الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨
من يتابع محتوى الإعلام المضاد تجاه المملكة يجد أن التركيز على ردة فعل الجمهور، وليس على توعية الجمهور، وبالتالي علينا أن ندرك الفارق بينهما أولاً، ثم نعيد ترميم العلاقة بين الجمهور والسلطة التنفيذية على أساس من الثقة التي هي أساس الشراكة بينهما مارست السلطة التنفيذية في المملكة منذ عقود طويلة مهمة توعية الجمهور تجاه كثير من القضايا والظواهر المثارة على أكثر من صعيد، ونجحت إلى حد كبير في ترجمة تلك الجهود إلى منصة وعي ينطلق منه المجتمع في مراحل التقييم والتقدير والمراجعة والتدقيق قبل اتخاذ أي قرار، أو ممارسة أي سلوك خاطئ. وتواصل الجهات الحكومية مهمة التوعية في أكثر من مجال، حيث تتكأ على أنظمة ولوائح وتعاميم لضبط السلوك، حيث يمثل جانب التوعية أحد أهم واجباتها تجاه الجمهور، واستثمرت في ذلك وسائل الاتصال الحديثة لتطوير محتوى رسالتها الإعلامية، وسرعة تعميمها، وانتشارها، والتفاعل مع ردود الفعل تجاهها. اليوم برز في المجتمع السعودي توجهاً جديداً يفرّق بين توعية الجمهور والوعي بردة فعل…
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨
قبل عامين ونصف العام تقريباً، عندما انخفضت أسعار النفط إلى نحو الثمانية وعشرين دولاراً، قُرعت أجراس الإنذار حول العالم، وتداعى الجميع إلى إنقاذ الأسواق من الانهيار المقبل؛ فهو ليس من صالح الدول المنتجة ولا الدول المستهلكة، ثم شيئاً فشيئاً تعافت أسواق النفط حتى بلغت اليوم نحو 75 دولاراً، واليوم ومع هذا الارتفاع تُقرَع أجراس الإنذار من جديد، ويتداعى العالم مرة أخرى، وهي معادلة بالفعل غريبة بعض الشيء؛ فالنفط سلعة تختلف عن أي سلعة في العالم، فارتفاعه الكبير يتسبب في أزمة اقتصادية عالمية كبرى تضر بالدول المنتجة، حتى ولو كانت هي البائع، كما أن انخفاضه الكبير سيتسبب في عزوف المصدِّرين عن الاستثمار في النفط، وبالتالي شحّ الأسواق، وارتفاع الأسعار فيما بعد إلى درجة لا يمكن لأحد أن يتصور عواقبها، لذلك يتفق العالم دائماً على أن يكون هناك سعر عادل للنفط يوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين على حد سواء، لا المشتري يبحث عن الانخفاض الكبير في الأسعار، فهو مضرّ له، ولا البائع…
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨
منذ بدأ تطبيق قرار قيادة المرأة للسيارة وأنا استقبل هذا السؤال عشرات المرات: زوجتك ساقت والا ما ساقت.؟! ومنشأ هذا السؤال، الذي يظن بعض من يطرحه أنه محرج لي، هو أنني كنت وما أزال من المتحمسين لقيادة المرأة وإعطائها هذا الحق الطبيعي الذي مكنتها القيادة الحكيمة منه الآن. طبعا من يطرح السؤال ينطلق من مبدأ أن زوجتي خاضعة لي ولأوامري باعتباري أنا الديك وهي الدجاجة، وبالتالي يُفترض أن أجرها من أذنها وأُركبها السيارة لتقود رغمًا عنها؛ تطبيقًا لقاعدة كثير من الذكور الذين لا يرون المرأة أكثر من طفل يُقاد و(يسمع الكلام) وإلا عوقب بمنع المصروف والخروج مع الأصدقاء. زوجتي، بالمناسبة، قادت السيارة في أمريكا لقرابة ثلاث سنوات ولديها رخصة سياقة أمريكية، وهي بشيء بسيط من تنشيط الذاكرة واستعادة مهاراتها السابقة تستطيع أن تقود السيارة فورًا. وأنا اطالبها بذلك على الأقل لقضاء (المشاوير) القريبة من البيت. لكن قرارها هي، وهي حرة، ألا تقود الآن مثل كثير من النساء وبالتالي لا سلطان…
الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٨
تحدثتُ مراراً في هذه الزاوية عن ضرورة خلق قطاعات اقتصادية جديدة، يتم من خلالها استقطاب الشركات العالمية وكبار المستثمرين، لجلب رؤوس الأموال وتحريك دورة الاقتصاد، وجميع الأنشطة المرتبطة بها، ولم يخطر أبداً ببالي أننا جميعاً نعبر بشكل مستمر على واحد من أهم وأضخم المشروعات التي تعد بحقٍّ نموذجاً مثالياً لهذه الفكرة. هذا المشروع هو بحقٍّ قصة نجاح تستحق الفخر، لأنه مفتاح مهم لاقتصاد مستدام مبني على قواعد صلبة لا تؤثر فيها المطبات الاقتصادية، إنه ذلك المشروع القابع على طريق دبي - العين من جهة، وشارع محمد بن زايد من جهته الأخرى، وهي بالمناسبة كانت قبل عام 2005 منطقة صحراوية غير مأهولة، وكانت تساوي بلغة الأرقام «صفراً»، أما الآن فهي منطقة حرة تحمل اسم واحة دبي للسيليكون، استقطبت 2491 شركة عالمية ومحلية، 80% منها متخصصة في التقنية، ويسكن فيها 77 ألف شخص، وتبلغ قيمة الأصول والمباني فيها اليوم، وبلغة الأرقام أيضاً، 40 مليار درهم! كنت أعتقد، وكثيرون أيضاً غيري، أن «واحة…
الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٨
بالأمس كان الثالث من يوليو، يوم سقوط المنافقين، أهل الردة من خوارج العصر الحديث، يوماً حفر في الذاكرة العربية بعد أن قال شعب مصر بصوت واحد «لا للإخوان»، فلبى الجيش العظيم للبلد العظيم النداء. خمس سنوات مضت على إزاحة حكم، الفئة الباغية، يوم أسدل الستار على الكذبة الكبرى التي كانت تقود الأمة نحو المجهول، ومازلنا نعالج آثار الدمار الذي ألحقه الإخوان بإرهابهم ومؤامراتهم في مصر والدول الأخرى التي امتدت إليها أياديهم، ونشد على أيادي الذين تصدوا لهم وأوقفوا زحفهم نحو السيطرة والتمكن من الحكم، فنحن لا نستطيع أن نتخيل حال هذه الأمة لو أنهم استمروا في الحكم أكثر من سنة، فهم لا تعنيهم الأوطان، لهذا اضروا باقتصاد تونس ومازالوا يفعلون لاستمرارهم تحت غطاء التقية شركاء في الحكم، ولولا وعي الشعب التونسي ما تركوا سدة الحكم بعد سقوطهم في الانتخابات، ولكانوا ضموا تونس إلى ليبيا ملاذاً للميليشيات وتجار الحروب والإرهابيين، ولكان وجودهم في مصر يعني إضعاف دول الخليج، وتمكين عصابة «القرضاوي»…
الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٨
يعد قطاع السياحة من أبرز الصناعات الاقتصادية الفاعلة وأكثرها تنوعا وحيوية، بما يمكن أن يوفره للشباب من فرص العمل، لكن هذه الأعمال وما هو أكثر منها بحاجة للعمل المنظم الذي يساعد في تطوير السياحة كمنتج قائم على عمل الأفراد، الأمر الذي يعد تنمويا في حد ذاته من جهة، ومشجعا للمستثمرين في السياحة من جهة أخرى. هناك متطلبات تتعلق بالعوامل التنظيمية والإدارية والمحددة في الضوابط التي تهم النشاط السياحي، والتي من شأنها تقديم الخدمات في صالح تنمية الحركة السياحية وتنمية صناعة السياحة بالعمل على مقومات الجذب وتنوع المنتج السياحي، أما ما يتعلق بالتوطين فالكثير من الأنشطة والفعاليات القائمة حققت هدفها الربحي إلى الدرجة الأكثر مما هو مطلوب، لكنها لم تحقق الهدف التنموي بالصورة الكاملة، وبالنظر إلى مكافحة أفراد المجتمع للبطالة والاتجاه للعمل الحر، فقد وجدنا الكثير من الشباب بما فيهم الفتيات ينخرطون بأعمال قائمة على الجهد الفردي ضمن الحركة السياحية، كتحضير المشروبات والأطعمة إلى جانب الفن التشكيلي والرسم وغيره. هناك تغييرات…
تركي الدخيلسفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٨
قرابة ثلاثة أعوام ونصف العام منذ تولي الملك سلمان سدة الحكم في السعودية، وهي أقل قليلاً من الفترة الرئاسية التي يقضيها زعماء الدول في البلدان الغربية الديمقراطية، لكنها حفلت بتحولات وإصلاحات سياسية واقتصادية عميقة ومؤثرة، تتجاوز في فعاليتها وتأثيرها على الداخل السعودي والمنطقة، العديد من التجارب السياسية في العالم. المفارقة السعودية وهي تعيش تحولاتها السريعة والعملاقة في آن واحد، خالفت كل التوقعات والتخمينات عن دولة لطالما وُصفت بالمحافظة والتقليدية، وربما العصية على التغيير، فالتغيير تجاوز إصلاحات الداخل، وترميم بيت الحكم العريق، بتصعيد جيل الشباب الذي يشكل الشريحة الأكبر من نسبة سكانها، إلى نسج سياسات خارجية يجمعها التحالف الوثيق مع الأصدقاء، والحزم غير المسبوق مع كل الدول، التي ظلت طويلاً تقتات على صمت الحكمة السعودية. المرحلة التي جاء فيها الملك سلمان، وقرر فيها تجديد دماء الحكم بتعيين ولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان، الشخصية الأكثر تأثيراً منذ تسلمه، والذي تولى منذ اليوم الأول لحكم الملك سلمان ملفات معقدة وصعبة على…
الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٨
يتداول الناس في السوشل ميديا مقطع فيديو لسيارة أحرقها شقي احتجاجاً على قيادة المرأة السيارة. أتمنى أن تكون المسألة مجرد إشاعة، وإذا كانت صحيحة فهي حادث عرضي معزول لا يمثل سوى إنسان من مخلفات الأولاد الصغار الذين كانوا ينقضون على أجهزة التلفزيون في بيوت أهلهم ويحطمونها أمام آبائهم وأمهاتهم ومن مخلفات الأولاد الذين يصوبون بنادق الساكتون على الدشوش في سطوح المنازل وغيرهم من المبرمجين الصغار في زمن لن يعود أبداً. قد يكون هذا الرجل واحداً من هؤلاء وأغلب الظن واحد من أبنائهم، ثمة فكر كرس الإحساس بالمسؤولية عن الآخرين. لم يعد الإنسان يرى نفسه مسؤولاً عن نفسه أو عن أسرته الصغيرة بل مسؤولاً عن العالم، كان الشباب يدربون على تحمل المسؤولية الجماعية، تم ربط هذا الفكر بالدين حتى كاد أن يكون جزءاً منه، صار إحدى القيم التي تربط الشاب بجماعة محددة التوجهات، حزب غير معلن كان يعد منتسبيه للعمل في اليوم الموعود، هذا النوع من الاعتداء يبدو بريئاً، لا شك…
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨
حطت طائرة إيرباص العملاقة A380، صباح الأحد الماضي، في مطار مسقط الجديد الذي افتتح أخيراً، في رحلة استثنائية لمرة واحدة، وذلك كنوع من الاحتفاء الإماراتي بهذا المطار، كونه سيسجل هذه اللحظة، باعتباره مطاراً حديثاً مؤهلاً لاستقبال هذا النوع من الطائرات، وفي الوقت ذاته بمناسبة مرور 25 عاماً على بدء «طيران الإمارات» تسيير رحلاتها إلى مطار مسقط بسلطنة عمان الشقيقة. رحلة سريعة تؤكد عمق العلاقات الأخوية، التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، فأي إنجاز تنفذه عُمان هو بحق إنجاز لنا في الإمارات، والعكس حتماً صحيح! طائرة إيرباص العملاقة A380، هي بحق دُرة أسطول «طيران الإمارات»، وهي علامة نجاح فائقة ارتبطت باسم الناقلة الإماراتية، وكلتاهما أسهمت بشكل مباشر في إنجاح مسيرة الأخرى، و«طيران الإمارات» استثمرت هذا النجاح بشكل فاعل وقوي، جعلها تصل إلى أعلى مستويات الجودة والرقي في عالم الطيران، لتكون واحدة من أكبر شركات الطيران العالمية، وأسرعها نمواً، وأكثرها تطوراً! تجربة السفر على متن إيرباص العملاقة، هي في حد ذاتها مُتعة إضافية…
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨
يمكن أن نعزو أسباب معظم حروب المنطقة إلى النزاع على النفط، مباشرة أو غير مباشرة، واليوم نحن في خضم حرب نفطية إقليمية كبرى. إيران تريد استخدامه ضد الغرب، وخصومها يريدون خنقها به. وقد هدد إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، السعودية ودول الخليج دون أن يسميها بأن «أي طرف يحاول انتزاع حصة إيران بسوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوماً ما»، وذلك بعد التفاهم الهاتفي بين العاهل السعودي والرئيس الأميركي حول دعم استقرار النفط، وما قاله الرئيس دونالد ترمب بأن السعودية ستدعم استقرار السوق بمليوني برميل إن تطلب الأمر ذلك. مع هذا فإن هبوط أسعار النفط هو أقل ما يزعج النظام الإيراني خاصة مع تناقص قدراته على الإنتاج نتيجة سلسلة ضربات سريعة وجهتها إدارة ترمب، من منع الشركات النفطية الأميركية وغيرها من التنقيب والإنتاج والشحن والتأمين. وزاد الضغط على طهران بجولات وزير الخارجية الأميركي، وتراجع أسواق كبرى مثل الهند عن شراء البترول الإيراني. ومنذ بداية حرب ترمب…
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨
لا أعرف لماذا أتذكر حالة الاستغلال التي يقوم بها تجار الأزمات والكوارث والحروب، وكيف تلتمع أعينهم لؤما واستغلالا، وهم لا يختلفون كثيرًا عن صبي الساعات في ساحة المعركة، حين يدور بين الجثث ويبحث عن الأشياء الثمينة لدى القتلى، كالساعات والنقود، ومن شابههم عند استغلال احتياجات الناس عند الطوارئ والأزمات الخانقة. تذكرت كل ذلك خلال هذا الأسبوع حين ارتفعت أصوات المواطنين المتضررين من ارتفاع أسعار الخدمة الكهربائية، ممن يشككون في قراءات العدادات، أو ممن يعترضون على ارتفاع أسعار التعريفة التي بدأ العمل بها منذ مطلع هذا العام 2018، التي بلغت أحيانًا، لدى بعض الشرائح، أكثر من 200 بالمائة. في ظل هذه الأحداث تحرك النفعيون والمستفيدون من الأزمة، سواء من الداخل أو الخارج، ففي الداخل اشتغل تجار الأجهزة الإلكترونية التي تدعي قراءة العداد بدقة، والأجهزة التي تقلل الاستهلاك، بكل ما فيها من تحايل على المواطن، وعلى الشركة السعودية للكهرباء، دون أن تتحرك وزارة التجارة والجمارك لمنع مثل هذه الأجهزة، بل ومعاقبة كل…
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨
يتميز وطننا الثري بأبنائه وتنوع مصادره الاقتصادية، مما يجعله في مصافّ الدول الكبيرة التي ترتكز على تنوع الدخل - والاقتصادي بالذات - هذا التنوع الذي أوجدته المساحة الكبيرة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، تدعونا إلى فكرة أن تكون كل منطقة مميزة بخصوصيتها حسب موقعها ومناخها، ولدينا على مدار السنة جميع المناخات التي تمنحنا إمكانات لا توجد في دول أخرى. ولنضرب مثالاً واضحاً يعرفه الجميع، فمكة المكرمة والمدينة المنورة تمثلان النموذج الواضح على فكرة اقتصاد المنطقة، وذلك بعد أن صرفت عليها الدولة المليارات وبالتأكيد فإن هاتين المدينتين واللتين تعنيان الكثير للمسلمين بشتى أقطار المعمورة تمثلان ريعاً مضافاً للوطن. تختلف المناطق حسب جغرافيتها وموقعها على سبيل المثال هناك خمس مناطق مطلة على البحر الأحمر تختلف طبوغرافياً بشكل واضح نقاط القوة اقتصادياً لكل منطقة، ومنها يتم تحديد نوعية الاستثمارات وإعطائها ميزات تفضيلية كالإعفاءات الضريبية والتمويل الميسر. اقتصاد المنطقة يخلق الوظائف للمواطنين في مناطق إقامتهم الدائمة بدلاً من الهجرة للمناطق الأكبر…