بالمرصاد لتجار السموم

آراء

إعلان شرطة أبوظبي ضبط 2.9 طن من المواد المخدرة و 1.4 مليون قرص من المؤثرات العقلية خلال عام واحد فقط، وهو العام الماضي 2021 وبقيمة سوقية تتجاوز 1.2 مليار درهم، في عمليات متفرقة يؤكد المستوى الرفيع من اليقظة العالية والاحترافية والأساليب المتطورة لرجال العيون الساهرة في أجهزة المكافحة.

كما يكشف حجم الاستهداف للنيل من أمن واستقرار هذا الوطن الغالي بالتركيز على استهداف أغلى ثرواته وهم الشباب، ولئن كان أسود وأبطال قواتنا المسلحة يذودون عن حياض الوطن باعتبارهم سوره وسياجه الحامي ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة البلاد من الأعداء الخارجيين، فإن رجال المكافحة يؤمنون جبهتنا الداخلية بحماية شبابنا والتصدي لعصابات التهريب وتجار السموم ذوي الارتباط المباشر بالتنظيمات الإرهابية وأهم وأكبر مصادر تمويلها.

قدمت الإمارات تجربة وأنموذجاً متكاملاً للتصدي لعصابات المخدرات، وفي الوقت ذاته تبنت برامج وتشريعات متطورة

حققت نجاحاً كبيراً في التصدي للآفة ومنع انتشارها في المجتمع، وكذلك انتشال الذين وقعوا في قبضة الإدمان وضعفوا أمام إغراء رفاق السوء الذين زينوا لهم هذه الآفة.

وهنا يبرز الدور الكبير للمركز الوطني للتأهيل بمد يد المساعدة لهم وعلاجهم بكل سرية وكفاءة حتى يعودوا للمجتمع أفراداً صالحين ومنتجين بعد أن كان الواحد منهم حطام إنسان دمر الإدمان والتعاطي حياته.

تعزيز الجهود العظيمة والكبيرة التي تقوم بها أجهزة المكافحة في دوائرنا الشرطية، وكذلك العدلية والقضائية، يتطلب دعمها بمواصلة إنزال أقصى العقوبات بتجار السموم وفي مقدمتها تطبيق أحكام الإعدام التي ينص عليها القانون بحقهم، فهؤلاء وعن سابق تصميم يريدون تدمير الشباب وتقويض استقرار الأسر والمجتمعات، ولكن مهما تفننوا في ابتكار طرق تهريب سمومهم وإدخالها للبلاد، فإنها تنكشف أمام يقظة أبطال المكافحة والأساليب الاحترافية والمتطورة التي يعملون بها، وكذلك ما يتميزون به من تحرك استباقي لإحباط عمليات التهريب بالتعاون مع مختلف الأجهزة.

في هذه الحرب المستعرة والمواجهة المستمرة التي يقودها تجار السموم، يظل دور الأسرة الخط الأول من خلال المتابعة والتوجيه وتحصين الأبناء وتوعيتهم من رفاق السوء.

واليوم دخلت التقنية الحديثة في حلبة الصراع وهي تقتحم خلوات الأبناء من خلال الأجهزة الحديثة والمواقع الإلكترونية، والتصدي لها يتطلب كل الحذر واليقظة، ونحن نشد على أيدي رجال المكافحة والعيون الساهرة نؤكد لهم بأننا معهم فأنتم لستم وحدكم، و«كلنا شرطة» لحماية وصون بيتنا الكبير إمارات الخير والمحبة.

المصدر: الاتحاد