القادم أفضل

آراء

كأنه ابتسامة البراءة، كأنه لغة العفوية، كأنه حلم الطير، كأنه نسق العناقيد عند هامات النخيل، هو ذاك المستقبل البراق، والغد المشرق، والقادم المتألق، بمحفظة التاريخ، وصندوق المشاريع العملاقة، وحزمة الطموحات التي لا ينطفئ لها ومیض، ولا يخبو بصيص.

هي هذه الإمارات التي توحدها رؤية قيادة، استطاعت في عمق الأزمات أن تكون المصباح المنير، الذي يضيء الطريق للذاهبين إلى المستقبل، وأن تكون القاموس المحيط للغة التواصل بين الأنا والآخر، وأن تكون الموجة التي تحمل على كاهلها مراكب السفر إلى مناطق الأحلام البعيدة.

اليوم عندما نلف خيوط الذاكرة، ونلتفت نحو القماشة الملونة، نجد أنفسنا أمام فسيفساء كونية، رهيبة، مذهلة، لا يمكن أن يمر عليها الخاطر من دون أن تسيل منابع البهجة في أعماقه، وتنهمر شلالات الأبيض الناصع من علو كعب الكرامة والتي تواصلت درجاتها العلا، كما هي خصلات الخيل عند جيد، وعنق، وعندما نتأمل اللوحة التشكيلية المعلقة بين السماء والأرض، نفهم جيداً بأن العالم لا تنمو فواصله بین الجملة والأخرى، إلا عندما تكون العبارة من لدن حنكة، وفطنة، وفي الإمارات يطفو الواقع على صدر سحابة، تأخذه إلى تربة خصبة، ولا يمر يوم إلا ونسمع، ونشاهد سنابل الخير ترفع هامات، وتفضي إلى الوجود بجمال، وكمال، حيث يختفي السؤال، لا يبقى إلا جواب الأفعال قبل الأقوال، في كل يوم الإمارات تستقبل خبراً مثل ما هي أنباء الغيمة عن مطر يزخ رشاته على خد وجيد، ويكسب العالم مالاً جديداً في الفرح.

ولأن في الإمارات قيادة آمنت بأن الحب وحده أكسير حياة، وأن السلام النفسي هو حرز التطور، وأن الثقة في الطاقات البشرية هي تميمة النجاح، وهي النتيجة القصوى لأي جهد في كل يوم نرى في بلادنا شجر الطموحات أغصانه جديدة تترعرع في السماء، وأوراقاً براقة ترفرف كأنها الأجنحة، وفي كل يوم تزداد رقعة التطور، حتى أصبح التطور هو السمة التي تمیز بلادنا عن سواها من الأوطان.

هكذا هي الإمارات، وهكذا هي سيرتها في العالم وفي ضمير التاريخ، وهكذا تبدو في عيون عشاقها وهم كثر، وهكذا تبزغ السيمفونية في وجدان أصحاب النغمات، والتناغم، والذين يلونون حياتنا دوماً بالشجو، واللحن الأنيق، حتى صارت الإمارات قيثارة عملاقة، تترنم لها الكائنات، وتصدوا معها مخلوقات الله لتكتمل الصورة، كما هو الوجود في وحدته، وتكامله.

المصدر: الاتحاد