حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

“شعرة”.. لمى الروقي!

الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤

"ماما.. باباااا".. نداااااؤك يأتي على أسماعنا جميعا.. يتسلل إلى ذاك الضمير الذي يقبع في أعماق سحيقة أعمق من تلك البئر التي احتضنتك! نسمعه جيدا بكل ذاك الخوف الممزوج بالبرد وقرص تراب يحف جسدك الضئيل ودميتك؛ هل حقا يا لمى كان الظلام دامسا جدا وليس من بصيص نور يأتي من الأعلى سوى ما يأتيك من ربّ السماء رحمة؟! كيف كانت يا صغيرتي نبرة أصواتهم من الأعلى؟! هل سمعتهم فعلا.. سمعتِ وقع أقدامهم.. حفاراتهم.. أصواتهم وهم يخططون لإخراجك؟! أم سمعتِ فقط قلب والدك وأنين أمك وهما يناديانك حبا وحنانا! هل حقا كانت دميتك أكثر رحمة بك منّا؟ تبا فحتى هذه التي تؤنس وحدتك انتزعناها من يديك! "لمى" يا صغيرتي تُرى ما معنى الانتظار المخيف وجسدك ينبض بالحياة لا يجد فسحة في ذاك الضيق! ما معنى مضي أكثر من 15 يوما وروحك تحوم فوق رؤوسهم والتراب يهمس لجسدك بوقع أجسادهم من فوق رأسك! ترى من هم الذين فوق؟! نحنُ يا لمى فوقك.. أم أنتِ فوقنا؟! ما معنى الصبر يا صغيرتي؟ ما معنى الجوع يا صغيرتي وبينك وبين قطع البسكويت والحلوى وعبوات ماء يرميها أبوك الحنون مجرد "شعرة"!! ما معنى وقع قطرات المطر يا لمى.. ما معنى البرد.. الخوف.. الأنين.. الوجع.. ما معنى التعب الذي شعرتِ به وهؤلاء فوقك كي يخرجوكِ لتكوني شاهدة علينا؟…

“التعذيب” في عنبر رقم 7

الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣

كان مقطعا بشعا ذلك الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ما حصل في عنبر رقم 7 بـ"بريمان" جدة، والذي نشرت عنه جريدة الوطن قبل أيام، فما تعرض له السجين الحارثي -مهما كانت جريمته- أمر غير مقبول إنسانيا ولا اجتماعيا. أن يُربط سجين خائف وتوثق يداه وقدماه بأيدي مسجونين في ذات العنبر، ويُعلق في الهواء ويُضرب من قبلهم وبهذه الطريقة المهدرة للكرامة، فهذا يعني أن هناك خللا يجب أن تتم معالجته سريعا ومحاسبة المرتكبين له والذين سمحوا بحدوثه نتيجة عدم تطبيق الأنظمة والرقابة الصارمة داخل السجن، وكنتُ أتساءل أين الرقابة عن هؤلاء رغم علو أصواتهم؟ وكيف دخلت تلك الحبال والسجائر وأعواد الثقاب إلى داخل العنبر؟ ألا يمكن لأحد هؤلاء أن يُشعل حريقا داخل عنبر بعود ثقاب واحد؟! أليس الأمر خطرا استخدام تلك الحبال فيما يهدد حياة إنسان ما؟ فدهاليز السجون تجمع أناسا جرائمهم متباينة ومتفاوتة، منهم الخطر وسُجن في جرائم خطرة، ومنهم البريء المغلوب على أمره ممن وضعته الأقدار نتيجة دين أو تعاطي مخدرات كان ضحية لمن أوقعوه بها، فكيف يوضع هذا مع ذاك؟ ثم هل نصدق -بعدما رأينا ما رأيناه عبر ذلك المقطع- أن هناك فعلا من يروج المخدرات داخل السجن ما دامت السجائر والحبال تتوافر لديهم هكذا؟ وهل هناك من أفعال بشعة التي يرتكبها بعض المساجين الخطرين…

أحلام.. وسواليف الحريم!

الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣

آفة الفن، أن بعض من يمارسونه وإن باتوا كثرا في أيامنا هذه، يمارسونه كمهنة للارتزاق فيصابون بتخمة "الأنا" و"المال"، لكنهم يبقون تحت خط الجهل، هؤلاء لا يسيئون لأنفسهم فحسب، بل للفن نفسه، لأنه جعل منهم نجوما من ورق السولفان اللامع، هم أقرب إلى فقاعة صابون تعلو في السماء لتأخذنا اللمعة، ثم سريعا ما تتلاشى، وربما أكبر بالون منتفخ ينطلق في الهواء ويتم استخدامه في المهرجانات، لتسلية الجمهور بما يصدرونه من تهريج "يطقطق" عليه!! فالجمهور العربي بالذات في ظلّ نكباته واحباطاته وأزماته بحاجة ماسة للضحك! هنا أتذكر "أحلام" المغنية كنموذج لهكذا فنان، إنها تمتلك صوتا جميلا وإحساسا عذبا لو أنها ركزت في الفن والفن فقط، لكنها فيما يبدو أحبت الأضواء والفلاشات حتى تلك التي تصنع منها "مُهرجة" تظهرها في قالب لا تفقه فيه من أمر الفكر والثقافة شيئا رغم صلتهما الوثيقة بالفن، فتبدو سطحية المعرفة، وأقرب إلى سواليف "الحريم"! لا تعرف أين تضع نفسها، فقط عندها "سالفة "تريد أن تكيد بها غيرة ونكاية في أعدائها، حتى لو وصلت هذه المسألة إلى أن تتاجر بقضايا الآخرين، مثلا "قيادة المرأة السعودية للسيارة" التي تناضل لأجلها السعوديات منذ التسعينات، كي يحصلن على حقهن المشروع في التنقل دون أن يستغلها سائق أو يبتزها رجل، لم تتركها في حالها، و اعترضت الست أحلام عليها وهي التي…

إلى “الأوسكار” مع “غمزة عين”!

الإثنين ١٦ سبتمبر ٢٠١٣

كيف يتم وصول فيلم سينمائي سعودي لمخرجته الملهمة بالنضال هيفاء المنصور إلى "الأوسكار" ضمن الترشيحات الأولية، بينما لا توجد لدينا حتى اليوم سينما؟ هذا السؤال الذي يسأله الآخر كثيرا خارج حدودنا الجغرافية باستغراب، ولا يحتاج لإجابة منّا! ربما إيماءة بالرأس تكفي مع "غمزة عين" كتعليق ساخر، فنحن أعرف بالحال، فهو نفسه مع المسرح السعودي حين تعرف أن عددا من المسرحيات التي يقدمها سعوديون في المهرجانات الدولية والعربية تفوز بالجوائز الكبرى، بينما لا يوجد لدينا حتى اليوم دور مسرحية مخصصة. إنه الحال نفسه للسعوديين الذين يدفعون آلاف الريالات قيمة تذاكر سفرهم وتكاليفها إلى بلدان مجاورة من أجل مشاهدة فيلم بقيمة ستة وثلاثين ريالا تقريبا! إنه الحال الذي يجعل كثيرا من القادرين ماديا يخصصون غرفة في منازلهم لأجواء السينما! والحقيقة، أن"كل ممنوع مرغوب"، لكن ما ندركه هنا هو أنه لا رغبة لنا في الإجابة عن السؤال ببداية المقال والاكتفاء بغمزة عين، لأننا وصلنا إلى يقين بأنه لا يمكن إيقاف الحاجات الإنسانية ومنعها من التعبير، والسينما حاجة إنسانية في عصرنا الحاضر وتجاهلها أو منعها لا يعني إلا مزيدا من السكون والتجمد الزمني، في ظل منافسة المجتمعات المحيطة بنا في التقدم لتعزيز ثقافاتها القومية، والسينما ليست حاجة إنسانية فقط، بل ثقافية ووطنية وإعلامية واقتصادية. يمكنكم معرفة ذلك حين نرى تأثير السينما الأميركية في أبنائنا…

حتى لا يكون “الخديج العربي”!

الثلاثاء ٠٣ سبتمبر ٢٠١٣

نسبة مساحة إسرائيل المعترف بها دوليا وسكانها الثمانية ملايين تقريبا، شيء لا يُذكر أمام مساحة الدول العربية التي تُحيط بها في منطقة الشرق الأوسط، ولعدم وجود تعايش شعبي سياسي معها بسبب القضية الفلسطينية، وخوفها على "ديموقرادينيتها"، حيث عنصريتها للعرق الإسرائيلي واليهودية كدين وقهرها الاجتماعي للأقليات، فإن ذلك يُشكل لها تهديدا رغم امتلاكها لأقوى الأسلحة مع الحماية الدولية، ولا ننسى طموحها بإنشاء دولتها الصهيونية من الفرات إلى النيل وبعدها الهيمنة على العالم، لذا ليس هناك من أمن كامل يتحقق ولا طموح، وهي بين دول مستقرة أكبر منها، هنا نفهم لماذا فكر "برنارد لويس" البروفسور البريطاني الأميركي اليهودي وأحد المتحيزين لإسرائيل سياسيا بـ"الشرق الأوسط الجديد" وقدمه للإدارة الأميركية، والذي أقره شيوخها بالكونجرس ليكون ضمن استراتيجيات السياسة المستقبلية، بإعادة تقسيم ما تم تقسيمه استعماريا بعد الدولة العثمانية! وليس من شيء يحقق تفتيت "الكل" إلى "بعض" إلا الصراعات الداخلية، هذا ما خطط له حكماء صهيون في بروتكولاتهم وفيها صناعة الاضطرابات الداخلية والفوضى وانتشار الجرائم والفقر والجهل والحروب الأهلية، لأنها وسائل تساعد على إنهاك الدول وتسهيل السيطرة عليها، متخذين شعار الحرية السياسية طعما، فهي مجرد فكرة لا تقبل التطبيق في واقع متعدد يقصي بعضه بعضا، وفي ظلّ ذلك يعمل الحكم اليهودي على تقويته واستقراره، طبعا في إسرائيل. من هنا لا نتعجب حين نلقي نظرة سريعة…

المسرح السعودي.. مطلوب حيا

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٣

يقول الأديب والمسرحي المعروف جورج برنارد شو: "النوم ضرب من النقد، خاصة في المسرح"، هذا يعني أن نوم الجمهور وهو يشاهد مسرحية، يقدم أهم رسائله النقدية تجاه ما شاهد، كذلك الحال حين يصمت النقد عما يقدمه المسرح السعودي، على الأقل هذا ما أفعله كمتخصصة فيه، فهل ما يُقدم على الساحة من فن درامي ومسرحي سعودي يستحق الوقوف النقدي عنده، إذ الأعمال لا تخرج غالبا عن فئتين، الأولى التجريب وفي معظمه "تقليد" أو "خلط بين المدارس الدرامية" !! وهذه الفئة تحسب التجريب مجرد تقديم خلطة رمزية "خلطبيطة" والسلام، ولا يُستثنى من ذلك إلا أقل القليل من المسرحيين السعوديين. أما الفئة الثانية، فهم من يقومون بممارسة "الخبل المسرحي" ويقدمه بعض المنتجين فيما يعرضونه من مسرحيات خلال فترات الأعياد، خاصة المسرح النسائي، فلا نص ولا فكرة ولا مضمون ولا هندسة للوعي! فقط "تهريج" يستغل تعطش الناس إلى شيء في حياتهم هو "المسرح". والمؤسف أننا نرى بعض النجوم من الفن الخليجي والعربي يقدمون أعمالا على مسرحنا مقابل المادة، ويتبجحون بأنهم يفعلون ذلك لتأسيس المسرح السعودي، ولهؤلاء أقول "المسرح السعودي في غنى عنكم"، لأن ما يقدمونه لا يختلف عما يقدمه المهرجون في السيرك، فهؤلاء النجوم أنفسهم يرفضون رفضا شديدا أن يقدموا الأعمال التي ينفذونها على مسرحنا في بلادهم، لأنها متواضعة، فهل الجمهور السعودي يستحق هكذا…

ضرب مواطن يُصلي!

الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٣

لم ينسَ الكثيرون المقطع المصور على اليوتيوب لعضوي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين تهجما فيه على شاب سعودي في أبها بالاعتداء وصفعه دون معرفة الأسباب التي لا تبدو في ذلك المقطع واضحة، جاء بعده توجيه رئيس الهيئة الدكتور عبداللطيف آل الشيخ مشكورا بإعادة التحقيق فيه من قبل لجنة في الهيئة وعدم قبول نتائج التحقيق الذي أجراه فرعها في عسير، ولم يمر وقت كافٍ على ذلك حتى نقرأ عن اعتداء ثلاثة من منسوبي الهيئة بالرياض على مواطن في مؤسسته وتناقلته صحيفة "سبق" الإلكترونية مع بعض الصور المؤسفة التي صورت ما تعرض له المواطن من ضرب مبرح على جسده ووضع "الكلبشات" في قدميه أثناء الذهاب به إلى المستشفى نتيجة الاعتداء عليه في مركز الهيئة بعد اقتياده إليه، لأنه كان يصلي صلاة العشاء في المؤسسة مع موظفيه لتعذر ذهابهم إلى المسجد لعدم قربه من محل عملهم! بصراحة شديدة، أيا كانت الأسباب، فإن التهجم بالضرب على أي شخص أمر مرفوض رفضا باتا ولا يمكن قبوله، لأن المسألة تتعلق هنا بكرامة الإنسان سواء كان مواطنا أو مقيما، ثم إن عمل أعضاء الهيئة التوجيه والتبليغ وليس ضرب الناس بأيديهم وإجبارهم على اجتهاداتهم الشخصية بعنف، فهم موظفو دولة أولا وأخيرا، لا يجوز لهم استغلال سلطتهم ومكانتهم، وواجبهم خدمة المواطن والحفاظ على مصالحه وكرامته.. ولذلك فإن…

لأنه ابن فلان الفلاني!

الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣

"أنت ما تعرفني!.. أنا ابن فلان الفلاني.. وأقدر أرجعك الشارع" هذه العبارة النابية تلفظ بها شاب مراهق يبدو في الـ16 أو الـ17 من عمره؛ مهددا حارس أمن شاب يعمل على بوابة أحد المولات الكبرى في جدة، كنتُ واقفة أنتظر سيارتي وأنا أستمع لحوارهما، فكل ذنب حارس الأمن أنه ينفذ الأوامر، بمنعه من الدخول بسبب ملابسه التي صدر فيها قرار على الأسواق والمقاهي بمنع دخول المرتدين لـ"الشورت"! وبغض النظر عن سبب المنع، أتحدث هنا عن اللهجة التهديدية المتعالية من المراهق وأصدقائه لحارس الأمن الذي أجبرته ظروفه على العمل براتب يقارب 3000 ريال، ولا أخفي عليكم أزعجني الموقف جدا، فهؤلاء يحرجون حارس الأمن ويأمرونه بأن يسمح لهم بالدخول ضاربين بالقانون عرض الحائط، لكنه كان مصرا على أداء عمله، رغم الإحراج الذي شعر به أمام الناس. وبغاية الأدب اختصر الكلام بأن عليهم الذهاب إلى إدارة السوق، فهو ينفذ الأوامر لكن ذلك المراهق يُصر على الوقاحة بقوله: "أنا لا أذهب لإدارة السوق الإدارة هي من تأتي إليّ.. اطلب مديرك"، وبعد طول جدال اتصل أحد المرافقين لذلك المراهق على أحدهم، ويبدو أنه في إدارة السوق، ليعطي حارس الأمن الهاتف، ما جعل ملامحه تتغير وبدا عليه القلق وهو يتلقى أمرا بإدخالهم، هكذا وبنفس منكسرة سمح لهم بالدخول، في ظلّ استمرار المراهق بازدراء الحارس: "شفت دخلت غصب…

“دبابيس سعودية.. غييير”!

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٣

الدبوس الأول: نشرت "الوطن" أول من أمس خبرا أفاد بأن متهما بقضية "فساد تعليم حائل" ممن تمت إدانته وتغريمه بـ10 آلاف ريال من المحكمة الإدارية، قد تسلم مهام مدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل بالإنابة، أتساءل: هل هذه مكافأة أم ترضية خاطر يا وزارة التربية والتعليم؟ لكن ماذا أقول سوى إن كان "الفساد معشش فبيضه يفقس"! الدبوس الثاني: أوضح الأستاذ القدير جميل الذيابي في مقاله "رواتب أعضاء الشورى.. اللهم لا حسد" ما يتمتع به الأعضاء من ميزات مادية بجانب رواتبهم العالية ومنها "100 ألف ريال" بدل سكن؛ ولأن "النار ما تحرق إلا رجل واطيها"، عرفنا لماذا إحساسهم بالمواطن "الكدحان" مثالي وكله نظريات في نظريات؛ فوقفوا بتوصياتهم بـ"مثالية" ضد المواطن فيما يخص توزيع السكن على موظفي الدولة، وأيضا بدل السكن والأراضي البيضاء وغيرها، إنهم ـ وأستثني قلة قليلة ـ كما أقول دائما يسكنون "كوكب المشتري"، لهذا لا يعرفون شيئا عن واقع المواطن ممن ينتمي لذوي الدخل المحدود في"كوكب الأرض"! الدبوس الثالث: حنان الشهري شربت البنزين وأحرقت نفسها بعد عضلها وحرمانها من الزواج وتعنيفها من أخيها وخالها بعد وفاة والدها.. حنان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وكثيرات أمثال حنان لم تصل قصصهن للمحاكم ولا الإعلام، والمؤسف أن قضية تلو قضية من قضايا التعنيف البشع والعضل تحصل على مرأى الجميع كل يوم ولا…

الإسلام أكبر من “الإخوان”

الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠١٣

أستغرب الموقف المتشنج الذي يتخذه أتباع "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" والمتحمسون له ولا يرغبون الاعتراف بفشل حزبهم في إدارة شؤون دولة بحجم مصر، بل تأثروا بما يروجه قادتهم في مصر وتونس وغيرهم، بأن ما حصل في مصر مؤامرة ضد الإسلام على اعتبار أنهم حراسه، موهمين الناس أنه بزوالهم عن "السلطة" سيزول معهم الإسلام ويصبح في خطر! وأتساءل: ألا يستحي هؤلاء "الإخونجية" وهم يخدعون الناس، خاصة البسطاء والفقراء كي يستخدمونهم دروعا بشرية لأجل مصالحهم مع السلطة! ألا يستحون وهم يشاهدون أبرياء يُقتلون ممن غرروا بهم لأجل أصنام بشرية من قياداتهم، إنهم يعززون فكرة زوال الإسلام أو تهديده بزوالهم! إلى درجة إقناع أتباعهم والمتحمسين لهم أن قتل المخالفين لهم سياسيا والاعتداء على جنود مهمتهم حماية الناس هو جهاد في سبيل الله! بينما الحقيقة أنه جهاد في سبيل مصالحهم مع السلطة! والمؤسف إقناعهم لأتباعهم بأن من يقدم حياته من أجلهم، شهيد وكأن الإخوان يمتلكون صكوكا في الجنة! أي تجارة رخيصة وتشويه للدين أنزل أساسا من أجل حفظ حياة الإنسان لأن حياته قيمة، فمن قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا كما علمنا القرآن الكريم. ألا يعرف هؤلاء أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده! ثم إن رجال الجيش ورجال الأمن والمنشآت العسكرية في أي بقعة…

منتدى الإعلام العربي.. صناعة الوعي

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

كثير من صُناع الإعلام العربي والعاملين فيه يجهلون أو يتجاهلون أهم رسالة للإعلام، وهي صناعة الوعي بعدم إهمال اللاوعي عند المشاهد، وإن كانت قنوات الإعلام اليوم تسعى إلى "الحرية" بعد "ثورات العرب" إلا أنها لا تتحقق دون "الوعي" بها فكرا وسلوكا لدى الإعلامي والمتلقي وقنوات الإعلام، ومع الأسف ما تزال معظم قنوات الإعلام المرئي والمقروء والمسموع تهتم بإنتاج المادة "المربحة" أيا كان تخصصها، فيما الوثائقية والتثقيفية ما تزال في قالبها التقليدي البائس الذي يضغط المشاهد معها زر "الريموت كنترول" لتغييرها، ناهيك عن عدم وجود عناية مهنية بما يترسخ في اللاوعي "العقل الباطن" عند المشاهد! وطبعا إن كان "الوعي" مهملا في معظم ما يصنعه ويبثه الإعلام العربي فإن "اللاوعي" متوفى دماغيا عند معظمهم وهو الذي يتحكم في الإنسان بالدرجة الأولى بما يخزنه عقله الباطن من إشارات وعلامات عبر البرامج والأغاني والمسلسلات الدرامية والسينما التي يصنعها الإعلام العربي ويبثها، لتكون سببا في معظم تصرفات ومشاعر وتفكير الأفراد في المجتمعات العربية بطريقة سلبية أو إيجابية مؤثرة على الشارع العربي. ولعلّ مثل هذا الكلام غير مطروق كثيرا، لكني لا أقوله من قبيل خبرتي العملية في الصحافة والتلفزيون فحسب؛ بل عليكم أن تسألوا أطباء علم النفس جيدا عن هذا الأمر، فالإعلام الأميركي والغربي بات يهتم بصناعة "اللاوعي" لإتمام "عملية الوعي" عند المشاهد، فهو لبنة البناء…

يا الله.. غير علينا!

الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣

أكثر ما أسمعه حين تتم مناقشة الكثير من القضايا أيا كانت من الناس قولهم "الله لا يغير علينا"! حتى أصبحت عادة "كلامية" نسمعها كثيرا ونستسلم لها بقول "آمين".. وكأن التغيير لا يكون إلا للأسوأ! فيتمنون بقاء حالهم "واقف"، على ألا يُغير عليهم أبدا، رغم أنهم غير راضين ولا مقتنعين ودائما متذمرون من سلبية واقعهم ومؤسساته معهم. وكم كنتُ وما أزال أتمنى أحيانا أن أسمع أحدهم يقول: "الله يغيّر علينا للأفضل والأحسن"، لكن فيما يبدو أنها "فوبيا التغيير" أو مخاوف من أوهام محاولة الخروج من "كهف أفلاطون"! لهذا تُرعبهم صغائر الأمور إذا ما حصل أي تغيير للأفضل؛ فيرضون بكساد حالهم خوفا وطمعا.. خشية سلبيات بسيطة قد لا تُقارن بتحقق مصالح كبرى. السؤال هنا: هل هو حال مَرضي أم مُرض أن يتمنى هؤلاء بقاءهم "محلك سر" دون أي تغيير ولو بأمنية التغيير للأفضل؟ أم هو الكسل الذي احتل فيه السعوديون المرتبة الثالثة عالميا؛ لكنه هنا ليس كسلا بدنيا بل كسل معرفي وفكري آخر، يتعلق بنمو "الوعي"؛ نتيجة تعطيل العقل واستبداله بتبعية الآخرين وإن كانوا على خطأ، فقط ليكونوا غير مسؤولين ومتواكلين، ويجدون "شماعة" يرمون عليها أخطاءهم إذا حصلت نتيجة عكسية لهذه التبعية، متناسين أهمية "النفس اللوامة" في تطوير الذات والمضي قدما إلى الأمام. هي عقدة من التغيير وتحمل نتائجه سلبا أو إيجابا…