الجمعة ٢٢ يوليو ٢٠١٦
لا أدري ما السعادة التي يحس بها أولئك الذين ينشرون مشاهد الحوادث المفزعة، وأي قلب هذا الذي يجد المتعة في مقاطع فيها من الدماء والأجساد الممزقة ما يقشعر له البدن؟! حقيقة هذه ظاهرة تستحق الدراسة والبحث، لأنه ما من إنسان طبيعي يمكن أن يفتح كاميرا هاتفه لأجل أن يصور منظراً ينزع الروح من البدن، ثم يبدأ في نشر هذا المنظر أو هذه الصورة ليطلعها على الناس أجمعين. سلوك سيئ يخبر عن شخص هو مشروع إنسان عدواني كاره، وقد خلف ضميره في البيت، وذهب إلى الشارع خالي الوفاض بلا وازع ولا منازع ولا دافع غير الرغبة في التسلي بمصائب الآخرين واللهو والعبث بمآسيهم.. سلوك يندى له الجبين ولا يمت بصلة إلى قيم وعادات وتقاليد ودين مجتمعنا الذي تربى أهله وناسه على الحب والتعاطف والتآلف، هذه خصال جديدة اقتحمت ديارنا، وشوهت ضمائر أجيالنا وجمدت مشاعر البعض منا حتى صاروا أخشاباً مسندة وضلوعاً تخفي بين نسيجها قلوباً من طين وأخرى من عجين، سلوك…
الجمعة ٢٢ يوليو ٢٠١٦
ديننا الإسلامي الحنيف دين الجد والعمل لما ينفع المرء في دينه ودنياه، لذلك هو يكره الباطل واللهو الزائل، ويدعو الناس لأن يترفعوا عن كل ما لا ينفع، فضلاً عما يضر بالنفس أو بالغير، وقد ورد في الحديث «كل ما يلهو به المرء المسلم باطل، إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله»، وترجم له البخاري بقوله: «باب» كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، ثم استدل لذلك بقوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله}، قال الحافظ ابن حجر: وإنما أطلق على ما عداها ـ أي الثالثة المذكورة - البطلان من طريق المقابلة، لا أن جميعها من الباطل المحرم. اهـ وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن الكون كله لم يخلق باطلاً ولا لعباً ولا لهواً بل بالحق، ليكون أهله على الحق والهدى لا على الباطل والعبث فقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا} وقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
أرأيتم كيف يكون حال مؤيدي فريق كرة قدم سدّد الفريق الخصم هدفاً فاصلاً في مرمى فريقهم في وقت حرج من المباراة؟ هكذا بدا مريدو أردوغان من المتأسلمين العرب في الساعات الأولى الفاصلة بين ليل الجمعة وصباح السبت، حين أعلن نجاح الانقلاب، فعبر تغريداتهم على «تويتر» كدنا نرى الدموع تنهمر على وجناتهم حزناً وكمداً. وتماماً كما يحدث مع مؤيدي فريق كرة القدم حين يسدد فريقهم «المغلوب» هدفاً في الدقيقة الأخيرة من المباراة يقلب النتيجة، تحول مزاج هؤلاء من الكمد إلى غبطة، حتى خلناهم يرقصون طرباً. على حق أولئك الذين لاحظوا أن الأتراك المؤيدين لأردوغان لم يرفعوا صوره حين استجابوا لندائه بالنزول في الشوارع لإفشال الانقلاب عليه، واكتفوا برفع العلم التركي، الذي هو رمز الدولة والوطن، فيما تحول العالم الافتراضي للمتأسلمين العرب إلى غابة صور لأردوغان، حتى أنهم أزالوا «بروتريهاتهم» الشخصية ووضعوا محلها صورة زعيمهم الذي كان على شفا حفرة من السقوط. من حق كل امرىء أن يكون متعاطفاً مع أي نهج…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
عندما تشاهد الحراك الدبلوماسي حول الأزمة السورية٬ وتحديًدا الأميركي الروسي٬ تعتقد أن شيئا ما يحدث٬ لكن القراءة المتأنية للتصريحات الأميركية الروسية لا تعكس أفعالاً جادة٬ وهذا ما يؤكده سير الأحداث٬ حيث لم تتوقف آلة القتل الأسدية٬ ولا تدفق المقاتلين المحسوبين على إيران٬ ولا تزال «داعش» موجودة. وهذه التصريحات غير ذات الجدوى حيال الأزمة السورية لا تقتصر على الأميركيين والروس فقط٬ فوزير الخارجية البريطاني٬ مثلاً٬ تحدث أول من أمس أمام نظيره الأميركي في لندن عن أن «روسيا على وجه الخصوص تملك قدرة فريدة على إقناع نظام الأسد بإنهاء المذبحة والعودة إلى طاولة المفاوضات». ومن الواضح أن واشنطن تشاطر بريطانيا النظرة نفسها٬ ولا تزال تحاول إقناع موسكو بضرورة رحيل بشار الأسد. والسؤال هنا هو: ما «القوة الفريدة» لدى موسكو؟ وهل يمكن تصديق الروس فقط بالكلام؟ بل ما الذي أنجزه الروس في سوريا منذ عام عدا إبقاء الوضع على ما هو عليه٬ حيث لم ينتصر الأسد٬ كما لم تستطع روسيا دحر…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
< قرأت تغريدات في موقع «تويتر» للدكتور عبدالله النفيسي المفكر الكويتي المعروف فيها تراجعات أو مراجعات عن أفكار - تخص الصراعات في المنطقتين العربية والإسلامية - اجتهد في الدعوة إليها أو تحليلات سبق أن صرح بها، ثم وجد بعد التأمل خطأ استنتاجاته، ورأى أنه كما قال نصاً: «مع تقدم السن والتجربة يدرك الإنسان ما لم يكن يدركه أيام شبابه وعنفوانه. ومراجعة الأفكار والقناعات وتقليبها أمر عادي بل صحي ولا مفر منه». موضحاً دافع المراجعة بقوله: «هل أدركت ذلك (متأخراً)؟ لا أدري، لكن رأيت أن من الأمانة أن أبوح بذلك للشباب حتى لا يخوضوا في بحار كدنا نغرق فيها لولا أن الله سلم ولطف». ماذا أدرك الدكتور النفيسي؟ سأرتب تغريداته لأهميتها بحسب التسلسل المنشور على صفحته في «تويتر». 1- «أدركت الآن كمثال أن (التعايش) مع بعض الأوضاع أمر لا مفر منه، وأن (المفاصلة) ضرب من ضروب المواجهة غير المتكافئة والتي تقود حتماً إلى الهزيمة». 2- وأدركت الآن أننا نعيش في ظل…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
حوادث عدة شهدتها الدولة تسبب فيها سائقون يعانون أمراضاً مختلفة، من بينها ذلك الحادث الذي وقع في دبي عام 2012، حين تسبب شاب في حادث أسفر عن وفاة مواطن، وتضرر ست سيارات، وتبين من التحقيقات أنه عانى «غيبوبة السكري» قبيل الحادث، ولم يكن في وعيه حين صدم السيارة التي كانت تقف أمام إشارة مرور حمراء بسرعة عالية! وتتكرّر المأساة بصورة مختلفة وبمرض مختلف الأحد الماضي، عندما اقتحم سائق مريض بالصرع مطعماً بسيارته وتسبب في وفاة امرأة وطفل وإصابة خمسة أشخاص آخرين، منها إصابتان بليغتان لطفلتين هما شقيقتا الطفل المتوفى! هذه الحوادث، وغيرها المتوقعة مستقبلياً، التي يتسبب فيها سائقون يعانون أمراضاً تؤثر في مستوى تركيزهم أو تصيبهم بنوبات صرع أو غيبوبة، تثير تساؤلات كثيرة حول أهلية الحصول على رخصة القيادة، أو أهلية الاحتفاظ بها، وتجعلنا نتساءل: لماذا لا يوجد نص قانوني وتشريعي واضح إلى الآن يحكم ذلك؟ رغم أن أغلب هذه الحوادث خطرة للغاية، ولا تقتصر أضرارها على السائقين المرضى أنفسهم،…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
من ثمار ابتعاث دولة الإمارات لمواطنيها لدراسة علم حديث، وهو البصمة الحركية أو «المشية» في بريطانيا، أن عناصرها الأمنية نجحوا في الكشف مؤخرا عن هوية متهم من «طريقة مشيته» وذلك حينما تعرض لامرأة ولم تتمكن كاميرات المراقبة من تصوير قسمات وجهه. ومن محاسن الصدف أن د. حمد منصور العور، المختص في البصمة الحركية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في دبي الذي ابتعث خصيصا للقاء عَلَم من أعلام بصمة الحركة د. مارك نيكسون قد التقى مصادفة بالباحث السعودي د. عماد جاها الذي بعثته بلاده لدراسة تقنية جديدة يعد السعودي أول من يطرحها في العالم وهي «بصمة الملابس». يقول لي د. عماد إن د. العور سُر حينما علم أن هناك عربياً يعكف على دراسة نقلة جديدة في التعرف على المجرمين. ما لفتني حقيقة أن د. نيكسون، من جامعة ساوثهامبتون البريطانية، كان مترددا في أن يشرف على رسالة دكتوراه د. عماد لتوقعه بأنها ستكون عديمة الجدوى. غير أن «النتائج كانت مفاجئة»،…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦
بداية الخطوات خطوة، وبداية الأفكار فكرة، وهكذا تنمو الأشجار من بذرة، وتتسع الأنهار من قطرة، والأشياء لا تلبس سندسها إلا من سحابات ممطرة، الإمارات عانقت الفضاء، وارتدت حلل الرخاء على أيدي أبنائها البررة النجباء فتجلت بلادنا في الحلم، واقعاً يخطو خطوات الليوث الأنقياء، وسارت قوافل الخير تبغي الفضاء، تبغي اكتشاف ما لم تصله عين. وعندما يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن أن حجم قطاع الفضاء في الدولة يبلغ 20 مليار درهم، ويعمل عليه فريق نسبة التوطين فيه 100%، هذا يعني أن الهدف واضح والرؤية صريحة، والإرادة قوية، والتصميم راسخ، بأن الإنسان الإماراتي هو الساق والمساق، هو عين الرضى والأشواق، هو القصيدة العصماء، معلقة على جدار الآفاق، فلا نطاق ولا انعتاق من هذا الصرح المصرح به غريزة وهوية ومبادئ لا يمكن أن تكون إلا لأجل الإنسان ولأجل رقيه وتقدمه وتطوره وضوئه وعذوبة مائه وصفاء فضائه. حيث سموه…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦
لا يتجاوز عدد السياح العرب الخليجيين إلى تركيا أكثر من مائتي ألف في العام، في حين كان عدد السياح الروس أربعة ملايين، والإيرانيين مليونا ونصف المليون كل عام. هذه الأرقام يمكن أن تساعدنا على فهم العلاقات بين الدول، ما الذي يؤثر فيها، حقًا. والرئيس التركي الطيب رجب إردوغان قال أخيرًا إنه يعتزم إصلاح علاقات حكومته مع دول الجوار التي تضررت بسبب الخلافات حول سوريا، ولا بد أن الاقتصاد سبب مهم لذلك. فالسياحة في تركيا مصدر مهم للاقتصاد، تجلب نحو ثلاثين مليار دولار سنويا، وكان أول قرار اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين بعد إسقاط المقاتلة الروسية، التي اخترقت الأجواء التركية، هو وقف سفر مواطنيه إلى هناك وفورا حلت بالقطاع السياحي أزمة كبيرة. ومن دون اقتصاد مزدهر لا يستطيع إردوغان تعزيز حكمه، ولا استمرار حزبه في تحقيق الأغلبية في انتخابات البرلمان والبلدية. وهذا يعني أن عليه أن يراعي كذلك علاقات بلاده مع أوروبا التي تعتبر الشريك الاقتصادي الأول لبلاده، والحقيقة أن الاتفاقية التجارية…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦
حادثة الدهس المؤلمة التي وقعت في عجمان مؤخراً، لدى اقتحام مركبة لمطعم شهير للوجبات السريعة، وأودى بحياة أمرأة وطفل وإصابة آخرين، ومن قبلها حادثة دهس عامل عقب اجتياحه من جانب سيارة كان يساعد سائقها للوقوف الصحيح في الموقع المخصص أمام إحدى الشركات الخاصة. أقول، إن هاتين الحادثتين تدعوان للتوقف أمام أمور عدة لعل في مقدمتها، إعادة النظر في فترات الفحص الطبي للسائقين، ورفع الوعي لديهم بضرورة الإبلاغ عن أي تطور في حالتهم الصحية، بحيث يدرك أن إصابته بأي مرض قد تقود مضاعفاته لخطورة ليس فقط على حياته، وإنما كذلك على حياة الآخرين من مستخدمي الطريق، أو ممن يركبون معه وربما كانوا من أقرب الناس إليه. قبل فترة شهدت حالة اصطدام سيارة نقل مواد غذائية في العاصمة بسيارات متوقفة في شارع جانبي، إثر نوبة صرع انتابت سائقها، ومن لطف الله أن خسائر ذلك الحادث اقتصرت على الأضرار المادية التي لحقت بالمركبات. ذكّرنا حينها الجميع وبالذات أصحاب شركات النقل بضرورة متابعة الأحوال…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦
موجة من الجنون والغضب تجتاح العالم، أصبح يعاني مرارة هذا المرض الذي استفحل حتى النخاع، وضاعت معه حقيقة الأشياء، وأصبح الكل يهاجم الكل، والصراعات والتراشق في التهم سراً وعلانيةً، وهناك من يحرك هذا الجنون ليس مهماً بعد اليوم اسمه، فلقد اكتوى العالم بنار دماره وشره، وهذا ما يجعلنا ننادي بالوحدة الإنسانية والسلام والحب والإخاء بين جميع البشر، متجاوزين العِرق واللون والحزب والتيار، لأننا لن نتخلص منه إلا عندما نتخلص من بذرة الشر فينا كأفراد. التخلص من غرور وهيمنة الإنسان وحبه للسيطرة قديمة على مر التاريخ الإنساني، ابتليت الإنسانية بها منذ الأزل، لروح الشر وعشقها للحرب والتملك وسفك الدماء وبث الرعب في قلوب الآخرين، لتشبع مرضها وجنونها، وهذا لا يقتصر على مجتمع واحد، بل معظم المجتمعات الإنسانية القديمة عاشت الاستعمار والحروب والظلم والانتقام والغزو. سلسلة طويلة ملأت السنوات الماضية من قصص وحشية الإنسان، لذا لا يهم ما هو اسمها اليوم، لأنها لم تعد صنفاً واحداً أو نوعاً واحداً، بل تعددت هوية…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦
تعد جرائم الاتجار بالبشر واحدة من أكبر التحديات في مجال حقوق الإنسان، لكونها تمس كرامة الإنسان وحريته بأسوأ أشكال الاستغلال. وفي السنوات الأخيرة، توالت الجهود والمبادرات العالمية لمكافحة هذه الجريمة، مثل البروتوكول العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، والاتفاقية الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية التي تتضمن مكافحة ومنع ومعاقبة تهريب الأشخاص والاتجار بالبشر. ولكن تبقى هذه الجهود والمبادرات غير كافية أمام انتشار جرائم الاتجار بالبشر وتضاعف عدد الضحايا، ولأن الوقاية خير من العلاج، تعتمد الدول والحكومات والمنظمات غير الحكومية على حملات الوقاية والتوعية، باعتبارها إحدى الأدوات الأساسية لدعم جهود مكافحة هذه الجرائم البشعة. وقد حظيت إنجازات «دولة الإمارات» وجهودها في مكافحة الاتجار بالبشر بتقدير العديد من المنظمات الإقليمية المختصة، خاصة تجربتها الرائدة في إقامة مراكز لإيواء ضحايا الاتجار بالبشر من النساء والأطفال والخدمات المتميزة التي تقدمها هذه المراكز للضحايا من رعاية متكاملة في مختلف الجوانب الصحية والنفسية والقانونية. وثمنت «جوى تغوزو إيزيلو» المقررة الخاصة المعنية بالاتجار بالبشر - لا سيما النساء…