الإمارات.. دائرة الحقيقة الواحدة

آراء

الذين في قلوبهم مرض، والذين في نفوسهم غرض، والذين يهيمون فساداً في الأرض، يغيظهم كثيراً، ويحرق أكبادهم ما تفعله الإمارات، هؤلاء يرون في دور الإمارات الريادي في صناعة البهجة في نفوس الناس جميعاً، إنما هو سد الطريق أمامهم ليعملوا في الناس ما يعمله الشيطان الرجيم.

من هنا تبدأ معضلة هؤلاء، ومن هنا تنشأ مهزلتهم، ورحلتهم الفاشلة في الوصول إلى أهدافهم الهدامة، وطموحاتهم الغاشمة، وأساسها تحطيم آمال الشعوب في تحقيق أمنهم، وأمانيها، وتكسير مجاديف السفن الذاهبة إلى المستقبل، وبذل كل جهودهم لإيقاف عقارب الساعة، عند عصور الجاهلية الأولى.

هذا ما يغيظهم ، لأن الإمارات اليوم هي الشعلة والتي من خلالها ترى شعوب العالم طريقها إلى الحياة، وهي حقل الورود الذي ينثر العبق في منابر العالم، لتبقى الإنسانية في بحبوبة المشاعر المترفة بالرياحين، ولكن من اعتاد العيش في حفر الدسائس، والنميمة ليس له في الحياة من هدف سوى إعادة العالم إلى مراحل ما قبل التاريخ، لأن هؤلاء مثل الخفافيش يعشيهم نور الحقيقة وتغشيهم أضواء الحرية، هؤلاء لا ينامون إلا على ضجيج العقل الباطن، ورجيج النفس المرتجفة، لأنهم هكذا نشأوا، وهكذا تنامت أفكارهم كما هو النمل الأبيض في عدوانيته وشراسة معركته مع الحياة.

الإمارات تقف دوماً عقبة في طريق كل من يعفر التراب في وجوه المتعبين، وكل من ينفس الغبار في عيون الساعين إلى الحب، بقلوب صافية نقية، أبية، لا تشوبها شائبة، ولا تعرقلها خائبة.

لهذا السبب نرى هذا السعار، وهذه الخلايا النائمة تنهض بعد سبات، وتوجه سهامها المسمومة تجاه بلد يعرف العالم أنه السباق في بث روح السلام بين الأشقاء والأصدقاء، لأن القيادة الرشيدة مؤمنة، بأن سلام الآخرين، هو قبلة الحياة لكل محب للسلام وكل عاشق للحياة.

هذه هي سيرة الإمارات، وهذه هي حكايتها، وهذه هي قصة نجاحها وهي تعبر محيط الحياة، مؤزرة بمشاعر الأخوة لكل أبناء الأرض ومن دون استثناء إلا أولئك أعداء الحقيقة، حقيقة الحلم البشري في صناعة الحضارة على عاتق أعمدة، هي أوتاد تسند السقف، والذي هو الحب.

هذه هي الإمارات للآخر في ضمير سياستها مكانة، ورزانة، وأمانة، لا مجال لمراوغات الأوغاد، لا مجال للسفسطة، واللعب بالكلمات، لأن الكلمة الأولى في سياسة الإمارات هي إصلاح ذات البين بين كل المتخاصمين في هذا العالم، من أجل أن تستمر سفينة الحضارة البشرية في عبور المضائق من غير مشقة ولا انشقاق، ومن دون شعارات لا هدف منها إلا إشعال النيران في الجسد الواحد.

في رؤية الإمارات السياسية، هي أنه لا حل لكل الخلافات التي تدور بين الشعوب، إلا المائدة المستديرة، تعبيراً عن دائرة الحقيقة الواحدة، وهي أن الحياة دايرة، نحن قطرها، أي نحن البشر، ولا مزايدات تنفع، ولا ثرثرات تشفع، انه الوعي بأهمية أن نكون معاً، يدا تبني وأخرى تصفق للمبدعين، والمخلصين للحياة.

الذين خرجوا من دائرة الحياة وقعوا في الحفر السوداء، واستولت عليهم حكايات أم الدويس، وبابا درياه، وما إلى ذلك من خرافة ما قبل الوعي، وأوهام ما بعد الأحلام الكابوسية.

ورد الإمارات على هذه الكوابيس، هو رد النجوم عندما تتشقشق نوراً من خلال أغشية الغيمة الداكنة.

رد الإمارات على هذه الأوهام هو رد النسائم وهي تعانق أكمام الزهور، فتتنشق الزهور من شفافيتها، كما تمنحها عبير الحياة.

المصدر: الاتحاد