آراء

ابراهيم الفرحان
ابراهيم الفرحان
إعلامي سعودي

“داعش” و “حزب الله” وجهان لعملة واحدة!

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

من الضروري لكي تؤسس حزبا أو تنظيما لا بد أن يكون أساسه دينيا حتى يلتف المناصرون من حولك، وهذا ما تفعله كل الجماعات المتطرفة، حيث في الظاهر يبدون لك أن الصراع ديني، في حين أن الأهداف الحقيقية تصب في الصراع على السلطة. وفي الحقيقة أن المرجعية التاريخية في ذلك موجودة، فمنذ بداية الدولة الأموية ونشوء الصراع على السلطة بين قبائل قريش نشأت أحزاب معارضة اتخذت من الدين شعارا وأدارت من خلاله حركات الصراع. «داعش» و «حزب الله»، على سبيل المثال وليس الحصر، هما وجهان لعملة واحدة، ونموذج لأحد أسوأ الكوابيس الدينية والاجتماعية التي يمكن أن تعصف بأي مجتمع توجد فيه أو تحتك به، كلاهما يختطف الدين وفقا لمذهبه الذي ينتمي إليه، وكلاهما يمارس رذيلة التضليل باستخدام النصوص الشرعية ليبرر أفعاله، فهناك تحطيم منهجي للفكرة الدينية لتبرير ممارساتهم السياسية. تجليات هذا التشابه تتضح في الأيديولوجيا والهيكلية، فهما يقومان على أيديولوجيا طائفية تقوم على الحقد على الآخر كأساس رئيسي في بناء الموقف…

د. عبد الحميد الأنصاري
د. عبد الحميد الأنصاري
كاتب قطري متخصص في حقوق الإنسان والحوار الحضاري والفكر السياسي

«داعش» كأخطر إفرازات «ربيع العرب»!

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

كان من أسوأ وأخطر إفرازات وتداعيات ما سُمي بثورات «الربيع العربي»، سقوط «هيبة الدولة» في كثير من البلاد العربية، وانهيار كافة مؤسساتها القانونية والقضائية والأمنية، وذلك وسط بحر من الفوضى والاضطرابات، الأمر الذي مهد وهيأ المناخ الملائم لانطلاق «قوى الدمار والشر» من عقالها، لتعيث على امتداد الأرض العربية فساداً وقتلاً وتدميراً وترويعاً للناس وتهجيراً للملايين من أوطانها. دماء عربية غزيرة تسفك وطوائف دينية وأقليات تاريخية يقتل رجالها وتسبى نساؤها ويخطف أطفالها وتُهجَّر من مدنها التي استوطنتها منذ فجر التاريخ.. وكل ذلك يتم تحت سمع وبصر العرب والمسلمين الذين يقفون عاجزين عن تقديم يد العون ووقف المجازر وحرب الإبادة الممارسة ضد هؤلاء البائسين الذين يستغيثون بالمجتمع الدولي لإنقاذهم ويطالبون بسرعة التحرك لنجدتهم مما هم فيه. ما يعانيه العرب في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، من مآس وأوضاع مضطربة ومجازر إرهابية أودت بحياة الآلاف من البشر منذ انطلاقة الشرارة الأولى لما سمي بثورات «ربيع العرب»، في تونس قبل 4 سنوات، وما عانته تونس…

إياد أبو شقرا
إياد أبو شقرا
صحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.

نعم.. الشرق الأوسط أمام تحدٍّ وجودي

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

تعبير «الربيع العربي»، الذي يمجّه كثيرون من الأصدقاء.. أطلقته وسائل الإعلام الغربية. وأقدَم «ربيع» أتذكّره جيدا كان «ربيع براغ» عام 1968 عندما أطلق الزعيم التشيكوسلوفاكي (آنذاك) آلكسندر دوبتشيك - وهو سلوفاكي - موجة إصلاحية تتحدى النهج الشيوعي التقليدي الذي سارت عليها تشيكوسلوفاكيا بعد الحرب العالمية الثانية، ولا سيما في عهد أنطونين نوفوتني بين 1953 و1968. وبعد تجربة إصلاحية قصيرة دخلت دبابات حلف وارسو براغ، بموجب «شرعة بريجنيف» فأسقطت دوبتشيك وسلّمت الحكم لغوستاف هوساك... وقُضي على براعم ذلك «الربيع». وتيمّنًا بالموجة الليبرالية التي عاشتها براغ، أطلق الإعلام الغربي أيضا تسمية «ربيع بكين» بين 1977 و1978 على النزعة الإصلاحية الليبرالية التي انتهجتها القيادة الشيوعية الصينية حينذاك. غير أن الزعيم المخضرم دينغ هسياو بينغ، الذي صدمته اعتصامات الجماعات المتعجلة تطبيق الديمقراطية في قلب العاصمة بكين، تحفّظ عن السير بسرعة في إجراءات التحرّر الاقتصادي والسياسي على وقع تصفيق الغرب، فأمر وحدات الجيش المرابطة في منشوريا بفض الاعتصامات بالقوة. ومجدّدا قضي على براعم التغيير الإصلاحي.…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

في غزة … انتصر المهزوم

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

احتار الناس حول من انتصر في حرب غزة: الفلسطينيون أم الإسرائيليون، «كتائب القسام» أم جيوش نتانياهو؟ بالمعيار العسكري الإحصائي الذي يعدّد كمّ القتلى والجرحى والبيوت المهدمة والخراب والدمار، فإن إسرائيل هي التي انتصرت قطعاً. وقطعاً أيضاً أن هذه النتيجة التعدادية لم تكن مفاجئة لـ «كتائب القسام» أو مسؤولي «حماس» أو أهالي غزة، إذ إن هناك حسابات أخرى قد تعطي نتائج أخرى. عدا المعيار العسكري القتالي، هناك المعيار الأمني الاجتماعي الذي تنتشر أعراضه وتتفاقم أكثر من الأول. هل أصبح المستوطن الإسرائيلي أكثر أمناً بعد حرب غزة أم أقل؟! هذا هو السؤال. في حروب التحرر بالذات يصبح جواب هذا السؤال هو مربط الفرس الحربي. وسيصبح من أهم تفريعات السؤال رؤية المجاورين والمتحالفين لمشروعية مساعي المحتل تبرير احتلاله وتكريسه. كلما ازداد عدد قتلى الفلسطينيين انخفض مستوى أمن الإسرائيليين! هذه المفارقة العجيبة لا يصنعها فقط الانطباع الداخلي للمستوطن اليهودي الذي يحزم حقائبه مغادراً «الأرض الموعودة»، بل يساهم في صناعتها وبقوة أيضاً الانطباع الخارجي الذي…

تركي الدخيل
تركي الدخيل
سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة

داعش دمرت الإسلام .. أم الإنسانية؟!

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٤

ذكرت الولايات المتحدة قبل يومين أن تنظيم «داعش» يشكل خطرا على الجميع. التصريح الأهم تأكيدها على أن «داعش» بات أخطر من ذي قبل، وأنه تجاوز دمويته التي كانت قبل ستة أشهر، ترتفع أرصدته وتزداد ميزانياته، وله في كل مدينة فرع، وفي كل جسر وفد، وفي كل محفلٍ حرب. هذه التصريحات الخطيرة بنيت على أسس أمنية، ومتابعة دقيقة من قبل امبراطورية عظمى كالولايات المتحدة، وقبل ذلك على معلومات استخباراتية. لا تكاد تقرأ شيئا الآن في كل مكان بالصحف، وبالقنوات وبالراديو وبالإنترنت وعلى اليوتيوب إلا وتجد كلمة «داعش» أمامك، إنها الفتنة الكبرى والأخطر في العصر الحديث، والمعضلة الداعشية ليست سهلة ولن يقضى عليها في يوم أو يومين، فما تم نسجه عبر سنوات لا يمكن أن يهدم بأيام! لو تأملنا الخطاب الإعلامي لوجدنا أن حكاية تشويه «داعش» لصورة الإسلام والمسلمين حاضرة في المقالات، ومن هنا كان الدكتور توفيق السيف صادما وقويا وذكيا حين كتب مقالة بعنوان: «في بغض الكافر» استعرض فيه الحالة الدينية…

يوسف الديني
يوسف الديني
كاتب سعودي

كيفن سبيسي و«داعش»: عن الإرهاب الفوضوي!

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

حقيقة مُرّة على المستوى الأخلاقي أن الولايات المتحدة لم تكترث بـ«داعش» إلا بعد قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي في العراق، وهذا الكم من الاستهجان في الصحافة الغربية لطريقة القتل، وهو مبرر جدا إلا أنه يبعث على السؤال: هل انتقلت الولايات المتحدة إلى الانكفاء نحو الذات بعد هذا الخراب المتصاعد الذي يحل بالمنطقة، منطق الأحداث يقول نعم كبيرة رغم التحرك الأميركي المحدود ضد «داعش» فإنه جاء بسبب إحراج «داعش» لكبريائها، وبالتالي فإن العبء سيكون كبيرا جدا على الدول المحيطة بغول «داعش» في حال عدم اقتناع المجتمع الدولي بمدى الخطر، وفي حال لعب «داعش» على هذه التناقضات السياسية، وسيظل يتحرك بإيقاع يمنحه المزيد من الشهرة والاستقطاب، لكن بحذر لا يجلب القوات الأجنبية للديار. عودا إلى الصحافي الأميركي فإن حالة القتل البشعة ليست بأولى حالات التطرف الديني منذ انفجاره في السبعينات، كل هذا الاستنكار ومشاعر الذهول والدهشة فقط لأن «القتل» بات سينمائيا على طريقة هوليوود لذا يحظى بذات رد الفعل الوقتي القصير، مشهد…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«جاري يا حمودة.. !»

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

تذكّر قليلاً «فريج» أيام ما قبل «البليب»! كنت تعرفُ أسماء جميع البيوت الموجودة في الشارع على أقل تقدير، وتعرف الكثير من التفاصيل.. تعرفُ أي منزل عيالهم «يدوخون»، وأي منزل يربون حماماً على سطحهم. كنتَ تحفظ الأسماء الثلاثية لجميع الجيران، وتعرف قصة كل منزل، ومن أين هم، وأبناء مَن، وأنساب مَن، واسم الناقة التي ارتحلوا عليها، أو ربما حتى رقم «اللنش» الذي جاؤوا فيه. دارت الدنيا دورتها، وأصبح لـ«البريستيج» ضرورة، وهي ترك «الفريج» بما فيه، ومَن فيه، أو بالأصح بما فيه وما فيه، فـ«مَن»، التي يقول أهل اللغة إنها تطلق على العاقل، لم يعد لها من داعٍ، فالعاقل في عرف «البريستيج» الجديد، لن يرضى السكن في «الفرجان» القديمة، هناك أسماء جديدة ورنانة، يكفي، يا أخي، أن تنظر إلى الفرق الموسيقي بين كلمة «الورقا» أو «البرشا»، وبين كلمة على غرار «هور العنز»! حين أسمع «برشا»، أتخيل فتاة جميلة تتقن استخدام «الميك أب». أما بعض التسميات فلا يمكنك منع صورة «زكية زكريا» من…

فواز العلمي
فواز العلمي
- ولد في مكة المكرمة، حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في فيزياء الطاقة من بريطانيا، وعلى دبلوم العلوم الاقتصادية من جامعة ستانفورد بأمريكا. - تقلد عدة مناصب أخرها وكيلاً لوزارة التجارة والصناعة، عضو العديد من المجالس والهيئات. - ألف كتاب عن العولمة، وترجم اتفاقات المنظمة إلى اللغة العربية. - يعمل حالياً مستشاراً خاصاً في القطاعين الحكومي والخاص.

اتحاد الخليج فرصة قد لا تعوض

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

دعواتنا لدولة قطر بالهداية والعودة إلى الصف الخليجي آمنة مطمئنة لا تقل في حدتها عن دعواتنا لتحقيق قطر المزيد من الرفاهية لمواطنيها، وتنفيذ الكثير من مشاريعها التنموية لخدمة أجيالها. فليس المهم أن تتربع قطر على المرتبة الـ15 كأفضل دول المعمورة لإقامة المشاريع الاقتصادية. وليس المهم أن تحقق قطر المركز الأول عالميا في معدل التوفير من الناتج المحلي الإجمالي الذي فاق 7%، أو المرتبة الأولى عربيا والـ30 دوليا في مؤشر الشفافية ومحاربة الفساد وتقنية المعلومات، أو المركز الـ13 عالميا والأول عربيا في قدراتها التنافسيّة على جذب الاستثمار الأجنبي. كما ليس من المهم أن تتبوأ قطر مركزها الأول بين الدول الخليجية كأسرع الاقتصاديات نموا بنسبة 6%، وأن ترتفع مساهمة قطاعها النفطي بنسبة 46% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الجاري، وأن تحقق قطاعات الخدمات المالية والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال نموا بنسبة 9% سنويا، لتمنحها مؤسسات التصنيف السيادية أعلى المراتب الدولية بين الأسواق الناشئة، لتصنف قطر في المرتبة الـ13 ضمن الدول الأكثر تنافسية…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

حديقة نسائية في بريدة

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

في خطوة غريبة عجيبة وافقت أمانة منطقة القصيم منذ فترة قصيرة على إنشاء حديقة خاصة بالنساء، أو بتطوير حديقة كانت مهملة منذ 15 عاماً، وقبلها بفترة قرأنا بمنع مشاركة بنات صغيرات في مهرجان صيفي بالقطيف بسبب بعض الأصوات الدينية المعترضة على ظهورهن في تلك الاحتفالية، وآخر ما قرأت عنه هو اعتراض أحد المحتسبين في مدينة الطائف على مشاركة شاعرة خليجية في مهرجان للشعر لدول مجلس التعاون الخليجي، وتبعه خطاب من بعض رجال الدين معترضين على تلك المشاركة، معللين أن ذلك يتعارض مع أنظمة الدولة الرسمية. في حقيقة الأمر أن هذا ليس بالجديد لدينا في مجتمعنا، وتتكرر مثل هذه التدخلات من بعض المتشددين دينياً في كل مشروع تحديثي نحاول كمجتمع ودولة أن نخرج من شرنقة الخصوصية المحلية المزعومة، وكأننا شعب يعيش خارج إطار هذا الكون. وكلنا يتابع صولات وجولات تلك الجماعات إلى أبواب الوزراء والمسؤولين عندما تقوم بعض الجهات الرسمية بفتح آفاق لعمل المرأة السعودية مثلاً، فكم من هؤلاء قابلوا وزير…

جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

تجارة الشهداء

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

في نهاية كل عام جامعي تقيم الشركات معرضاً لاستقطاب الخريجين الجدد المميزين، وتتسابق في استعراض امتيازاتها سعياً إلى استقطاب أكبر عدد منهم. في ظل هذه الفوضى التي يشهدها العالم العربي أصبحت «الشهادة» هي السلعة الرائجة لجميع الأطراف، فالكل يدّعي أنه بوابة الجنة والطريق الوحيد إليها ومن يموت معه فإن الجنان له مضمونة. تستثمر الجماعات كل الزخم المعنوي للشهادة في الإسلام باعتبارها إحدى أهم نتائج الجهاد، ومن ثم تحور منطقها لبرهنة أن عملها هو الجهاد النقي وما سواه ردة وكفر بواح. المشهد الأكثر تنوعاً في سورية: قتلى النظام الأسدي و «حزب الله»، ونحو 14 جماعة جهادية هم شهداء بحسب البيانات الرسمية لكل جهة، بينما المجندلون من الطرف الآخر فإلى جهنم وبئس المصير، ولا يختلف الحال كثيراً في العراق وليبيا. اللافت أن الجميع يتسابقون لنشر صور قتلاهم بوجوه مبتسمة يقينية الملامح للتأكيد على معنى الشهادة واستحضاراً لكل علامات الشهادة ثقافياً في الذاكرة الإسلامية واسترجاعاً لما ابتدعته التجربة الأفغانية من ملامح للشهادة. الأحلام…

عبدالله المديفر
عبدالله المديفر
مقدم برنامج (لقاء الجمعة)على قناتي خليجية والرسالة وبرنامج (في الصميم) على روتانا خليجية كاتب في صحيفة اليوم

في بيتنا متطرف

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

بين كل فترة وأخرى ينشط الحديث عن «الفكر المتطرف» ومظاهره وأشكاله ودوافعه وعوامله ونحوها، وتتنوع كالعادة القراءات والتحليلات بل وتتباين وتتفاوت بمسافات هائلة ومتناقضة أحياناً، وأنا أضم صوتي هنا إلى القائلين بأن: «التطرف ليس فكراً.. بل هو طريقة تفكير»، والمرض عندنا في آليات التفكير، والعرض هو التطرف الذي يطل علينا بأشكال مختلفة سواء ارتدى العباءة الإسلامية أو غيرها ، وعند التأمل ستجد بيئتنا الاجتماعية هي بيئة حاضنة للتطرف والغلو، والآليات الاجتماعية والمتحكمة بصناعتها تجعل الفرد في منتهى القرب للاستجابة للانتماء المتطرف. «التطرف» كمنتج يتشكل بثلاثة قوالب رئيسة، فهناك التطرف في المعرفة، والتطرف في الشعور، والتطرف في السلوك، وهذه القوالب الثلاثة تتمازج فيما بينها وتتفاوت حسب شخصية وطبيعة وثقافة الشخص المتطرف، وكلها تعبر عن تربية حادة تتبنى رؤية أحادية تضيق بالخلاف مع الآخر الذي يجب أن يغتال وبأي طريقة. انخفاض هوامش التعبير، واحتكارها من قبل فئة واحدة يؤديان إلى احتقان متراكم يرفع من القابلية للتطرف، وإغلاق الأفواه يحول الألسن إلى قنابل…

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

هل يخسر الخليج قطر؟!

الإثنين ٢٥ أغسطس ٢٠١٤

لم تمر على دول الخليج أيام صعبة، كما هي أيامنا هذه، فلا تكفي التوترات غير المسبوقة التي تحيط بالمنطقة، ولا يكفي تبدل سياسات دولية كانت ثابتة وواضحة، ولا يكفي خمول الدولة الأقوى في العالم، ليأتي الخلاف الخليجي - القطري ويزيد الطين بلة، فالترقب سيد الموقف، خاصة بعد توافق السعودية والإمارات والبحرين على أن شقيقتهم قطر غير مستعدة فعلا، لا قولا، لتصحيح سياستها المتسببة بضرر بالغ لهم. اجتماعات ولقاءات ومباحثات، وزراء يذهبون، وآخرون قادمون، لجان تراقب وتسجل وترفع تقاريرها، ويبقى القرار الأخير في يد قادة الدول الثلاث، الذين صبروا صبرا لم يعد يمكن المراهنة على استمراره أكثر. من الواضح أن صدر الدول الخليجية لم يعد يحتمل سياسة الدوحة التي تكون أحياناً «شاطحة» عن شقيقاتها ومحيطها، كما أنه من الواضح أيضاً أنه لم يعد لدى قطر ما تقدمه لتواري أخطاء سياستها الموجّهة ضد مصالح شقيقاتها، بالإضافة إلى عدم قدرة قطر أصلا على التخلص من ملفات شائكة مع أطراف وجهات لا تستطيع إنهاء…