آراء
الأربعاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٢
تُعدّ باريس إحدى أجمل مدن العالم. عشّاق باريس لا يكتفون بهذا الغزل المتحفظ، فهم يجاهرون بعشقهم المتناهي لباريس بالقول: إنها أجمل مدن العالم. ما هو معيار الجمال عند تصنيف المدن؟ هل هو الإطار المعماري أم نوعية الطقس أم تعامل الناس أم توافر الخدمات، أم هو كل ذلك؟! ستكون الإجابة الأسهل حتماََ هي الأخيرة لأنها تقدم حلاً توافقياً للخروج من مأزق التفضيل بين العناصر الأربعة الرئيسة، وباريس بالذات مؤهلة وجديرة بهذا الحل التوافقي. لن أتحدث عن الإطار المعماري الفاخر لباريس الذي يجمع بين الكلاسيكية والحداثة في تناسق مذهل، ولا عن نوعية الطقس الذي إذا أمطر بلّل الرؤوس وإذا أشمس أنعش النفوس، ولا عن تعامل الفرنسيين المثير للجدل بين أنفة الارستقراطية وشوائب العنصرية. سأتحدث عن توافر الخدمات، التي يمكن لأي مدينة في العالم أن تستجلبها، فهي ليست معماراً تاريخياً وثقافياً تراكمياً لا يمكن تخليقه، كما أنها ليست طقساً ربانياً ليس للبشر يدٌ فيه، أما طبائع الفرنسيين فميزة غير متفق عليها لحسن الحظ! في مدينة باريس يوجد: مطاران دوليان و 6 محطات قطار داخلي ودولي و300 محطة مترو و 1000 باص و 15 ألف سيارة تاكسي. وفي صباح أحد أيام عام 2007 استيقظنا فوجدنا، هكذا من دون سابق إعلان وإعلام، وسيلة نقل جديدة لأهالي باريس هي الدراجات الهوائية العمومية، بدأت بمحطات معدودة حتى…
آراء
الأربعاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٢
نجح الأمير محمد بن نايف في قيادته للحرب ضد الإرهاب وجماعات العنف في بلادنا على مدى سنوات. تحديات اليوم الأمنية متشابكة ومعقدة. لا يمكنك أن تنتصر في جبهة وتنهزم في جبهات. وهنا التحدي القادم أمام أجهزة الأمن السعودية، فحوادث المرور المرعبة جبهة. وتهريب المخدرات جبهة خطيرة تقود إلى جبهات أكثر خطورة. والسرقات والتعديات على أملاك الناس وانتشار السلاح بين الشباب كلها مخاطر أمنية لا تقل أهمية عن خطر الإرهاب. إعادة هيكلة «الرؤية الأمنية» وفقاً للمعطيات الأمنية الجديدة مسألة ضرورية وملحة أمام الإدارة الأمنية الجديدة. من هنا نأمل أن تترجم نجاحات الأمير محمد بن نايف المبهرة في محاربة القاعدة إلى نجاحات أخرى في الجبهات الأمنية الأخرى. إذ لا يمكن أن نؤسس لمشروعات تنموية ناجحة من دون منظومة أمنية متكاملة تشمل كل ما يمس أمن المجتمع وسلامته. وهذا يتطلب أولاً صياغة فلسفة أمنية تأخذ في الاعتبار التحولات الديموغرافية داخل المجتمع وتدرك حجم التغيير المهول في حراك المجتمع وتحديات اليوم وتقنيات التواصل الجديدة. ولأهمية الأجهزة الأمنية للناس، من مرور ودفاع مدني وأمن طرق وجوازات وأحوال مدنية ومباحث جنائية ومباحث إدارية.. إلخ، فإن علاقة المواطن بالداخلية يومية أو شبه يومية. من المهم تكثيف البرامج التي تسعى لتوثيق علاقات تعاون إيجابية بين المجتمع ومؤسساته الأمنية، ومن المهم معالجة أي نقص في أعداد أفراد وضباط المؤسسات…
آراء
الأربعاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٢
على قناة «يوتيوب» ستجد حلقة من البرنامج السعودي الساخر «لا يكثر» للشاب فهد البتيري، وهو برنامج «يوتيوبي»، أي يقدم حصرياً على قناة «يوتيوب». في هذه الحلقة يطلب مخرج البرنامج من شباب فريق العمل كل على حدة أن يقف أمام الكاميرا ويوجّه كلمة واحدة للنساء تقول «اكشفي»، وتبدأ الحلقة بهذه الكلمة المخادعة التي يفهم منها الشاب أنها دعوة للمرأة لكشف وجهها. يستغرب الشاب الأول قائلاً: «هكذا فقط اكشفي»، فيرد عليه صوت من خلف الكاميرا: «نعم اكشفي، وعيشي حياتك». الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين جميعهم قالوا، لا. لن نقولها. أما أعذارهم فهي «إنها كلمة صعبة»، «صادمة»، الثاني مثّل ماذا يمكن أن يحدث معه بعد قول الكلمة، يد تقبض على ياقته وتجره وهو يقول خائفاً: «أنا لم أفعل شيئاً»، الثالث قال: «لا يا خوي، وراي زواج ومستقبل»، الرابع قال: «هذا مشروع «تغريبي» على طول الخط»، الخامس انسحب، السادس قالها ثم تراجع نادماً لا، لا، ثم انسحب، السابع، الثامن لا أدري كم عددهم، لكن بطل العمل الساخر ظهر بعد كل هذا الكم من الانهيارات في الفريق ليقولها بكل شجاعة، سيدتي «اكشفي عن سرطان الثدي، فالكشف المبكر يساعد في عملية الشفاء»، ولم تتعدَّ الحلقة أكثر من كانديد كاميرا محترفة. ومع شكرنا الجزيل لهذا المجهود التثقيفي الصحي المهم للكشف المبكر عن سرطان الثدي للسيدات، إلا…
آراء
الأربعاء ٠٧ نوفمبر ٢٠١٢
محمد بابا يبلغ من العمر اليوم 85 سنة ( الله يعطيه الصحة والعافية )، قبل أكثر من أربعين عامًا وبالتحديد في سنة 1968 ترك قريته الصغيرة بالبروم ديستج هناك في ولاية كيرالا الخضراء بالهند وقدم إلى الشارقة. بدأ محمد في بيع المثلّجات للناس على البحر، واستمر على هذا الوضع لمدة عامين، وبعدها صنع له عربة من خشب وبدأ في بيع المكسرات، كان السيد محمد بابا مشهورا في بيع النخي أو مايعرف بالحمص الجاف المملح، و لايزال مكانه موجودا في منطقة المريجة بالشارقة . السيد محمد بابا سن سنة حسنة في تجارته، يكسب من خلالها زبائنه بأسلوب جميل و مؤثر، فهو يضع بجانبه أكياسًا صغيرة بحجم كف اليد، ليهديها إلى زبائنه كهدية إضافية بجانب مشترياتهم ، في داخل تلك الأكياس مكسرات متنوعة تستمتع بها في سيارتك وبدون مقابل، وهو فعل- بلاشك- يترك في قلبك الأثر الكبير رغم بساطته. اليوم .. أصبحت علاقة المسؤول أو التاجر مع المتعامل حساسة جدا وخطرة مع وجود العالم الافتراضي بين أيدينا، فالمتعامل بمجرد تلقي المعاملة السيئة يستطيع أن ينقل تلك الخبرة للعشرات بل المئات وأحيانا تكون موثقة بالصور، لذا وجب علينا الحرص والعمل بكل همة ونشاط لإرضاء كل المتعاملين. البرت شنايدر رجل أعمال ناجح، كتب مقالا بعنوان " خمسة أسرار لخدمة عملاء متميزة " دوّن فيها…
آراء
الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٢
يقول "فلاديمير لينين" أحد الثوار الروس: "تُصبح الكذبة حقيقة إذا تم تكرارها بما يكفي"، ومع الأسف هذا ما بات ملاحظا عند "آل تويتر" بسبب خاصية إعادة التدوير "الرتويت" للتغريدات، وازدياد "المتاجرة الرخيصة" من بعضهم بقضايا الناس الإنسانية، خاصة بعد فورة الثورات العربية واهتمام الناس بالسياسة. وكما هناك المغرد "الصالح" الذي يهبنا تغريدا نتأمله وفكرة نحلق معها ومعلومة موثوقا بها، هناك "الطالح" الذي لا يتردد في أن ينعق كالغربان بكذب مؤذٍ وخبر مُسوس! ولأن تويتر بات من أهم مصادر الأخبار في العالم العربي، للحصول عليها لحظة بلحظة، في ظل تأخر الإعلام التقليدي وأيضا تقليديته في التعامل مع الحريات الصحفية، بات الناس يهرعون إلى وسائل الاتصال الاجتماعية، فقد أصبح كل "مغرد" في كل مكان "صحفيا" سواء تمتع بمهنية أو لا!! فقد صار ما يهم الكثيرين الحصول على أكبر "رقم" لإعادة تدوير "تغريدة"! مع أناس باتوا يتحدثون عن الأشياء كما يريدونها لا كما حقيقتها! لقد أصبح من الضروري جدا على الجهات الإعلامية المسؤولة في مختلف الوزارات، والهيئات الحكومية، وإمارات المناطق، وأمانات المدن، خاصة الجهات الأمنية، أن تُنشئ في تويتر والفيسبوك حسابات رسمية، تتابع الأحداث الجارية ثانية بثانية، وتتواصل مع العامة في حال حصول أي حادث، منعا للإشاعات المغرضة ومن تحول الأكاذيب إلى "كرات ثلج" باسم الحقيقة، قد يصدقها الناس وقد تدفعهم إلى حماقات…
آراء
الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٢
لن أنسى صدمتي وأنا طالب مبتدئ في معهد اللغة بأمريكا حينما سألتني طالبة تايوانية: هل صحيح أنكم في السعودية تستحمون بالنفط؟ ثم عرفت لاحقاً أن بعض الأمريكيين يظن أن في بيت كل سعودي بئر نفط. كيف نقنعهم أنهم بمثل هذا الظن إنما يعبرون عن غبائهم في نظرتهم الساذجة للمجتمع السعودي لو عرفوا أن السعوديين اليوم يستهلكون أكثر من مليوني برميل نفط يومياً؟ مجلس الشورى -يا مال السلامة- يناقش ارتفاع استهلاك النفط في السعودية. وهي خطوة جاءت متأخرة جداً. ومع ذلك يمكننا أن نسأل: بماذا سيشور علينا مجلس الشورى الموقر؟ هل سيكون في صف المستقبل فيخرج لنا توصيات -أو مشورة- تلح على أهمية التفكير جدياً في البدائل القادمة للنفط؟ وهل يمكن أن يشور علينا -وما حيلته سوى المشورة- أن نعمل جدياً على تقليل استهلاكنا المسرف للنفط عبر خطط توعوية جادة ومشاريع عملية في الاستثمار المدروس في طاقة المستقبل؟ الأهم والأخطر مما سبق أن يقتنع بعض صناع القرار عندنا بأن النفط ثروة أبدية وكل ما يقال عن الطاقة البديلة ونضوب النفط ليس سوى «مؤامرة» يهدف أصحابها إلى إرباك خططنا التنموية العملاقة. ولهؤلاء أوجه سؤالي: إن لم نصدق أن عمر النفط لن يتجاوز الأربعين سنة، كم عمره إذن؟ ثمانون سنة؟ مئة سنة؟ مئة وخمسون سنة؟ ثم ماذا؟ سيحاسبنا الأحفاد (إن لم يحاسبنا الأبناء)…
آراء
الإثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠١٢
كأنني أشم رائحة مؤامرة إمبريالية غربية للنيل والانتقاص من أمجاد العرب الضاربة أطنابها في عمق التاريخ وفي الجو والبر والبحر.. إنها أمجادنا التي نتوسدها في كتبنا الصفراء والسوداء والتي ننام على ذكرها ونطاول العنان بسردها وجردها أمام مسامع أبنائنا الذين بدأت تسلب عقولهم ـ للأسف الشديد ـ بعض المخترعات "الهايفة" والإنجازات العادية التي ألهتهم وشغفت ألبابهم حتى صار شغلهم الشاغل متابعة الأحدث من أجهزة "الآي فون" وما تناسل من عائلته، والحال مثله مع "الآي باد" "والآي بود" و"المش ولا بد"، وما علم أبناؤنا المغرر بهم أننا السابقون في اختراع الهاتف قبل المنسوب إليه الاختراع ظلماً وعدوانا، وأعني السيد جراهام بيل، وللتأكيد على ذلك مما لا يدركه صغارنا أننا حين كنا في أعمارهم، بل وأقل، نعمد إلى "قواطي" الصلصة ثم نثقب باطن العلبة بمسمار بعد أن تفرغها الوالدة من مسحوق الطماطم، ثم نفعل الشيء نفسه بعلبة أخرى، ثم نربط "القوطيين" بسلك وتكون كل علبة في يد أحد الصغار ويمسك الأخرى طفل آخر في الضفة الأخرى من الشارع ثم نتحدث مع بعضنا عبر هذا "القوطي"، وللأمانة فقد كان يمر من حولنا بعض لابسي البناطيل من الأوروبيين الذين كانوا يعملون في شركة أجنبية، فلربما أن أحدهم وشى للسيد جراهام بيل بما نفعله فقام بتطبيق الفكرة "حقتنا " فصارت تليفونا ونسب الفضل في ذلك…
آراء
الإثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠١٢
زامر الحي لا يطرب. هذا هو الحال لدى المعنيين بالشأن المالي والاقتصادي عندنا. في سلسلة مقالات في صحيفة “الشرق” كتبت قائلاً إننا نتجه إلى عجز مالي قد يتفاقم إلى مستوى الأزمة المالية إذا لم يتم تصحيح السياسات الاقتصادية وعلى وجه الخصوص الإنفاق الحكومي. كما قلت إن معدلات النمو التي يشيد بها الوزراء والمسؤولون ليست إلا ذراً للرماد في العيون لأنها لا تعبر عن نمو حقيقي في الإنتاج القومي وإنما هو نمو في استهلاك رصيدنا الوطني من الاحتياطيات النفطية التي هي ليست ملكاً لهذا الجيل وحده وإنما هي أيضاً ملك للأجيال القادمة (انظر صحيفة الشرق – العدد 323 – الإثنين 22/10/2012). السيدة كرستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي في زيارة للرياض منذ حوالي ثلاثة أسابيع (6 أكتوبر 2012م) أشادت باقتصاد دول الخليج العربي المصدرة للنفط وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وقالت إن هذه الاقتصادات تتمتع بنمو قوي بلغ 7.5% في عام 2011م وأن هذا النمو سيبقى قوياً في عام 2012م.عندها كتبت مقالاً بعنوان (مديـرة صنــدوق النقــد الدولــي قولي خيــراً أو اصمتــي – صحيفــة الشـــرق العدد 309 بتاريخ 8 /10/2012). بيان مديرة الصندوق الدولي في السادس من أكتوبر في الرياض عن متانة الاقتصاد السعودي وأخواته من الاقتصاديات الخليجية المستخرجة للنفط الذي لا أشك أن وزراءنا عدوه شهادة نجاح وتقدير لهم هو بالنسبة…
آراء
الإثنين ٠٥ نوفمبر ٢٠١٢
في مقابلة حديثة نُشرت في إيلاف، عبّر الإعلامي السعودي اللامع جمال خاشقجي عن امتعاضه من عنصرية بعض السعوديين ضد أهل الحجاز ونعت بعض الأسر الحجازية بـ”طرش البحر”. ولا داعي هنا -أصلاً- لتفنيد هذه العنصرية لأن ذلك قد يدخلنا في باب التبرير. لا يمكن أن نعطي أي تبرير لأي شكل من أشكال العنصرية. ما يهمني هنا -وسبق أن طرحته عبر هذه الزاوية- هو التذكير بضرورة وضع قوانين تحرم وتجرم كل أشكال العنصرية في مجتمعنا. أما إن تركنا المسألة لوعي الناس وارتقائها عن هذه “البغيضة” التي تهدد وحدتنا وتنتشر بيننا مثل النار في الهشيم فلابد لي من القول: ما أطولك يا ليل! من يصف أي إنسان بطرش البحر فإنما يمارس عنصريته بكل وقاحة. هذه -في عرف المجتمعات المتحضرة- جريمة، وبما أنها كذلك فإن القانون يحرمها ويوقع العقوبة على مرتكبها. لا يخلو أي مجتمع من عنصريين، والعنصرية لها ألف شكل، وهي أولاً وآخراً مرض خطير قد يتحول سريعاً إلى وباء تصعب السيطرة عليه. ولهذا فإن علاج هذا الوباء أن نحاصره قبل أن يستفحل. الحل في وضع قانون صريح ضد العنصرية بكل أشكالها. كتبتها من قبل هنا: تحبني أو تكرهني هذا شأنك وحدك. تعتقد أنك الأنقى والأرقى هذا لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد. احتفظ بعنصريتك بينك وبين نفسك. ومجد نفسك وجدك…
آراء
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٢
«الاستغفال» أكبر من الخطأ المعلوماتي المتعمد، وذلك لأن القائِم به يَعلَم تَمَام العِلم أنَّ الطرف الآخر يَعَلم بحقيقة الموضوع، ومع ذلك قام باستغفاله وتعمد إعطاءه معلومات خاطئة هو أول من يعرف خطأها. وهذا ما قام به وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر، في مَعرِض إجابته على أحد أسئلة الحضور على محاضرته التي ألقاها في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ونقلتها الصحافة السعودية؛ التي تَطَرَّقَ لها عدد من الكِتابات أهمَّها المقال الرائع لأستاذنا الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز الدخيِّل (قراءة في محاضرة معالي وزير الاقتصاد والتخطيط)، في صحيفة «الشرق» (22 أكتوبر 2012م). فقد نقلت صحيفة «الرياض» (11/10/2012م) إجابة وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر، على سؤال حول ارتباط الريال بالدولار، التي جاء فيها: (الارتباط بالدولار ليس سياسياً بل هو مَصلَحيّ، فمازال اقتصادنا يعتمد على البترول، والبترول مُسَعَّر بالدولار لنا ولغيرنا حتى للأوروبيين، وبالتالي إذا كان أكثر دخل المملكة ووارداتها بالدولار، فإنَّ هناك في الاقتصاد ما يسمى بالتَحوُّط، فلو لم يكن لديك هذا التَحوُّط فستضطر لدفع الملايين للدول الأجنبية من أجله، مُستدرِكاً أنَّه عندما تكون القاعدة الصناعية والإنتاجية والصادرات أكثر تنوعاً فلكل حادث حديث، مُشيراً إلى أنَّ الارتباط بالدولار خَدَمَ اقتصادنا خدمة كبيرة. فالعملات ترتفع وتنزل، ولو ارتبطنا بأي عُملَة أخرى أو بأي سلَّة فسيكون الارتفاع والانخفاض مزعجاً؛ والمملكة جَرَّبت، فكُنا مرتبطين بسلَّة، وعانى…
آراء
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٢
منذ أسبوعين تقريبا زرت عمان، وقبل أن تحط عجلات الطائرة على أرضها يراودك شعور بحالة قلق من المجهول، أو حالة الانتقال إلى مرحلة خطيرة، يوحي بذلك الحارس الأمني في الطائرة، منظر غير مألوف البتة في عالم الطيران. كان يجلس قبالة الركاب في أحد مقاعد المضيفين ويطالعنا، أو يراقبنا، طوال الرحلة بشكل غير منقطع! وسبق زيارتي إعلان السلطات القبض على إرهابيين عبروا الحدود الأردنية من سوريا، ونجاحها في اكتشاف أهدافهم، بينها مجمعات تجارية ومقار دبلوماسية، أبرزها السفارة الأميركية، التي كانت الهدف الأساسي، أما الأهداف الأخرى فقد خطط لتفجيرها من أجل تحويل الانتباه. طرحت نفس الشكوك التي يحب البعض ترديدها، أن الحكومات تخترع المؤامرات من أجل تبرير إحكام قبضتها. قيل لي، «ليس في صالح السلطات الأردنية سياسيا ولا اقتصاديا إشاعة وجود جماعات إرهابية تستهدف مناطق تجارية ودبلوماسية، هذه الأخبار تشوه سمعتنا فلماذا نفعل ذلك؟»، ولم يتبع الكشف عن المؤامرة أي إجراءات سياسية، ولم توقف الدولة نشاطاتها، وبالتالي أستبعد أن تلطخ الدولة سمعتها بقصة إرهابية لو لم تكن حقيقية. لأن الأردن يتوسط منطقة التوتر العالي في المنطقة، ومستهدف بشكل مستمر، يصبح الأمن من ضرورات البقاء. هنا «الأمن» من أكثر الأجهزة العربية يقظة وفعالية والتحدي الآتي له كبير جدا. بالأمس كان الأردن بوابة سوريا للخضروات والسياح واليوم هو بوابة سوريا للاجئين والسياسيين، بعد فشل…
آراء
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٢
كنا في السابق نستنكر تجمهر الناس في مواقع الحوادث لما يسببه من إعاقة للدوريات وسيارات الإسعاف. اليوم تطور الأمر الى استنكار السرقات في أماكن الحوادث. إنهم يسرقون -وعلناً- ضحايا الحوادث من مصابين ومتوفين. يعلق أحدهم في (تويتر) أنه رأى شباباً يهرعون إلى سيارة انقلبت على الشارع العام، ظن أنهم يسعون لإنقاذ المصابين داخلها، وكانت المفاجأة أنهم سرقوا ما كان مع المصابين وهربوا. كان الفيديو الذي انتشر بعد حادثة صهريج الغاز في الرياض، الذي يصور تجمهر الشباب مكان الحادث بحثاً عما يستحق “السرقة”، يستفزنا للسؤال: لماذا فعل أولئك الشباب ما فعلوه وأمام الكاميرا دون خجل؟ هل الفقر دافعهم؟ أم انتشار ثقافة “العبث” في أوساط الشباب؟ أم هي حالة تعبير عن “فوضى” في مفاهيم القيم والعيب والمسؤولية؟ أين اختفت روح “الفزعة” التي كان كثير من شبابنا يتحلى بها وقت الأزمات وعند الحاجة؟ أمر مخجل أن تصل بنا الحالة إلى مشاهدة العشرات من شبابنا يتجمهرون في مكان انفجار ضخم، أصيب فيه ومات العشرات، وهدفهم البحث عما يمكن سرقته حتى لو كان أقلام رصاص. مرة أخرى نعود ونسأل: أين الخلل؟ هل لأن هؤلاء “الحرامية” واثقون أن عقوبة لن تطولهم حتى وإن سرقوا دون أقنعة وأمام الكاميرا؟ لنكن صريحين: ما لم تكن هناك عقوبات أكثر صرامة ضد من يعتدي على جريح أو ميت في حادث…