الإنسان الإماراتي العالمي

آراء

عندما يصعد إماراتي إلى العالمية تشعر بأن هناك جناحاً عملاقاً يأخذك إلى السماء ويجلسك عند النجمة لتشم رائحة الوجود من هناك، ثم تنظر إلى خريطة الإمارات، فتجدها زاهية مثل مرآة سحرية وتجد الناس فيها كائنات خلاقة، كل في مجاله، وكل في صعيده يرتقي إلى حيث تمطر الغيمة.

عندما تقرأ خبراً عن إماراتي حقق إنجازاً عالمياً في مجال ما، تحس بأن المطر غزير في فناء منزلك، وأن البيئة تتغير لصالح هذا الوطن الجميل، وأن الحياة تتزين كأنها الفتاة في ليلة العرس محيية أبناء هذا الوطن وشادة على الأيادي بحزم وجزم.

عندما تنتصر الإرادة لا بد وأن تتفتح الأزهار، وتتفرع أغصان الأشجار وتصير الثمار برتقالة الأحلام البهية.

محمد هادي الحسيني واحد من أبناء هذا الوطن ينجز مشروعه بانتخابه رئيساً لمجموعة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي.

عندما تشرق الشمس وتعلق بين أهدابها قلادة إماراتية جديدة، تشعر أنها تضاعف دورتها حول الشمس وتمضي قدماً نحو آفاق جديدة وتبشر بميلاد جديد لحلم جديد في عصر إماراتي مرصع بالذهب، معشق بألوان الحياة النابضة بالإبداع، الذاهبة بالوطن نحو جداول لا تنضب عذوبتها ولا تجف نبوعها.

هذه هي الإمارات، وهذا هو عصرها المنمق برونق الفرح والانتصار على كل المحبطات وكل المثبطات، وكل العواقب والنواكب لأن وطني الإمارات يتكئ على موروث سمته المجازفة والمثابرة واقتحام الجدران العالية من أجل الإطلالة على ما بعد الغشاء السميك الذي يفصل ما بين الحقيقة والخيال، وفي هذا البلد أصبح للخيال علاقة وطيدة مع الواقع وأصبح للواقع مكانة عالية في بيت الحقيقة، الأمر الذي يجعل من الوصول إلى الأهداف مسألة لا تستغرق وقتاً، وإنما هي الثواني في حساب الأجيال.

هكذا نقرأ تحقيق الإنجازات، وهكذا نستبطن ما يحدث على أرض الواقع، وهكذا ندرس فصول الحياة في بلادنا، وهكذا نتلو حلم الأجيال وهم يثابرون، فينجزون، فيزرعون الفرح في صدور العشاق، ويقطفون الثمار ناضجة حلوة المذاق، سريعة الذوبان عند اللسان.

هؤلاء جيل يصنع مخدة طمأنينته، ويحيك شرشف السعادة بمهارة الأذكياء، ورشاقة جمالية رائعة، مدهشة لأنهم أحبوا الوطن، فأحبوا له كل ما هو جميل ونافع ورافع لرايته.

هؤلاء جيل عرفوا كيف تورد الركاب منابع الخير والإبداع، فذهبوا إليها بعقول واعية وقلوب محبة، ونفوس شفافة، وأرواح كأنها أجنحة الفراشات.

اليوم أصبح الإبداع إماراتياً بامتياز، وأصبحت الإمارات منطقة خضراء تنمو على أرضها زيتونة الأحلام، وتينة الفرح، لأنها خلال الخمسين عاماً استطاعت أن توفر البيئة الصالحة لتنمية الإبداع، وبفخر واعتزاز.

المصدر: الاتحاد