الوفاء.. شيم الكبار

آراء

قبل سنوات عديدة، كلّف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سفارة الإمارات في أوتاوا إيفاد مندوبين لحضور تشييع ممرضة كندية عملت في خمسينيات القرن الماضي بالمستشفى المعروف لدى أهالي مدينة العين باسم «كند»، كما حرص على تكريم أطباء وطبيبات عملوا في ذلك المستشفى في احتفالية خاصة بحضور من يمثل عائلات الراحلين منهم، مشيداً بجهودهم وحسن رعايتهم لمرضاهم في تلك الحقبة الصعبة والظروف القاسية. وفي إحدى المرات، حرص سموه، وفي مجلسه العامر، على تكريم فرّاشاً هندياً عمل بديوانه قرابة ثلاثين عاماً بمناسبة قراره العودة إلى بلاده، وأبلغه بأنه سيكون مرحباً به وبعائلته في أي وقت يريد فيه زيارة «وطنه الثاني».

مواقف خالدة وغيرها الكثير خلال زيارات سموه لرجالات الرعيل الأول التمعت في الذاكرة، بينما كنت أتابع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للشاعر حمد بن سوقات، ورجل الأعمال جمعة الماجد، واللذين وصفهما سموه «برجالات دبي الكرام» عندما قال: «مررت على بعض الكرام.. من رجالات دبي.. لم تزدهم الأيام إلا وقاراً.. وكلما كبروا في السنين كبرت محبتهم في القلوب.. حمد بن سوقات.. وجمعة الماجد.. حفظكم الله وحفظ جميع أهلنا وأحبابنا».

عشية الزيارة كان سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، يُعبِّر عن شكره للمهندس رشاد بوخش لجهوده في ترميم المباني التاريخية في دبي، وقال: «مع افتتاح متحف الشندغة أشكر الأخ رشاد بوخش الذي قاد ملف ترميم المباني التاريخية في دبي خلال سنوات عمله، وأسهم مع فريق عمله في الحفاظ على التراث العمراني لدبي وتقديمه للعالم بأصالة ورقي. رشاد بوخش هو أحد المخلصين لدبي وتاريخها، ودبي لا تنسى المخلصين». افتتاح المتحف بعد إنجاز عملياته التطويرية الواسعة، يعد من صور الوفاء لتاريخ منطقة عزيزة من مناطق إماراتنا الحبيبة، وجهداً متميزاً للحفاظ على معالم وأثر جزء مهم من تاريخ الإمارة.

الوفاء من شيم الكبار، ومن القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات التي تتناقلها الأجيال، وتابعت كذلك مبادرة ذاتية لموظفي إحدى الدوائر لتكريم رئيس قسم فيها بعد تقاعده، بحفر بئر باسمه كصدقة في موقف من مواقف الوفاء للرجال الذين يقدرهم الرجال.

المصدر: الاتحاد