الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٤
على أرضِ الواقع فإنَّ السّنوار حقَّق للمتشدّدين الإسرائيليينَ ما عجزَ عنه المتشدّدون من حكامِ إسرائيل بيغن وشامير، وكذلك شارون الذي خرجَ عام 2005 من قطاعِ غزةَ وفكَّك المستوطناتِ وسلَّمه للسلطة الفلسطينية. لماذا فعلَها يحيى السنوار؟ لا أستطيعُ أن أجزمَ لماذا قامَ بهجومِ السابعِ من أكتوبر ومن خلفه، هل كانَ عن جهلٍ منه أم بتدبيرٍ إيراني؟ وهو ما أتصوَّرُه، مع الاعتراف أنَّه لا يوجد دليلٌ على ذلك. انتهتْ معركةُ هجومِ السابعِ من أكتوبر 2023 بأكثرَ من أربعين ألفَ قتيل، وربعِ مليونِ جريح، وتشريدِ ملايين السكان كلهم، وغالبيتُهم اليوم تصارع من أجل الحياة، بالحصولِ على وجبةٍ واحدةٍ في اليوم وهم الآن سيحتاجون إلى سقف وبطانيات مع قدومِ الشتاء. فشلَ هجومُ السنوار في تحريرِ شبرٍ واحدٍ من الأراضي التي قالَ إنَّها هدف العملية. أصبحت إسرائيلُ أكثرَ نفوذاً وتغوُّلاً داخلَ فلسطينَ وفي المنطقة. لقد دمَّر القضيةَ الفلسطينيةَ دولياً، وفعلَ ما لم يفعلْه من قبله حتى أبونضال المعروفُ بخطورته. ستستمرُّ صورُ القتلى الإسرائيليين في السابعِ…
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٤
يلعب الإعلام دوراً كبيراً في تعزيز التنمية الاقتصادية سواء بتسليط الضوء على الإنجازات والتطورات والتغيرات الاقتصادية أو تحقيق إيرادات واستثمارات تعزز الاقتصاد الوطني. والحقيقة أن وسائل الإعلام لم تكن يوماً مجرد أدوات ترفيه أو وسائط لنشر الأخبار، بل هي صناعة اقتصادية بحد ذاتها تلعب دوراً حيوياً في توجيه الاقتصاد الوطني والعالمي، بما تملكه من أدوات تؤثر بشكل مباشر على صناع القرار والرأي العام والسياسات الاقتصادية من خلال عملها المتمثل في نقل المعلومات وتفسير وتغطية الأحداث الاقتصادية. وتحتل الأنشطة الإعلامية مكانة مميزة في اقتصاد كل دولة، حيث يبرز هذا الدور من خلال فرص العمل وحجم رؤوس الأعمال والصناعات المتصلة بوسائل الإعلام العاملة في هذه الصناعة، إذ تعتبر هذه الصناعة واحدة من أكبر الصناعات في العالم، حيث تبلور صياغة الاقتصاد والسياسة وثقافة المجتمع ثم تعيد تصديرها إلى دول العالم الأخرى مرة ثانية، فالإعلام يعمل في الوقت الحاضر على الاستثمار في المعرفة في عالم يشهد في كل لحظة ثورة تكنولوجية في شتى المجالات.…
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٤
خاص لـ هات بوست: في ظل ظروف صعبة يمر بها العالم، من كوارث طبيعية وحروب وأوبئة ومجاعات، كثيراً ما يتردد سؤال عويص، يجاهر به البعض ويكتمه بعض آخر، لكنه لا يلبث أن يعود إلى الواجهة عند كل مصيبة، فردية أم جماعية، يختصر ب "أين الله مما يحدث"؟ تنطلق إجابات شتى، غالباً تنقسم في مجتمعاتنا إلى شقين، وفق هوية المصاب، سواء فرد أم بلد أم مجتمع، فإما أن تكون المصائب ابتلاء من رب العالمين يختبر من خلاله صبرنا وإيماننا، أو أنها عقوبة استحقها من وقعت عليه. وإذ يصبح الإيمان بالقضاء والقدر حسب الفهم الذي ترسخ في أذهاننا، مريحاً نوعاً ما، حيث يسلم الإنسان ويقتنع أن تلك إرادة الله، فيقبل ويستكين، ويدفن الأسئلة داخله، خوفاً من أي شبهة بالكفر أو الشك، لا تلبث أن تعاود التساؤلات الطفو على السطح عند أهوال أخرى نشهدها. ورغم أننا لا ندرك تماماً آلية عمل العدالة الإلهية، فنقيسها بمقاييسنا الدنيوية المحدودة، ونقارن الله بنا كمخلوقاته، لكننا في…
هالة بدريمدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤
تستوقفني المواقف والتجارب الحياتية التي يمر بها بعض الأشخاص فيحولون الألم فيها إلى أمل، ويسردون حكايات إلهام تستحق أن تروى. وفي كل محطة إلهام، يبرز دور الفن كقوة إبداعية وأداة فاعلة لإحداث التغيير والتأثير في المجتمع، ووسيلة مبتكرة لتوصيل الرسائل الإيجابية، ويثبت أبناء الإمارات قدرتهم على استثماره في كتابة قصص ملهمة، وفي التعبير عن أنفسهم والتحليق بأفكارهم في فضاءات الإبداع والتميز، وفي التصدي للكثير من الظواهر المجتمعية السلبية، ليكونوا بذلك نموذجاً استثنائياً في الإرادة والإصرار على النجاح. تجربة قاسية ومريرة عاشها الممثل وصانع المحتوى الإماراتي مصبح بن هاشم بسبب التنمر وآثاره السلبية، لكنه استطاع تجاوزها ونجح في التصدي لها بسبب الكوميديا التي قال إنها كانت السبب في علاجه، ليصبح اليوم فناناً يجسد قضايا الناس ويعبر عن همومهم في أعماله السينمائية. فكرت كثيراً بحجم ما عاناه هذا الفنان الذي سخر الفن سلاحاً في مواجهة الألم، ونجح في أن يصنع من الكوميديا جسراً عبر من خلاله إلى قلوب الناس، وشعرت بالفخر بشبابنا…
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤
في الطريق إلى ملاءة حياة بفسيفساء الأحلام الزاهية، تذهب الإمارات ومصر بحكمة العلاقات السامية، وتاج الود المنعم بطموحات أعذب من مياه النيل، وأرق من موجات الخليج العربي، ومشاريع النمو تزدهر وتسخر بمعطيات كالمطر، وتجليات كالبروق، وقطوف كثمرات النخلة المباركة، وانسيابات كجداول السهول السخية. رأس الحكمة مشروع قاسم مشترك بين الإمارات ومصر، كما هي القواسم المشتركة في السياسة والتاريخ والجغرافيا والمصير، رأس الحكمة، الطريق الأخضر يعبر الإمارات إلى مصر، حيث هناك النيل العظيم يصافح رؤى أهل الخير، والأيدي المضاءة ببياض النوايا، وأخلاق العشاق الذين نشأوا على بناء الجسور من قيم، لا تزل ولا تخل، بل هي مساحة وضاءة، ومسافة معبدة بأهداف أبعد من الأفق، وأوسع من المحيط، وأعلى من الجبال، وأنعم من الوردة، وأجمل من بريق النجوم. في لقاء بين الأشقاء، تنعم الإمارات ومصر، بفيض من المنجزات يثري وجدان الحياة، ويملأ قلوب الملايين بالاطمئنان على مستقبل بلدين قدرهما أن يكونا مركز الدائرة في محيط عربي وإقليمي يعج بأمواج الغضب، ولكن تقول…
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤
زمان وعلى أيامنا، وفي الصفوف الثانوية كنا ندرس في القسم الأدبي مادة الفلسفة، ومادة المنطق، ومن خلالهما مادة تسمى «الأخلاق»، راح الزمان، وجاء من شطب الفلسفة من المناهج، لأنها أم المعرفة، والمحرضة على الأسئلة، والداعية لسمو النفس، وتهذيب الأخلاق، والرقي بالإنسان من خلال الحق والخير والجمال، حارب أهل النقل الفلسفة، لأنها تعلم الأسئلة، وتعلم اليقين، والوعي بالإيمان بالخالق وبالإنسانية وبالأوطان، وتمنع الكفر، وتدعو للفكر، مضت السنون، ومناهجنا التعليمية كل يغرس فيها بذره وفكره في غفلة منا أو بسبب بساطتنا، وعادية الأمور، ولم نكن ننظر للأشياء بغير نظرتنا التي تحمل الطيبة وفعل الخير، وكنا نصدق كل من سمى باسم الله، وصلى على النبي، ولم يدر بخلدنا عن أي أجندات يمكن أن يحملها من آويناه في ديارنا، وأطعمناه من زادنا، وأصبح منعماً، وآمناً ومستقراً بيننا ومعنا، حتى اختلطت الأمور، وهاجت الدور، وعنك ودونك، حتى ابتلّت اللحى، ووصلت النيران بيوت الجيران، فتبينت لنا الأشياء، وانجلت الغشاوة عن العيون، وانشرحت الصدور، وإذا بالطلاب الذين…
الجمعة ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٤
مرة.. ضاعت مني محفظتي في باريس، وأنا نازل من سيارتي في موقف بجانب العمارة، لكنه يطل على تقاطع شوارع، ومحط دوس الأرجل من المارة، انزلقت من جيب البنطال الواسع، موضة ذاك الوقت، وكانت عامرة بالنقود، والبطاقات، والهويات، وفجأة شعرت أن الإنسان في المدن الكبيرة عبارة عن رقم تعريفي، وورقة، وبطاقة، ومجموعة أرقام، وقعت المحفظة في يد شاب لم يرحمها، فأوصلها بعد مدة، ولكنها خاوية، ذاوية، فعنّت لي كتابة مقامة من مقامات الهمذاني في العيّارة والنشّالة، وفي وصف أمين الزمان الحرامي: أبدأها بالشكر والامتنان، لكلّ من سأل عن حالي، وتلمس أخباري، وأحوالي، في عزّ محنتي، وفقداني محفظتي، وسرقة أموالي، فالمعدن الطيب لا تفضحه النيران، يظل لامعاً براقاً على طول الأزمان، هذا ما غاب عن أصدقاء باريس والجيران، الذين اكتفوا بهزّ رؤوسهم، ورفع كتوفهم، دلائل التأسف والحسران، تذكرت أرض الخير وأهل الخير، وطن الجود والكرم والإحسان، تذكرت كيف إن اشتكى عضو تداعت بالسهر والحمى سائر أعضاء الأبدان، لم تدهشني المفاجأة، ولم يقعدني…
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤
سألتني السيدة ميرة، وهي مثقفة من دولة الإمارات الشقيقة، عن علاقة المواطنين ببعضهم وعلاقتهم بوطنهم: هل نكتفي بمضمونها القانوني، أم نحتاج أيضاً إلى الرابطة الشعورية، أي الشعور بالتضامن والتكافل والانتماء الواحد؛ كي تكون مواطَنة صحية وبنَّاءة؟ لقد واجهت مثل هذا السؤال في واقع الحياة. كما سمعته موجهاً لأشخاص أعرفهم، من مواطنين يقولون: كيف تكون مواطناً مثلنا، وأنت تنكر كثيراً مما نؤمن به. وسمعت شخصاً كان مشهوراً في زمن سابق، يقول في حديث تلفزيوني: لو التقيت «فلاناً» لتفلت في وجهه. ثم شرح قائلاً: إننا لا ننتمي إلى ذات المكان والمرجع. وأعلم أن كثيرين قد شاهدوا تلك المقابلة التي أثارت جدلاً واسعاً في وقتها. والحمد لله أن تلك الصفحة قد طُويت، وارتاحت بلادنا من أثقالها. يشير سؤال السيدة ميرة إلى رغبة في الارتقاء بمفهوم المواطنة إلى مستوى الهوية الكاملة، بمعنى تحقيق التماثل التام بين المواطنين، في القناعات السياسية والدينية والعاطفية والثقافية. ولا أظن أن هذا ممكن في الواقع. ولو قلنا إنه ممكن،…
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤
كنا مجدداً أمام صورة من صور التقدير الدولي للريادة الإماراتية في ميادين الاقتصاد الرقمي ودورها في دفع عجلة التحول الرقمي في العالم العربي، وذلك خلال الاجتماع الرفيع المستوى الذي عقد مؤخراً بين الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي وقيادات البنك الدولي. وثمن الأخير الإسهام الإماراتي في تطوير الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي باعتبارها نموذجاً للابتكار والتنمية، مما بلور وثيقة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي المعتمدة في قمة القادة العرب المنعقدة في الجزائر 2022. وهي الرؤية الممتدة من 2026-2030. تهدف هذه الرؤية إلى «دعم التحول الرقمي والابتكار في جميع القطاعات الاقتصادية العربية، و«المؤشر العربي للاقتصاد الرقمي»، الذي يُعد أداة لقياس التقدم الرقمي في الدول العربية، وتدعيم قدرة دول المنطقة على تحقيق أهدافها التنموية». كان ذلك الاجتماع سانحة لتسليط الضوء على أهمية تعزيز التعليم الرقمي من خلال مبادرة المنصة العربية للتعليم والتدريب، التي يقودها الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، والتي تعد ضرورية لتمكين الشباب العربي وإعدادهم لسوق العمل الرقمي في المستقبل. كما تناول الاجتماع جهود تحسين البنية…
الخميس ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٤
إذا عدنا إلى ما جرى تداوله في الدوائر القريبة من حسن نصر الله والبيئة الحاضنة لـ«حزب الله»، وهو ما أتينا على ذكره سابقاً، فإن الأمين العام كان يتملكه مزيج من الغضب والإحباط الشديدين منذ تبليغه إرشاد المرشد علي خامنئي ممارسة ضبط النفس وعدم إقحام «الحزب» في حرب مع إسرائيل مهما كانت الاستفزازات. وقد كان الإحباط جلياً في خطاب نصر الله الأخير يوم 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، الذي قال فيه إن معركته مع العدو مستمرة، مطالباً إيران بـ«الدعم المعنوي» إذا كان التدخل العسكري غير متاح ويسبب إحراجاً. وتداولت معلوماتٌ؛ نقلها بعض الصحف المحلية والدولية، إشارتين: حدوث انشقاق حاد في قيادة «الحزب» بين فريق يدعو إلى التقيد بإرشادات المرشد في طهران وعدم الانجرار إلى الحرب، وفريق آخر يقول إن الحرب قد قامت وإن هذه هي فرصة إلحاق الأذى بالعدو ورد اعتبار «حزب الله» الذي يعلو على كل المصالح والحسابات. وبقي نصر الله ممسكاً بالعصا من الوسط حتى حدوث تفجيرات «البيجرز» وما تلاها…
الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٤
في أربعين سنة كان أول هجوم إيراني مباشر على إسرائيل فقط في أبريل (نيسان) الماضي، والثاني البارحة. وإسرائيل توعدت أمس بأنها سترد، ومن ثمّ نحن في مرحلة ثانية من الصراع بين القوتين الإقليميتين. إيران وإسرائيل لسنين طويلة منخرطتان في لعبة حرب خطيرة ومعقدة. الدولة اليهودية لم تتوقف عن تطوير قدرات عسكرية موجهة ليوم الحرب الحاسمة، خطّت لذلك اليوم مع حليفها الغربي. إيران في المقابل بنت قدرات عسكرية، وبنت طوقاً تحاصر به إسرائيل من خلال وكلاء في اليمن وغزة والعراق وأخطرهم في لبنان، بهدف توازن القوة مع إسرائيل والوصول إلى مرحلة تفرض فيها إيران مطالبها الإقليمية. جعلت «حزب الله» أهم أصولها، بنحو ثلاثين ألف مقاتل وترسانة من 120 ألف صاروخ وفق خريطة الأهداف الإيرانية ضد إسرائيل. هذا التوازن المعقد هو ما حال دون المواجهة العسكرية المباشرة، حيث دارت كل الحروب الماضية بين إسرائيل مع وكلاء إيران. أحداث الأيام الماضية تكشّفت أهدافها تدريجياً، فقد تعمد الإسرائيليون عدم كشف نياتهم إلا بعد تحقيقها،…
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٤
في رحاب المسيرة المباركة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جاءت توجيهاته السامية باعتماد الثامن والعشرين من شهر فبراير من كل عام «اليوم الإماراتي للتعليم»، تخليداً لذكرى مثل ذلك اليوم من عام 1982، الذي شهد فيه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الحكام، تخريج أول دفعة من المعلمين من جامعة الإمارات، أول جامعة وطنية في الدولة. توجيهات سامية مباركة لتخليد الذكرى ودلالتها تجسد ما يحظى به هذا القطاع الحيوي والمهم من رعاية واهتمام ومتابعة دؤوبة من لدن سموه، للغايات المتعلقة ببناء الإنسان وتنمية الموارد البشرية. وما يمثله التعليم في رؤية سموه الثاقبة للحاضر والمستقبل يتضح من حرصه على الالتقاء بأبنائه الطلبة في مختلف المناسبات، داخل وخارج الدولة، وحثهم ليس فقط على الاستزادة من العلم بل والتفوق والتميز في شتى مجالات وميادين العلوم، ولا سيما المتقدمة والتخصصات الدقيقة منها. كما تأتي التوجيهات السامية لتجسد أيضاً حجم الاحتفاء الإماراتي بأهمية…