آراء

محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

الحبسي في موكب الشهداء

الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١٦

وصل مساء أمس جثمان شهيد الوطن الملازم أول راشد الحبسي إلى الإمارات، وإلى مسقط رأسه، رأس الخيمة ليواري تراب هذا الوطن جسده الطاهر، وتُعطر سماء الإمارات برائحته الزكية، لقد اختار القدر راشد ليكون في موكب الشهداء الأبطال، مع من سبقوه من أبناء الإمارات وهم يؤدون الواجب، ويخدمون الوطن ويحمون هذه الأرض. يدهشنا الشهيد بشجاعته وبسالته وإقدامه الدائم حتى في آخر لحظات حياته، وتدهشنا الشهادة في سبيل الوطن والحق والواجب وهي تشحذ الهمم وتقوي الإصرار على النصر، وفي الوقت نفسه يدهشنا موقف أهالي الشهداء، أمهات الشهداء وآبائهم وأبناء الشهداء وزوجاتهم وإخوانهم وأصدقائهم، فكم يكونون نبلاء وهم يتلقون خبر استشهاد ابنهم في أرض المعركة، وكم يكونون كباراً وهم يتقبلون العزاء فيه، ولا يعتبرونه عزاءً، بل فخراً لهم ولذويهم مدى العمر. ندرك أن دماء أبناء الإمارات التي سالت في أرض اليمن لم ولن تذهب سدى، فتلك الأرواح الأبيّة سنثأر لها، وسنعيد المعتدين إلى جحورهم، وثأرنا الأكبر لن يكون إلا بتحرير كل اليمن مع…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

هل سيزور السعوديون «أوبرا دبي»؟

الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١٦

في خضم الصراعات الدموية والقتل والفوضى الخلاقة وغير الخلاقة في عالمنا، هناك إضاءات تُفرح وتبعث الأمل والسرور إلى النفس في منطقتنا، بعيداً عن الهموم والوصاية من البعض باسم الدين؛ كيف نفكر؟ أو ماذا نقرأ أو نشاهد؟ يبدو أن التيارات الظلامية مشغولة في مشروعها التدميري، وأعطت فرصة ومساحة أن نشهد ولادة مشاريع ثقافية ذات صبغة إنسانية منفتحة على العالم بروح العصر ضد دعاة التعصب والانعزال في عالمنا العربي، ومثل هذه المؤسسات والمشاريع الثقافية هي إحدى الوسائل الفعالة لمحاربة التشدد والإرهاب الذي اختطف مشهدنا الثقافي من خلال دعاته وقنواته التلفزيونية، التي تبث فكر الإقصاء والتكفير صباح مساء؛ ومن ثم نتساءل نحن في مؤتمراتنا أين يكمن الخلل؟ الإمارات العربية المتحدة كما دول الخليج الأخرى تعمل على تنمية مجتمعاتها، وتحاول أن تنأى عن التشدد والتطرف، ونجحت حتى الآن في هذا المسعى، ولكن الجميل في هذا المشروع الخليجي هو ما عملت عليه إمارة دبي بإنشاء «دار أوبرا» تم افتتاحها الأسبوع الماضي في عرس ثقافي بهي،…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

هل إيران أفضل منا؟

الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١٦

في أجواء الخصومة العالية تتداخل الأمور وتضطرب الحسابات، لذلك يشعر الكثير من شبابنا أن إيران كخصم قد تكون في وضع أفضل منا بسبب برنامجها النووي وكذلك بسبب نجاحها في السيطرة على بعض العواصم العربية مثل بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، مستعينة بعدد من عملائها الذين وضعوا مصلحتها فوق مصالح أوطانهم. ولكن هذه القوة الإيرانية الظاهرة تخفي ضعفا رهيبا يتجلى في معدلات الفقر المرعبة التي يعاني منها الشعب الإيراني؛ فالدولة التي تصنع الغواصات والصواريخ والمفاعلات النووية يتضور أبناؤها جوعا في الشوارع، هذه ليست صورة مجازية؛ ففي عام 2005 نشر البنك المركزي الإيراني إحصائية ذكر فيها أن معدل الفقر بلغ 32 بالمئة ثم توقف البنك عن إصدار مثل هذه الإحصائيات بعد تضاعف هذا المعدل بشكل مخيف خلال السنوات الـ10 الأخيرة. ويقول الدكتور محمودي من جامعة طهران إن 60 بالمئة من الأسر الإيرانية تعيش تحت خط الفقر العالمي وأن الـ 40 بالمئة من الأسر المتبقية تعاني من فقر نسبي وبالكاد تؤمن احتياجاتها الأساسية وهذا…

د. حنيف حسن
د. حنيف حسن
رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي منذ العام 2014، وزير سابق، وأكاديمي، وكان مديراً لجامعة زايد.

احذروا الإخوان.. آخر كلمات السادات

الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦

يصادف اليوم، الخامس من سبتمبر مرور 35 عاماً على الخطاب الأخير للرئيس الراحل أنور السادات، رحمه الله، والذي ألقاه في مجلس الشعب المصري عام 1981، وكان اغتياله بعده بشهر ويوم، في العرض العسكري احتفالاً بذكرى انتصار السادس من أكتوبر، حين ارتكبت تلك الجريمة، الجماعة الإسلامية المصرية؛ وليدة تنظيم الإخوان المسلمين. وقد اعتذرت قيادات هذه الجماعة في مراجعاتها الشهيرة، عن هذه الجريمة؛ مؤكدة أن السادات شهيد، وأنها كانت على خطأ حين اغتالته! في هذا الخطاب، خطاب الوداع، أو وصية راحل كبير، لخص السادات، تجربته المريرة مع تنظيم الإخوان المسلمين، وكذلك الجماعات الإسلامية، فبعد أن أخرجهم من السجون وفتح لهم الجامعات، وسمح لهم بممارسة جميع أنشطتهم الثقافية والاجتماعية والنقابية، ظناً منه أن إخراجهم من حالة السرية إلى حالة العلانية، وتركهم يعملون من دون تضييق، أو مطاردة، سوف يغيّر من طبيعتهم الملتوية، والتي أدمنت العمل السري، والتآمر، والانقلاب على من أكرمهم. أدرك السادات، رحمه الله، بخبرته، وتجربته العميقة في العمل السياسي، ومعايشته لهذه…

ملاحظتان على وضع اليمن

الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦

باستقبالها وفداً للحوثيين قبل أسبوع، فإن بغداد تكون قد اختارت المضي في تأكيد طائفيتها من جهة، وارتهان قراراتها لمصلحة طهران من جهة ثانية، وانضمامها إلى معسكر دعم الفوضى في المنطقة من جهة ثالثة. ويحدث ذلك على رغم أن الشعب العراقي والعراق كدولة يكادان يكونان أكبر المتضررين من هذه الفوضى، وتُدفع منذ سنوات ضريبة هائلة من دماء العراقيين وأمنهم واستقرارهم، ومن وحدة العراق كدولة، ومن تجانس مكوناته التي يُفترض أن تُظلها راية المواطنة المتساوية بوصفها شرطاً لا غنى عنه إذا أريد للعراق أن يستعيد نفَسه وأن يخرج من الدائرة المهلكة التي يندفع إليها، على رغم كل الدلائل على فشل النهج الطائفي الذي يراهن عليه فريق من الساسة العراقيين، وعلى رغم العاقبة الوخيمة الواضحة لكل من يراقب الأوضاع في العراق. من المفترض أن يكون الساسة العراقيون هم أول من يدرك تبعات تحدي الإجماع الدولي بعد التجارب المريرة التي خاضوها خلال أكثر من عقدين، ولم تؤدِّ فيها المراوغات ومحاولات التحايل والالتفاف إلا إلى…

الأمة الإسلامية بلغة القرون الوسطى

الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦

لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟ أكثر من مئة عام وهذا السؤال يتكرر بصيغة (الغرب والمسلمون)، لأن السائل لم يدرك أن العالم لم يعد الغرب المسيحي في صراعه مع الشرق المسلم، فتلك القرون الوسطى انتهت، وبدأت لغة جديدة سقطت فيها الإمبراطوريات والملكيات التابعة للكنيسة بشكلها الكلاسيكي، فكل هذا حدث في الغرب وانتهى عصر الحروب الصليبية، لتبدأ معالم النهضة الأوروبية، والشرق العربي ما زال في وعيه القديم الذي لم يصح منه حتى سقطت (الخلافة العثمانية) ليفيق الشرق العربي على هذه الفجيعة كما رآها كثير من الناس آنذاك، وبدلاً من تلمس ميلادهم الخاص في أساليب حكم تتجاوز بتر الأعضاء وقطع الرؤوس فإذا بهم يستعيدون حمولتهم القديمة في الاستبداد ليستنبتوها عبر الأحكام السلطانية، وسايكس بيكو ليست شرا كلها، فكما كان دعم العثمانيين أيام عزهم لمارتن لوثر في ثورته ضد عنت الكنيسة، الذي تحول مع الوقت إلى مكسب فكري لكل أوروبا، فإن سايكس بيكو جعلتنا نعيش السؤال الوجودي في واقعنا العربي بشكل أكثر صرامة، فحربان…

عبده وازن
عبده وازن
شاعر وكاتب لبناني

إعدام الكتب

الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦

عندما سألت أحد المارّة عن «ساحة الكتب»، ابتسم وأشار بأصبعه إلى شارع يتفرّع من الشارع الذي وقفت على ناصيته، ثم قال لي إن عليّ بعد اجتيازه، أن أسلك شارعاً آخر إلى اليسار، فأصل إلى تلك الساحة. لم أكد أصل حتى دهشت، شعرت أن رهبة تستولي عليّ: ساحة شاسعة كأنها مقسومة نصفين، النصف الأول تحتلّه آلات ضخمة لم أبصر يوماً ما يماثلها، تشبه مطاحن الصخور بفتحاتها العالية وما ينحدر منها من قساطل كبيرة تنتهي عند خزانات مغلقة وقد وصِلت بها محرّكات. أما النصف الآخر من الساحة فكانت تتوزّع فيه شاحنات تنتظر لإفراغ حمولتها، والى جانبها سيارات يجلس فيها أناس كأنّما ينتظرون دورهم أيضاً... ما زاد من دهشتي أنّ الشاحنات محمّلة أكداساً من الكتب، وكلّ شاحنة يحين دورها، تتقدّم قليلاً لتفرغ حمولتها داخل صناديق كبيرة يربط بينها وبين المطاحن أحزمة عريضة تدور آلياً ناقلة الكتب من الصناديق الى الفتحات العالية. وكلما سقطت بضعة كتب من الأحزمة الحديد النافرة الحواف، كان يلمّها أشخاص…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

أوبرا دبي.. نحو اكتمال البنية الثقافية..

الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦

شاهدت، أول من أمس، وبدعوة كريمة من الأخ العزيز محمد المر أوبرا «صيادو اللؤلؤ»، وهي من تأليف الموسيقار الفرنسي الشهير جورج بيزيه، وقد أخرجت للمرة الأولى بمسرح ليريك في باريس عام 1863، وهي بالفعل بداية موفقة جداً للعروض «الأوبرالية» على مسرح «دبي أوبرا»، وعُرضت هذه المرة ـ وللمرة الأولى ـ منذ تاريخ إخراجها في باريس بأزياء مختلفة، تم تصميمها واستلهامها من بيئة الإمارات القديمة، حيث اشتهرت المنطقة بتجارة وصيد اللؤلؤ. بالتأكيد لست «أرستقراطياً»، كما وصفني صديق عزيز عند مشاهدته لقطات من هذا العرض في حساباتي على وسائل التواصل، كما أنني لست من النخبة الثقافية الشغوفة بمشاهدة هذا الفن الراقي جداً، والذي يعتبره كثير من الناس «نخبوياً»، لكنَّ الأمر الآن ليس شخصياً، وهذه الفكرة السائدة عن الأوبرا ليست صحيحة بالشكل المتناول، وبما أن الإمارات أصبحت وجهة ثقافية راقية تنافس العواصم الأوروبية، وأصبح هذا الفن الرفيع يبعد مسافة خطوات بسيطة، فما المانع من الحضور، والتعرف عن قرب إلى عروض لم تكن متاحة…

علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

كوكب دبي

الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠١٦

كنت أتنقل، عشية الأربعاء الماضي، بين القنوات الفضائية، باحثاً عن برنامج حواري بات أكثر تسلية من المسلسلات الكوميدية، عندما سمعت مذيعة إحدى القنوات العربية، تقرأ خبر إعلان هيئة الطرق والمواصلات بدبي تجربة أول مركبة ذاتية القيادة في منطقة بوليفارد محمد بن راشد، نقلاً عن صحيفة «البيان»، قائلة إن هذا يحدث في «كوكب دبي»، في إشارة كما يبدو منها إلى بعد المسافة في التفكير، وعمق المشاكل التي يعاني منها ذلك البلد العربي الشقيق الذي تبث منه القناة، ومنها أزمة المواصلات الخانقة والمستمرة، والتي لم تُجْدِ معها كل الحلول على تعاقب الحكومات. بقدر ما أسعدني تعبير «كوكب دبي» الذي استخدمته المذيعة، شعرت بالأسى للهوة السحيقة التي أصبحت تفصل بين دول عربية حديثة الاستقلال والثروة، ودول عربية ذات تاريخ عريق، وحضارات خالدة، وكثافة سكانية تتيح لها أن تكون من أفضل الدول وأكثرها تقدماً. فمخطئ من يعتقد أن ما يحدث في عالمنا العربي من تراجع، مقابل ما يحدث في دولتنا من تقدم يسعدنا، لأن…

خالد الدخيل
خالد الدخيل
كاتب و محلل سياسي سعودي

زمن الوهن السني… زمن الفتنة

الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠١٦

هل هناك وهن سنّي؟ ولماذا سنّي تحديداً؟ وإذا سلمنا بذلك فما علاقته بالفتنة؟ علامات الوهن السنّي باتت واضحة، وتبدو مقلقة لمن ينظر هذه الأيام إلى الوضع العربي والإسلامي، سواء من زاوية دينية، أم زاوية سياسية علمانية. من هذه العلامات أن الدول العربية تتعرض لهجمات متتالية، من الداخل والخارج، ومع ذلك تبدو عاجزة ومرتبكة فكرياً وسياسياً. هذه الدول، التي تحكم غالبيتها مجتمعات غالب أهلها من السنّة، في حال انقسام سياسي صامت، لكنه عميق ومربك. ويأتي هذا الانقسام في أحرج لحظة يمر بها العرب في تاريخهم الحديث، فالمجتمعات العربية تواجه انفجارات آيديولوجية وسياسية وإرهابية من الداخل، وهجمات من الخارج، دول تنهار ومهددة بالتقسيم، وأخرى تقاوم حال خوف تزحف إليها! في مثل هذه الحال يصبح الانقسام أكثر إرباكاً ومدعاة إلى القلق، لأنه يفرض نفسه فرضاً في لحظة حرجة أول وأهم متطلباتها وضع الاختلافات ومسببات الانقسام جانباً إلى ما بعد تجاوز العاصفة. العلامة الأخرى، أن المؤسسات الرسمية للفكر السنّي تبدو في حال جمود وشلل…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

سلوكيات سلبية في دولة تزخر بالطاقة الإيجابية!

الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠١٦

الإمارات دولة حباها الله بقادة استثنائيين، يتميزون بطاقة إيجابية لا حدود لها، وهم يبثون هذه الطاقة بشكل يومي في مختلف أنحاء الدولة على شكل تصريحات، وأفعال، وزيارات، وقرارات، وتوجيهات للحكومة والمسؤولين من جهة، وللموظفين والشعب بشكل عام، وهذه الإيجابية هي أحد أهم أسباب نجاح الإمارات ورقيّها وعلوّ شأنها، حتى أصبحت نموذجاً وقدوة حسنة تتمنى كثير من دول العالم الوصول إلى مستواها، ويتمنى ملايين البشر العيش فيها. ورغم ذلك لاتزال هناك فئة سلبية في تفكيرها، تنشر هذه السلبية على شكل شماتة واستهزاء وتحليلات غير منطقية، وتُعقب سلباً بشكل غير صحيح على كثير من الأحداث والمواقف، هُم يعتقدون أنها مجرد كلمات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها في حقيقة الأمر نقطة سلبية جداً في جدار الإيجابية والإنتاج والعمل الذي يميّز دولة الإمارات. الأسبوع الماضي، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبصفته حاكماً لإمارة دبي، قرارات بإحالة مديرين تنفيذيين في بلدية دبي إلى التقاعد، لم يكن هذا القرار هو الأول من…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

المهووسون بمصالحهم!

الأحد ٠٤ سبتمبر ٢٠١٦

في واحد من المشاهد التي لا تنسى والتي حفل بها فيلم (زوجة رجل مهم) للراحل أحمد زكي، حيث يجلس الرجل المهم على أحد كراسي المقهى لا أحد بصحبته، فجأة يقتحم طاولته رجل من رواد المقهى، يجابهه بتحدٍ واضح كمن يصفي معه حساباً قديماً، مستغلاً أن الرجل لم يعد مهماً بعد أن أحيل الى التقاعد! كانت كل كلمة في حوار ذلك المشهد مدروسة وفي مكانها تماماً، ومعبرة عن فكر وتوجهات مرحلة وسياسة كاملة، وكذلك أداء أحمد زكي وسائر لغة جسده، هذا ما يسمى السينما الحقيقية، وما يزيد من احترافية الفيلم قدرة صناعه على طرح إشكالية عربية سياسية واجتماعية في غاية الخطورة سادت وما زالت في كل المراحل والأزمنة التاريخية! إنها إشكالية المسؤول المهووس بفكرة تضخيم ذاته واستغلال منصبه، فالكل عنده سيئون ويشكلون خطراً على المجتمع، وعلى الدولة أن تعاملهم على أنهم متهمون حتى تثبت براءتهم، إنها كذلك إشكالية ادعاء خدمة المجتمع بارتكاب كل التجاوزات، انطلاقاً من أن المجتمع في حالة حرب…