الإمارات.. يد تمنح البلسم وتداوي

آراء

في الوقت الذي ترتعد فيه الفرائص، من شديد ما تبديه الطلقات من فحش، وتوحش، نجد الإمارات بحزمة الأخلاق العالية، والقيم الرفيعة، تحضر وفي الأيدي بلسم التداوي، وأكسير الحياة، وفي وقت نفض فيه العالم يديه متفرجاً، مبهوتاً لما يحدث على أرض من سكنی البشر، نجد الإمارات تكسر حاجز الصوت، وتمضي قدماً متأزرة بإرادة الأوفياء، متأبطة حالتها الإنسانية من دون وجل، أو توجس، حيث الواجب الإنساني يغلب على كل الاعتبارات، ويفوق كل التصورات، فها هي تطور الديار، وتنعم بقيمها، وشيمها، وقدرتها على اختراق نواصي الخلافات بين الدول، مقتنعة بأن الحل هو أن تتواصل الدول، وأن تعمل جاهدة على كنس غبار الأحقاد، ليحل السلام، وتمتلئ جعبة الكون بعطر التسامح ونهج الكرماء في هذا الوقت الذي تدور فيه رحى الكراهية، وتطحن أرواح الأبرياء، وتخوف الأطفال، وتروع النساء، تدخل الإمارات من نافذة العفوية، وبراءة الأصفياء لتضع يداً على جبين من فقدوا المأكل والمسكن، وتعضد من فقد الأمن والطمأنينة.

الإمارات في الزمن الذي تتأكل فيه شحمة الأحلام الزاهية، تخرج على العالم بضمادة الجروح، متداعية كأنها العضو الساهر على عضو أنهكته العلل، وهتكت سلامه الأمراض والعصبية، والتعصب، وانهيار الذات العاقلة.

الإمارات في هذا الوقت من زمن الحروب الطائفية والعرقية، والأيديولوجية، والسياسية، تقف عند قارعة الوعي، وتقول لكل من أضنته الحروب كفا نقف ونتأمل المشهد الإنساني، وكيف فعلت الحروب بالحضارة البشرية التي ننتمي إليها جميعاً، ونقول إلى هنا وليتوقف النزيف، وتخرج حورية البحر وتقول بالحرف الواحد، ما أجمل العالم وهو يرسم صورة الجمال على سبورة الحياة، ويتخلص من ديمومة العنف، ويتحرر من المراهنة على القوة العسكرية!.

الإمارات تذكر العالم بتدخلها الإنساني بأن الحياة في أحضان السلام، أجمل وأكمل، وأن الأطفال الذين يستيقظون صباحاً على هدير الرصاص، يستحقون أن يفتحوا عيونهم عند كل شروق شمس على صوت موسيقى رفع الأعلام لبلدانهم، وابتسامة الفرح ترقص طرباً على وجناتهم.

الإمارات دوماً تدق ناقوس خطر الحروب وتدعو إلى الكلمة الطيبة، بدلاً من رصاصات الموت، والدمار.

المصدر: الاتحاد