الخميس ٠٢ يناير ٢٠٢٥
الجدلُ حول العلاقة بين الصحافيين ومؤثري السوشيال ميديا ما زال قائماً، وسيظلُّ حيناً من الوقت... مَن يقود مسيرة التأثير على الناس، ومَن يصبغ الأخبار بصبغته، ومَن هو مصدر الأخبار الأوثق والأكثر جاذبية؟ قرأتُ مؤخراً حواراً لافتاً لرئيسة «منتدى مصر للإعلام»، نهى النحاس، مع هذه الجريدة، دعت فيه إلى التحذير من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، عدّت الأستاذة نهى دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار «خطأً مهنياً»، وقالت إن «صُنّاع المحتوى و(المؤثرين) على منصات التواصل الاجتماعي يقدّمون موادّ دون التزام بمعايير مهنية. ودمجهم في غرف الأخبار كارثة مهنية». الحال أن هذا الجدل سيحكم مستقبل صناعة الإعلام كلها، خصوصاً في أوقات الأزمات الكبرى، مثل أزمة كوفيد-19 أو الحروب المتتالية على العالم، وخصوصاً عالمنا العربي، وآخرها الزلازل السياسية العظمى في سوريا، وقبلها لبنان وفلسطين، والآن اليمن. من يقول للناس الخبر؟ ومَن يحلّل الخبر؟ ومَن يصنع الخبر؟ هل صفحة الصحيفة أو شاشة التلفزيون أو ميكروفون المذياع أو وكالة الأنباء؟ أم…
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
بالأمس ودّعنا عاماً مليئاً بالإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي رسخت بصمتنا الحضارية في تاريخ الإنسانية. ودّعنا عاماً شهدت خلاله مسيرة العمل الوطني في بلادنا الكثير من النجاحات التي عززت مكانة الإمارات واحدة من أكثر الدول تطوراً، فيما أثبت الإنسان الإماراتي أنه على قدر الثقة، خاصة مع الأرقام القياسية التي حققها ملف التوطين. نجحنا في ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية محلياً وعالمياً، بينما كان التعليم رهاننا للتقدم، فيما ظلت الاستدامة باقية في ثقافتنا وممارساتنا والجوانب المختلفة للحياة في وطننا. قبل 2024، تفوقت بلادنا في نحو 100 مؤشر تنموي إقليمياً، وتصدرت في 50 مؤشراً عالمياً، بينما هي اليوم الأولى عالمياً في 223 مؤشراً دولياً تنموياً، وضمن المراكز الخمسة الأولى في 444 مؤشراً بأهم التقارير الدولية. خارجياً، كان لنا الدور الريادي في جهود نشر السلام، وترسيخ الاستقرار حول العالم، وتعزيز العلاقات الدولية، والدفع بالحلولِ السلمية، في وقت عزَّز فيه جواز السفر الإماراتي صدارته منفرداً في المركز الأول عالمياً، ليمكن حامله من دخول نحو…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
وأنت تبدأ عاماً آخر، تعتقد أنه بإمكانك أن تودع ما كان، تريد جاداً أن تنسى مواقف ومآسي وأحزان وغصات العام الذي أُغلقت صفحته، فتكتشف أن الإقدام على النسيان ليس مجرد خطوة قدم كتلك التي تخطوها وأنت تخرج من باب منزلك، أو تبدأ بها نهارك، أو تدخل بها بيت جيرانك، إن نسيان الغصات والسيئات نعمة كبرى، ما في ذلك شك، ولكنه بحاجة لإرادة كبرى وعزم وطاقة، مع ذلك فهو ليس بالأمر البسيط الذي نتصوره. والسؤال هنا: لمَ عليك أن تنسى كل تلك الجراح والخدوش والآلام التي تركت علاماتها في قلبك؟ هل لأنها آلمتك، أم لأنك كلما استعدتها، أو ذكّرك بها موقف أو حديث أو شخص ما، انفتح الجرح أمامك كأنه يحدث للتوّ وأنت لا تريد ذلك؟ إن الجرح مؤلم واستعادته كذلك، لكن لا بد أن نعترف أن حياتنا ليست سلسلة من الفرح والضحكات، وأننا لا يمكن أن نسير في طريق الحياة خفافاً كأطفال رضّع! إن حياتنا مزيج من كل التجارب، حلوها…
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
يطل عام 2025 اليوم، ليرث تركة عام رحل أمس وقد خلف وراءه من جسام الأحداث، خصوصاً غير المُتوَقَع منها، ما يجيز القول إنه لم يكن كغيره من أعوام عدة سبقته بعدما حفلت هي أيضاً بغير حدث خطير ومفاجئ كذلك. حقاً، تتميز كل سنة، في العادة، عن سابقتها بما رأى الناس خلالها وعايشوا، سواء على الصعيد العام، أو الذاتي، من تطورات بينها الطبيعي، ومنها الصادم، وأحياناً المُذهل لشدة الصدمات التي وقعت. ضمن هذا الإطار، بدا لمَن، يهتم برصد تسلسل، أبرز الوقائع التي غيرت مسار مجتمع معين، أو مجمل منطقة بأسرها، خلال سنة ما، أن الحدث المُسمى «طوفان الأقصى» أدخل عام 2023 سجلات الوثائق التاريخية، باعتباره العام الذي بزّ كل أعوام قضية فلسطين السابقة له، من حيث خطورة انعكاساته، واتساع مدى تأثيره، على الفلسطينيين أنفسهم، أولاً، ثم امتداداً إلى الإقليم، ودول الجوار، فالعالم ككل. وفي هذا السياق واضح أن عام 2024 شهد أكثر من حدث دق أجراس الخطر في معظم دول العالم،…
الأربعاء ٠١ يناير ٢٠٢٥
تفادى الطيبون هذا العام استعادة المنقضِي، وتجنبوا استقراء المرتجَى. حتى الأمل صار صعباً، ولو أنه لاح متثاقلاً وسط مشاهد وغبار الأنقاض، ووحشية المُنقَضّ، والأمة المحاصرَة برجال القتل وهواة الانتحار. اعتاد الزملاء في مثل هذه الأيام أن ينتقوا أهم الأحداث التي مررنا بها. هذه السنة الزحمة خانقة: غزة في العدم، ولبنان ينام في الشوارع، وإسرائيل تدمر ما تبقّى من دولة سوريا. وثمة نبأ محزن ومفرح معاً، الرجل ينقل في حقائبه، فيما نقل، ربعَ قرن، أو نصفَ قرن، من الأبد، والعملاتِ الصعبة. هي لا شيء في حساب الزمن. مجرد بقعة لا تُمحى من الدم الميت. كثير من الناس في مقابر جماعية، وجُلّهم في الخيام والألوان يولَدون، ويموتون في الملاجئ وبلاد النزوح. ربع قرنٍ أول من الألفية الثالثة ضُمّ إلى نصف قرن من الألفية الثانية: عسكرٌ وحروب وهزائم وأراضٍ محتلة. احتلت إسرائيل الجولان، فأرسلت سوريا 40 ألف جندي إلى لبنان مع قيادة «استطلاع». وقصفت الدبابات المخيمات الفلسطينية طوال عامين، وأُدرجت كلمة «العَرَفَاتِيَّة» في…
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
اليوم.. ختام الضحكات والمواقف المحرجة في وداع هذا العام الصارم والمنصرم الذي عرقل كثيراً من الأحلام والأمنيات، وحقق العديد من الدعوات والنجاحات، سنودعه بابتسامة وضحكة آملين في عام جديد وسعيد على كل البشرية، إحدى الراقصات مازحت الكاتب «نجيب محفوظ» حين نزلت من سيارتها المرسيدس وهي تتبختر، ساحبة ريشها لتسلم عليه، وتعرض عليه أن تقله بسيارتها لأنه كان يمشي كعادته، لكنه اعتذر منها بلباقة، لأنه يمارس المشي وفق برنامجه اليومي المعتاد، تركها وذهب في طريقة، فقالت لجماهيرها المحتشدة حولها، والمتدافعة طالبة توقيعها الذي بالكاد تعرفه، ولا يتشابه توقيعان في الوقت نفسه: «يقطع الكتابة وسنينها، بصوا الأدب عمل فيه إيه»! فسمعها رغم أن سمعه ضعيف فقال: «وأنتِ.. بصي قلة الأدب عملت فيك إيه»! وفي عصر الرئيس «السادات» تم توقيف برنامج «سمير صبري»، «النادي الدولي» بسبب مزحة من العيار الثقيل مع «فيفي عبده» أثناء بث البرنامج حين سألها «سمير صبري» عن مسقط رأسها، فردت: «ميت أبو الكوم» فعلق سمير ضاحكاً: «آه.. يعني بلد…
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
مهمة صعبة وشاقة أمام السوريين اليوم لإعادة بناء دولتهم عقب سقوط نظام الأسد الذي أعاد حالة البلاد إلى قرون مضت تقترب من حالة اللادولة بما تعنيه الكلمة، لكن هذه صفحة من الماضي، الآن يجب أن يضعها السوريون أمام عدالة انتقالية لا انتقامية ويمضون في بناء مستقبلهم وفق ثلاثة محددات: السيادة، المواطنة، بناء المؤسسات بشكل عادل يضمن مشاركة جميع المكونات. هذه المهمة اليوم لا يمكن أن تكون رهينة التطمينات التي تقتصر حتى الآن على الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب، وبدرجة ثانية دول الإقليم على طريقة دبلوماسية الأمر الواقع، وليس المراجعات والإجابة عن الأسئلة الأساسية والتفاصيل في خضم فوضى من الإشارات وفلتات التصريحات التي ربما وإن كانت لا تعني كثيراً الدول المنخرطة في سوريا، لكنها حتماً تهم السوريين أكثر من غيرهم. المراجعات اليوم لمسيرة الثورة السورية ومكوناتها بعيدة عما حدث في إسقاط النظام من قِبل تحالف فصائل تقوده «هيئة تحرير الشام» ضمن «ردع العدوان» في مدة قياسية وغامضة لم تتكشف خيوطها بعد، لكنها…
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
يُصاب المرء «بنرجسيّة فكريّة» عند المبالغة في الاستناد إلى علمه وخبرته، فيظن واهماً بأنه دوماً على حق. في غرف العمليات، ارتكب جرّاحون أخطاء فادحة؛ لظنهم أن تلك المسيرة الطويلة كانت كافية لاتخاذ قرارات معقّدة، لكنها انتهت بأخطاء جسيمة. وما أكثر الأطباء الذين يقدمون علاجات خاطئة؛ لأنهم لم يُعِيرُوا أعراض المريض آذاناً مصغية. في كتابه «فخ الذكاء» حاول المؤلف ديفيد روبسن معرفة «لماذا يرتكب الأذكياء أخطاءً غبية؟ وكيف يمكن أن نصبح أكثر حكمة في قراراتنا؟». وذكر دراسة شهيرة للعالم الأميركي لويس تيرمان الذي كان يعتقد أن ذوي الذكاء العالي سيتفوّقون في مجالات الحياة. وكانت الصدمة أن نحو 1500 طفل مشارك ممن حصلوا على معدل ذكاء 140 (أعلى من متوسط البشر 100)، لم يحقّقوا لاحقاً نجاحات استثنائية يُشار إليها بالبنان، بعد متابعة طويلة لمسيرتهم. واختار بعضهم وظائف تقليدية. المفارقة أنه من بين 26 مشاركاً تمتعوا بذكاء خارق (180) لم يصل سوى أربعة منهم إلى مرتبة قضاة أو مهندسين بارزين. خلاصة الدراسة أن…
الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠٢٤
لكل إنسان إيجابي وطموح وواعٍ بقدراته أهداف يسعى جاهداً لتحقيقها، ويحرص على تنمية ذاته وتطويرها باستمرار؛ ما ينعكس إيجابياً على شخصيته ومهاراته، ويمتد تأثيره إلى من حوله. وعندما يدرك قيمة هذا السلوك الإيجابي وأهميته، لن تعيقه التحديات أو العوائق المحيطة به، بل سيعمل ليلاً ونهاراً لتطوير وترسيخ قواعد التنمية الذاتية لديه؛ ما يزيد من همته تدريجياً في جميع مجالات حياته، ليصبح مثالاً يُحتذى في الإيجابية والإنتاجية. يمتلك بعض الأشخاص جوانب مهمة قد تعزز من كفاءتهم بشكل لافت، إلا أنهم أحياناً لا يدركون مكامن قوتهم وضعفهم. هذا الافتقار للفهم يقودهم إلى تكرار الأخطاء؛ ما يؤدي لنتائج سلبية متكررة، والسبب الرئيس وراء ذلك يكمن في غياب إحدى المهارات الأساسية والمهمة جداً، وهي «الوعي بالذات». الوعي بالذات يساعد الفرد على معرفة الطريقة التي تناسبه في التفكير والشعور، وكيفية تفسير المواقف للنفس، وملاحظة طبيعة ومدى تفاوت تلك المواقف التي يمر بها، إضافة إلى استيعاب ردة الفعل الشخصية وطريقة الاستجابة إزاء المواقف المختلفة. باختصار، الوعي…
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
تتردد في المجتمعات فكرة مفادها أن الفقر سببه جشع الأثرياء واستغلالهم للموارد على حساب الفقراء، لكن هذه النظرة تختزل العلاقات الاقتصادية المعقّدة في مسألة أحادية، تتجاهل العديد من العوامل الأخرى. الواقع أن النجاح والفشل، سواء في تحقيق الثراء أو البقاء في دائرة الفقر، يرتبطان بشكل كبير بقدرات الأفراد، ومدى اجتهادهم واستعدادهم لتحمل المخاطر، وليس بالجشع وحده. من اللافت أن بعض الفقراء يحاولون تقليد حياة الأثرياء دون أن يملكوا مهارات أو معرفة كافية. هؤلاء يدخلون في مشروعات غير مدروسة أو ينفقون أموالهم على ممارسات لا تعود عليهم بالنفع، ثم يلقون باللوم على الظروف، أو يتهمون الأثرياء بالجشع. والحقيقة أن النجاح لا يتحقق بمحاكاة الأغنياء فقط، بل من خلال التخطيط السليم والعمل الجاد، واستغلال الفرص بشكل صحيح. كما أن التجارة والأعمال تتطلب استعداداً لمواجهة المخاطر، وهي مغامرات قد لا تناسب كل شخص، خصوصاً من لا يملك القدرة على إدارة التحديات المالية. وفي المقابل، ليس من العدل افتراض أن الأثرياء جشعون أو يسعون…
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
القصة، ليست بالطويلة، وكلماتها ليست بالكثيرة، لكنها تحمل معاني عديدة، مفعمة بالنتائج ومملوءة بالعِبر، لا يستطيع كتابة فصولها إلا من كان شجاعاً حكيماً صاحب بصيرة، سلاحه العزيمة وأدواته العمل والمثابرة، يكتب وينقّح بيده كل كلمة وكل حرف في صفحاتها الخالدة. إنها قصّة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تطوي على طريقتها خلال ساعات عاماً جديداً مختلفاً، حققت فيه إنجازات إضافية تكمل وتعلوا بمكاسبها السابقة إلى مستويات أعلى وأعلى نحو السمو، لتكون إحدى أهم دول العالم في النمو والتقدم والإنجاز في سباق ليس كغيره.. إنه سباق التميز الذي لا يعرف خطاً للنهاية، لأنه يحاكي العقل والمعرفة والتقنية المتقدمة. خلال العام 2024، تألقت الإمارات مجدداً، ويمكن القول إن هذا التألق كان شاملاً للقطاعات كافة، ومن لم يستطع من القطاعات الفرعية أن يحقق مكاسب ليس فقط عادية وإنما جيدة، عليه التوقف أمام المشكلة ومعالجتها بإعادة هيكلة عملياته، لأن النمو كان كبيراً، فعندما نتحدث عن 5% فإننا أمام نسبة مرتفعة في عالم الأعمال. هذا النمو…
الإثنين ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
تجسيداً لرؤى قيادتنا الرشيدة لإيلاء الأسرة الإماراتية كل الرعاية والاهتمام وتنفيذ توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، ببذل كل ما من شأنه الارتقاء بالأسرة والطفولة، جاءت جلسات التوعية التي تنظمها وتنفذها «التنمية الأسرية» بالتعاون مع «مجالس أبوظبي» بمكتب شؤون المواطنين والمجتمع في ديوان الرئاسة، وكذلك بقية المؤسسات والهيئات العاملة في القطاع الاجتماعي. لقد جعلت قيادتنا الحكيمة من التوعية في شتى المجالات في مقدمة وسائل حماية المجتمع وأفراده ومختلف شرائحه على اختلاف أعمارهم، وعملت على تعزيز وعيه في الكيفية المثلى للتعامل مع التحديات التي يفرضها العصر، مما يسهم في تحصينه وصون هويته ومتانة لحمته الوطنية. كما أصبحت «مجالس أبوظبي» وغيرها من المجالس المنتشرة في مختلف مناطق ومدن الدولة منصة جامعة للأسرة أو القبيلة الكبيرة التي تجمعنا.. الإمارات. شملت جلسات التوعية التي نظمتها مؤخراً مؤسسة التنمية الأسرية قضايا عدة، كالخدمات الاجتماعية المتكاملة للأسرة في إمارة أبوظبي،…