إيران تقدم أعلى تخفيض على نفطها منذ 14 عاما

أخبار

JAPAN OIL INVEST

إذا كنت تمتلك مصفاة في آسيا فسوف تحتار من أين تشتري النفط هذه الأيام فالكل سيعطيك تخفيضا. فها هي إيران تنضم إلى العراق والكويت والسعودية، وتقدم تخفيضا على نفطها الخفيف هو الأعلى منذ 14 سنة للمشترين في آسيا لتحميل شهر يناير (كانون الثاني).

وستبيع إيران نفطها الخفيف في يناير لآسيا بتخفيض قدره 1.8 دولار على متوسط سعر نفط دبي / عمان، فيما ستوسع التخفيض على نفطها الثقيل إلى 3.51 دولار من 1.66 دولار لمبيعات شهر ديسمبر (كانون الأول)، كما ذكرت وكالة بلومبيرغ أمس نقلاً عن 4 مصادر في طهران يعملون في تسويق النفط بالشركة الوطنية الإيرانية. ويعد التخفيض على النفط الثقيل هو الأعلى منذ 6 سنوات. وجاءت تخفيضات إيران متوقعة حيث قدمت العراق في الأسبوع الماضي تخفيض هو الأعلى منذ 11 عاما على البصرة الخفيف ولحقتها الكويت بعد أن قدمت خصومات كبيرة على نفطها لشهر يناير القادم هي الأعلى منذ 6 سنوات، لتشتد المنافسة بين دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على حصتها السوقية في آسيا.

وتعاني السوق النفطية من تخمة كبيرة في المعروض النفطي تقدر بنحو مليوني برميل يوميا أثرت في أسعار النفط في نيويورك ولندن لدرجة جعلتها تدخل في مرحلة «الكونتانقو» منذ شهرين. و«الكونتانقو» هو تعريف يعبر عن الحالة التي يكون فيها سعر النفط مستقبلاً أقل من سعر النفط اليوم. وهبطت أسعار نفط برنت في لندن أمس تحت 60 دولاراً للبرميل فيما هبطت أسعار نفط خام غرب تكساس في نيويورك تحت 55 دولاراً وسط مخاوف من وجود فائض ضخم في السوق العام القادم في ظل توقعات «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية حيال تباطؤ الطلب بأقل مما كان متوقعا وزيادة الإنتاج من خارج «أوبك». ومما زاد الضغط على الأسعار ظهور بيانات صينية تظهر تراجع نشاط المصانع هناك لأول مرة منذ 7 أشهر. وأدت البيانات الصينية إضافة إلى ضعف عملات الأسواق الناشئة في تفاقم المخاوف بشأن الطلب على الخام. والصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة.

وجرت العادة أن تصدر العراق والكويت وإيران قوائم بيع نفطها بعد أن تصدر السعودية الأسعار، إذ إن المملكة هي أكبر مصدر للنفط إلى آسيا والكل يحاول أن يتنافس معها. وتصدر «أرامكو السعودية» قائمة أسعارها في الأيام الخمسة الأولى من كل شهر لمبيعات الشهر الذي يليه. وكانت «أرامكو» قد أعلنت مطلع ديسمبر عن تقديمها تخفيضا على الخام العربي الخفيف الذي ستبيعه إلى آسيا في شهر يناير القادم مقداره دولاران على كل برميل، هو أعلى تخفيض قدمته منذ يونيو (حزيران) عام 2000 أي قبل 14 عاما.

وأعلنت مؤسسة البترول الكويتية أمس أنها ستبيع برميل النفط إلى عملاء آسيا بتخفيض قدره 3.95 دولار على متوسط سعر دبي / عمان، وهو الأعلى منذ ديسمبر 2008 عندما قدمت 2.1 دولار على كل برميل.

وأما شركة تسويق النفط العراقي (سومو) فقد أعلنت أنها ستبيع نفط البصرة الخفيف إلى آسيا في يناير بتخفيض قدره 4 دولارات على متوسط سعر نفط دبي / عمان. وبهذا التخفيض تكون العراق قد زادت تخفيضها على أسعار النفط إلى آسيا بواقع 1.5 دولار عن أسعار ديسمبر.

لكن «سومو» نفت في بيان مستقل الأسبوع الماضي وجود حرب أسعار داخل «أوبك» مرجعة أسباب إعطائها تخفيضات على نفطها في يناير إلى عوامل متعلقة بالسوق. وهذه من المرات القليلة التي تصدر فيها سومو بياناً توضح فيه أسباب تقديمها لتخفيض على نفطها.

وذكر البيان الذي نشرته «الشرق الأوسط» والصادر عن فلاح العامري المدير العام لشركة سومو إن زيادة التخفيض بواقع 1.5 دولار يتسق تماما مع تركيبة السوق، إذ إن أسعار النفط في آسيا تعاني من «كونتانقو» شديد، وبالتالي لا أساس لوجود حرب أسعار. وقال البيان إن خفض سومو لأسعار الشحنات المباعة إلى آسيا والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة يتماشى مع الأسواق الرئيسية للخام والمنتجات المكررة.

وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي قد أوضح في خطابه الذي ألقاه في مؤتمر عن الغاز الطبيعي في منتجع أكابلكو المكسيكي الشهر الماضي أن «الحديث عن حرب أسعار علامة على سوء فهم مقصود أو غير ذلك ولا أساس له من الواقع». وأوضح النعيمي أن «أرامكو» تضع أسعارها الشهرية لنفطها على «خطوات تسويقية راسخة لا أقل ولا أكثر». وشرح النعيمي للحضور في المكسيك عن كيفية ذلك، فهي تراعي أمورا كثيرة منها وضعية الهوامش الربحية للمصافي والعلاقة مع الزبائن والحالة التي تكون عليها السوق وبعض العوامل العلمية والعملية الأخرى. وحذر محمد صادق ميمريان رئيس أبحاث سوق البترول في وزارة النفط الإيرانية في مؤتمر في دبي هذا الأسبوع من أن «أي انشقاق في وحدة أوبك أو حرب أسعار تخوضها ستؤدي إلى صدمة أسعار كبيرة قد ترسل النفط إلى ما بين 40 إلى 50 دولاراً للبرميل».

الخبر: وائل مهدي – الشرق الأوسط