الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦
ينتهي الطفل من تناول وجبة الغداء، فيتنبه الى أن لعبته مكسورة، فيبدأ بالصراخ على الخادمة، ثم يقول لها »أيتها الخادمة اذهبي إلى غرفة الطعام، وتناولي ما تبقى من وجبة الغداء، وسأطلب من أمي أن تخصم من راتبك، لأنك كسرتي لعبتي أيتها البلهاء«. تُصدم وتتعجب الأم من هذا الأسلوب البشع وتقول له: »ما هذا الأسلوب المخزي يا بني، أولاً هذه الخادمة لديها اسم تناديها به، وثانياً كان عليك أن تطلب منها بأدب أخذ حصتها من الطعام قبل أن تأكل، وليس بقايا طعامك، وثالثاً جل من لا يسهو، فكلنا نخطئ ونتجاوز الحدود، فنحتاج المغفرة والعفو من الآخرين. الذي يتبقى هو التسامح، فما أجمل التسامح وصفاء القلوب ونقاءها، فمن المحال أن تجني من الشوك عنباً؟! يلعب الوالدان دوراً أساسياً في منح الطفل البذرة الأولى للأخلاق، وتنمية صفة التسامح مع الآخرين، ولكن الدور الأكبر ينصب على الأم كونها الأكثر قرباً منهم والمثل الأعلى الذي يقتدون به في سنواتهم الأولى. التسامح صفة يكتسبها الطفل، منذ…
الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦
الهدف الرئيسي من معارك المنطقة في السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام حسين هو العراق، الدولة الاستراتيجية التي تقع في منتصف الطرق المتقاطعة اقليمياً، بين ايران والسعودية وسوريا وتركيا، وهي الخزان النفطي العالمي المماثل للسعودية. كانت واشنطن تعتبر العراق اكثر بلد يهمها ان تمد اليه نفوذها بعد نهاية الحرب الباردة، مع سقوط الاتحاد السوفييتي، وعجل بالأمر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أعلن قبيل غزوه الكويت ببضعة أشهر انه نتيجة لانسحاب السوفييت صار في المنطقة فراغ، ولا بد لإحدى القوى الإقليمية من ان تقوم بملئه. قراءة صدام كانت صحيحة لكنه اخطأ في حساب من المؤهل للقيام بالدور. وما هي حدود الحركة. بناء عليه احتل الكويت التي عكس فهمه البسيط للعلاقات الدولية والمصالح الكبرى في المنطقة. فالكويت دولة مهمة، فيها عشرة في المائة من احتياطي العالم من البترول وما كان يمكن للعالم ان يتركها تحت حكمه ومنها يهدد أمن السعودية. هزم ثم حوصر اثني عشر عاماً، وبسبب رفض صدام التعامل مع…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ١٩ ديسمبر ٢٠١٦
نحن لا نعرف المستقبل، لكننا نحاول أن نستشرفه، وهذا هو ما حاول أن يفعله المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي نظمه المكتب التنفيذي لحكومة دبي يوم الأربعاء الماضي، وهو ما لمسه كل من حضر جلساته أو تابعها عن بعد. وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن أهمية استشراف المستقبل حين قال: «إن التحولات السياسية والاقتصادية العالمية المتسارعة تحتم على العالم العربي الاستعداد بشكل جيد للمستقبل، وإن الريادة العالمية لا تكون إلا للدول السباقة بتبني أدوات الاستشراف المستقبلي». لذلك كان المنتدى سباقاً حين بادر إلى إطلاق برنامج لتطوير مستشرفي المستقبل العرب في المجالين السياسي والاقتصادي، فأعلن معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، في الكلمة الافتتاحية، أن المنتدى سيعمل مع مجموعة من الخبراء والمراكز الدولية المعتمدة لتطوير نخبة من الشباب العربي المتخصصين، ليكونوا نواة لعلم الاستشراف الاقتصادي والسياسي، بهدف خلق مجموعة من المتخصصين في استشراف المستقبل السياسي والاقتصادي…
الإثنين ١٩ ديسمبر ٢٠١٦
منذ مؤتمر ماردين 2006 والشيخ المجدد، عبدالله بن بيّه، يبحث في مسألة دار الإسلام ودار الكفر، وبالأمس طرح رأياً منطقياً في منتدى تعزيز السّلْم في المجتمعات المسلمة، المعقود في أبوظبي، حيث قال في كلمته التأطيرية «إن الأصل أن الشهادة كافية لتحقق الإسلام بالنسبة للمُكلَّف»، ثم أتبع «إن الخروج من الإسلام يتعلق بكل فرد، وليس حُكماً ينسحب على الناس دون تحققه في الأفراد، وتَحقُقه في الأفراد مرتبط بالقاعدة المعروفة؛ إنكار المعلوم من الدين بالضرورة». وهو بهذا يقول إن إطلاق صفة «الإسلام» أو الإسلامية - كما يحب البعض استخدامها - غير منوطَة بالجماعة أو بالدولة، بل بالفرد وحده. وهي إلى جانب ذلك صفة خاصة بالاعتقاد، أي إنه لا يمكن لأي شخص أن يحكم على آخر بخروجه من الإسلام إلا إن أنكر معلوماً من الدين بالضرورة. وبالمناسبة، فإن «المعلوم من الدين بالضرورة» يختلف باختلاف أفهام الناس وثقافاتهم وتأويلهم للنصوص. ولهذا، فحتى إنكار المعلوم بالضرورة من الصعب أن يستخدم في نزع صفة الإسلام عن…
الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠١٦
يجتمع اليوم وغداً في أبوظبي أكثر من 400 عالم ومفكر وباحث عربي ومسلم من مختلف دول العالم، ولديهم هدف واحد هو التوصل إلى فكرة حول مشروعية الدولة الوطنية، فبين دولة الخلافة، وأمة الإسلام، والأشكال المختلفة للدولة الحديثة أصبح المسلمون بحاجة إلى تأصيل مشروعية الدولة الوطنية، خصوصاً أن دعاة الفتنة ومنظري الإرهاب يشوّهون فكرة الدولة الوطنية عند الشباب المسلم ليجندوهم ضد دولهم، ويجعلوا منهم وقوداً لعمليات إجرامية ضد الأبرياء، مع حروب قذرة ضد دول بحجة إقامة الدولة الإسلامية ودولة الخلافة، على أساس أن هذه الدول الوطنية ليست من الإسلام في شيء، ويجب محاربتها وإضعافها من أجل إقامة الدولة الإسلامية التي تحكم بشريعة الإسلام ويحكمها خليفة المسلمين!! وهذا الموضوع الحساس الذي يطرح كموضوع أساسي في الملتقى السنوي الثالث لـ «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» أصبح من المهم تناوله بوضوح وجدّية ليصل إلى العالم الإسلامي في جميع أطرافه، وليفهم الشباب المسلم وكل المسلمين حقيقة الأمر، خصوصاً أن الكثيرين خُدِعوا لسنوات طويلة بخطاب…
السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١٦
تتحدث الأسطورة الإغريقية عن "بروكرست"، ذلك الشخص الذي كان يستدرج ضيوفه ويعرض عليهم المبيت في منزله، والنوم على سرير خاص أعدّه للضيوف. ولكنّ سريره ليس كأيّ سرير! فالمؤسف أن عدم تناسب طول الضيف مع السرير أمرٌ يزعج بروكرست كثيرا، ولذلك فإنه يبادر دائما لحلّ تلك المشكلة. فإذا قصُر السرير عن طول الضيف قام بقطع أرجله بالمقدار الكافي ليلائم طول السرير. أما إذا قصُر طول الضيف عن طول السرير، فالحل عنده هو مطّ جسده بكل آلة ممكنة للوصول إلى التناسب المطلوب. إذن، فسرير بروكرست غير قابل للاستغناء أو الاستبدال أو حتى التعديل، بل على الضيوف أن يتشكلوا مع أبعاده المفروضة قسرا، مهما كلفهم ذلك. تداولت شبكات التواصل مؤخرا تسجيلا قديما يظهر فيه الإعلامي الكبير سليمان العيسى "رحمه الله" مع أحد المسؤولين في إدارة الأحوال المدنيّة. يتساءل العيسى عن إمكانية تصغير حجم "البطاقة العائلية" بحيث يسهل حملها في الجيب عند التنقل، فيرد ذلك المسؤول بإجابة ظريفة مقتضاها، أن على المواطنين التعود على…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١٦
من الواضح أن اليمنيين الممسكين بقرار الحرب والسلام لم ترتفع معدلات المسـؤولية الأخلاقية عندهم حدا يدفعهم للدخول في مباحثات جادة ومخلصة لإنهاء الحرب المدمرة التي أحالت مستقبل البلاد أطلالا ستدفع أثمانها أجيال كثيرة، ومن اليقين أن لا أحد من المتصارعين على السلطة يدرك حجم الكارثة الإنسانية التي تجثم على صدور اليمنيين. لم تتوقف المنظمات الدولية المعنية بالشأن الإنساني عن التحذير من تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية وأعلنت الأمم المتحدة (أن أكثر من ٨٠٪ من سكان اليمن بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية وأن القتال تسبب في تدمير الاقتصاد الهش ونشر الجوع والمرض)، كما ارتفعت معدلات العنف ضد الأطفال والنساء. من غير المتوقع أن المسؤولين اليمنيين قد اهتموا بهذا الأمر، فسلطة (الانقلاب) لا تعير هذه الكارثة أي اهتمام مكتفية بإلقاء المسؤولية على الحرب بينما الجميع يعلم أن فساد القائمين عليها قد فاق في نسبة ما كان المسؤولون يمارسونه قبل ٢٠١١م ويبدو الأمر كما لو كان سباقا مع الزمن، وفي المقابل فإن…
الجمعة ١٦ ديسمبر ٢٠١٦
لقد استيقظ الشعب المصري الشقيق، صباح الأحد الماضي، على هجوم إرهابي خسيس ومروع استهدف الكنيسة البطرسية بالعباسية في القاهرة، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء كانوا يؤدون صلواتهم وبكل طمأنينة في دور للعبادة، ومن هول الانفجار وشدته تطايرت أشلاؤهم ودماؤهم واختلطت بأخشاب الكنيسة بشكل مرعب ومذهل يتنافى بكل المقاييس والاعتبارات مع القيم والمفاهيم الإنسانية المتعارف عليها! لقد دفعت مصر على مدار ما يقرب من 87 عاماً، فاتورة باهظة الثمن من دماء أبناء وطنها، نتيجة إرهاب جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات التكفيرية المتحالفة معها، والتي نفذت عمليات إرهابية متتالية كبرى ونوعية في أماكن ومناطق عدة في أنحاء الجمهورية. يؤكد المؤرخون لتاريخ الإرهاب في مصر، أن البداية الحقيقية للتاريخ الإرهابي لجماعة الإخوان، كانت منذ يوم 6 يوليو (تموز) من عام 1942، عندما وقع الصدام في مدينة بورسعيد بين أعضاء الجماعة ومعارضين لأفكار مؤسسها حسن البنا، أسفر عن مقتل أشخاص عدة وإصابة آخرين، بعد أن استخدم أعضاء الجماعة…
الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠١٦
عندما تتنافس المؤسسات الحكومية مع الأفراد، وتقتحم عالمهم وتحصد جوائز في مجالات التواصل الاجتماعي المختلفة، فاعلم أنك في الإمارات حيث تتنافس المؤسسات العامة في تقديم الخدمات وكسب رضا المتعاملين، وعندما تفوز وزارة الداخلية بجائزتين في التواصل الاجتماعي، فاعلم أنها تتمتع بشفافية مطلقة، وليس عندها ما تخفيه عن الناس، وأنها تسعى للوصول إلى المتعاملين قبل وصولهم إليها، وهذا أمر غير معهود على وزارات الداخلية في أماكن وبلدان أخرى! في قمة روّاد التواصل الاجتماعي العرب، التي حضرها أكثر من 2500 شخص في دبي، كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مجموعة من رواد التواصل، لم يكرمهم لأشخاصهم، وإنما لعملهم وأسلوبهم وأدائهم الإيجابي في هذا العالم الافتراضي المملوء بمختلف النماذج الصالحة والطالحة، الإيجابية والسلبية، النبيلة والرديئة، كرّمهم لأنهم نماذج جيدة لكيفية استخدام هذه الوسائل في أشياء مفيدة، تعود بالنفع على المجتمعات والأجيال، استخدموها الاستخدام الأمثل ووظفوها لما فيه مصلحة شباب العرب جميعاً في المحيط العربي الكبير. قبل سنوات عدة كنا نعتقد…
الأربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦
يُنقَل عن أحاديث «مَجَالِس النُّخبَة» قبل حوالي نصف قَرن أنَّ المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين) لَم تُودِع إيراداتها من بيع المنتجات النفطية في السوق المحلي في مؤسسة النقد العربي السعودي، كما يَقضي النظام المُتعلِّق بإيرادات الدولة. ويُقال أيضاً إنَّ وزارة المالية آنذاك، كانت تُطالِب بإيداع إيرادات بترومين لدى مؤسسة النقد، فَيَرُد وزير البترول والثروة المعدنية آنذاك (وهو رئيس مجلس إدارة بترومين) بأنَّ هذه الإيرادات ستُستَخدَم في توسعة المصافي. استمرت هذه المراسلات بين الوزارتين، حتى صَحَونا بعد رحيل وزير البترول (عام 1986م) لنَجِد السؤال الذي حَيَّرَ الكثيرين آنذاك وحتى الآن، هو: لماذا تأخَّر وصول مخالفات وزير البترول آنذاك إلى الملك، على الرغم من وضوحها وضوح الشمس في رابِعَة النهار!؟ الإجابة تتمثل في «فوبيا» سعودية (وقد تكون خليجية!)، تقول: «الرَّجَّال واصِل». ولكن، هل تَوَقَّفَ وَهْمْ أو فوبيا «الرَّجَّال واصِل» بعد قِصَّة بترومين!؟ بالطبع لا. فقد تَكرَّرَت أربع مرات على الأقل. الحالة الأولى، هي تلك المُتَعلِّقة بإنشاء الحكومة للشركة السعودية للتسويق والتكرير (سمارك)…
الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٦
كل المعطيات والمؤشرات السياسية والإستراتيجية تفيد أن فوز دونالد ترامب في انتخابات الولايات المتحدة الأميركية لن يكون معزولاً، وإنما سيتبعه صعود للتيار اليميني في أوروبا كلها.. ومنذ صعود دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، كل المؤشرات تقول إن هناك صعودا مماثلا للتيار اليميني في الكثير من دول أوروبا. وقد نشهد صعودا متواصلا لهذا التيار بأجندته السياسية والاقتصادية والإستراتيجية في دول أوروبا. وستشهد الدول الغربية إذا صح التعبير موجة ترامبية تسيطر وتهيمن على اقتصاد وسياسة العديد من الدول الأوروبية. فصعود ترامب إلى الرئاسة في أميركا ليس منفصلاً عن تحولات سياسية وثقافية وإستراتيجية تجري في العديد من دول أوروبا، تفضي إلى صعود للتيارات اليمينية في أوروبا.. يؤدي كل هذا الصعود إلى بروز توجهات أيديولوجية وسياسية واقتصادية يمينية في أميركا وأغلب الدول الأوروبية. وهذا التحول الإستراتيجي الذي ستشهده العديد من الدول الغربية الأساسية، سيؤدي إلى خيارات سياسية جديدة ستشهدها هذه الدول.. وهذه الخيارات السياسية والاقتصادية ليست متناغمة مع مصالح الجاليات الإسلامية…
الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٦
كلنا أو لنقل أغلبنا نتذمر من إعلامنا على مدى سنوات أو عقود مضت ومازلنا حالنا في ذلك كما هو مع الصحة والتعليم، ولم نكن أبدا على رضا مع أي من الوزراء حتى وزير الإعلام الحالي. لكن هل نقدنا شخصي أم ماذا نريد فعلا من الإعلام؟ قبل أن أبدأ ما أراه في تصوري المتواضع هو وصف للحال دعوني أستعرض لكم قصة حقيقية وليست من نسج الخيال لا العلمي ولا القصصي، وهي أن إحدى السيدات وفي عصر «غصب 1 وغصب 2» كانت تحظى بإعجاب شديد من المحيطين بها ولاسيما زوجها وهي تتمايل بعشوائية معتقدة أن ذلك هو «الرقص» الاحترافي بكل ألوانه وجنسياته، وكان زوجها الذي لا يرى سواها في ظل انعدام القنوات الناقلة للفن الحقيقي يعتقد أيضا أنها ولا سامية جمال في عصرها، وكان دائما وأبدا يؤكد عليها بعدم الرقص أمام الأخريات خوفا عليها من العين. وشر البلية ما يضحك إذ إن هذا الزوج وبعد أن غزت القنوات الفضائية منزله بعد احتلال…