الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦
من الذي يصب الزيت على نيران العنصرية المقيتة في المجتمع الأميركي؟ خلال أقل من ثلاثة أيام قتل اثنان من المدنيين السود بدم بارد برصاص رجال الشرطة البيض في «لويزيانا» و«مينيسوتا».. ثم توالت الأحداث وخرجت تظاهرات ضخمة في أكثر من ولاية أميركية لعل أخطرها ما حدث في مدينة «دالاس» بولاية تكساس، حيث وقع تبادل لإطلاق النار وقتل السود 5 من ضباط الشرطة البيض! أعمال العنف مستمرة، حيث بلغ عدد الجرحى حوالي 15 شخصاً، ومنعت السلطات الأميركية الطيران فوق دالاس، واختصر الرئيس باراك أوباما زيارته إلى أوروبا للتوجه اليوم الأحد إلى دالاس، حيث قتل رجال الشرطة الخمسة برصاص قناص، فيما تظاهر الآلاف في مدن أميركية عديدة احتجاجاً على قتل الشرطة لرجلين سوداويين، ردد المتظاهرون خلالها هتافات ولوحوا بلافتات تطالب بالعدالة ولا لعنصرية الشرطة، بيد أن الخوف الأكبر هو من انتقال الصراع إلى كبرى المدن الأميركية ذات الأغلبية من السود مثل «سان فرانسيسكو» و«فيلادلفيا» و«شيكاغو» و«اوهايو»!! وعودة إلى السؤال السابق: من الذي يشعل…
الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦
لم يعد هناك مكان آمن يعيش بمنأى عن الإرهاب؛ فالأقارب يذبحون، ومساجد الله الآمنة تفجر، وكذا المنازل والأسواق والسيارات والمستشفيات.. وأخيراً حرم رسول الله وجوار حجراته التي نهى الله تعالى أن ترفع عندها الأصوات، وفي مهبط الوحي حيث تنزلت الملائكة والروح والقرآن، حيث قامت دولة الإسلام وشع نورها في الآفاق، وما ندري ما وراء ذلك من أهوال؟! الكل يندد ويشجب ويدعو ويتوعد وينكر، بل القلوب الحية تبكي وهي بمنأى لجراحات القلوب التي أصابت الجميع كما أصابت الأجساد التي تواجدت، وكل هذا طيب ومطلوب، غير أن هذا لا يوقف سيل الإجرام وزَبده الذي لا يرام، إنما الذي يوقفه هو معالجة الفكر الذي استحل التكفير، وولد التفجير وتبنّى الشر المستطير؛ الفكر العقدي الإقصائي الأناني المدعي الأحدية لنفسه النابذ لغيره، المتسلط على الغير، النابذ للتراث الفقهي، ذلكم الفكر الخارجي أو الرافضي أو الشعوبي - كله صحيح - هو الذي تتعين معالجته حتى تؤمن غائلته، ومع كل ما نرى ونسمع فإننا لم نلمس عملاً…
الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦
الحشد الإيراني الذي اجتمع في باريس يوم أمس، هو الوجه الآخر لإيران، الوجه المستبعد والمضطهد، والذي يعمل النظام الإيراني على طمسه واستبعاده من المشهد السياسي الإيراني، فاجتماع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يتخذ من فرنسا مقراً - وهو ائتلاف سياسي يضم مجموعات من المعارضين الإيرانيين- والذي عقد أمس، وضم سياسيين ودبلوماسيين وشخصيات رسمية غير إيرانية من الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية، يؤكد أنه اجتماع مختلف عن اجتماعات السنوات الماضية، وأن مستقبل نظام طهران يمكن أن يتأثر بما سيخرج به من نتائج. لذا فإن من المهم أن لا يغمض النظام الإيراني عينيه، ويصم أذنيه، عما يدور في هذا الاجتماع، بل على العكس، يفترض أن يوجه كل تركيزه على كل تفصيلة فيه، وعلى كل ما يقال فيه، وما يتم الاتفاق عليه لتنفيذه، لأن من الواضح أن نظام إيران هو المستهدف من أي قرار في مثل هذه الاجتماعات التي تعلن فيها المعارضة مطالبها. جميع دول المنطقة تدرك أن النظام في طهران يدعم…
الأحد ١٠ يوليو ٢٠١٦
لا تقدم لنا الأخبار كل يوم إلا الكثير من الحزن والألم، بل والخوف على مستقبل أبنائنا وأوطاننا وتعايشنا! في أسبوع واحد كان يستقبل الصائمون فيه أفراح العيد، فإذا بعمليات الإرهاب تقلبها أتراحاً في العديد من الأماكن، من بغداد إلى إسطنبول إلى دكا وبنغلاديش إلى القطيف وجدة، وكانت ذروته أن استهدف الانفجاريون والانتحاريون بتفجيراتهم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي المدينة المنورة. عربياً ما زالت المآسي السورية مستمرة، ولا يزال المستبد القاتل جاثماً فوق صدر شعبه بمساندة روسية وإيرانية صريحة وواضحة منذ سنوات، وما زال داعش وأخواته كذلك، رغم تراجعهم البطيء، جاثمين أيضاً فوق صدر هذا الشعب، من دون حل سياسي حقيقي أو حسم عسكري صادق من المجتمع الدولي بالقيادة الأوبامية المرتبكة والعاجزة عن أي فعل. وكذلك حدث ولا حرج عن ليبيا وتنظيم داعش في سرت، وأزمة التوافق العالقة بين الأطراف الأخرى، فلم يجتمع القوم بعد على إنقاذ وطنهم ومواطنيهم وإنقاذه من العودة للعصور الوسطى على مختلف المستويات. وعلى…
السبت ٠٩ يوليو ٢٠١٦
لن أكتب هنا عن «مها الوابل» لأنها صديقتي وشهادتي فيها مجروحة، بل سأكتب عنها لأنها امرأة سعودية تستحق أن يؤلف عنها كتاب لا مقال. فمن يتابع يومياتها في هولندا يُدرك حجم المسؤولية التي تحملها هذه المرأة تجاه الإسلام والوطن، فهي سفيرة حقيقية تتحرك بهذا الحس الذي يؤرقها دوماً. مها لا تذهب إلى أحد لتلقي مواعظ أو محاضرات وتقدم نفسها للآخر على أنها صاحبة الحقيقة المطلقة، بل هي على طبيعتها تتصرّف بكل تلقائية. قد يقول القائل ماذا فعلت؟ فأجيب: بأنها فعلت ما عجزت عنه كل اللجان والهيئات التي تعمل تحت مسمى (تحسين الصورة) فهي تتجول في كثير من المدن الهولندية ويكفيها أن تطرح نفسها كأنموذج مشرّف وفعّال للمرأة السعودية. فمثلا في يوم العيد فتحت حفل معايدة بمنزلها لجميع الناس والجاليات العربية، مها لا يهمها التكاليف المادية ولا يهمها أي خسارة طالما أنها تكسب إعجاب الناس بالمملكة وبالإسلام، ليروا بأنفسهم الأخلاق الإسلامية على حقيقتها. مها في يوم العيد قامت بعمل علب من…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٩ يوليو ٢٠١٦
الأمر ليس مفاجئًا أن تحدث محاولات أعمال إرهابية في المملكة العربية السعودية، أو محاولات في الكويت، وتفجيرات في البحرين، فهذه المنطقة جزء وقريبة من ساحة الاضطراب الكبرى في كل من سوريا والعراق واليمن، من هنا فإن الموجة الإرهابية قبل يوم واحد من عيد الفطر، لا يجب أن يستغرب أحد لحدوثها أو حتى عندما تتكرر في القادم من الأيام، فالساحة المضطربة القريبة تلقى بإفرازاتها السلبية على مجموع دول الإقليم. يمكن أن نرى أو يرى غيرنا عشرات الأسباب التي تدفع شبابًا من أبناء الخليج إلى ذلك الفعل الشائن، قتل أبرياء دون ذنب ولا حتى هدف، أو حتى قتل أقربائهم، إنما هذا الإرهاب لن يحقق هدفًا، كما أن العلاج ليس في المسكنات، بل هو في معالجة الأصل، وهو الصراع القائم أساسًا في سوريا ومن ثم العراق وبعده اليمن، لقد أصبح أكثر من ثمانين في المائة من السوريين تحت خط الفقر، وأصبح وجودهم في لبنان مقلقًا على أقل تقدير، ووجودهم في أوروبا أحدث زلزالا…
السبت ٠٩ يوليو ٢٠١٦
بعد أن غزت التطبيقات كل شيء، بدءاً من تحديد اتجاه القبلة وضبط مواعيد الصلاة، إلى التسبيح الإلكتروني، إلى تنظيف الهاتف والمساعدة في ترك الأرجيلة، وإنقاص الوزن، أتعجّب كيف فلت العيد بكل تفاصيله من عقول مبرمجي الــ«Applications»، ولم يصمّموا تطبيقاً للعيد يريح الناس ويساعدهم على اجتياز هذا اليوم المملوء بالمجاملات. يعني مثلاً لو فكّر أحد المبرمجين بتطبيق للعيد أتمنى أن يأخذ بعين الاعتبار الخيارات التالية: يعني مثلاً كل من قام بتحميل التطبيق عليه أن يوجه دعوة لأصدقائه وأقاربه لتحميل التطبيق نفسه، وعمل «قروب» مغلق، وربط أرقامهم بالــ«جي بي إس» ليدلّك على الزاوية القائمة بين طول الوتر المنشأ بين متعايدين متقاربين «قانون فيثاغورس الجديد».. وبعد اختيار مجموعة المتعايدين، تقوم بتحديد قائمة للموضوعات التي يمكن طرحها في العيد، فيضع لك خيارات.. «الطقس حار، غلاء الأسعار، رمضان سهل، «داعش» يخرب بيتهم، شفت أمم أوروبا، مين بيفوز هيلاري ولّا ترامب».. الذين يختارون الموضوع نفسه يتم زيارتهم والحديث بالموضوع المختار فقط.. ومن ثم خيارات الضيافة.. «عصير…
السبت ٠٩ يوليو ٢٠١٦
متى تنتشر الفوضى وتنمو آفة الحقد وتكبر حدقة الكراهية؟ الإنسان بطبعه يسعى للتمحور حول الأنا الأعلى، بدءاً من المرحلة الطفولية؟ ويمثل الأب والأم الأنا الأعلى وانتهاء بالأشخاص الأكبر الذين ما إن يعوا الحياة، فيتبعون خطوات الشخصية الجامعة، والمؤلفة، والقادرة على جمع كريات الدم في الجسد الواحد.. وفي حالة المجتمعات، فإنه ما من مجتمع وعمت فيه الفوضى وكل أسباب الدمار والخراب، إلا ونجد الفراغ، وغياب المحور والجوهر، والإنسان الذي تدور حول فلكه الكواكب، ويعيش المجتمع أي مجتمع حياة الأمن والاستقرار والرخاء الاجتماعي والثراء الاقتصادي إلا عندما تتوفر لديه القيادة، التي تتمتع بعوامل الزعامة، والسير بأفراد المجتمع نحو شواطئ آمنة مطمئنة، تحقق الطموحات وتلبي التطلعات، وتنجز مشاريع الإنسان المستقبلية، وبدون تعثر أو تبعثر.. الإمارات اليوم أصبحت مركزاً اقتصادياً إقليمياً ودولياً، بفضل ما لديها من إمكانيات نجاح أي مشروع اقتصادي، وبحكم ما تتمتع به من مساحات واسعة من الحرية الاقتصادية وكذلك الاجتماعية، الأمر الذي يشجع كل من لديه رغبة في بسط نفوذ عطائه…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٠٩ يوليو ٢٠١٦
سأل المذيع الداعية الذي يجلس قبالته: هل يجوز في الحالة السورية تحديداً لشخص ما أن يفجر نفسه مستهدفاً تجمعاً ما للنظام الجائر حتى ولو نتج عنه خسائر في صفوف المدنيين؟ فإذا بالقرضاوي الذي يفترض به أن يكون مفتياً حريصاً على تطبيق شرع الله العظيم يجيب »الأصل في هذه الأمور أنها لا تجوز إلا بتدبير جماعي! أي أن تفجير الإنسان لنفسه بنفسه غير جائز ولكنه يحتاج قراراً من الجماعة التي تقرر أنها بحاجة إلى هذا الأمر، وبحاجة لشخص يفجر نفسه وسط الناس، فالجماعة هي التي تصرف أفرادها حسب حاجاتها وحسب المطالب ولا يترك الأمر للأفراد«! انتهت فتوى إباحة القتل. فمن هي هذه الجماعة التي يحق لها وحدها أن تأمر الأفراد بالتفجيرات وقتل المدنيين إذا اقتضت مطالبها وحاجاتها ذلك؟ من هم الذين يفجرون أنفسهم في المدنيين اليوم؟ ومن هي الجماعات التي تعلن مسؤوليتها عن كل تفجيرات المقاهي والشوارع والمشافي والمساجد والأضرحة والقطارات والمطارات والأسواق وثكنات الجند ومراكز الشرطة و...، إنها جماعات داعش…
السبت ٠٩ يوليو ٢٠١٦
من الظلم أن نقول: إننا شعب، إرثنا ومناهجنا وتاريخنا عنف، فهذا الجلد لذاتنا لن يقدم حلاً شافياً ولا كافياً لمآسينا التي نشهد جزءاً منها الآن. مثقف اسمه فيصل النعيم، عرض في «يوتيوب» محاضرة من خمس دقائق، أبدى فيها وجهة نظره حيال ما يحدث من عمليات الانتحار بتفجير النفس في المجمعات أو المساجد، أو باغتيال رجال الأمن، أو بقتل الأقارب، وهو الأبشع من دون جدال. يرى النعيم - وهو في نظري محق - أن أعداد «الدواعش» في العراق يقدرون بين 100 ألف و200 ألف، ومن 29 دولة، وتحتل فيه السعودية رقم 2 بعد تونس، إذ إن أعداد التونسيين 17 ألفاً، بينما السعوديون 15 ألف مقاتل. وبمقارنة العدد بمجموع السكان يتضح أن التونسيين ثلاثة أضعاف أمثالهم من السعوديين، وهي إشارة واضحة إلى أن المشكلة عالمية، وليست ذات خصوصية سعودية. فمن المعلوم أن تونس منذ أيام بورقيبة، أي أكثر من 50 عاماً، تتخذ العلمانية «منهجاً»، فضلاً عن أن المناهج غير إسلامية بتاتاً. النقطة…
الجمعة ٠٨ يوليو ٢٠١٦
عقلية ونوعية تنظيم «داعش» وإرهابه المتميز بأيديولوجية إسلامية متطرفة تتحدى الإسلام المعتدل الرحب المتطور المتقبل للعلم والتجدد، تتطلب اليوم اختراقاً خارقاً للعادة بأدوات غير مسبوقة تمتد من التعليم الابتدائي إلى السياسات المصيرية للدول، الكبرى منها والصغرى، وفي الإقليم وخارجه. فلا أحد بريئاً من صنع هذه الظاهرة المدمِّرة والآفة النامية، والكل مسؤول عن إيقافها وإيقاف جميع أنواع التطرف العقائدي الأخرى، المسيحية واليهودية والشيعية والعلمانية على السواء. المسؤولية الأولى إسلامية سُنيّة لأن تنظيم «داعش» وشبكة «القاعدة» وأمثالهما هم أبناء تفسير متحجِّر للإسلام. المسؤولية أيضاً عربية لأن معظم المنتمين إلى هذه الحركات الجهادية والتدميرية عرب من المشرق والمغرب والخليج. إنما هناك «الآخر». من هو ذلك الآخر الذي لعب دوراً تأسيسيّاً وبات شريكاً مساهماً في شركة إنتاج «الداعشية» وأمثالها؟ لا أحد بريئاً، والجميع هم «الآخر». صنع الأصولية السنيّة في أفغانستان بشراكة غربية - إسلامية ولّد «القاعدة» وأسفر عن إسقاط الاتحاد السوفياتي، فكانت تلك محطة الانتقام الأميركي من عقدة فيتنام. الأصولية الشيعية وصلت الحكم في…
الجمعة ٠٨ يوليو ٢٠١٦
لم يكذّب النظام السوري خبراً حين اعتمد الخديعة بموازاة إعلانه هدنة الـ72 ساعة والتي بدأت أول يوم من عيد الفطر، أي الأربعاء الماضي وتنتهي اليوم، بعدما وافق عليها «الجيش السوري الحر» وفصائل أخرى. أعلن النظام الهدنة لكنه واصل هجومه في ريف حلب الشمالي لقطع الطريق الوحيد الذي يربط المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمناطق سورية أخرى، لإحكام الحصار الذي يسعى إليه منذ أشهر على حلب. وتبين أمس أن المعركة للسيطرة على المعبر الوحيد للمعارضة هي معارك كر وفر. ولم تكن الفصائل المسلحة أقل استعداداً لخرق الهدنة لأنها كانت تتوقع أن يبادر النظام إلى الإفادة منها لتحسين مواقعه. جاءت هدنة اللاهدنة هذه بعد مستجدات ميدانية وسياسية، لتزيد من حال الفوضى والتناقضات في الحرب اللامتناهية التي دمرت سورية، وأبرزها التقارب الروسي- التركي، الذي سيؤثر في الطموح الكردي باقتطاع إقليم في إطار فيديرالي لسورية، وليعيق هذا التوجه بعدما كانت موسكو فتحت باباً لقبول هذا الطموح الكردي في مشروع الدستور الذي أعدته على أساس…