الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٨
خاص لـ (هات بوست) رسالة إنسانية رائعة أرسلها غيث،عبر برنامج قلبي إطمأن التلفزيوني الذي بث طيلة شهر رمضان، لكل البشر على وجه الأرض؛ هناك أشخاص أتعبتهم الحياة؛ هناك أشخاص مرّوا بظروف قاسية وقاهرة وصعبة؛ هناك الكثير من الحالات التي لا يعرف عنها الكثيرين، رسالة البرنامج رائعة وواضحة.. كانت تصلني روابط البرنامج عن طريق الصديق الدكتور سعيد المظلوم السويدي ولكن كنتُ قد قطعت على نفسي عهدا أن لا أتابع أي شيء خلال شهر رمضان المبارك؛ ولكن في أحد الأيام شدتني حلقة؛ ما أن تابعتها وجدت نفسي وقد أنهيت أكثر من نصف الحلقات في جلسة واحدة؛ كانت هذه الجلسة إنسانية بإمتياز؛ رائعة؛ عظيمة؛ أتابع البرنامج والمقدّم شخصية مجهولة؛ لا أحد يعرفه؛ هذا ما زاد البرنامج جمالا وأكسبه رونقا.. البرنامج ينص على الكثير من الرسائل والقيم والمبادئ؛ أهم شيء تعلمته القناعة بما قسمه رب العالمين وكيف أن هؤلاء الأشخاص على الرغم من حاجتهم وظروفهم القاسية إلا أنهم كرماء النفس وهناك من شارك من…
الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٨
إن انتقص أحدنا من الآخر لمبررات الانحياز ضد العرق أو المذهب أو العقيدة فلا يعني ذلك أن الانتقاص تعبير صادق ومنطقي يصف حقيقة وجود النقص بتلك المبررات، فالمشكلة التعصبية هي من تحرض على البحث عن وجوه الاختلاف التي يعتبر وجودها ضرورة أكثر من كونها نقصا، وهي من تبرر وجود مثل هذه الأفكار وتقوم على صياغتها في التعاملات الإنسانية كأخطر الأمراض التي تهدد الاستقرار ووحدة المجتمع. حادثة المسيء للقبائل الجنوبية أعادت النظر إلى نظام مكافحة التمييز وبث الكراهية الذي كان عالقا في مجلس الشورى منذ ٣ أعوام، رغم الحاجة الماسة إلى الموافقة عليه وتفعيله دون أي عذر للتأخير، ولكن بالتطلع إلى حيثيات هذه الحادثة لاحظنا الكثير من الآراء التي تؤكد بالجملة أنه لا فرق بين أبناء الوطن الواحد بالإلحاح والتوكيد والرفض العام لمثل هذه الإساءة التي تنشر الكراهية وتميز بين الناس بشكل رجعي، وحينما يرفض الضمير الشعبي مثل هذا الأمر ويستهجنه وينكر فعله فهذا يعني أن المجتمع أصبح واعيا متطلعا للعيش…
الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٨
من عادات البشر مديح الماضي وذم الحاضر والشك في المستقبل. لعل هذا الموقف ناشئ من رغبة دفينة للعودة للعمر الذي مضى. يظن الشاب أن أيام المراهقة والطفولة أفضل من أيامه التي يعيشها. يتأسف الكهل على الشباب ويتباكى المسن على كل الأيام الماضية. أزمة الإنسان تعود إلى تناقض مسيرة حياته الشخصية مع تطور حياة البشر كمجموع. الفرد يكبر ويشيخ ويموت والمجتمع ينمو ويتغير ويتقدم مهما صادف من صعوبات وعثرات لكن القليل من حياة الشعوب الماضية يمكن الأسف عليها وتفضيلها على الحاضر. ما يدفع الناس إلى البكاء على الماضي هو خليط من الحنين وانتقائية المؤرخين. الإنسان لم يتقدم في مسألة التكنولوجيا والحياة المادية فحسب ولكنه تقدم أكثر في جودة الحياة والحقوق والسعادة. قبل ثلاث مئة عام على سبيل المثال لم يسمع أحد بكلمة الاتجار بالبشر. كانت التجارة بالبشر من أفضل أنواع التجارة وأكثرها ربحية وتقرها جميع دساتير الأمم. في تلك الحقب لم يسمع أحد بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الحيوان وحماية الطبيعة…
الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٨
بعد بلوغ قوات التحالف وجيش الشرعية اليمنية مشارف ميناء الحديدة الرئيسي قبل نحو أسبوعين، دبّت الحياة في أروقة مجلس الأمن، وانتفضت العديد من المنظمات والحكومات تحذر من مذبحة رهيبة، مطالبة بوقف الهجوم العسكري. وزير الخارجية اليمني الجديد، خالد اليماني، لم يضع كل النقاط على الحروف، حيث قال إن هناك دولة تقف ضد تحرير الحديدة. لم يسمها، لكنه لمّح بما يكفي للمتابع العادي بأن يعرف الدولة... يقول إنها التي وقفت ضد حماية المدنيين في سوريا؟! ولم يخطر ببال كثيرين أن الدول الكبرى في مجلس الأمن ستتدخل في الحرب اليمنية، وهي التي رفضت التدخل لإعادة الحكومية الشرعية التي وجدت في الأصل بناء على قرارات مجلس الأمن الذي تخلى عنها بعد الانقلاب. وفوق هذا كان موقف مجلس الأمن عاجزاً حيث امتنع بصوت واحد عن إدانة إيران لدعمها المتمردين الحوثيين. أما لماذا تصوم مدافع قوات التحالف عن القتال مراعاة لمجلس الأمن إن كان بإمكانها الاستيلاء على الحديدة، المدينة الأهم للحوثيين؟ فالسبب أن الشرعية تريد…
الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٨
مجتمعياً يتم الحكم على استقامة الفرد باحتساب نسبة تدينه، ولأنها نسبة حسابية فالبسط يكون في عدد الشعائر التعبدية التي يواظب عليها الفرد، والمقام في الصورة الذهنية التي استقرت في عقولنا حول العابد الصالح، وقصص التراث التي تصح - أو لا تصح - تصور رجلاً يصلي من الفجر إلى العصر، وآخر صلى الفجر خمسين عاماً بوضوء العشاء، وإذا نظرنا بتعقل في هذه المسألة سنقر أولاً أن للإنسان كامل الحق في الانصراف نحو العبادة، ولكن لا يعد التعبد معياراً للحكم على استقامته، لأن إتيان الطاعة هو أمر شخصي يجتهد فيه المرء لزيادة رصيده الأخروي، تماماً كالتاجر في الدنيا، فضخامة رصيده في المصارف لا تمنحه ميزة على الفقير. أستشهد على ذلك بحادثتين وقعتا خلال الأيام القليلة الماضية: الأولى كانت لمعتمر يسعى بين الصفا والمروة يصفع معتمراً آخر، هذا التصرف المقيت حدث في الشهر الفضيل وفي أطهر بقاع الأرض، الحادثة الثانية لخطيب يقول: أن يتاجر الإنسان بالمخدرات ويقتل ويزني ويغتصب الأطفال بشكل يومي ولكنه…
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨
هكذا يكون الرجال، وتكون المواقف وقت الشدائد بين الأشقاء، فالتآزر والتعاضد والمساندة والدعم عندنا ليست كلمات خاوية، بل هي حقيقة ثابتة يراها صاحب البصر والبصيرة. اجتماع مكة المكرمة الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين لدعم الأردن قد يكون انتهى في ساعة متأخرة من مساء أمس، وقد تكون قراراته أعلنت على الملأ وعلم بها القاصي والداني، وقد تجدونها في الصفحة الأولى من هذه الصحيفة، وقد تعلن اليوم، ومع ذلك هي ليست مقصدي من الكتابة حول الموقف الثلاثي الخليجي من أزمة الأردن الشقيق، فالموقف بحد ذاته هو القصد، وهو الغاية التي نتلمسها بمشاعرنا قبل حواسنا. الأردن ليس رقماً في الخريطة العربية، بل ركيزة من ركائز الأمة، سلامته تعني سلامتنا هنا في دول الخليج العربية، وأي ضرر يصيبه يلحق بنا، وهو الامتداد الطبيعي لحدودنا الشمالية، ولا يمكن أن يترك وحيداً ليواجه أزماته، فنحن لم نعتد على ذلك مع الذين يقفون معنا ويساندوننا في كل خطواتنا، وما دمنا قادرين على مد يد العون للشقيق،…
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨
في العام الثاني للأزمة القطرية، أو لنكون أكثر دقة في انتقاء العبارات وتوصيف الحالة يمكن القول، في العام الثاني «لتوريط نظام الحَمَدين قطر وإبعادها عن محيطها وامتدادها الطبيعي»، نتساءل مع القارئ الكريم: ما الذي تبقى في جعبة نظام الحَمَدين للعام الثاني للأزمة؟ لعل ما يتبادر إلى أذهان البعض بعد مرور عام على توريط نظام الحَمَدين قطر: هل كان قرار المقاطعة الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين قراراً صائباً؟ حريٌّ بنا هنا أن نرد على ذلك التساؤل بالقول، وهل كان هناك قرار أفضل للتعامل مع نظام الحَمَدين؟ يسعفنا أحد القراء بالقول: لِنَعُد إلى اتفاق الرياض في 2013 ثم الاتفاق التكميلي في عام 2014، ونستذكر مدى التزام نظام الحَمَدين بهما، عندها سندرك ما إذا كان القرار في محله أم لا. بل على العكس، يضيف قارئ آخر، كشفت هذه المقاطعة حقيقة نظام الحَمَدين، وهو ما ظهر في تصريح خالد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع، حين قال إن قطر أُجبرت على المشاركة…
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨
عندما أطلقت «الإمارات اليوم» و«برنامج زايد للإسكان» مبادرة «مدن الخير» لجمع 50 مليون درهم، من أجل بناء 70 مسكناً لذوي الدخل المحدود، من الأشخاص الذين لا تنطبق عليهم شروط الحصول على قرض أو منحة سكنية، كنا ندرك تماماً أن هذه المبادرة ما هي إلا مساهمة مجتمعية بسيطة، لا تساوي قطرة في بحر الجهود الضخمة، التي تبذلها حكومة الإمارات لتشييد مساكن بمستويات راقية للمواطنين، التي وصل إجماليها إلى 30 مليار درهم منذ انطلاقة برنامج زايد للإسكان. وكنا أيضاً على قناعة بوجود الكثير من المؤمنين بضرورة مساهمة الشركات والقطاع الخاص في العمل المجتمعي، وتخصيص جزء من دخلها السنوي للمساهمة المجتمعية، إضافة إلى رجال الخير الذين يعشقون تقديم العون والمساعدة للفئات الأكثر استحقاقاً، وتالياً فإن هذه المساكن (مساكن الخير) هي تعزيز واقعي للتلاحم المجتمعي في الإمارات، وتأكيد على الانسجام بين جهود الحكومة وشركائها في القطاع الخاص، ورجال الأعمال والمتبرعين من المجتمع، خصوصاً في ظل ما توفره الدولة من تسهيلات وخدمات تسهم في نمو…
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨
لا نمل من تكرار الحديث عن فكرة التسامح، ومفهومها الفلسفي والقانوني والسياسي والأخلاقي، ولا نتردد بالقول إنه مازال لدى البعض، فهم ملتبس لمفهوم التسامح وخلط ما بين مفهوم التسامح الحديث والعلمي، كما هو وارد في أدبيات السياسة والفلسفة والثقافة والقانون، ومفاهيم العفو والصفح والمغفرة، وهي مفاهيم ذات قيمة أخلاقية عالية وفضائل دعا إليها التنزيل الحكيم، وفيها دوماً، شخص قادر على المغفرة والصفح، في مواجهة شخص آخر أخطأ بحق الشخص الأول، أو أساء إليه أو تسبب بإلحاق أذى له. - بمعنى آخر، في هذه المفاهيم شيء من «الفوقية».. تصرف نبيل في مقابل تصرف فيه إساءة للآخر.. والسؤال هنا! ماذا نقول عن شخص لم يرتكب أذى أو إساءة بحقك؟ في كون عامر بالاختلاف والتنوع والتعدد، في الأرزاق والعقائد والثقافات والآراء والأعراق والألوان والتقاليد، كيف يمكن أن نقيم العمران الإنساني، والعيش المشترك، والعدل والوئام والتعاون والتعارف، بدون قبول واحترام للاختلاف، وقد خلق الله البشر، مختلفين شعوباً وقبائل، ليتعارفوا ويتعاونوا، لا ليتصارعوا ويتباغضوا؟ -…
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨
عندما يصل عدد الدول التي يمكن لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة دخولها من دون تأشيرة إلى 152 دولة حتى تاريخ كتابة هذا المقال، وهو رقم مرشح للزيادة بالتأكيد خلال الفترة القادمة، وعندما يحل جواز السفر الإماراتي في المركز الأول عربياً وشرق أوسطياً من حيث قوته، وفي المركز الرابع عشر عالمياً، وعندما تتعزز الشراكات الاستراتيجية للدولة مع دول العالم المختلفة في الشرق والغرب، وعندما يشعر المواطن الإماراتي في أي مكان من العالم وكأنه داخل وطنه؛ بفضل الرعاية التي يتلقاها من السفارات في الخارج، فلابد أن تكون وراء ذلك كله منظومة عمل دبلوماسي نشطة، وتتمتع بالكفاءة والاحترافية والفهم الدقيق لطبيعة أهدافها والأدوار التي عليها أن تقوم بها على المستويات المختلفة، يقودها ويضع خطط عملها وزير يعمل بتفانٍ وإخلاص، ويحقق الإنجازات الكبرى في صمت ومن دون ضجيج أو دعاية هو سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ذلك الوجه المشرق للسياسة الخارجية الإماراتية، الذي يقود الكتيبة الدبلوماسية الوطنية نحو…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٨
لكثرة ما أفرزه مفهوم «فعل الخير» في الثقافة الإسلامية من تمظهرات وسلوكيات متناقضة ومتضاربة أحياناً ومن أدبيات ونظريات، وبرامج ومواد إعلامية، فيمكن اعتباره المجال الأرحب الذي يتبارى في ملعبه الجميع، فهو القوة الناعمة في الفضاء العام حين نريد أن نوصل رسالة مثلى عن أنفسنا للعالم من حولنا، لأنها الرسالة التي يقدرها الجميع وينحنون لها احتراماً. وعندنا رمضان هو موسم عبادة أصيل ومبجل، لكن ذلك لا يمنع من أن تتبارى محطاتنا الفضائية في ثلاثة أنواع من البرامج: المسلسلات العربية المليئة بالغثاء في معظمها، والبرامج التي تتراوح بين فكرة الكاميرا الخفية وبرامج التقليد والسخرية من عباد الله، وبرامج فعل الخير أو تقديم المساعدات وإغاثة أهل الحوائج، هذه النوعية الأخيرة من البرامج تلقى استحساناً كبيراً من الناس على اختلاف مستوياتهم، كما تواجه أحياناً بآراء سلبية حسب زاوية النظر إليها! في رمضان الحالي سطع نجم برنامج «قلبي اطمأن» من إنتاج مؤسسة دبي للإعلام، والحقيقة أن البرنامج يمس الروح ويجد تعاطفاً من المشاهد يساعده ليكون…
السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٨
كنتيجة طبيعية لعقودٍ من العلاقات المميزة ولسنوات من التحالف الوثيق، شهدت مدينة جدة قبل يومين الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان. بأكثر من عشرين اتفاقيةٍ وأكثر من أربعةٍ وأربعين مشروعاً، ومشاركة ستة عشر وزيراً من كلا البلدين، انطلق هذا المجلس في لحظةٍ تاريخيةٍ توّجت الجهود السابقة لها بهدف تعزيز العلاقات والانطلاق بها لآفاقٍ مضيئة في المستقبل وضمان حياةٍ أفضل للأجيال القادمة، وبناء نموذجٍ للتحالفات المظفرة يمكن أن يكون أساساً تقتدي به الدول العربية لخدمة مصالحها ومصالح شعوبها. حين تجتمع المصالح وتتفق الرؤى وتلتقي الطموحات، ينطلق القادة الحقيقيون لبناء المكانة المستحقة والأمل المنشود في الحاضر والمستقبل، ويكون التعاون طريقاً لاحباً، والتكامل درباً رحباً، تتجلى الآثار وتنتعش الأجيال، لأن القادة الحقيقيين هم الذين يرسخون أمن وسيادة وهيبة بلدانهم، ويدفعون عنها الشرور والأعداء، ويبنون لها مستقبلاً يوفر كل فرص النجاح والتميز، فهم يعتنون بالإنسان باني الحضارة…