الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤
نودع عامنا المنصرم مستبشرين بعام جديد وسعيد ومختلف، وذلك من خلال الحديث متفكهين عن المواقف المحرجة التي مرت على العالم، وهي أصح لغوياً من المواقف الحرجة، هي مواقف سهو وغفلة، وأحياناً جهل، هي مضحكة، وفيها عبر، وسرعة بديهة، وروح الدعابة والتلقائية، وخروج عن «الإتيكيت» والأعراف الدبلوماسية، تحدث لرؤساء وزعماء ومشاهير في العالم، بعضها يتبعها تعليق، وبعضها يكفي الموقف نفسه، وعرق اللحظة، والارتباك الذي حدث، والخجل الذي بدا على الوجوه، مثلما حدث للرئيس الأميركي «جيمي كارتر» وهو المتدين، حين احتضن «جيهان السادات» وقبلها، وسط دهشة واستغراب الحضور، ومنهم زوجها، وزوجته، ومرة حضر الرئيس الجزائري الأسبق «الشاذلي بن جديد» اجتماعاً للجمعيات النسائية الجزائرية، وابتدأ خطابه الحماسي فيهن، وأنه يقف مع حقوق المرأة وتحررها وتعليمها، ويساندها في كل المواقف والمحافل، وحين غلبته الحماسة، وطغى التصفيق النسوي، قال: «اعتبروني واحداً منكم»! مفتي الديار المصرية الأسبق «نصر فريد واصل» في أول خطبة قالها على الملأ بعد تسلم مهام منصبه، ارتكب، سهواً وغفلة، غلطتين في آيتين…
الأحد ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى الآن، هذا ما لدينا، وهو حسن. أبو محمد الجولاني يرتدي بذلة أحمد الشرع، ويتحدث إلى جميع الناس ويخاطب جميع الأمم، ويستخدم التعابير المدنية، ويعرج على حقوق المرأة، وينفض لغة الحرب. تقول الزميلة أمل عبد العزيز الهزاني إن في كل هذه الطروحات ما يطمئن الجميع، ولا خوف من عرقلة مسيرة الرجل. طبعاً كل شيء في بداياته، لكن فيها دلائل كثيرة تشتغل عليها سوريا الجديدة في إتقان شديد، خوفاً من عودة صور الثورات والانقلابات والثكنات. من أوائل ما فعله الشرع إلغاء كلمة «الثورة» التي استخدمت في الأيام الأولى. دخل مباشرة إلى «الدولة» التي غابت عن سوريا والعالم العربي منذ زمن سحيق. ويظهر الرجل ويتحدث بكلمات عادية بسيطة من لغات البشر. لا فصاحات، ولا فراغات، ولا ألواح خشبية مسوسة من كثرة الجفاف. تضعنا سوريا الجديدة جميعاً أمام بوابة الانتظار، خصوصاً السوريين الذين لا بد أن يكابروا على الجراح، وأن يؤكدوا أنهم عندما يعطون الحرية، فإنهم أكثر مَن يستحقها. الثأر، الصغير والكبير، لا…
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤
في إطار رؤى قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للاعتناء بالمنظومة القضائية وما يوليها سموه من أولوية قصوى، وتبني أفضل الممارسات وتحقيق العدالة الناجزة بأعلى معايير الجودة، وفي ظل توجيهات ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس دائرة القضاء، تابعنا إطلاق دائرة القضاء في أبوظبي نظام «نبض» لإدارة الأداء المتكامل، والذي يهدف -كما أعلنت الدائرة- إلى توفير رؤية شاملة وتفصيلية حول أداء المنظومة القضائية على المستويين الاستراتيجي والتشغيلي، لدعم تحقيق العدالة الناجزة والوصول إلى أعلى معايير الجودة، بما يساهم في تعزيز مكانتها كإحدى أبرز المؤسسات القضائية على المستوى الدولي. مبادرات متواصلة للدائرة، عنوانها الدائم الحرص على التطوير والارتقاء بالعمل من أجل ضمان حقوق الجميع في واحة الأمن والأمان والعدل والاستقرار في دولة المؤسسات والقانون. في مناطق عدة من عالمنا، عندما يرد ذكر المحاكم، ترتبط في أذهان المتعاملين معها بالبطء…
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤
دبلوماسية الإمارات، في العالم، جناح الخير والسلام، وابتسامة الوردة، وشفافية الفراشات، وهي في البعد السياسي، علاقة الشجرة بالأغصان، وهي وشائج الجداول في ضمير الجذور، هي سمة القيم الرفيعة وأخلاق النجوم، وهي ملحمة التلاحم بين السماء والغيمة، وبين الموجة والشطآن، سياسة شبت على ريق البلاغة في التعاطي مع الذات، والآخر، هي نبوغ العقل في بناء العلاقات بين الإنسان والإنسان، حتى باتت نجمة البريق في شجون، وشؤون، مما جعل هذا الوطن موئلاً للفرح، وملاذاً للسعادة، وحقلاً ترتع طيوره بأحلام أزهى من النجمة، وأرق من الغيمة. فأينما تبرق سماء بحرية الإنسان، تجد سحابة الإمارات تفرش شالها الفضي على القلوب، وأينما يشع النور في بلد ما، تجد أمطار الإمارات تهل بنداها اللدن، تجد دبلوماسيتها ترفرف بالتضامن مع الآخر. منذ نشوء الدولة الاتحادية، ومنذ بزوغ أقمارها المنيرة، شعت كواكبها بالنور المبين، وسعت سياستها إلى بسط رفاهية التواصل، وتأثيث العلاقة مع الآخر، بحرير العفوية، ولا تدخر الإمارات وسعاً في بناء علاقة الود مع الشقيق، والصديق دون…
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤
في مقالي السَّابق تساءلتُ عن عمق علاقةِ طهرانَ ببشار الأسد، كانَ يعتبرها الجدارَ الذي يستند إليه. أنقذته عام 2014 وفشلت بعد عشر سنين. في آخر الأسابيعِ من حياتِه قرّر حافظ الأسد في مارس (آذار) عام 2000 التَّفاوضَ مع إسرائيل، وكان في عجلةٍ من أمره يريد إنهاء ما تبقَّى من ملفات عالقة قبلَ تسليم الحكمِ لبشار. وعلى الرغم من مرضِه طارَ إلى جنيف وتفاوض مع رئيس وزراِء إسرائيل إيهود باراك عبرَ الوسيط الرئيس الأميركي بيل كلينتون. مشروعُ الاتفاق كانَ استعادةَ الجولان المحتل من دون الحديث عن دولةٍ فلسطينية. الإسرائيليون على علمٍ بتأهيل بشار لم يكونوا واثقينَ بأنَّه سيصلُ الحكمَ في ظلّ الصّراع الخفي. تُوفي حافظ بعد عشرةِ أسابيعَ من اجتماع جنيف. لم يعد بشار للتفاوض إلَّا بعد أن اندلعت الاحتجاجات ضده في 2011. نتنياهو ظلَّ متشككاً في قدرة بشار على التَّخلص من علاقته مع طهرانَ و«حزبِ الله» ورفض. من أبرز الأسبابِ التي أطالت عمرَ نظام حافظ الأسد قدرتُه على إدارة علاقاته…
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤
كثيرٌ ظهرَ وقيلَ عن سجونِ بشارِ الأسد. هناكَ نحوُ مائتي ألفِ سجينٍ ومختفٍ، لكنَّ الحقيقةَ هو أنَّه لم يكنْ من بدأ العنفَ سياسةً للسيطرة، بل ورثَ الفكرةَ والوظيفةَ والمؤسساتِ من والدِه. فقد اعتمدَ الأبُ، حافظُ الأسد، على علاقةٍ استراتيجيةٍ مع الاتحاد السوفياتي، ساعدتْه، مع ألمانيا الشرقية، ونقلتْ إليه تقنيةَ القمعِ الممنهج. ليسَ صدفةً أنَّ نظامَ الأسدِ الحديديَّ كانَ مشابهاً لنظامِ صدام حسين، رئيسِ العراق الأسبق. فكلا النظامين كانَ بعثياً، ووصل الرجلان الحكمَ عبرَ انقلابين على حزبيهما، وقامَا بتصفيةِ رفاقِهما. صدام وحافظ عاشَا في القاهرةِ وتأثَّرا بعبدِ النَّاصر. عُرف النظامانِ بالقمعِ والقسوةِ، وماتَ مئاتُ الآلاف في سجونِ النظامين البعثيين. هناكَ كثيرٌ من الأقوالِ ونظرياتِ المؤامرةِ حول وصولِ الأسدِ للسلطة. فقد ترقَّى سريعاً إلى رتبةِ لواء، ثم صارَ قائداً للقوَّةِ الجوية، ووزيراً للدفاع ووقعتْ هزيمةُ 1967، والجيشُ تحتَ إمرتِه. كيفَ صارَ رئيسَ وزراء ثم رئيساً رغم أنَّه المسؤولُ عن الهزيمةِ، في حين أنَّ نظيرَه المصريَّ المشيرَ عبد الحكيم عامر، انتحرَ، والأرجحُ أنَّه…
الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤
في رمضان الماضي حللت ضيفاً على الزميل محمد البندر في «مخيال». كان الحديث عن المسيرة المهنية ومن عرفت خلالها من شخصيات سياسية. وتوقف المضيف الشاب طويلاً عند الصداقة مع نائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع. قلت يومها إنه كان من أنجح السياسيين، وإن إخراجه من الصورة بعد وفاة حافظ الأسد كان خسارة لبشار، وإن الكتاب الذي وضعه الشرع عن سنواته في دائرة القرار كان مهنياً من الدرجة الأولى. سألني محمد إن كنت لا أزال أرى الشرع بعد عزله. قلت، لا. ومن أجله لا من أجلي. ثم أين، ومن يمكن أن أسأل عنه؟ ففي سوريا، مثلما في روسيا السوفياتية، والأنظمة المشابهة. يتحول الرجل اللامع اليوم إلى اسم لا وجود له غداً Non - person. رويت كيف تعرفت في المرة الأولى إلى فاروق في جاكرتا العام 1994 خلال مؤتمر عدم الانحياز، وبمبادرة منه، وكيف عدت وقمت بزيارته في دمشق. والاحتفاء الذي أظهره في استقبالي. بعد سنوات من الإلغاء التام، لم يكن أحد…
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤
تابعتُ قبل فترة تقارير إعلامية حول وضع لجنة التجارة الفيدرالية في الولايات المتحدة قواعد جديدة تحظر بموجبها التقييمات المزيفة التي توضع على «الإنترنت»، وفرضت بموجبها أيضاً غرامات باهظة على المخالفين تصل إلى خمسين ألف دولار. تساهم هذه القواعد الجديدة في منع التقييمات المزيفة التي تضلل المستهلكين وتضر بالأعمال التجارية وبيئاتها على حد سواء. وبموجب القواعد الجديدة، يمنع وضع تقييمات مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي، والمبالغة في تقييم هذا المنتج أو ذاك، واستخدام حسابات وهمية من خلال الذكاء الاصطناعي لوضع تقييمات مزيفة للمنتجات أو الأعمال المعنية والجهات المنتجة أو المسؤولة عنها. الواقع أن التقييمات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت واقعاً تعانيه العديد من المجتمعات، ونحن منها. ومع ازدهار الأعمال، انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير، بل وظهر معها مسوقون ومروجون لها يدّعون أنهم مؤثرون أو رواد ونجوم «السوشال ميديا». وبكل ثقة وجرأة، يعرضون بيع وزيادة عدد المتابعين. تجار التقييمات المزيفة هزوا ثقة المستهلك بما يُكتب على حسابات الجهات المعلنة من تعليقات…
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤
- أكثر عبارة يكرهها طالب الوظيفة أن تقول له: حاول تقدم طلبك على «الأونلاين» عبر موقعنا. - أكثر عبارة توترنا هذه الأيام أن يردد أحدهم أمام أحدنا: يجب عليك ألا تنظر إلى الجانب الفارغ من الكأس، بل إلى الجانب المليء منه. - أكثر عبارة لا تروق للشحاذ أن يسمعها، أن تقول له: الله يعطيك. - أكثر عبارة تغيظ أي تاجر أن تقول له: نفس هذه البضاعة عند جارك أرخص، ويمكن أحسن. - أكثر عبارة توتر الزوجة وهي تهاتف زوجها أن تسمع تسجيل صوت تلك المرأة المكهرب: «إن الهاتف الذي طلبته مغلق، يمكنك محاولة الاتصال مرة أخرى». - أكثر عبارة تصدم الموظف آخر الشهر، تلك العبارة الظاهرة على الشاشة أمامه، إن المبلغ الذي تحاول سحبه يتجاوز رصيد حسابك. - أكثر عبارة يمقتها الخريج الجديد، والباحث عن وظيفة: أرسل لنا الـ «سي في». - لو أن البقرة تعرف المحاورة، فربما كانت أشد العبارات توتراً لها، أن يأتي شخص على مهل، ويسألها بطريقة…
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤
عن عمر ناهز 94 عاماً رحل عن دنيانا أقدم وأهمّ قيادي في «الإخوان المسلمين» عالمياً، وهو المصري يوسف ندا في مستقرّه الأوروبي بعيداً عن مصر. الرجل من الرعيل الأول لجماعة «الإخوان»، وهو بمثابة «شاهبندر الإخوان»، وقابض أموالهم، ومشغّلها، ومنسّق علاقاتهم الدولية، ومسيّرها، وهو خزنة أسرار الجماعة السياسية «لعب» مع الغربيين كثيراً، ومع الشرقيين كذلك، هو المبشّر بالخمينية، والناسج لتحالفات «الإخوان» معها. هو من «اخترع» المال الإسلامي، أعني هو من خلق نظام مالية وشبكة بنوك «الإخوان»... وُلد يوسف ندا في مدينة الإسكندرية في مصر عام 1931، وانضم لجماعة «الإخوان» عام 1947، وتخرج في كلية الزراعة، جامعة الإسكندرية، في بداية الخمسينات. اعتُقل مع مجموعة إخوانية بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1954، وبعد أن أُفرج عنه في أبريل (نيسان) من عام 1956، بدأ ندا نشاطه الاقتصادي لحساب الجماعة. وفي أغسطس (آب) من عام 1960، قرر نقل نشاطه المالي من مصر، حيث توجه…
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤
الترقب هو حال جميع الدول العربية وغير العربية لاتخاذ موقف حيال ما يجري في سوريا... مع التمنيات بأن يسعد الله شعباً هجر نصفه وعذب النصف الآخر، وأن ينعم بالاستقرار والرفاه والحرية كما يستحق هذا الشعب أن ينال. لذلك نجد جميع البيانات الصادرة من دول العالم بيانات متحفظة جداً بانتظار ما سيسفر عنه المستقبل، وتتضح من بعده صورة النظام السوري الجديد. بالمقابل حرصت قيادة «هيئة تحرير الشام» على أن ترسل رسائل اطمئنان للجميع بمن فيهم إسرائيل، بأن سوريا ليست بصدد أن تكون منصة قلق لأي دولة، فسوريا معنية باستعادة ما دمر فيها من بنية تحتية، وتستعيد حتى ما دمر من ثقة ونفسية الشعب السوري. إلى الآن يبدو الخطاب مدروساً بعناية ومعداً سلفاً، ويقدمه الشرع قائد «هيئة تحرير الشام» بشكل معدّ لطمأنة الجميع، لكنه في الوقت ذاته خطاب يترك الباب مفتوحاً للتكهنات حول طبيعة هذا النظام. إذ حرص على مخاطبة الخارج من خلال منصات أجنبية، يدل اختيارها على أنه حريص على طمأنة…
الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤
كثيراً ما تسرق انتباهك عروض وكالات السيارات، خاصةً الفارهة منها، بإعلانات تبدو جذابة ومغرية. تعدك هذه الإعلانات بالصيانة والخدمة المجانية لمدة تراوح بين ثلاث وخمس سنوات، أو لعددٍ معين من الكيلومترات. يبدو الأمر رائعاً في البداية، ولكن خلف تلك العروض البراقة، قد تختبئ تفاصيل تجعلك تشعر كأنك وقعت في فخ لا مفر منه. تبدأ الرحلة مع الوكالة بوعود كبيرة، ولكن سرعان ما تبدأ الأعطال بالظهور، وتبدأ معها سلسلة لا تنتهي من الإجابات: «عادي»، «هذا طبيعي»، «لا تقلق، مجرد خلل بسيط». وبعد كل تلك المرات التي يُقال لك فيها «عادي»، تدرك أن الأمور ليست عادية على الإطلاق، بل تنتظر انتهاء فترة الضمان، لتجد نفسك في مواجهة فواتير ضخمة لتصليح ما كان يُفترض أن يكون «عادياً». المستهلك غالباً ما يكون ضحية لعدم قراءة العقد بالكامل، فبينما يُظهر الإعلان أنك ستحصل على «خدمة وصيانة»، تكشف العقود الموقعة أنه ما كان يُقصد بالخدمة يختلف تماماً عن الصيانة المطلوبة. تُفاجئك الشركة بإعلانها أنه كان يجب…