الحب ليس ساحة حرب

آراء

قل لزوجتك: الحب ليس ساحة حرب. قولي لزوجك الحب ليس ساحة حرب. هكذا يصبح الحب اتصالاً، وليس علاقة، يصبح الحب عالماً مفتوحاً على الحياة، وتصبحان أنتما في الحب رقصة الطير على الأغصان من أجل قرين، ووشوشة الموجة كي يستيقظ البحر بعد سبات، وأغنية الريح بهجة بجمال الطبيعة، وكل ذلك يحدث وأنتما في الحياة أكثر من زوجين، أكبر من نجمين.

حينئذ يصبح الحب والخوف من الحب مثل قطبي المغناطيس، اثنان في واحد، يصبح الحب والخوف شيئاً واحداً، وهنا يختفي التناقض، ويختفي التنافر، ويحضر الوجود الكلي، تحضر الوحدة بين الأضداد، تحضران أنتما في الوجود أغنية، قيثارة، وشذا الوردة.

في مثل هكذا تواصل لا يحدث الشك، ولا ينبري الخوف من الآخر سوى لحظة شغف، فيها تتم عملية الذوبان، الواحد في الكل.

قد نجد في هذا الكلام شيئاً من الغموض، أو ربما نجد الصعوبة في فهم ما يحدث في داخلنا، ولكننا عندما نتخلص من سذاجة العلاقة، وندخل في لجة التواصل، يصبح الحب ليس نقيضاً، للاحب، بل الحب واللاحب هنا صنوان، هما طرفا المغناطيس، وما الطاقة إلا اتحاد السلبي بالإيجابي، وهذا يحدث في قطبي المغناطيس، وكذلك يحدث في قطبي الحياة الزوجية.

فقط كل ما تحتاجه الحياة الزوجية لكي تصبح كما هو المغناطيس، أن يحضر الوعي بشدة، ويختفي اللاوعي، لأنه ما من شك وريبة، وخوف، إلا بوجود (شيطان) اللاوعي، يكون هذا الشيطان هو المسيطر، وهو المستولي على دفة السفينة، مما يجعلها تذهب إلى أعماق غائرة، وهناك يحدث الغرق في خضم الآلام، والشقاق والفراق، والطلاق، ولا انعتاق، إلا بحضور الوعي، وفي الوعي يستدل الزوجان على مكامن الحب، وينبذان الخوف.

الخوف وليد الغياب الكلي للوعي، الحب يوجد هناك، في أحضان الوعي، الحب والوعي عمودان يحملان سقف السلام النفسي، فلا تستغرقان كثيراً في قراءة صفحات من الماضي، ولا تغوصان في لجج المستقبل، فأنتما أبناء اللحظة، كونا فيها، كونا في صلب (الآن) ستجدان الحب يخرج من بين الثنيات، مثلما تخرج اللؤلؤة من المحارة.

أفلقا محارة الوعي، ستجدان الحب يتألق هناك، ويشيع بريقه في الوجود، وتكونان في الوجود نجمين انبثقا في اللحظة وليس من ملايين السنين.

المصدر: الاتحاد