«الأخوة الإنسانية».. صورة زايد

آراء

لم تكن الصورة التي التقطت للراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد في حاضرة الفاتيكان في العام 1951 مجرّد توثيق للحظة آنية في رحلة ما، بل كانت إشارة إلى قيمة إنسانية متجذرة في الشخصية الإماراتية، ورسالة من الراحل الكبير لكل الأجيال بأن التسامح والتعايش هما الأصل في الحياة، وأن الحوار الحضاري هو الطريق للمستقبل.

اليوم، تستدعي الذاكرة هذه اللقطة، وقد تحولت دلالاتها إلى مشروع إنساني كبير، سرعان ما ترجمته الإمارات إلى «وثيقة» خرجت من أبوظبي إلى العالم تحمل الملامح نفسها والرسالة ذاتها بكل ما حوته من قيم تنحاز دائماً إلى الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من كرامة وتسامح وتعايش.

ولذلك، فإننا نعتبر الرابع من فبراير من كل عام شاهداً على إنسانية الإمارات، واعترافاً دولياً برؤيتها الحكيمة للتواصل الحضاري والحوار الإنساني والقيم المشتركة وتبنّى الوسطية والاعتدال والانفتاح والتنوّع، والوقوف في وجه نزعات التطرف والكراهية وكل من يتبناها مفهوماً ولغة وسلوكاً.

ففي «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية» يدرك العالم جانباً من «العبقرية الإماراتية» ووعيها المبكر للانفتاح على الآخر وقبوله، وعلى جذور التسامح في مجتمعها، والسياسة المنفتحة والمتسامحة التي تنتهجها، باعتبارها مثالاً يحتذى به في ترسيخ قيم التعايش، وحرية ممارسة الأديان.

وفي ذكرى توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» تزيد قناعتنا بالتجربة الإماراتية التي اعتبرت الأديان مصدراً للقيم، والاعتدال، وخير الإنسان، ورفضت سعي التطرف المستمر إلى زج الدين في الخلافات بين الشعوب، وجعله سبباً للاصطدام والاحتراب، واستثمرت في ثقافة التسامح والتعايش، وبذلت الجهود الحثيثة التي أثمرت تآخياً إنسانياً وانفتاحاً وتنوعاً ووسطية واعتدالاً.

سيظل التعايش رسالتنا، والسلام نهجنا، والخير رسالتنا، والتسامح مصدر قوتنا.. وستبقى دعوتنا الدائمة والمتجددة أن «على الجميع أن يترك لأجيال المستقبل عالماً خالياً من الأحقاد والكراهية».. كل عام وإنسانيتنا بخير.

المصدر: الاتحاد