السبت ٣١ مارس ٢٠١٨
«الأدب فن الزمان وليس المكان» أنريكي أندرسون أمبرت.. النص الروائي نص ثقافي مدهش، من خلال فنياته وجمالياته نستطيع استيضاح الفكرة التي تأسست من أجلها، وهو عبارة عن كبسولة تختزل للقارئ حياة متعددة لبشر وشخصيات مختلفة في فترة زمنية محددة يتخللها قضايا وإشكالات تخص الماضي والحاضر، وقد تستقري المستقبل لذلك المجتمع الذي تدور أحداثها فيه. فالرواية لها قدرة على وصف المشهد الإنساني والتعبير عن المكان والإحساس بالزمن، ولأن الرواية على حد تعبير بول ريكور هي «كينونة زمنية يسجل من خلالها الكاتب زمنه النفسي في الزمن الكوني». كان المستقبل هو زمن الانتظار والاحتمال، وعالم الغيبيات التي تقلق الإنسان، وهو زمن الأمل واليأس في نفس الوقت، وهو زمن مهم لبناء توقعات واستشراف القادم من المستقبل. والسؤال الذي لطالما شغلني هو: أين الرواية السعودية من استشراف المستقبل، وما هو دورها؟، نحن نعلم أن استشراف المستقبل من اختصاص قصص الخيال العلمي، والتكنولوجيا المتقدمة تحفز عقل الكاتب لوجود معطيات معرفية وممارسات تجريبية، ونظراً لتخلفنا العلمي والتكنولوجي…
السبت ٣١ مارس ٢٠١٨
وهي تلك التي تتوارد على لسان ولي العهد في لقاءاته وأحاديثه الإعلامية المتنوعة والتي تأتي على هامش اجتماعاته وزيارته النوعية هذه الأيام للولايات المتحدة. في مقهى ستاربكس يعقد الأمير الشاب أحد اجتماعاته التي تغص بها أجندته اليومية في نيويورك والتي تشمل كل شيء وتغطي مختلف الجوانب التي تهم بلاده وتطلعها نحو المستقبل. بعد لقاءات واشنطن تراجعت العناوين السياسية وحلت محلها العناوين التنموية لكل تلك اللقاءات والاجتماعات؛ شركات النفط والطاقة والتقنية والاختراعات والمبادرات والتشييد، الشركات العالمية التي أسهمت في تغيير حياة الملايين حول العالم كلها في قوائم انتظار وترقب اجتماعاتها مع السعودية بوجهها المستقبلي الجديد. في الواقع إن أبرز ما يدور في حوارات ولي العهد ليست تلك الصفقات ولا الاتفاقيات النوعية التي تدعم وتؤسس لتنمية سعودية نوعية، لكن الأهمية تكمن في تناوله لتلك الجوانب النظرية المدنية التي إذا ما توافرت واستقرت فإنها تؤمن الأرضيّة اللازمة لإنجاح وتحقيق كل تلك الجهود والتحولات الرامية إلى بناء واقع تنموي جديد. التنمية في الدولة الحديثة…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٣١ مارس ٢٠١٨
العنوان السابق ليس من عندي، هو عنوان كتاب السيد جون بولتون، الذي عُين مستشاراً للأمن القومي الأميركي مؤخراً، ومن المفروض أن يتسلم مهام عمله منتصف شهر أبريل (نيسان) المقبل. شخصياً تعرفت على السيد جون بولتون في إحدى العواصم الخليجية، ودار حوار مع آخرين، حول رؤيته للعلاقات الدولية، وكان قد غادر منصبه منذ زمن، وجاء إلى الحكم في الولايات المتحدة الرئيس باراك أوباما وفريقه المعروف بتبني سياسة الاشتباك السلبي. وقتها لم يخفِ السيد بولتون اختلافه مع سياسة أوباما في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يخص إيران، على أنها استرضائية، وسوف تترك نتائج سلبية على العلاقات الدولية والسلم الإقليمي. السيد بولتون محامٍ بالتدريب، وخدم مندوباً دائماً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة 2005 - 2006 في فترة إدارة الرئيس جورج بوش الابن، وقتها كان السائد أن تطلق الصحافة على الرجال حول بوش الابن أو أكثرهم، أنهم المحافظون الجدد، وكان بولتون واحداً منهم، وفي كتابه «الاستسلام ليس خياراً» الذي صدر عام 2007، لا يبخل السيد…
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨
بالتأكيد ما فعله الإماراتي عبدالله الحوسني، في العاصمة البريطانية لندن، هو عمل شجاع بكل معنى الكلمة، فلقد استطاع بمفرده، ومن داخل سيارته، أن يقبض ويسيطر على ذلك المعتدي، الذي تعمد تشويه السيارات الخليجية دون مبرر، ولم يستطع ذلك المعتدي التخلص من قبضة الحوسني، رغم ضرباته ومحاولاته العنيفة والقوية، فخارت قواه، ولم يستطع التصرف، بل بدأ في التوسل إليه كي يتركه، إلى حين وصول الشرطة، لتلقي القبض عليه، ويذهب لمواجهة مصيره في أحد سجون بريطانيا! وبعيداً عن شجاعة الحوسني وحُسن تصرفه، ومهما كانت دوافع ذلك الشخص العابث الحاقد العنصري لتشويه السيارات، لابد هُنا من وقفة متجددة مع تلك الظاهرة القديمة المتجددة أيضاً، ظاهرة شحن السيارات الفارهة من الإمارات لاستخدامها في لندن، أو غيرها من المدن الأوروبية الشهيرة. فهذه الظاهرة، وهذه السيارات الفارهة، وبلوحاتنا الإماراتية، تجعلنا عُرضة للاستهداف بشكل عام، والاستهداف هُنا له أسباب وأشكال كثيرة، فقد يكون بغرض السرقة، أو لهدف عُنصري، أو حتى بسبب الحقد والغيرة والحسد والكراهية، فما الذي…
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨
يقول المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور عبدالرحمن العاصم إن المعرض لم يعد مجرد مكان لبيع الكتب بل هو فعالية ثقافية ومشاركة معرفية تدعم ثقافة التنوع والاختلاف. عندما زرت المعرض اتفقت مع تلك المقولة لأني شاهدت ما أشار إليه على أرض الواقع. هناك فعلاً تنوع في الندوات والمحاضرات والفعاليات والعروض التعريفية. المعرض يقدم 80 فعالية ثقافية منها 56 ورشة عمل. وهناك ركن للطفل يقدم فعاليات مجانية يكتسب فيها بعض المهارات تحت إشراف متخصصين. وهناك قنوات معرفية وإعلامية مصاحبة يتعرف فيها الزائر على مبادرات مميزة لنشر المعرفة وتبادل الكتب وتعزيز العلاقات الثقافية. من ذلك على سبيل المثال مبادرة القراءة للجميع حيث يتم إيصال الكتب لجميع أفراد المجتمع دون مقابل. ومنها كذلك التعريف بخدمات جديدة مثل مؤسسة نادي الكتاب الطائر ومن أهدافها تمكين الشباب من النواحي الأدبية وتنميتهم ثقافياً، وإيجاد شراكات مجتمعية مع الجهات المختلفة، وزيادة الوعي بأهمية القراءة وتعزيزها وتوفير محتوى مقروء ومسموع. ومن ذلك أيضاً مشروع نادٍ (كتابي)…
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨
الإمارات في عصرها، وبصيرة الذين يرفعون شراع السفر البعيد، أصبحا النهر الذي تمضي فيه الطيور، ريانة بالهوى، ونعيم العلاقة الفطرية، ما بين الماء والأجنحة. الإمارات اليوم النخلة التي رفرفت على سعفاتها فراشات الأحلام الزاهية، وتنامت عند قمتها ثمرات التوهج والطموح الجميل. دول كبرى تتسابق كي تصل إلى أفق الإمارات، وتعمل جاهدة كي تلامس شغاف هذا البلد، المتألق حلماً، المتدفق علماً، المتناسق وعياً، السابق لعصره، الذاهب للمستقبل ببريق الأمنيات الكبيرة، الطارق لأبواب المجد بكل ثبات وثقة وأناة وتؤدة، يقطف من زهرات الحياة أجملها، ويرشف من شهد الكون أعذبه. عندما يدعو الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن إلى علاقة استراتيجية مميزة، فإنه يعرف جيداً أين يشير بإصبعه، وإلى أي بلد تتجه بوصلة كوريا، إنها تذهب إلى المحيط الإماراتي، إنها تقف عند سواحل بلد نصعت موجته، ورسمت صورة الغد بأنامل عشاق، أقوالهم أفعال، وأفعالهم سلوك إنساني منقى بالثلج والماء البرد. كوريا الجنوبية تصل الإمارات بقلب مملوء بالثقة، وهذا البلد لا يزور الشواطئ من…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨
أتوقف طويلاً، ومن باب الاهتمام، وأنصت بانتباه كبير حين يكون الكلام حول سقف الحرية والاختلاف وتمايز تجارب الناس وتجارب الكتّاب، وكيف يختلف كاتب عن آخر وفكر عن فكر، بشرط أن يكون ما نتحدث عنه فكراً حقيقياً في حدوده الدنيا على الأقل، ففي الإبداع الحقيقي حتى عندما يكون في بداياته كثير من البشارات الواضحة على أننا على موعد مع نجم يتخلق أو أن نوره في طريقه لأن يصل إلينا! ما من روح تشبه أخرى، ما من تجربة تطابق أخرى، لكن التجربة الإنسانية كلها في الأدب والفن والإبداع والعمارة و.... إلخ، تنهل من معين بعضها وتسترشد بها كمن يحمل قنديلاً ليرى على هديه تفرعات الطريق التي يسير فيها. نحن نسخ فريدة من نوعها حين نريد، وأرقام متكررة وباهتة حين نريد أيضاً، الحياة كما أنها قدر فهي اختيار، والدروب التي مشيتُها أنا لم تمشها أنت، والكتب التي قرأتها أنت لم تمنحني الظروف فرصة لقراءتها، لكنني جدفت صوب مساحات أخرى للمعرفة، ومكنتك الحياة من…
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨
حين يظن القزم أنه سيهزم العملاق.. ستكتب نهايته ولو بعد حين. سيندم الحوثي أيما ندم على الهجمات الإجرامية التي يظن أنه سينال بها من السعودية أو من حلفائها. ستكون رقصته الأخيرة من دون شك على إيقاع ضربات «التحالف العربي» بقيادة السعودية الذي قرر التصدي لإيران وذيلها اليمني حتى يسترد اليمنيون الشرفاء وطنهم، ومعاقبة «الوضيع» على ما اقترفه بحق بلادهم وجيرانهم. وليس جديداً أن نظام الدوحة أضحى هو الآخر عميلاً إيرانياً. فمنذ بدء المقاطعة انفضح وجهه البغيض، ومن «تغريدات» كلابه الضالة بات ممكناً توقع الهجمات ومحاولات الغدر. فصارت إيران ترسم مخططات الهجمات، وتتولى تهريب الأسلحة والصواريخ، وتوفير خبراء حزب الشيطان اللبناني الرخيص لتجميعها وتركيبها في صعدة. وتتولى قطر – التافهة حقاً – الدعم المالي، وتمرير الرسائل المشفرة عبر قناة الجزيرة لتكتمل أركان الجريمة الموثقة دولياً. ويقوم الحوثي الذي خان وطنه، وأهله، وأبناء اليمن المسالمين، بالتنفيذ والظهور على الشاشات مدعياً البطولة، وهو لا يعدو قزماً وعميلاً لملالي قم وطهران! لماذا هي الرقصة…
الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٨
لا أعتقد أن هناك من يجهل سبب التدخل العسكري لقوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ومشاركة قوات الإمارات في اليمن، فبعد ثلاث سنوات من الحرب أصبحت الأمور أكثر وضوحاً، والسؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم، يجب ألا يكون: «لماذا تدخلت قوات التحالف في اليمن»؟ بل يجب أن يكون: «كيف كان من الممكن أن يكون الوضع الآن لو لم تتدخل السعودية والإمارات عسكرياً في اليمن»؟! قوات التحالف العربي ذهبت إلى اليمن، لتحقيق أهداف استراتيجية محددة ومعروفة، وها هي تقترب من إنجاز مهمتها، وتحقيق هذه الأهداف، فالشرعية في اليمن استعادت هيبتها وكيانها الذي كاد يقضي عليه الحوثيون، واستطاع التحالف تثبيت الشرعية وإعادة السيطرة على 85% من الأراضي اليمنية، كما حال دون انتشار وتحكم جماعة الحوثي، التي تديرها وتمولها إيران في أرجاء اليمن كافة، على غرار «حزب الله» اللبناني، ولو اكتملت سيطرتها على اليمن، فلاشك في أنها ستشكل تهديدات أمنية كبيرة للمنطقة، فهل كان يتخيل أحد حجم هذه التهديدات لو حسم الحوثيون…
الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٨
في المؤتمر الإعلامي لقوات تحالف إعادة الشرعية في اليمن مساء الاثنين قدم الناطق الرسمي عرضا مفصلا لمسلسل إطلاق الحوثيين للصواريخ الباليستية باتجاه مدن المملكة، وتم عرض نماذج لتلك الصواريخ التي تثبت كل الأدلة أنها تعود لترسانة السلاح الإيراني، وقد جاء المؤتمر بعد الحفلة الحوثية الفاشلة مساء الأحد بإطلاق 7 صواريخ تم تدميرها تماما في سماء المملكة. وبذلك فإننا إزاء إصرار دولة الإرهاب الإيرانية على فتح ترسانتها لعصابة الحوثي كما فتحتها لبقية العصابات التي ترعاها في بلدان عربية أخرى، والهدف الرئيسي من ذلك الإضرار بالمملكة بالدرجة الأولى، أي أنها بعد أكثر من 100 صاروخ ما زالت ماضية في عدوانها المباشر وخرقها لكل القوانين الدولية، وهذا يشير إلى أنها تعمدت المواجهة المفتوحة مع المملكة، إذ لا يمكن أن تكون عصابة متخلفة كميليشيا الحوثى في مقام الند، ولا حتى إيران ذاتها، كما ذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخرا، لكن المشكلة أنها تستخدم الساحة اليمنية لهذه المواجهة وبواسطة عصابة إرهابية أخرى لا…
الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٨
لم يكن داريوش شايغان معروفاً بين عامة الناس. لأنه لم يكتب أبداً لعامة الناس. ولم يكن شايغان محبوباً بين الشريحة الأوسع من مثقفي العالم الإسلامي، لأنه حمل السلم بالعرض، وسار في طريق لا يصمد فيها سوى زبدة الزبدة، كما يقول الفرنسيون. كتب شايغان عن الحداثة الأوروبية مادحاً وناقداً. وكتب عن الماركسية والإسلام مثل ذلك. وقارن بين الثقافات الآسيوية ونظيرتها العربية والأوروبية، باحثاً عن القيم الإنسانية الجوهرية، أي تلك القيم التي تشكل مستخلصاً مشتركاً لتجربة البشر عبر تاريخ طويل. نهاية الأسبوع الماضي رحل شايغان عن عالمنا بعد جولات مضنية بين الآيديولوجيات والمذاهب، وبحث دؤوب عن نقاط التلاقي والتفارق بين الشرق والغرب، جولات كانت جديرة بمنحه مكانة بين قلة من مفكري العالم، الذين يستحيل أن تصنفهم على تيار، أو تضعهم في خانة مشروطة بتاريخ محدد أو جغرافيا بعينها. قد تسمي هذا حياداً أو تفوقاً على الذات أو حالة كونية. وهي صفات تنطوي على إطراء. لكن هذه الحالة بالذات تسببت في إقصائه. لأن…
الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٨
في يوم من العام 1991 ظهر علينا المرحوم سليمان العيسى على شاشة التلفزيون وبصوت ملؤه الرعب والتوتر وطلب منا (سكان المملكة) أن أطفئوا الأنوار ولوذوا بالأماكن البعيدة عن الحيطان الخارجية. في الوقت نفسه كنا نسمع صوت بوق التحذير من الغارات. صوت يأخذ خيالك إلى المقابر والمخارب والشؤم. لم يكن الأمر هيناً. طاف على الفور بذاكرتي رواية خان الخليلي التي وصف فيها الأستاذ نجيب محفوظ انتقال عائلة مصرية من حي السكاكيني الراقي إلى حي الحسين الشعبي في القاهرة هرباً من الغارات الألمانية. تدور أحداث الرواية أثناء احتدام الحرب العالمية الثانية. كانت العاصمة المصرية تتعرض لغارات طائرات الألمان. يتركز القصف على الأحياء الراقية (يسكنها الإنجليز). من إجراءات الحرب في الحرب العالمية الثانية أن يطلب الدفاع المدني من الناس عند اقتراب طائرات العدو إغلاق النوافذ والستائر وإطفاء الأنوار للحد من قدرة الطيار على تصويب قنابله. أثناء احتمائي بالمطبخ اختلط علي الأمر. هل نحن عرضة لهجوم بالطائرات أم بالصواريخ. من بيان المرحوم عرفنا أن…