استئناف عمليات الإجلاء من حلب بعد حل عقدة كفريا والفوعة

أخبار

استؤنفت عمليات الإجلاء في مدينة حلب السورية مع خروج آلاف المقاتلين والمدنيين من آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في المدينة صباح أمس، بعد تأخير استمر ساعات، بالتزامن مع انطلاق 10 باصات تقل نحو 500 شخص من الفوعة وكفريا باتجاه مناطق سيطرة النظام في حلب، وفق المرصد السوري، وسط ظروف مأساوية للمقاتلين والمدنيين الذين قضوا أكثر من 16 ساعة في الحافلات بدون ماء ولا غذاء وفي ظل البرد القارس، بعد عرقلة الاتفاق الليلة قبل الماضية.

وظلت أكثر من ثلاثين حافلة ممتلئة بالركاب متوقفة طوال الليل وسط برد شديد في انتظار الانطلاق من حي العامرية في حلب، مع توقف عملية الإجلاء إثر قيام مسلحين بحرق عشرين حافلة مخصصة لإجلاء سكان من الفوعة وكفريا خلال وجودها في محيط البلدتين. ويأتي استئناف عمليات الإجلاء بموجب اتفاق تم التوصل إليه أساساً بين روسيا وتركيا، قبل أن تدخل إيران على خط المفاوضات. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر انجي صدقي إن نحو خمسة آلاف شخص على متن 75 حافلة خرجوا من حلب باتجاه ريف حلب الغربي. وكان حوالي 350 شخصاً توجهوا مساء الأحد نحو خان العسل التي تسيطر عليها المعارضة في غربي حلب.

وأوضحت صدقي «سنواصل العمليات طوال اليوم ومهما تطلب من وقت، لإجلاء الآلاف الذين لا يزالون ينتظرون إخراجهم».

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه تم إجلاء نحو 20 ألفاً من شرق حلب حتى الآن والجهود مستمرة لإخراج المزيد. وكان جاويش أوغلو ذكر في وقت سابق أمس أن 12 ألفاً تم إجلاؤهم. وكان 8500 شخص قد تمكنوا الخميس من الخروج من الأحياء الشرقية في حلب بحسب المرصد.

ووصف أحمد الدبيس رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الإجلاء، الحالة المريعة للسكان الذين وصلوا إلى غربي حلب بعدما أمضوا ليلتهم في الحافلات. وقال «كانوا في وضع سيئ جداً بسبب انتظارهم أكثر من 16 ساعة»، مضيفاً «لا طعام ولا شراب. الأطفال أصابتهم لسعة البرد، ولم يتمكنوا حتى من الذهاب إلى المراحيض».

ولفت إلى أن حوالي ثلاثة آلاف شخص كانوا قد وصلوا صباح أمس، عبر موكبين يتألف كل منهما من عشرين حافلة. وشاهد عشرات العائلات تنزل من حافلات عند الفجر وتتجمع جالسة أرضاً فيما كان عمال الإغاثة يوزعون مياه الشرب والتفاح على الأطفال.

ومن بين الأطفال الذين تم إجلاؤهم أيضاً الطفلة بانة العابد (سبع سنوات) التي أصبحت نجمة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما وثقت بتغريداتها يوميات الحرب في ظل الحصار. وقالت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية العاملة في سوريا، إنه من المرجح نقل بانا إلى مخيم للنازحين في محافظة ادلب.

ووصفت كايزي هاريتي من منظمة ميرسي كور غير الحكومية التي تستقبل المدنيين الذين تم إجلاؤهم في مركزين تابعين لها الحالة المريعة التي يعيشونها. وتقول «الأشخاص الذين نستقبلهم عاشوا جحيماً، ومن المستحيل وصف أو فهم مستوى الصدمة التي اختبروها».

إلى ذلك، يتضمن اتفاق الإجلاء وفق ما ذكر قيادي معارض، إجلاء 1500 شخص من مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق من دون أن تتم أي خطوات عملية. (وكالات)

المصدر: الخليج