الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
مهما حاولت أن تتحاشى الانزلاق في المعارك، سيأتي عليك وقت يدفعك لخوض إحداها. وحين تفعل احرص على أن تكون شجاعاً مقداماً. لأن بعض المعارك لا تقبل الهزيمة. فمسألة التهرب من المواجهة لتفادي الاصطدام، ليست قاعدة لتطبق على كل موقف في الحياة. فكثير من القضايا تتفاقم بسبب تجاهلها والتقليل من شأنها، فالنفس البشرية لا حدود لسمُوها، فحين تصل لمركز النور الداخلي، تشق طريقها بالارتفاع، لذا عليك أن تثابر من أجل قضيتك، مهما كانت ضخمة أو معقدة، فأنت ملزم بأن تُفْكِكَها وتعالجها، وأن تُبقي بين ذلك على روح المثابرة والإصرار، دون كلل أو ملل، فلا يصح أن تترك المشكلة في منتصف الطريق، ثم تتوقع أن تُحل بمفردها فقط لشعورك بالضجر أو بالتعب، ففي النهاية لا يحقق المرء ما يريد دون أن يدفع ثمنه، أو يبذل جهدا ويتكبد شيئاً من المعاناة. وتلك المعاناة، تمثل دافعا لأكثر من كاتب على الاستمرار والعطاء، حتى لو لم تتوفر له الحرية والظروف المناسبة، يستمر بالكتابة والتعبير، في…
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
تناول الفيلسوف الفرنسي، ميشيل فوكو، في أحد كتبه، خضوع الفكر المجتمعي في استقراء التاريخ لمحددات تدور حول تضخيم صور الأحداث والشخصيات التاريخية، لتأخذ قيمة أكبر من قيمتها الحقيقية، ولتتحول الأحداث الاعتيادية إلى بطولات في الأذهان، وبالتي تُحجز ذاكرة الأفراد لمصلحة هذه القصص التاريخية، وتجعلها دائمة الحضور في أقوالهم وردات أفعالهم. يحفل تاريخ الأمم بأبطال وهميين لا وجود لهم، تم اختلاقهم لتحقيق المجد الزائف للدول، كتلك الشخصيات التي تنسب إليها الاختراعات واكتشافات القارات، فإعطاء كريستوفر كولومبوس ـ مثلاً - فضل اكتشاف القارة الأميركية ما هو إلا تسجيل وهمي لأحقية أوروبا بالقارة الجديدة، كما تختلق البطولات التاريخية وأساطير الفرسان الشجعان، الذين يواجهون بمفردهم الجيوش ويهزمونها، بهدف منح الشعوب رصيداً معنوياً يقتاتون عليه كلما أحسوا بالضعف. أما تهويل الأحداث التاريخية، وتحويلها إلى حكايات متكررة تستنبط منها الدروس، فيعتبر - كذلك - أمراً اعتيادياً في ثقافات الشعوب، فمنذ حروب الرومان الأولى وحتى الحربين العالميتين، ستجد من يصف معركة بأنها غيرت مجرى التاريخ، ولو كانت…
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
الجدل حول شفافية و«وطنية» الحملة العسكرية التي تقوم بها حكومة العبادي ضد الفلوجة٬ لا ينقطع. جدل متوقع٬ في ظل الشك العميق بنظافة الحملة من الغرائز الطائفية الانتقامية٬ من قبل الميليشيات الشيعية المشتعلة بنار الحقد الغبي٬ والهمجي٬ ولقطات الفيديو المصورة لصرخات وجرائم هذه الميليشيات موجودة على «يوتيوب». وهي جرائم من نفس النبع الأسود الذي يشرب منه فم «داعش» البخر. مجرد وجود قاسم سليماني ضمن الحملة العسكرية على الفلوجة٬ هو بحد ذاته وصفة للفتنة والتوتر. لكن كل هذا لا يلغي أن تنظيم داعش يحتل الفلوجة منذ زمن٬ وأن واجب رئيس الحكومة العراقية٬ وكل أجهزة الدولة٬ تحرير هذه المدينة٬ وكل مدن العراق٬ من شرور هذا التنظيم الخبيث٬» دولة داعش». كما يجب دعم ومساندة أي جهد تقوم به حكومة العراق٬ لبسط سيادة الدولة وهيمنة القانون على كل ربوع العراق٬ وحسنا فعل السفير السعودي في العراق٬ ثامر السبهان٬ بالكشف عن تأييد بلاده تحرير الفلوجة من «داعش»٬ هذا هو منطق الدولة. وهذه أصلا معركة السعودية الكبرى…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
في أعقاب حادثة «شارلي إيبدو»، تصاعد الحديث والجدل في شأن التلاحي بين ثنائية «حرية التعبير» و «الرموز الدينية». تكمن المشكلة في أن الغرب يستخف بتقديس الرموز الدينية وبمبدأ التقديس عموماً، لكنه يقوم واعياً أو غير واعٍ بتقديس حرية التعبير. من ذلك الإطار نبعت فكرة أن الاحترام المتبادل هو السبيل الوحيد لخلق التوازن بين هاتيك الثنائية المتنازعة، ما دفعني، وبالتنسيق مع عدد من السفراء لدى «اليونسكو» إلى اقتراح مشروع قرار لتقديمه إلى المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية بغرض اعتماده، في هذا الشأن. وقد طالت وامتدت المناقشات حول القرار خلال ثلاث دورات للمجلس على امتداد سنة ونصف السنة، بسبب التحفظ الغربي عليه. لكن القرار مَرّ أخيراً واعتُمد بحمدالله. وقد شُرّفت بإعطائي الكلمة عقب الاعتماد، بوصفي منشئ القرار، فقلت، بعد الشكر والامتنان: « الزملاء الأعزاء. نحن اليوم نؤسس لمبدأ جديد في اليونسكو عنوانه: ثقافة الاحترام. حضرَتْ وشاعتْ هنا خلال العقود الماضية مبادئ عدة مثل: التسامح، التفاهم، الحوار، السلام. لكن هذه هي المرة الأولى التي…
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
الاعتراف الإيراني بالتدخل في شؤون دول الجوار على الرغم من أنه ليس جديداً ولا غريباً مستفز وتبرير هذا التدخل يبدو مقززاً، فعندما يقول رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران علي أكبر رافسنجاني إن هدف هذا التدخل هو «الدفاع عن المصالح القومية لبلده»، يكون من الطبيعي أن نتساءل، وما هي المصالح القومية لإيران في التدخل في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن؟ وماذا ستستفيد من تخريب تلك الدول وتشريد الملايين من أبنائها؟ وماذا ستستفيد من تخلف تلك الدول وعودتها عقوداً إلى الوراء وضياع ثرواتها؟! وأين المصالح القومية في موت آلاف الأطفال الأبرياء أو موت آبائهم وأمهاتهم؟! إن إقرار المسؤول الإيراني رفيع المستوى بتورط بلاده في أزمات المنطقة العربية لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ويجب أن يفتح عين العالم على انتهاك إيران للقوانين والأعراف الدولية، وعلى الدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، وإصرارها على لعب هذا الدور وذلك بتأكيد رافسنجاني في حواره مع «آفتاب نيوز» واعترافه بكل وضوح «لا…
الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦
توفي الأسبوع الماضي في إمارة رأس الخيمة شاب في الثلاثين من عمره إثر مضاعفات تعرض لها بعد عملية قص معدة خضع لها في أحد المستشفيات في الدولة، وبطبيعة الحال في مثل هذه المواقف شكلت السلطات المعنية لجنة لمتابعة ما جرى. ومن بين ما ذكره المختصون لوسائل الإعلام أن المريض رحمه الله كان قد وقّع على ورقة طبية قبل العملية تؤكد موافقته على إجراء العملية بما تحمله من إمكانية حدوث مضاعفات بعدها. عند هذه الورقة وعند هذا الإجراء تحديداً نتوقف؛ فهل هذا التوقيع يحمي الطبيب والمستشفى، ويصبح المريض هنا بلا حقوق! فالملاحظ في المستشفيات الخاصة عندنا والمراكز الصحية أن المريض يوقع على تحمله مسؤولية ما يتبع من العلاج الذي يخضع له ومضاعفاته، حتى في أبسط الأمور التي لا يتوقع أن يخطئ فيها الطبيب ويخرج منها بعاهة. ترى هل يكون الطبيب المعالج والجهة - في هذه الحال - في حل من أي التزام مهني أو أخلاقي وأدبي تجاه المريض وما يتعرض له…
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦
لعقود طويلة كانت للولايات المتحدة سياسة تقوم على ثوابت في منطقة الشرق الأوسط، أعمدتها رفض المشروع النووي الإيراني، والالتزام بأمن إسرائيل، وتأمين سلامة مصدر الطاقة، أي نفط الخليج. لهذا واجهت واشنطن إيران تطالبها بأمرين؛ أن تقلع عن مشروعها النووي، وأن تتوقف عن نشاطاتها العدائية الخارجية. وبنيت ثوابت السياسة على بعضها، فالمشروع النووي الإيراني يهدد أمن منطقة الخليج البترولية، وكذلك حليفتها إسرائيل، التي تهدد بشكل مستمر مصالح الولايات المتحدة. لكن منذ وصول باراك أوباما للبيت الأبيض لم تتطابق سياساته مع الثوابت الأميركية المألوفة، هذا رأي عدد من السياسيين في منطقة الشرق الأوسط. وقد أحدث تبنيه سياسة مختلفة صدمة في المنطقة، بما في ذلك الخليج وإسرائيل، التي اعتبرت الاتفاق النووي مع إيران، وإطلاق يدها في المنطقة، تغييرًا خطيرًا في قواعد اللعبة، وتلومه على رفع وتيرة العنف وزيادة التسلح. يبقى السؤال، هل السياسة الحالية خاصة بأوباما، تعبر عن رؤيته للعالم، أم أنها تعبر عن تحول استراتيجي في واشنطن؟ وقد سبق لأوباما أن تحدث…
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦
ليست الحرب السورية السبب الرئيس للخلاف التركي- الروسي، على رغم المواجهة بين حلفاء الطرفين من شمال حلب إلى جنوب دمشق. يقرأ الحاكمون في أنقرة وموسكو التاريخ بشغف لا علاقة له بالسياسة، فرجب طيب أردوغان وقادة حزبه الإسلامي يركّزون على المرحلة العثمانية ويفترضون تجديدها، ما يعني استعادة صلة سياسية مع البيئات الإسلامية الآسيوية في روسيا وجنوبها ووصولاً إلى الصين، وتترافق الاستعادة بالضرورة مع ملفات الخلاف الجيواستراتيجي، وبالتالي السياسي والاقتصادي مع موسكو. أما فلاديمير بوتين فليس مضطراً لانقلاب بقفازات ناعمة على الثورة البلشفية، كما هي حال أردوغان تجاه الأتاتوركية الحاضرة بقوة في بيته وقصره الجمهوري ومعالم المدن، خصوصاً العاصمة أنقرة. وضع بوتين أسهل لأن الاتحاد السوفياتي اكتمل تفكّكه وصارت الثورة البلشفية حكاية تروى، وهو من مكتبه في الكرملين يبدو متخففاً من أخطاء بوريس يلتسن رئيس الصدمة والفوضى اللتين أعقبتا غورباتشوف الملتبس الذي نفخ على أسوار الشيوعية فانهارت. بوتين هو القيصر وبلا عوائق، في حين أن أردوغان لم يصبح سلطاناً بعد وتفصله عن…
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦
الكوارث التي يمر بها الوطن العربي حالياً لها مسببات عدة، لكن هل يخطر ببال أحد أن أخطر مشكلة تواجه العالم العربي والإسلامي هي نقص المعرفة وقلة القراءة؟ وهل يعرف الكثيرون أنه بسبب هذه المشكلة وصلنا إلى حالة التفتت والتطاحن والتنافر إلى درجة الاقتتال بطائفية مقيتة، وبسببها ظهر التشدد والتعنت الذي حوّل العقول إلى درجة صلابة تفوق صلابة الحجارة، وبسبب ذلك وُجد ذلك الإنسان العربي المنغلق الذي يحمل عقلاً مؤجراً للآخرين، لا يستخدمه إلا لتنفيذ الأوامر الواردة من سارقي هذه العقول؟! لذلك كان هناك مشروع «إماراتي» المنشأ، «عربي» الأهداف، بسيط في فكرته، عظيم في فائدته، يسعى إلى خلق جيل جديد من الشباب العربي المتحصن بالقراءة، ويهدف إلى خلق منظومة قراءة جديدة في الوطن العربي، قراءة تنبذ العنف والتطرف، وتقرّب الشعوب إلى بعضها، وتهدم جميع الأفكار الهدّامة والمخرّبة التي تسببت في جميع مآسينا وكوارثنا الداخلية والخارجية! مشروع «تحدي القراءة العربي»، هو أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل…
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦
في الأسبوع الماضي عرض تنظيم داعش الإرهابي على موقع الفيسبوك فتاة للبيع، والسعر 8 آلاف دولار فقط، وهذه ليست المرة الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، في ظل بقاء هذا التنظيم واستمراره في الحياة، فهو بذلك يمارس هواياته في الاستعباد، والتلاعب بمصائر البشر. تنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية، لا تستطيع أن تعيش إلا على لون الدم ورائحة الموت وصرخات الاستعباد والقهر، فما تفعله هذه التنظيمات في حق البشرية هي جرائم يندى لها الجبين، فلا حدود لبربرية وهمجية هذه المجموعة التي أعدمت خلال الشهر الجاري 81 شخصاً فقط في سوريا، فضلاً عن ليبيا والعراق. ندرك أن قدرة «داعش» على البقاء والاستمرار لم تعد كالسابق، ورغبة المجتمع الدولي في مواجهته تبدو جادة هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى، لذا نلاحظ تدهور أوضاع التنظيم وتجفيف مصادر تمويله، مما يجعله يلجأ إلى الحلول القذرة، فيبيع النساء والأطفال حتى يوفر السلاح ليقتل به غيرهم. داعش الذي بلغ به التمدد والانتشار حد السيطرة على…
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦
يتردد في المجالس حديث قديم متجدد، حول مشكلة تأثرت بها بعض الأسر الإماراتية، تتمثل في ارتباط »شيابنا« بفتيات غير مواطنات، بمن فيهن فتيات من دول ما يسمى الربيع العربي، الأمر الذي ترتب عليه مشكلات أسرية وتفريق وتطليق بين أزواج، وخرجت زوجات كبار جدات لأحفاد من بيوتهن بسبب الفتيات اللائي ينشدن الإقامة في البلاد والسكن بحثاً عن استقرار يقابله هدم لأسر إماراتية. رجال كبار في السن تجاوزوا الـ60 والـ70 عاماً، يقترنون بصغيرات لا يتجاوزن الـ17، ترفض المحكمة تزويجهن، فيحتالون على هذا الشرط بتكبير عمر الفتيات من خلال تغيير جوازات سفرهن بمعرفة سفارات بلادهن، زوجة أم لعدد كبير من الأبناء الكبار، طُلقت من زوج عاشت معه أكثر من 30 عاماً، جد مسن ترك أم أبنائه وخرج من البيت، تزوج فتاة في عمر حفيدته. نتساءل أي أسرة سعيدة متماسكة، يتزوج فيها الجد ويترك بيته وعائلته جارياً وراء فتاة صغيرة، وأي أسرة سعيدة تقهر فيها الزوجة والأم في سن تكون أحوج ما تكون فيه…
الإثنين ٣٠ مايو ٢٠١٦
«الخناقة» التي وقعت بين المذيع الرياضي المصري، والنائب البرلماني السابق، أحمد شوبير، والمعلق الرياضي أحمد الطيب قبل يومين، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة على شاشات الفضائيات، ليس بين الرجلين فقط، بل بين كثير غيرهما. في التفاصيل تحول النقاش بين الرجلين، لنقاش رياضي، ثم رياضي اجتماعي، ثم رياضي سياسي، إلى قصة شخصية حساسة، فتحولت طاولة الاستوديو إلى حلبة لقذف قناني الماء وتسديد اللكمات. ليس مهما من هو صاحب الحق ومن هو المظلوم، المهم هو في «استمراء» المشاهد لمثل هذه اللقطات، صحيح أن البشر غير الملائكة، وأن الغضب جزء من طبيعة الإنسان، وأن الناس كلها متوترة. لكن ذلك شيء، غير مفاجأة المشاهد بمثل هذه المناظر غير المتوقعة. أو على الأقل تنبيه المشاهد قبل اندلاع المعارك. كما يحصل في بعض برامج العروض الواقعية. ليس الأمر محصورا بالمشهد المصري، فهناك لقطات إعلامية سعودية رياضية أيضا، مشهورة، قيل فيها الكلام السيئ، وتبودلت فيها الشتائم، وتلامس «الخشوم» أي الأنوف المحمرة غضبا. كما أن المشكلة ليست محصورة…