الإثنين ١٨ أبريل ٢٠١٦
في التاريخ الحديث لدولة الإمارات، يوجد جيلان من الأدباء والكُتّاب: الأول رائد ومؤسس في مجالات الرواية والشعر والقصة والمقال، والثاني شاب حديث يرى في نفسه طاقة كبيرة، تستحق الدعم والتشجيع، في المجالات نفسها. وكان اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات أهم مظلة، يجتمع تحتها المبدعون في الماضي، وإحدى أهم جهات نشر إبداعاتهم، إلا أن الترهّل الذي أصاب أنشطته في فترة من الفترات، وابتعاد الأدباء والكتّاب عنه، سواء من جيل الرواد، أو الجيل الحالي الشاب، تسبب في وجود فجوة تواصل بين هذين الجيلين. لقد شعر عدد غير قليل من مبدعي الجيل الجديد أنه أسس نفسه بنفسه، معتمداً على جهوده الذاتية في تطوير موهبته الكتابية، لذلك لا يجد أي رابط يربطه بجيل الروّاد، سواء على صعيد الاطلاع على تجربتهم الإبداعية للاستفادة منها، أو على صعيد التواصل الشخصي معهم.ولا يختلف الأمر كثيراً لدى عدد غير قليل من جيل الروّاد، الذي وجد في الساحة جيلاً جديداً من الكُتّاب، الذين أثبتوا حضورهم في المشهد الثقافي المحلي، وسلطت…
الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦
في مقاله الأسبوعي الثلاثاء الماضي أخذ الأستاذ غسان الإمام على الوحدة الأوروبية مجموعة مآخذ، بينها أنها تتحدث 28 لغة مختلفة. وهذه في الحقيقة عقبة أساسية أمام المتحدات. ويعزو البعض نجاح الفيدرالية الأميركية، أولاً، إلى أن ولاياتها تستخدم لغة واحدة، وثانيًا، أن هذه اللغة هي الإنجليزية. لغة العالم الأولى. لكن لو أردنا أن نوحد لغة أوروبا فماذا نختار لها؟ الجواب السريع هو طبعًا الإنجليزية، التي يتفاهم بها الأوروبيون في مراسلاتهم وفي تنقلهم، في أي حال. لكن هل نلغي الفرنسية وأربعة قرون من الفكر والآداب؟ هل نلغي الألمانية والآثار الفلسفية والعلمية؟ هل تهمل أوروبا الإسبانية لغة أميركا الجنوبية والوسطى، فيما عدا البرازيل؟ ماذا عن الإيطالية وجمالاتها الموروثة؟ وماذا عن اليونانية، أم الحضارة الأوروبية، مع أن مهدها هو اليوم في حالة رثة؟ قد يكون الحل في اعتماد لغة رسمية واحدة، وترك كل بلد للغته الأم. وفي هذه الحال، الإنجليزية، لكن ماذا عن كرامة ألمانيا سند أوروبا الأول؟ هل سنرغم المستشارة ميركل على مراسلة…
الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦
بعد إعلان ترسيم الحدود البحرية بين السعودية ومصر، وإعادة مصر - بناء على ذلك - جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، انفجر فجأة جدل حاد بين تيارين في النخبة المصرية. تيار اعتبر إعادة الجزيرتين نتيجة طبيعية ومتوقعة، استناداً إلى أدلة ومعطيات تاريخية وقانونية. ولعل الدكتور مصطفى فؤاد عميد كلية الحقوق في جامعة طنطا أكثر من تحدث بأسلوب أكاديمي متصل عن أدلة ومستندات الملكية السعودية للجزيرتين. فعل هذا وهو يتحدث من الهاتف في برنامج «العاشرة مساء» عبر فضائية "دريم 2" المصرية. وقبله وبعده نشرت بعض الخطابات الرسمية مع اتفاقي 1840 و 1906 مؤكدة الشيء نفسه. ثم جاءت صحيفة "الأهرام" لتختصر موقف هذا التيار في افتتاحيتها يوم الإثنين 11 نيسان (أبريل) الجاري بعنوان: «وعادت الوديعة إلى أهلها». وهو تيار يبدو أنه يمثل الغالبية بعدد كبير من السياسيين الحاليين والسابقين، والأكاديميين وخبراء القانون. التيار الآخر لم يرَ في النتيجة التي انتهى إليها ترسيم الحدود إلا تنازلاً مجانياً من حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي لا مبرر…
الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦
يعقد اليمنيون مشاورات مهمة غداً الاثنين في الكويت برعاية الأمم المتحدة، الكل يترقب هذه المشاورات التاريخية، والكل يتوقع لها النجاح، وعلى الرغم من تشاؤم البعض بسبب تجارب وخبرات الماضي مع الحوثيين، فإن لا أحد ينتظر نتيجة غير النجاح، والأغلبية ترغب في التمسك بالتفاؤل وبالأمل، وإنْ كان البعض يراه ضئيلاً! فرصة الكويت قد لا تتكرر، وقد تكون الفرصة الأخيرة للحل السياسي، وللاجتماع على طاولة الحوار، وعلى طاولة الاتفاق، فلا أحد ينتظر أن يكرر الانقلابيون تصرفات الماضي، وأن يتخلّوا عن تعهداتهم واتفاقاتهم مع الحكومة اليمنية الشرعية، ومع الأطراف الدولية، أو أن يتغيبوا عن المشاورات والمشاركة فيها. صمود وقف إطلاق النار خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من الخروق البسيطة، يمكن اعتباره مؤشراً إيجابياً، ولكنه بحاجة إلى إجراءات عملية في لقاء الكويت، إذ لا بد من تقديم التنازلات، والاعتراف بالأخطاء، والاستعداد لتصحيح ما ارتكب من انتهاكات من قبل الانقلابيين، ثم الاستعداد للحديث عن المشاركة في حكومة وطنية شرعية حتى تستقيم الأمور، ويفهم الشعب اليمني…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦
«حشد العقلاء أمر معقد للغاية، أما حشد القطيع فلا يحتاج سوى راعٍ وكلب»، هذه العبارة منسوبة إلى وليم شكسبير، والمعنى نراه ونعيشه بشكل يومي وفي كل مكان، بدءاً بالسياسة وانتهاء بلعبة كرة القدم، القطيع يستنفر ويتجمع في لمح البصر، لأنه يتحرك بمثيرات الشهوة والغريزة، فعلى رائحة الدم تتجمع قطعان الذئاب مثلاً وأسراب النسور والعقبان وكل الحيوانات المتوحشة، وبمنطق ذهنية الجماعة التي تجرح سريعاً حين يخص الأمر وجودها وحقوقها أو نرجسيتها القومية، يندفع الناس للدخول في المظاهرات ومعارك الشوارع، لكن لن يكون هناك شخص عاقل أبداً، فالعقلاء ينفرون من كل ما يلغي الإرادة ويقود للغوغائية! لا يتحرك العقلاء بـ«سيكولوجية الجماهير»، كما يطلق عليها جوستاف لوبون في كتابه المعروف بالاسم نفسه، لأنهم في أكثر الظروف التباساً يظلون محتفظين بشخصياتهم الواعية، بحيث يصعب تزييف وعيهم أو توجيههم، بينما في حالة الجمهور تتلاشى الشخصية الواعية للفرد، وتصبح شخصيته اللاواعية في حالة من الهياج، ويخضع الجميع لقوة التحريض وتصيبهم عدوى انفلات العواطف، بحيث تلغى شخصية…
الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦
دبي ودّعت جزءاً من ذاكرتها التاريخية المحفوظة في مسيرة رجل، فهي لم تودع شخصاً غيّبه الموت فقط، بل كان فقيدها محمد عبدالله القاز، رحمة الله عليه، رجل دولة وتاريخ وثقافة، لم يكن شخصاً عادياً، كما لم يكن مجرد تاجر يسعى لتعظيم أرباحه، ورجل أعمال منهمكاً في إدارة أعماله، بل كان إماراتياً أخلص لوطنه ومجتمعه، ورحل حاملاً سجلاً زاخراً في الريادة وأعمال الخير. رجل دولة أسهم بشكل فاعل في تطوير مدينة دبي اقتصادياً وتجارياً، وأسهم بجانب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد في تأسيس أولى خطوات تحويل مدينة دبي إلى وجهة أعمال عالمية، وأسهم كذلك في قيام اتحاد دولة الإمارات، وشارك في مراحل إنشاء الدولة بشكلها الحديث، وكان هو الرجل «المستأمن» في مفاوضات «الاتحاد» بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد. ذاكرة دبي لن تنسى محمد عبدالله القاز، فهو موجود مع الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، في معظم خطواته وتحركاته، الداخلية والخارجية، كان معه في…
الخميس ١٤ أبريل ٢٠١٦
لا نختلف على أهمية إقامة معرض لإبراز إنجازات الدوائر الحكومية، وعرض خدماتها الذكية، والمتطورة جداً، على الجمهور والمتعاملين، ولا خلاف على المستوى الراقي والمتقدم الذي وصلت إليه معظم دوائرنا المحلية، ولا توجد خلافات «شخصية» حول الموقف من معرض الإنجازات الحكومية، الذي اختتم أعماله، أمس، هي وجهات نظر مختلفة حول تقديم الأفضل، لما فيه المصلحة العامة، لذا فمن الطبيعي جداً الاستماع لجميع الآراء، مادام الخلاف صحياً ونزيهاً. عرضت، أمس، وجهة نظر كثير من مسؤولي الدوائر المحلية حول المعرض، والتي تمحورت حول شعورهم بعدم جدوى المشاركة، نظراً لتشابه المعرض مع معارض أخرى يشاركون فيها بالخدمات نفسها، وتقام في فترات زمنية متقاربة، ما يترتب عليه إرهاق، وازدواجية، وتكلفة مالية، وجهد مشتت. هذه هي نقطة الخلاف الجوهرية، وبما أن الأمانة تستدعي نقل وجهة النظر الأخرى، أعرض اليوم رأي الأخ أحمد نصيرات، المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الذي تلقيت اتصاله أمس، للرد على ملاحظات الدوائر الحكومية حول معرض الإنجازات.بداية يرى نصيرات أن هذا…
الخميس ١٤ أبريل ٢٠١٦
أن تتحول موجة النزوح الواسع من سوريا إلى تجارة مربحة لمجموعات من المهربين أمرٌ لم يكن مستبعدًا في ظل التطورات المأسوية للحرب الأهلية في سوريا وازدياد أعداد القتلى المدنيين. ولكن أن يصبح النزوح موسمًا لجني مكاسب سياسية ومادية تتسابق عليها دولتان «غيورتان» على الوضع السوري - وإنْ من موقعين متباينين - فهو أمر يعد بمثابة سابقة دبلوماسية تندرج في خانة «مصائب قوم عند قوم فوائد». الفارق العملي بين عمليتي الاستثمار التركي والروسي لمأساة النزوح السوري أن الأولى تتم بحوافز مادية بالدرجة الأولى - وإنْ كانت لا تخلو من حوافز أخرى - فيما الثانية سياسية وأوسع نطاقًا ربما بحكم حجم روسيا الأوروبي. ستة مليارات يورو (6.8 مليار دولار) هي قيمة الحافز المالي الذي تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديمه إلى تركيا، لقاء قبولها استضافة النازحين الذين تعيد دول الاتحاد ترحيلهم عن أراضيها. لافت أن الاتفاق التركي - الأوروبي، الإنساني الدوافع من حيث المبدأ، أنه لا يختلف كثيرًا عن صفقات الاستيراد والتصدير التجارية، فبموجب…
الخميس ١٤ أبريل ٢٠١٦
عيون مسلمي العالم على قمة إسطنبول، بل عيون العالم كله، لأن المسلمين في أوطانهم وأوطان الآخرين مهدّدون بالتحوُّل إلى مشكلة عالمية بدل أن تكون شخصياتهم الجامعة والمنفتحة سبيلاً إلى حل مشاكل العالم اقتصاداً وبيئة واجتماعاً. ولن يجدي تعليق مشاكل المسلمين على مشجب أطماع الدول الكبرى أو الصراعات بين الدول الإسلامية الرئيسية، المشكلة في نظرة المسلمين إلى أنفسهم وإلى العالم، والبقية تفاصيل تتصل بمصالح دول تتلاقى أو تتعارض أو تتحوّل وفق ظروف معقّدة لكنها غير ثابتة، فلا تتحمّل نظرة في السياسة، جوهرانية أو حتى مقدّسة. ملفات عدة يدرسها زعماء 57 دولة في «منظمة التعاون الإسلامي»، في مقدّمها الأمن والسلام ومكافحة الإرهاب ودعم حقوق الإنسان في التنمية والصحة والتعليم والانفتاح الثقافي. لكنّ القمة هي في الأساس لقاء سياسي على مستوى رفيع، هدفه الحدّ من الحروب في غير مكان من العالم الإسلامي والنظر في مسارات قضايا متقادمة، مثل حق الشعب الفلسطيني ومشكلة جامو وكشمير ومعوّقات الاستقرار في أفغانستان والصومال وليبيا وسورية والعراق. وما…
الخميس ١٤ أبريل ٢٠١٦
الحديث عن المرأة الإماراتية ودورها ومكانتها وإنجازاتها وتقديرها لا يمكن أن نربطه بمناسبة سنوية، أو حدث يأتي مرة في العام، فالمرأة الإماراتية جزءٌ أصيل ٌمن المجتمع، وجزءٌ من الصورة الحقيقية لدولة الإمارات، ولا تكتمل هذه الصورة إلا بها. بالأمس لفت انتباهي مشهدان في أبوظبي، الأول كان استقبال معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي معالي فالينتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) التي تزور الدولة لعدة أيام، وما رافق الزيارة من جلسات عمل واجتماعات بين الطرفين والخروج باتفاق على الارتقاء بين البلدين على الصعيد السياسي والعمل البرلماني للوصول بها إلى مستويات استراتيجية، وكذلك الاتفاق على إنشاء لجنة للتعاون البرلماني بين الإمارات وروسيا. وهذه الزيارة وما رافقها من اتفاقات تحسب للإمارات، وتصب في خانة الإنجازات التي حققتها ابنة الإمارات التي نجحت في أن تصل إلى البرلمان، ثم نجحت في أن تصل إلى محيطها الخارجي القريب والبعيد لتساهم في تقوية العلاقات بين الدولة والدول الصديقة والشقيقة. والمشهد الآخر…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الخميس ١٤ أبريل ٢٠١٦
كثيرون كتبوا حول زياراتهم لمدن وبلاد مروا بها، وعواصم عشقوها وخطفت قلوبهم منذ الزيارة الأولى. وهناك ما يختلف من شخص إلى آخر، ويحلو لي أن أشاكس صديقتي التي تعشق باريس إلى درجة لا تصدق. أعرف أن هؤلاء الفرانكفونيين ينظرون إلى باريس باعتبارها مركز العالم، وإلى برج إيفل باعتباره الأيقونة التي لن تتكرر، حتى إن صديقتي تحرص في كل مرة تزور فيها باريس على السكن في الفندق نفسه، لسبب وحيد هو أن نوافذه الواسعة تطل مباشرة على البرج العتيد، ما يفتح الخيال والعين واسعين لتلقي ومضات أنواره التي ليست سوى شيء بسيط من أنوار باريس، مدينة النور والثقافة والمثقفين. في كل مرة نتحدث فيها عن باريس أذكرها بأنني لم أحب باريس حين زرتها ذات صيف لاهب، ولم أتمنّ تكرار زيارتها يوماً، باريس رائعة بلا شك كما يصفونها وأكثر، لكن للناس فيما يعشقون ولا يعشقون مذاهب! هناك حالة جديدة في العلاقة بالمدن، اكتشفتها أثناء زيارتي الخاطفة للعاصمة الأذرية ( باكو). إنها حالة…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦
رغم اكتظاظ برنامج زيارة الملك سلمان إلى مصر، باللقاءات والفاعليات والقرارات والاتفاقيات المتنوعة في مختلف الشؤون والاهتمامات السعودية/ المصرية، إلا أن الاهتمام الإعلامي الخاص والشعبي انشغل كثيراً بالجدل الدائر حول الجسر البري الذي سيشيد على البحر الأحمر بين السعودية ومصر، ثم طغى على هذا بالطبع الانشغال باستعادة (أو إعادة) جزيرتي تيران وصنافير من السيادة المصرية إلى المُلكية السعودية. أتفهّم تماماً انشغال أي شعب بفقدان مترٍ واحد من أرضه، فكيف بجزيرتين حساستين في موقع استراتيجي بالغ الأهمية، لكن الأمور أصبحت واضحة الآن لمن يبحث عن الحقيقة، أما من يبحث عن التشويش فلن يتوقف مهما سقتَ له من أدلة وبراهين. هذا الجدل، الذي بلغ درجة من التناحر والتراشق، كاد أن يغيّب الوعي بأبعاد زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر ثم من بعدها مباشرة إلى تركيا، رغم ما لا يخفى من التوتر والقطيعة بين الجمهوريتين. من هو الزعيم العربي الذي يستطيع الآن أن ينتقل من مطار القاهرة إلى مطار أنقرة أو العكس، من…