آراء

خلف أحمد الحبتور
خلف أحمد الحبتور
رجل أعمال إماراتي

العرب عاجزون بينما المنطقة تنفجر

الأربعاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٤

لم يعد سهلاً في هذه الأيام أن نعتزّ بانتمائنا العربي، فكيف لنا أن نشعر بالفخر والاعتزاز فيما تتكدّس جثث القتلى في سوريا والعراق وغزة وليبيا، بينما العالم العربي لا يحرّك ساكناً باستثناء طلب المساعدة من الولايات المتحدة وحلفائها، الذين لا يبادرون إلى التدخّل عسكرياً إلا عندما يتناسب ذلك مع مصالحهم الجيوسياسية؟ يُجيد الرئيس أوباما التلويح بإصبعه وإطلاق عبارات الشجب والتنديد، لكنه ينكفئ في الحالات الطارئة التي تتطلب تحرّكاً عاجلاً، فسياسته الخارجية ليست سوى متاهة من الارتباك والسير على غير هدى، وخير دليل على ذلك نسب التأييد له. تدخَّل لإنقاذ ليبيا من حاكمها الديكتاتوري، لكنه تركها للميليشيات المتناحرة، متجاهلاً النداءات التي وجّهتها الحكومة الليبية مؤخراً للحصول على المساعدات الطارئة. وتعهّد بتسليح المعارضة السورية لكنه عاد فنكث بوعده، وأسوأ من ذلك تراجعه عن التدخل العسكري في سوريا في اللحظة الأخيرة، ما أتاح لنظام الأسد أن يستمر في ذبح شعبه. وكذلك كشف عن ازدواجية شديدة في المعايير في تعامله مع المجزرة الإسرائيلية التي…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

عالم بلا كُتّاب

الأربعاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٤

أعود اليوم للكتابة، بعد إجازة تمددت من شهر إلى شهر ونصف، كما يعود الطالب الكسول من إجازة الصيف الطويل إلى المدرسة. يدرك الكاتب أن دوره في المجتمع «هامشي» عندما ينقطع عن الكتابة مدةً من الزمن ثم يعود فلا يجد شيئاً في الحياة قد توقّف أو تعطّل بسبب غياب مقالاته! الحقيقة التي لا يريد الكتّاب الاعتراف بها هي أنهم ليسوا ضروريين للمجتمع بل إن المجتمع هو الضروري لهم، فلولا مشكلات المجتمع وإخفاقاته لما وجد الكتّاب شيئاً يكتبونه. قال قائلٌ منهم: لكنّ الكتّاب هم الذين يساهمون في تعزيز النجاحات وإبرازها، وفي تحليل الإخفاقات وتفكيكها. هذا الزعم صحيح إلى حدود ضيقة جداً، إذ هو ينطبق على فئة ضئيلة من الكتّاب هم المخلصون الصادقون. والخبر السيئ هنا هو أن أغلب، وأؤكد على أغلب وليس كل، الكتّاب المخلصين الصادقين هم كتّاب ضعفاء عادة وقدراتهم الكتابية والإقناعية محدودة، وذوو نمطية موغلة في الرتابة. لماذا؟! لأن أغلب، وأؤكد على أغلب وليس كل، الكتّاب المتمكنين البارعين «العفاريت» لا…

إياد أبو شقرا
إياد أبو شقرا
صحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.

ما يصح في العراق.. يصح في سوريا

الأربعاء ٢٠ أغسطس ٢٠١٤

هل أصبحت «داعش» الأساس الذي تُبنى عليه سياسات المجتمع الدولي إزاء تعقيدات أزمات الشرق الأوسط، وهنا أتعمد استخدام كلمتي «أزمات» و«تعقيدات» بصيغة الجمع. أنا لست ممن يجدون الأعذار لـ«داعش» ومن سار على نهجها، ولا من أولئك الذين يجهدون في البحث عن مبررات أو أسباب تخفيفية لجرائمها، إذ لا عذر لمن يرى القتل - والقتل وحده - وسيلة لممارسة السلطة والتعامل مع الناس. ولا أحسب أنه يجوز لنا في القرن الـ21، في خضم ثورة المعلوماتية والتواصل، السماح لجماعات ظلامية وظالمة باحتكار الإسلام، بعدما كان الدارسون في جنديسابور وبغداد وفاس وقرطبة في طليعة مَن مدّنوا البشرية وأسهموا في حضاراتها الإنسانية وتقدمها في مجال العلوم والفلك والطب والفلسفة والترجمة وغيرها. لا... لا أعذار لـ«داعش» ولا لغيرها من الزُّمَر التي قررت، من دون أن تشاور المسلمين، تشويه سمعة دينهم، وتدمير حيواتهم ومستقبل أجيالهم، فتخوض حربا متخلفة عديمة التكافؤ مع مجتمع دولي قادر في أي لحظة على إفنائها... لا يمنعه من ذلك سوى تحفّظ كتلتين…

عبدالله موسى الطاير
عبدالله موسى الطاير
كاتب وأكاديمي سعودي

الجهاد ليس الطريق الوحيدة المؤدية إلى الجنة

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

الجهاد ذروة سنام الإسلام، لاجدال في ذلك، لكنه ليس العمل الوحيد المؤدي إلى الجنة، هناك أعمال أخرى سابقة على الجهاد في الفضل والأجر. أدبياتنا قصرت دخول الجنة على الشهداء، ولذلك أسرع إليه كثير من المسلمين وبخاصة الذين أسرفوا على أنفسهم، ظنا منهم أن الشهادة هي أقرب الطرق إلى الجنة دون التأكد فيما إذا كانت الطريق التي سلكوها صحيحة أم خاطئة، وباعتقاد أنهم يدخلون الجنة بعمل الجهاد وليس برحمة الله أولاً وفضله. الجنة لا تؤتى بعقوق الوالدين، وتضييع الواجبات والمسؤوليات، والكذب والتزوير، ومخالفة الأنظمة التي سُنّت تأكيدا لخلافة الإنسان على هذه الأرض وعمارته لها. بعض الذين نفروا للقتال كانت نواياهم طيبة، ولكن الطريق إلى جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة (السذاجة)، التي لا تتوافق مع كون المؤمن "كيّس فطِن"، وأنه "لايلدغ من جحر مرتين". بعض المتسللين إلى الجهاد يكتشفون فداحة ما ارتكبوه، فهم لايعرفون تحت أية راية ينحرون نفوسهم، والحظيظ منهم من يتمكن من العودة إلى بلاده نادما. أذكر حوارا صحفيا أجريته مع…

حازم صاغية
حازم صاغية
كاتب وصحفي لبناني

«داعش»: الصمت والإنكار والعاديّة

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

العنف بالغٌ أقصاه اليوم في عموم المنطقة العربيّة. وهو، بذاته، ليس جديداً علينا. فلو اقتصرنا على الأنظمة التي سادت في الخمسين عاماً المنصرمة لوجدناه أعظم سلعة نستورد من تجارب التوتاليتاريّات الغربيّة، وأعظم سلعة نصدّر إلى بلدان مجاورة تحاول الاقتصاد في بذل العنف. لقد كنّا دائماً في عرضه واستعراضه كرماً على درب. لكنّ المشهديّة الصارخة للعنف كما تمارسه حركات كـ «داعش» وأخواتها تعطيه مزيداً من الأبعاد والمعاني: فهنا نحن أمام زواج كامل بين أقصى الهمجيّة النازحة بنا إلى أزمنة خلت، وبين حداثيّة أداتيّة تتجسّد في السلاح والتراتُب والتنظيم والاستخدام الموسّع لوسائل التواصل الاجتماعيّ، فضلاً عن العقيدة. إنّها البربريّة وقد استعانت بأضراس صناعيّة. ونبذ الآخر وصل أيضاً إلى أقصاه في المنطقة العربيّة. وهذا، بدوره، ليس جديداً: فأكراد العراق سبق أن ضُربوا بالسلاح الكيماويّ، وأقباط مصر سبق أن اعتُبر عددهم سرّاً من أسرار الأمن القوميّ لمصر، ومسيحيّو لبنان سبق أن وُصموا بانعزاليّة ودُُفّعوا غالياً مقابل التهمة هذه. لكنّ ما يحصل اليوم يرقى إلى…

د. توفيق السيف
د. توفيق السيف
باحث سعودي

في بغض الكافر

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

تفسيرات ابن خلدون للتحولات الاجتماعية والسياسية التي لخصها في مقدمته المشهورة، أثرت في كثير من كتاب العرب المعاصرين، سيما الإسلاميين منهم. ومنها مثلا ما قرره عن ميل الأمم المغلوبة إلى تقليد الغالب في كل شيء. لا أعلم إن كان الفقهاء قد تأثروا أيضا بهذه الآراء، لكني طالما وجدت نفسي حائرا إزاء ميل أغلبهم للتأكيد على الحدود الفاصلة بين المسلمين وغيرهم من أمم العالم. وأذكر نقاشا أجريته قبل زمن بعيد مع المرحوم محمد طاهر الخاقاني وهو فقيه معروف بحسن استنباطه، وإن لم يشتهر بين الناس، سألته عن سبب تشدده في أحكام العلاقة مع أهل الكتاب، فأخبرني أنه يفتي بذلك لعامة الناس، تلافيا لتأثرهم بثقافة الغالب ونمط حياته. وذكر لي رأي ابن خلدون، ولم أكن مطلعا عليه قبل إذن. فيما بعد وجدت معظم الفتاوى المتصلة بغير المسلمين ــــ بل حتى بالمسلمين المخالفين في المذهب ــــ ميالة إلى القطيعة معهم والتحذير منهم. وهذا سلوك عام عند فقهاء المسلمين على اختلاف مذاهبهم. سبب استرجاع…

من يشبهك يا عصامي؟!!

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

ـ ابن الوزير عصامي مكافح ما شاء الله تبارك الله؛ صحيح أن الأبواب فُتحت أمامه لأنه ابن معالي الوزير، وصحيح أن التجار يتلطفون إليه ويمدحون أخلاقه العالية وسعة علمه واطلاعه لأنه ابن معاليه، وصحيح أنه (ما يتبع ثنتين) لكنه عصامي مكافح الله يحفظه. ـ ابن القاضي عصامي مكافح؛ صحيح أنه يعيش ستة أشهر خارج البلد في رحلات استجمام متتابعة، وأنه لا يدري من أين تشرق ومن أين تغرب؟ لكن الله وفقه فأصبح من هوامير الأراضي الكبار، وله مكاتب عقار في كل شارع ويُنهي أموره في كل محكمة بيسر وسهولة.. رجاء لا تفهمونا غلط الولد عصامي مكافح باسم الله عليه. ـ ابن المليونير رائع باستمرار ويعتبر أكبر عصامي مكافح في العالم؛ مع أن السيد الوالد وضع في حسابه كم مليوناً في بداية حياته، وبعد أن أضاع نصفها على «المكيفات» عوضه الوالد أيضاً عسى أن تكون هذه آخر الأحزان والنزوات والضلالات.. لكنه عصامي جداً ومكافح جداً، ومن يشبهك يا عصامي؟! ـ ابن…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

في السعودية.. «الحب» ثمنه السجن!

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

الحب بجميع أشكاله العذري وغير العذري مطارد ومرغوب فيه بين كل شعوب الأرض، وتغنّت به كل الشعوب وصورته في ملاحمها الشعرية قديماً وحديثاً، خصوصاً في ثقافتنا العربية ما قبل الإسلام وما بعده. الحب حال إنسانية ستبقى ما دام الإنسان باقياً، وحاولت الأديان وأخلاقيات المجتمعات تهذيب سلوكياته، ولكن الحب حال «تمرد» بجماله على كل ذلك، وكم نركض لقراءة الروايات الرومانسية التي يكون الحب محورها في مطلع شبابنا، ونظل نتابع الأفلام السينمائية العربية والأجنبية التي تصوّر قصص الحب والغرام التي قد تعوّض معايشة الحب على أرض الواقع، أي أن الحب الإنساني ومنه العاطفي يهذّب النفس ويرتقي بها إلى أعلى درجات الخيال والتضحية والعذابات، وبيئتنا المحلية خلدت الكثير من قصص الحب وتوارثتها الأجيال في قصص شعبية ترويها الجدات والأمهات، وذهب غالب شعرنا العربي من الفصيح والشعبي وبقيت قصائد الحب وقصصه الجميلة! الحب حال إنسانية صافية باقية تعبّر عن مكنونات النفس البشرية، وكم تسمرنا أمام شاشات التلفزة نتابع قصص الحب والغرام ومعاناة المحبين وفراقهم،…

ناصر الصرامي
ناصر الصرامي
إعلامي سعودي وكاتب صحفي

أشياء قد تبدو صغيرة لكنها.. «إرهابية»!

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

الموقف السعودي المعلن والثابت من الإرهاب وطوائفه واضح: ظاهرة الإرهاب هي أخطر التحدِّيات التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن، التي لم تعد محاربتها شأنًا محليًّا ينحصر في حدود دولة ما. السعوديَّة عانت كثيرًا من الإرهاب الذي ضرب مدنها وشوارعها وبعض منشآتها. ولأكثر من عقد لم تكن المواجهة اعتيادية لكنها ظلَّت قوية جدًا، شرسة جدًا، ومتشعبة أيضًا. إلا أن النجاحات الأمنيَّة الكبيرة في المواجهات المباشرة، كما الضربات الاستباقية للخلايا الإرهابيَّة استطاعت أن تحسم جزءًا مهمًا من معركتنا مع الإرهاب ونفوذه وتمويله ومشايخه ودعاته والمتعاطفين معه. آخر الجهد السعودي الكبير على مستويات الاستباقات الدوليَّة، تمثل في دعم المملكة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بمبلغ 100 مليون دولار، عبر الأمم المتحدة قدم للأمين العام للمنظمة الأممية. صحيح أن الحرب ستستمر طويلاً لتجفيف المنابع الفكرية ومصادر التمويل المادِّية، عبر جبهات عدَّة يتداخل فيها الأمني بالإعلامي والثقافي والفكري وحتى السياسي. لكن لنركز الآن على أشيائنا الصغيرة، أو التي تبدو كذلك لكنها خطرة ومؤثِّرة جدًا في…

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

حاكموا المالكي.. أولاً!

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

عندما تجلس إلى بعض العراقيين، وتسمع أنين كلماتهم وقهرهم، والخطر الذي يطوّق حياتهم وأمنهم، تعرف كمعانى العراقيون من الدماء والإرهاب والدمار وخراب الديار بسبب سياسات نوري المالكي وطائفيته وديكتاتوريته وفساده وفشله. ما أعرفه شخصياً، حينما تسلّم المالكي رئاسة وزراء العراق عام 2006، أبدت السعودية رغبة في التعاون معه وهنأته رسمياً، وأعلنت استعدادها لمساعدة العراق في تجاوز ظروفه، لكن المالكي كان في كل مرة يراوغ ويتذاكى ويكذب إزاء ما يتم الاتفاق عليه وما يعد به، وعندما انكشف زيف وعوده وسوء إدارته وخبث سياساته، تجاهلته الرياض نهائياً، فحاول آنذاك الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، التوسط عند العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمقابلة المالكي أو الرد عليه، فرفض بشدة، مشدداً على أن العراق أكبر من المالكي، وأنه شخص غير صادق ومراوغ، وسيقود العراق إلى مستنقع خطر. وكذلك حاول بعض المسؤولين الأميركان لاحقاً، فكان العاهل السعودي يرد بالإجابة نفسها التي رد بها على بوش. أخيراً، عندما انتفض العراقيون على طائفية وسياسة المالكي المخزية، ما…

إدريس الدريس
إدريس الدريس
كاتب سعودي

لو تورط السعودي في حمام ياباني

الإثنين ١٨ أغسطس ٢٠١٤

تقول التشنيعة التي تم تداولها عبر الوسائط: في اليابان الخروج من الحمام بالبصمة، فإذا كان الحمام نظيفا يفتح لك الباب، أما إن كان وسخا فلازم ترجع تنظفه، ثم تكمل النكتة هكذا: "لو هالنظام عندنا كان نصف الشعب مسجون بالحمام". بصراحة ضحكت حتى بانت نواجذي، وافترت ثغور النواعم، وخشش "جمع خشة" الخواشن الذين قرأت عليهم تلك المعلومة. وبغض النظر عن مدى صدق هذه المعلومة "مع أن اليابانيين يحرون بها"، إلا أن الصدق هنا يكمن في المبني للمعلوم، وأن الذي لا شك فيه أن هذه "التشنيعة" تتلبسنا لو طبق لدينا هذا النظام الغريب. إننا نعرف عيوبنا الساطعة التي لا تنسجم إطلاقا مع مقتضيات التمدن والأخذ بأسباب الحضارة الحديثة، ويتضح ذلك جليا في استخدام الحمامات العامة، وكذلك التعسف في استخدام الطرق والسيارات حتى صارت خطرا محدقا والأكيد أن السعودي من أكثر العرب هجرة وسفرا ـ ليس للعمل ـ ولكن للتسلية والترفيه، وتأمل ما لدى "الآخر" من تسهيلات وخدمات، تسهم في سعادة البشر.  ويدرك…

غسان شربل
غسان شربل
رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط

«الخليفة» والأعشاب السامة

الإثنين ١٨ أغسطس ٢٠١٤

في جبل سنجار أحصت الإيزيدية المذعورة أفراد عائلتها. كسرت الحصيلة قلبها. من لم يصلوا معها لن يصلوا أبداً. فرت على عجل وتوهمت أنهم فعلوا. لم يصلوا. ابناها. وابنتها. تركتهم في عهدة «داعش». والتنظيم رقيق القلب. يحز رؤوس الكفار. أو يصلبهم. أو يدفنهم أحياء. تركتهم في عهدة «الخليفة». وهو يحب دولته نظيفة. ناصعة. وليس من عادته ترك الأعشاب السامة تقيم في حديقته. بمن تستغيث الإيزيدية المذعورة؟ لن تنادي نبيل العربي لأن شركته أشهرت إفلاسها. ولن تنادي بان كي مون فهو لا يملك غير دموعه. لن تستجير بالجيش العراقي فقد تداعى أمام «داعش» وأهداه أفضل أسلحته. ولن تنادي البيشمركة فأسلحتهم أقل من حجم المعركة. لم يبق إلا جهة وحيدة. فتحت يديها وقالت: «أين أميركا؟ أين أوباما؟» . جيمس الهارب من الموصل يغطي دموعه بغضبه. قال إن الموصل أرض أجداده وأجداد أجداده. وإن جذورهم عميقة هناك. وإن عواصف كثيرة عبرت ولم تسرق منهم سقف منزلهم والحديقة الصغيرة. تساءل كيف يحق لـ»أبو هريرة الأميركي»…