدتهم من حيث الهدف والمصير بعضهم عن بعض. اليوم ينظر «حزب الله» إلى وضعه العسكري وأهليته لدخول حرب ضد إسرائيل أكثر من كونه قلقاً على الفلسطينيين، وإيران عليها عبء الرد على اختراق إسرائيل سيادتها وتجرُّئها على اغتيال ضيفها في يوم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ليس من أجل إسماعيل هنية، بل مداواةً لكرامتها المجروحة. بمعنى آخر، القوى الفلسطينية وحيدة اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولا أحد مهتماً لأمر…

يوسف الديني
يوسف الديني
كاتب سعودي

الفاكهة المحرمة واستهداف السعودية

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤

منذ الصعود السعودي الكبير مع «رؤية 2030» هناك حالة من استثمار هذا الصعود بشكل عكسي وبشكل أصبح مبتذلاً ومتكرراً يقوي من مناعة المجتمع السعودي، وأحياناً يبعثه على الشفقة وهم يرون منجزهم بات «فاكهة محرمة» تتسابق عليها الصحف والقنوات لكسب المشاهدات وتحقيق الأرقام، ولو بالتضليل وتكرار الأنماط نفسها على مستوى التوقيت أو الضيوف أو المحتوى من أشخاص ربما لم يزوروا السعودية من قبل. وهو ما ذكرني بإجابة لطيفة للراحل إدوارد سعيد في محاضرة له بعد الضجة التي أعقبت كتابه «الاستشراق» عما يجب على الخبراء والأكاديميين والصحافيين الذين لديهم تمثلات مغلوطة وربما ساذجة عن الشرق الأوسط فأجاب: «عليهم زيارة الشرق الأوسط». اليوم، الأمر يتجاوز الاستشراق إلى ما يمكن أن نصك له مصطلح «الاستعواد»، والمتمثل في محاولات فاشلة لاستهداف السعودية بأنماط متكررة، وقيود تصوغها رغبوية لا عقلانية والتي لها ما يشبه السلوك المنظم على مستوى اختيار التوقيت والمنصات المروّجة له، وهذا لا يعني أن التجربة السعودية مكتملة أو غير قابلة للملاحظة والنقد الموضوعي،…