العين تتكحل بمليوني زهرة

منوعات

استحقت مدينة العين، التي اشتهرت بكثرة حدائقها وجمال طبيعتها، وباتت مقصد الزوار والسياح، لما تحتويه من واحات طبيعية ومواقع أثرية تاريخية، وقد حرصت إدارة البلدية أن تكلل جيد مدينتها بعقود من زهور، تنوعت أشكالها وألوانها، وهي تردد”شوف الزهور وتعلم بين الحبايب تتكلم”.فقد أعلنت إدارة البلدية أن إجمالي عدد الزهور الموسمية التي تزينت بها مدينة العين خلال الموسم بقطاع وسط المدينة 1.972.900 زهرة.

وحرصت البلدية على حفظ مظهر وجمالية مدينة الواحات، وذلك عبر جهودها المبذولة والدائمة في مجال زرع شتلات الزهور الموسمية وفق برنامج زمني، يتم فيه استبدال الزهور حسب مواسم النمو بألوان مختلفة كالأحمر والأبيض والزهري والبنفسجي والأصفر والبرتقالي والأقحواني والذهبي والمشمشي والأحمر الغامق والألوان المدموجة.

ثلاثة مواسمتتم زراعة هذه الشتلات من الزهور على امتداد ثلاثة مواسم باعتبار أن كل نوع من الزهور يحتاج إلى قدر معين من درجات الحرارة، وتنتهي فترة أزهاره بانتهاء الفترة الزمنية المناسبة لبقائه، وذلك لملاءمة الزهور المزروعة لظروف الموسم كالمناخ ومدى مقاومتها لملوحة المياه، وتمتاز هذه الزهور، إضافة إلى تعدد ألوانها وجمال أصنافها برائحتها العطرية.

وتؤكد إدارة الحدائق والمتنزهات الترفيهية بقطاع وسط المدينة في بلدية مدينة العين أن زراعة أحواض الزهور الموسمية في مدينة الواحات والحدائق، تتم بشكل دوري ومستمر، وتبدأ زراعة زهور الموسم الأول من منتصف شهر أكتوبر إلى بداية شهر فبراير، يسبقها أسبوعان، يتم خلالها إزالة زهور الموسم السابق، وتجهيز التربة الزراعية لاستقبال زهور الموسم الجديد، ومن أكثر الزهور زراعة في هذا الموسم هي زهور الأجيراتوم، وأمارانتس، وأنترهينم وسيلوشيا وكالينديولا وكوزموس وداليا وديانثس وبيتونيا و ماري قولد وسلفيا، تمتاز جميعها بتنوع ألوان أزهارها وجمالها والرائحة العطرية لبعضها، ويوجد منها أكثر من 60 صنفاً، تزرع بنجاح في شوارع وحدائق مدينة العين.

يلي ذلك زراعة زهور الموسم الثاني من بداية شهر فبراير إلى نهاية شهر مايو، ومن أمثلتها زهور اليسوم وبيتونيا وسيلوشيا وأمارانتس وكوزموس وزينيا، وغيرها الكثير، بينما تضم زهور الموسم الثالث أصناف الفنكا روزا وجلارديا وبورتولاكا وزينيا، التي تمتد من بداية شهر يونيو إلى منتصف شهر أكتوبر.وحول أعمال الصيانة الزراعية التي تخضع لها زراعة الزهور، فإن الزهور من أهم النباتات في مجال الزراعة التجميلية، التي تستخدم في مدينة العين على نطاق واسع، ويتوقف المظهر الجمالي للمدينة على نجاح زراعتها بتنسيقات جميلة، تعكس ألوانها الزاهية وروائحها العطرية وتناسق أحجامها، فهي تمثل الإطار أو البرواز للمساحات المزروعة.

مراحل الزراعة

زراعة الزهور تمر بمراحل معينة تبدأ بتجهيز التربة وإزالة زهور الموسم السابق وتنظيف الأحواض من الحشائش الضارة وتركها لمدة أسبوع، بخلط السماد العضوي، وريها بالمياه لتهيئة التربة لاستقبال زهور الموسم الجديد، إضافة إلى تعقيمها وتزويدها بسماد كيماوي مركب، وبعد مرور أسبوعين من عملية الزراعة، يتم تسميد التربة بسماد كيماوي قبل التزهير مباشرة، وذلك لمساعدة النبات على إنتاج زهرة كبيرة الحجم جميلة الشكل واللون، وبعد الانتهاء من عملية الزراعة يجب التأكد أن نسبة 90% من الزهور خلال كل موسم في حالة جيدة، أي أن النباتات التي تبدأ بالذبول أو التلف قبل وخلال فترة التزهير، يجب استبدالها من أجل الحفاظ على مستوى جيد من العرض.

وبالنسبة لعمليات الري التي يجب مراعاتها، فهي المحددة لنمو الأزهار وتحولها من مرحلة النمو الخضري إلى النمو الزهري، وإهمال الري أو الإفراط فيه يؤثر في حالة الزهور ويؤدي إلى اصفرارها ثم ذبولها، أما الاعتدال والانتظام في الري فيعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح زراعة الزهور، التي تمثل الإطار الجميل للمساحات الخضراء المزروعة.

الري بالتنقيط

تعتمد بلدية مدينة العين على نظام الري بالتنقيط لكافة مزروعاتها، وفي حالات قليلة، يتم استخدام نظام “الببلر” الذي يوفر كمية كافية من الماء لري النباتات ومن دون هدر، حيث يتم ري جزء محدد من المساحة المخصصة لكل نبتة ولعمق محدد للتقليل من عمليات الهدر، ما يحافظ على المياه المستخدمة لري مساحات أكبر وبشكل مقنن باعتبارها أفضل أنظمة الري المتبعة، حيث يبلغ متوسط الاحتياجات المائية في فصل الصيف 20 لتراً يومياً للمتر المربع، وفي فصل الخريف 15 لتراً يومياً للمتر المربع، بينما يبلغ متوسط احتياج المياه في فصل الشتاء إلى 10 لترات لكل يوم للمتر المربع الواحد.

مواد تجميلية

لإضفاء جمال مبتكر على التربة المزروعة وغير المزروعة، يتم استخدام مغطيات التربة غير النباتية، التي تنقسم إلى صنفين هما(المالش) والحصى الأبيض، والمالش هي نشارة الخشب المصنوعة من أخشاب غابات الصنوبر وغير معادة التصنيع، وتتضمن مواصفات محددة، من حيث الطول والعرض والسمك وتخضع عملية استخدامها بوضع نشارة الخشب في سمك معين، ويتم توريد المالش حسب متطلبات وتوجيهات المهندس المختص بألوان متعددة وهي البني والأحمر والذهبي على ألا تكون مختلطة بأي من خامات الحديد، وبعد مرور سنة من إضافة المالش، يتم إضافة كمية جديدة منه بمقياس معين كونها إحدى مراحل صيانة مغطيات التربة غير النباتية، فيما يستخدم الحصى الأبيض كمادة تجميلية، تتكون من أحجار صغيرة تستخدم لأعمال الزينة الخاصة بتطوير المناظر الطبيعية والمشاريع التطويرية.


المصدر: داوود محمد – البيان