محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٤
في أي محفل عربي ومنذ أسابيع، لا بد أن يبرز في النقاش موضوع «العلاقات مع الولايات المتحدة بعد يناير (كانون الثاني) 2025»؛ أي بعد وصول السيد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. تتفرع النقاشات على 3 محاور؛ اختصارها، الأولى أنها شر مستطير، والثانية أنها شر لا بد منه، والثالثة أنها صديق يمكن الاعتماد عليه. يشوب هذه الاقترابات في التفكير الكثير من الآيديولوجيا، وأيضاً الكثير من العواطف، الحقيقة أن الولايات المتحدة تفضل أولاً حماية مصالحها. حقيقة تحيط بنا مفادها أن هناك هبوطاً حلزونياً للسياسة، والارتفاع الثابت للعامل الاقتصادي في علاقات الدول، ومتى وضعت السياسة قبل الاقتصاد، كأننا نضع الحصان خلف العربة، كل ما يثار على أنه سياسة هو في الحقيقة اقتصاد، وفي الإقليم هناك اقتصاد النفط في الخليج، واقتصاد الغاز في شرق المتوسط، في لبنان وشواطئ غزة!! وهما مصالح اقتصادية أميركية في المقام الأول وأوروبية ثانياً. الولايات المتحدة هي الاقتصاد الأكثر حداثة وتطوراً وإنتاجية في العالم، بالإضافة إلى أسواقها المالية؛ لذلك فإن…
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٤
نحن نحمي، لأننا الظل، والخل الوفي، لأننا من رفة الجفن، ومن رمش يعزف سيمفونية الوفاء نهضت بلادنا، واشتد عودها، وهي تحمل أجنحة الود لبراعم هم ثمرات الغد، وهم أشرعة النهوض إلى غايات، وأهداف، وضعها المؤسس الباني زايد الخير، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، واليوم ونحن نحلق في فضاءات الألفية الثالثة، نحمل على عواتقنا مسؤولية استكمال البناء، ومواصلة المسيرة، مكللين بأفكار قيادة، الحكمة شيمتها، والفطنة قيمتها، وسواء السبيل رؤيتها، والحلم البهي الناصع شعاعها المؤدي إلى منازل الألفة، والتضامن مع الطفل كونه المضغة التي تتشكل منها لحمة الطمأنينة، والتقدم، والازدهار، كونه الضلع في الصدر الذي يخبئ تحته آمالنا، وأمنياتنا، وأحلامنا، وطموحاتنا، وتطلعاتنا، وكل ما يروي شظف الوطن، وكل ما يمنع عنه الظمأ والكدر. القمة العالمية «نحن نحمي» في أبوظبي، هي قمة التواصل بين الأجيال، وهي أبجدية البناء في لغة الحب، وهي معجم الثقافة الإماراتية التي اصطلحت منذ البدء على أن الطفل فلذة الكبد، وهو مضغة القلب، والساعد، والواعد، والسر في بناء…
تركي الدخيلسفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٤
وَإِنِّي لأَرْجُو اللَّهَ حَتَّى كَأَنَّنِي أَرَى بِجَمِيْلِ الظَّنِّ مَا اللَّهُ صَانِعُ هذا بيتٌ من الشّعرِ يكادُ يُلامِسُ عَنَانَ السَّمَاءِ بِجَمَالِ ألفَاظِه، وَرِقَّةِ مَعانِيه. يُنسَبُ البيتُ غَالباً إلى مُحمد بنُ وُهيبٍ الحِمْيَرِيّ، البَصرِيّ، وهوَ شَاعِرٌ عَبَّاسِيٌّ مَطْبوُعٌ، عَاشَ بِبغدادَ، ومَدَحَ المأمونَ والمُعتصمَ، وعُهِد إليهِ تأديبُ أبنَاءِ الوُزراءِ، وكَانتْ وَفَاتُه نَحوَ عامِ 225هـ (840م). والبيتُ لَا يُعبّرُ فَقَط عن حُسْنِ الظَّنِ بِاللَّهِ، بلْ يُصَوّرُ حَالَةً مِن الإيمَانِ العَمِيقِ عندَ الشَّاعِرِ، الّذِي يَصِلُ إلى دَرجَةِ اليَقينِ بِاللَّهِ، حَتَّى إنَّ قَائلَهُ مِن يقينِه يَتَخَيَّلُ كَيفَ سَيَكُونُ صَنيعُ اللهِ واستجَابتُهُ لِمَنْ يَرجُوهُ وَيدعُوهُ سُبْحَانَهُ. كَأَنَّ كَلِمَاتِ الشَّاعِرِ انْعكَاسٌ جَلِيٌّ لِتَوجِيهِ النَّبِيّ ﷺ القَائِل: «ادعوا اللهَ وأنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإجَابَة». لَيسَ الرَّجاءُ هُنَا أُمنِيَّةً بَعيدةَ المَنَال، بل يَقينٌ يَستَقِرُّ فِي قَلْبِ صَاحِبِه، وبِه يَرَى الشَّاعِرُ الإجَابَةَ قبلَ وُقُوعِهَا، وَكَأَنَّ الثّقَةَ بِاللَّهِ تَصْنَعُ صُورَةً حَيَّةً، تَجْعَلُ الانتِظَارَ يَحْمِلُ طَعْمَ اليَقِينِ، الّذِي يَمْلَأ الكِيَانَ بِالطُّمَأنِينَة. وَأَكَّدَ الشَّاعِرُ فِي صَدْرِ البَيْتِ أنَّه يرجُو اللهَ، تأدُّباً معَ اللهِ، ومِنْ قُوَّةِ الرَّجَاءِ،…
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٤
ليس من الحَصافة استعجالُ الحكم على الأحداثِ الكبرى في سوريا، وبعيداً عن الاصطفافِ في ظرفٍ غامضٍ متغير جغرافياً وسياسياً إقليمياً ودولياً، ليس لنا إلا أن نتابعَها وفق تبدلاتِها. حتى أكثر المطلعين معرفةً دُهشوا من سرعة الانهيارات في شمالِ غربي سوريا، والبارحة في شرقها في دير الزور، وربما قريباً في الجنوب حيث درعا. هناك العديد من الأسئلة ليست لها إجابات محسومة بعد. أولها عن «هيئة تحرير الشام» (هتش) وشخص زعيمها أحمد الشرع، الجولاني سابقاً، المتهمين بالقاعدية؟ بالفعل، جذورها «جبهة النصرة». إنَّما خلال السنوات الماضية طرأت تغيراتٌ على سلوك هذه الجماعة وعلى خطاب قائدها الشرع نفسه، وهذا التغير ليس وليدَ الحرب الحالية، بل منذ نحو 5 سنوات. هل يمكن أن تكون تقية سياسية؟ ربما، وليس أمامنا سوى التعامل مع ما يفعله، وكما قال لـ«سي إن إن»: «انظروا إلى أفعالي، لا إلى كلامي». ولو افترضنا أنه قاعدي مستتر، كما يرميه خصومه، فإنَّ مستقبل مشروعه السياسي لن يبحر بعيداً. حتى تركيا، الداعم الرئيسي له،…
الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤
العين الخضراء تحتاج إلى النهر الذي يطوق أشجارها بالحب، تحتاج إلى ذهنية تمرست على إرواء الوطن بما يملأ جداوله بعذب الجهد والبذل والعطاء، تحتاج العين إلى عين ملؤها بريق التألق، والتطلع دوماً إلى المستقبل، بمشاعر أرهف من الحرير، وقدرات أكثر صرامة من جبل حفيت، وأعظم هامة من قلاع العين المسترخية على تراب كأنه السندس، والاستبرق. العين تحتاج إلى رجل له سمة الغيمة، وصفة النجمة، وشيمة الصحراء، وقيمة الماء. تعيين سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، ممثلاً للحاكم في منطقة العين، لهو الفرحة المتممة لأهل العين، هذا التعيين، هذا التمكين، تضمين لحقيقة أن بلادنا تمضي في طريق النماء والتطور بخطوات كأنها دورة الكواكب في السماوات، كأنها حركة الماء في شرايين الأشجار العملاقة في مدينة العين. هذا التعيين له لغته، ومفردته في بلاغة الأخيار من لدن قائل حكيم، يعرف كيف يضع النقاط على حروف الكلمات، لتصبح جملة الوطن أبلغ من خيوط الشمس، وأنصع من بريق النجمة، هذا…
الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤
«شكراً على عزيمتكم .. شكراً على جهودكم»، جملتان كأنهما غصنان لشجرة الخلد، تتفرعان في الضمير، تفيضان بصدق البوح، وصرامة الصدح، تملآن بستان الوطن بعطر عطر الوجدان الإنساني بأجمل العطاء، وأنبل الثناء، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. جملتان كأنهما جدولان يسردان سر العلاقة بين القائد وشعبه، هو ذلك الحب، هو ذلك الدرب تسلكه جياد الخير من أجل وطن يترعرع بين خمائل البذل السخي، وجداول العطاء الندي. هذه هي الإمارات، هذه هي أحلام زايد الخير، طيب الله ثراه، تتألق سحابات تسبك قلائدها على نحر التراب النبيل، وعند أعناق السماء. هذه كف زايد تفتح للمدى ضوءاً يشرق في عيون الأجيال، يمنحهم الثبات، والثقة في الوصول إلى أفق الإنجازات العملاقة، يمنحهم جزالة الانتماء إلى وطن المكتسبات المدهشة، والمشاريع المذهلة، هذه هي الإمارات بقيادة الشهم الكريم، تمضي قدماً باتجاه الكواكب والنجوم، تمضي نحو غايات شعب لا حدود لطموحاته، ولا حواجز لتطلعاته، إنه الشعب سليل النخلة الكريمة، وابن الصحراء…
الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤
في كل مناسبة سعيدة، تحرص قيادتنا الرشيدة على مضاعفة فرحة المواطن وإسعاده. وهذه الأيام، ونحن نحتفل بأغلى أيامنا، عيد الاتحاد الـ53، يومنا الوطني المجيد، جاءت التوجيهات السامية من قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي. واعتمد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، صرف حزمة المنافع السكنية الثالثة لعام 2024 للمواطنين في الإمارة، بقيمة إجمالية بلغت 7.72 مليار درهم، استفاد منها 5.374 مواطناً ومواطنة. شملت الحزمة الثالثة قروضاً سكنية بقيمة إجمالية تصل إلى أكثر من 3.569 مليار درهم، استفاد منها 2.373 مواطناً، ومنح أراضٍ سكنية ومساكن بقيمة 3.670 مليار درهم، استفاد منها 2.540 مواطناً. كما تضمنت الحزمة إعفاءات لكبار المواطنين ومتقاعدين من ذوي الدخل المحدود وورثة متوفّين من سداد مستحقات القروض السكنية، بقيمة بلغت 486 مليون درهم، استفاد منها 461 مواطناً في الإمارة. حزمة جديدة من المنافع تؤكد…
الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤
تستهويني صور الوطن القديمة، تلك اللقطات للناس وهم في حياتهم اليومية، صور الصغار والنساء والشوارع البسيطة والشاطئ النقي، وبيوت العريش المتناثرة. صور كلما تأملتها أكثر يزداد جمال الحاضر، وتتألق ألوانه، وتبرق تفاصيله بجلالة.. أكثر. في الإمارات بالذات تبدو الصور هنا فارقة ومؤثرة كوننا لا نحكي عن ماضٍ سحيق، فخمسة عقود لا تعد فارقة في عمر الشعوب، ولكنها هنا في أرض زايد وراشد شكلت معجزة في عمر يشبه قرناً في دول أخرى. لا تأتي معجزة المكان الحقيقية في ذلك التغيير الذي حلّ بالأرض والعمار والزرع، وإنما بقدرة إنسان هذا المكان في إحداثه، في القدرة التي ظهرت عبر جيلين في تغير عقول، وتطوير أفكار، وتطويع تقاليد كانت ترسخت منذ قرون، وفي استجابة أهل المكان لهذا التحوّل. يميل بعضهم إلى التقليل من التطور العمراني، والإشارة إليه أنه لا يقدم دلالة على تطور الإنسان، وأن المهم والحقيقي لم يحدث، في حين أن أي تأمل صادق لتلك الصورة لا يمكن أن يؤمن بحدوثها إلا بوجود…
الثلاثاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٤
انطباعاتنا عن الشعوب قد يجانبها الصواب لأنها تستند إلى تجربة فردية أو الصورة النمطية السائدة. ولذلك حاول الباحث جون غراهام وضع دراسات علمية ليفهم كيف تتفاوض الناس عند الاختلافات. فالأميركيون يركزون على النتائج والسرعة، أما اليابانيون فيعطون أهمية كبيرة لبناء العلاقات والثقة. في حين يميل البرازيليون نحو العفوية وكثرة التواصل الودي. أمّا الروس وبعض الثقافات الأخرى فيميلون نحو استخدام «التهديد الضمني أو التلميح بالقوة» بوصفه جزءاً من استراتيجيات التفاوض ولا يبوحون بمعلومات مهمة في البدايات. في المقابل، تفضل الثقافات الغربية نهجاً عقلانياً واستناداً إلى البيانات. ما يجمع الأوروبيين التركيز على التفاصيل والالتزام بالإجراءات. ولم تخرج بريطانيا من عنق زجاجة اتحادهم إلا بعد مفاوضات عسيرة قادها الفرنسيون الذين يشبهونهم بالتفاصيل ويختلفون عنهم في النهج التفاوضي. وقد ترددت هواتف «نوكيا» (الفنلندية) في فتح أجهزتها للمطورين، الأمر الذي أدى إلى فقدان ريادتها، بينما أحدثت «أبل» (الأميركية) نقلة نوعية بفتح متجرها للمبدعين، مما حوّل الهواتف الذكية إلى أسواق متنقلة ورواقاً للمعاملات الحكومية! قد لا…
الثلاثاء ٠٣ ديسمبر ٢٠٢٤
فور نشر رسالة قائد المسيرة المباركة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يوم أمس لأبنائه شعب الإمارات، حتى غمرت وسائل التواصل الاجتماعي صور التفاعل الواسع بالرسالة الكريمة ومضامينها السامية. تفاعل يعبر عن حجم الفخر والاعتزاز بفخر الإمارات الأب والقائد، وتتجدد معه معاني الولاء والانتماء للوطن، وشكر المولى عز وجل على ما جاد به من نعم على إمارات المحبة والوفاء والعطاء. قال صاحب السمو رئيس الدولة في رسالته أمس، بمناسبة عيد الاتحاد 53: «في عيد الاتحاد نفخر بالإمارات، ونفخر بشعب الإمارات من مواطنين ومقيمين. شكراً على عزيمتكم، شكراً على جهودكم، شكراً على كل ما تقدمونه من أجل هذا الوطن»، مع توقيعه السامي وبكل تواضع: «محمد بن زايد». رسالة لامست القلوب والعقول والوجدان، حروفها تمضي مباشرة من القلب إلى القلب، وهي تدعو للفخر بالإمارات، قصة العمل والبذل والعطاء التي سطرت بحروف من نور وضياء للتاريخ، ملحمة المجد التي ولدت على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن…
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤
نحتفي اليوم بمرور 53 عاماً على تأسيس دولتنا الحبيبة، إن هذا اليوم يمثل رمزاً للوحدة والتلاحم والتعاضد، ويذكرنا برؤية الآباء المؤسسين الذين رسخوا قيم التعاون والتسامح وبنوا أسس الدولة الرصينة وحققوا النهضة والازدهار. هذا اليوم يحفزنا للعمل لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في إحراز المزيد من الإنجازات والنجاحات، مستلهمين مبادئ وأهداف الخمسين القادمة. خلال سنوات قليلة، اعتلت دولة الإمارات سلم المجد وقمة الإنجاز في مضمار التنافسية الدولية في مختلف المجالات، الاقتصادية والتعليمية والثقافية والبيئية والتكنولوجية. وأصبحت دولتنا الغالية في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة والتعايش السلمي. وقد عززت دولة الإمارات مكانتها الرائدة العالمية، وأثبتت هذه المكانة من خلال استضافتها الناجحة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28» نهاية عام 2023، وعضويتها المثمرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة 2022-2023. واستمرت دولة الإمارات على نهجها الذي رسخه الوالد المؤسس الشيخ…
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤
«عيشي بلادي.. عاش اتّحاد إماراتنا»، نغمة البهجة والسّرور، في كل بيت في جميع ربوع الوطن، فرحة العيد، فرحة الطّفل يشدو بكل حماس، وفرحة الكهل يرنو إلى مسيرة من العطاء والوفاء، وفرحة الشباب يجدّد روح الوَلاء، فرحة ترسُم البِشر على الوجوه الجميلة، وتنطلق بالحَمد على كلّ الشّفاه، محبّة تعمر القلوب طمأنينة، وتملأ النّفوس فخراً واعتزازاً. تلك فرحة العيد، ولكنها ذلك وأكثر، فليست مجرّد مشاعر تُلهم أشعاراً وتَفيضُ شعاراتٍ، وإنما هي فكرة وعبرةٌ، وتأمُّلٌ وتعلُّم، تأمّل في مسيرة البلاد، وتعلم من سيرة قائد. الاتّحاد معجزة ألهمت الحكّام والحكماء، من كلّ أقطار العالم، معدنٌ لا ينفَد، ترِده العقول المختلفة، فتصدر بالمعاني المتنوّعة، والدروس المتعدّدة، كل يرى في هذه المعجزة ما يمدّه بقَبَس من نور، فهذا يُشيد بقيم الصّبر والشجاعة، وذلك بقيم الحكمة وجزالة الرأي، وآخر يرسم لوحة البذل والعطاء، ومتغنٍّ بالعدل الممزوج بمعاني الرّحمة، فكل ذلك تجسّد وتحقّق في حياة إنسانٍ وشعب. فحقّ لنا أن ننشد مع الشاعر الجاهلي: «هَلْ غادَرَ الشُّعراء مِن…