مهرة سعيد المهيري
مهرة سعيد المهيري
كاتبة إماراتية

خطة أبوظبي.. موعد مع المستقبل

آراء

جاءت «خطة أبوظبي» التي أعلن عنها الأسبوع الماضي في وقتها. إنها خطة استراتيجية ولازمة وقابلة للتحقيق. هذه الخطة تم إطلاقها لتواصل الإمارة مشوارها نحو تحقيق الريادة في مختلف المجالات الحيوية، وفق خطط تضمن استمراريتها واستدامتها بشكل متصاعد ومدروس.

إن «خطة أبوظبي» ستشكل انتقالاً من استشراف المستقبل إلى صناعته، وتكشف عن رؤية طموحة وواضحة للمستقبل، وتؤكّد أن هناك نوايا جادة للتعاطي مع تحدّيات متوقعة في ظل الطفرة التنموية الحاصلة. إن قيادة الإمارات تؤمن بأنَّ الأفكار والإبداع والتخطيط للمستقبل في قرننا الحادي والعشرين أمور أهم من النفط والذهب ورأس المال، وهذا ما أوضحه سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بقوله إنه ‏منذ نصف قرن أرسى الشيخ زايد ثقافة التخطيط في العمل الحكومي، وبالقيادة الحكيمة زهت وازدهرت مسيرة التنمية.

ويُعد التخطيط الاستراتيجي أساس تطور المجتمعات، فمن الثابت أنه لا تنمية حقيقية هادفة في أي من القطاعات من دون تخطيط منهجي ورؤية متكاملة، إذ إن التخطيط هو السبيل لتفادي أي سلبيات غير مقصودة تفرزها الخطط المطبقة، كما أنه يفتح الباب أمام ترجمة النمو الاقتصادي المتنامي إلى واقع تنموي ومعيشي مزدهر يلمسه الجميع.

إن «خطة أبوظبي» ترسم أهدافاً واضحة المعالم للمستقبل، وترتكز على أفكار وتصورات جادة، وتنطلق من مقومات مدروسة، وتستند إلى روافد قائمة بالفعل، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار المشروعات الطموحة التي كُشف عنها في أبوظبي في الفترة الأخيرة في قطاع التعليم والسياحة والثقافة والبنية التحتية والاقتصاد والاستثمار، وما تتضمنه هذه المشروعات من خطط واعدة لتصعيد مكانة العاصمة وإبرازها كقبلة ثقافية وحضارية إقليمياً ودولياً.

‏ ⁧‫الأمر الإيجابي أيضاً أن الخطة تهدف إلى تعزيز الحوار البنّاء والشراكة المجتمعية بين مؤسسات القطاعين العام والخاص، وهذا بدوره يعزز فرص التحديث والتطوير ويفتح بوابة واسعة أمام القطاع الخاص كي يلعب الدور المأمول كشريك مجتمعي فاعل يقود قاطرة التنمية خلال المرحلة المقبلة، لاسيما أن هناك حاجة لأن يلعب القطاع الخاص دوره المنشود في ظل ضخامة حجم الاستثمارات الواردة في الخطة، سواء على مستوى القطاع العقاري أو على مستوى البنى التحتية، أو على مستوى تطوير الكادر البشري والاستمرار في تنمية المهارات لكوادر المجتمع. إن بلورة خطة استراتيجية بعيدة الأمد لإمارة أبوظبي خطوة تتجاوب مع تحديات المستقبل، كون الخطة تمثل الإطار الذي سيسهم في تعظيم مردود الطفرة التنموية الحاصلة.

إن نجاح «خطة أبوظبي» سيؤدي إلى خلق بيئة يسعد فيها الإنسان، وبالتالي فإن تضافر الجهود ما بين جميع أفراد المجتمع والقطاعات المجتمعية سواء حكومية أو خاصة سيجعل التطور هو نهج الحياة، فإن ذلك كله يعني أن إمارة أبوظبي باتت على موعد حقيقي مع المستقبل.

المرحلة القادمة تتطلب عملًا مشتركاً والتعاون المستمر لتحقيق مستهدفات «خطة أبوظبي»، والمشاركة الفاعلة لكل المعنيين بالخطة من جهات حكومية وغير حكومية، لضمان تحقيق طموحات قيادة وشعب الدولة والإمارة.

المصدر: الإتحاد