مريم البلوشي
مريم البلوشي
كاتبة اماراتية

العطاء.. إنسانية تنطق

آراء

العطاء قيمة عظيمة في مفهوم الإنسانية، العطاء بكل صوره لا يختلف عليه اثنان في أنه يعيد للإنسان مفهوم الخير ورد الجميل، في الكثير من المواقف والأماكن متى ما تيسرت الأمور وسخر الله لنا الفرصة فإنها نعمة كبيرة، نعمة أن تعطي مما أعطاك الله، مالاً كان، علماً، كلمة، تطييب خاطر، رسالة، تجربة، تواجداً، دعماً معنوياً، احتواء، مواساة، مؤازرة، ابتسامة، الخ. لا يمكن أن أصف كل الأوجه هنا لكنه الإحساس بأنك لا تنتظر لا مدحاً ولا مردوداً، بل تعطي من داخلك، قلبك ونفسك وروحك راضية، وتصبح بخير بعد ذلك بما ستشعر به ويعود إليك.

قبل أيام كنت في تجمع لأول مرة مع «أفيشن جاذيرنج Aviation Gathering»، تجمع في الطيران المدني، أعرف عنه منذ أعوام لكن لم تحصل لي الفرصة أن أشاركهم يوماً تجمعهم، لتمر الأعوام ويأتي الوقت المناسب، كان الحديث مع مجموعة لا تتجاوز ربما ال 30، ممن يعيش في عالم الطيران وتميز فيه، وممن يخطط للدخول فيه، تجربتي كانت محل نقاش، ولأول مرة منذ فترة طويلة، يطلب مني أن أتحدث دونما تحضير أو أسئلة، فقط أنقل تجربتي لجيل مضى وجيل يأتي، كانت جلسة أحسست فيها بالتقصير قليلاً وبالرضا كثيراً، التقصير في تواصلنا مع بعضنا، في نقل تجاربنا الإنسانية قبل العملية، في التواصل وإعطاء دفعة خير معنوية لمن حولنا، قد نظن أحياناً أن قصصنا عادية، لكنها قد تصيب موقعاً فتغير حالاً، وقد ترفع محبطاً وتعلمه أن الحياة مد وجزر، وقد تنير بصيرة أحدهم وتبرهن له أن الله في تدبيره خير ما نحلم به، وقد تعيد لأحدهم توازنه بأن يحس بأنه ليس وحده، وقد تؤكد لغيره أن التطوع والعطاء في عالمه هو باب من أبواب النجاح الكبرى التي لا تخطئ، وقد تبرهن لشخص أن كل ما يمر به من إحباطات، حروب ومنازعات وحتى تحديات هي جزء من عملية التغيير التي يريدها لنا الله.

المصدر: الخليج