تخرصات أوروبية

آراء

الرفض الرسمي والشعبي لما جاء في تقرير البرلمان الأوروبي مؤخراً عن أوضاع حقوق الإنسان في الإمارات، عبر في المقام الأول عن مستوى التلاحم الوطني والثقة والفخر والاعتزاز بالمنظومة التشريعية للدولة وما حققته في هذا المجال ويلمسه القاصي والداني، ولا تغيب حقائقه وشواهده سوى عن أولئك الذين يعانون غبشاً في الرؤية وعمى ألوان للتمييز بين الحقائق والأكاذيب كما في تخرصات ذلك التقرير الذي جاء ليستغل استضافة الإمارات لأكبر حدث دولي في المنطقة العربية وهو «إكسبو دبي 2020» والذي لا يفصلنا عن انطلاقته سوى أيام معدودات.

قبل هذا التقرير حاولت إحدى الجماعات المتاجرة بحقوق الإنسان إثارة الأمر، فكان رد المجتمع الدولي المزيد من الاحتفاء بالإمارات وجهودها ودورها على الساحتين الإقليمية والدولية، وهي تقدم أنموذجاً متفرداً في بناء الإنسان واحترام إنسانيته وحقوقه، وبناء واحة ظليلة ينعم كل من بداخلها بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة وممارسة حقوقه ومعتقداته في ظل سيادة القانون الذي يتساوى أمامه الجميع.

مند سنوات عدة وخلال بناء المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات التي تضم اليوم أيقونات للثقافة والحضارة الإنسانية في مقدمتها متحف اللوفر أبوظبي، ارتفع نباح إحدى الجمعيات المسعورة عن أوضاع العمالة فيها، فما كان من الدولة إلا أن رتبت زيارات ميدانية لسفراء الدول المصدرة للعمالة، وكذلك بلدان الاتحاد الأوروبي ليشاهدوا الحقائق على الأرض، شاركت في واحدة من هذه الزيارات، وسمعت بنفسي تعليق أحد السفراء المشاركين وهو مبهور بما شاهد ويقول ما تقدمونه للعمال يُعد «ترفاً بمعنى الكلمة» وليس مجرد خدمات.

اليوم والإمارات تستعد لاستضافة ملايين البشر في «إكسبو دبي 2020» ومن بينهم نواب من البرلمان الأوروبي نفسه الذين عارضوا توصياته، سيلمسون بأنفسهم حجم التضليل والكذب والافتراء والمغالطات الذي مارسه زملاؤهم، وأولئك المتاجرون بحقوق الإنسان.

الإمارات تعتز بتجربتها ونجاعة منظومتها التشريعية والمبادرات التي قدمتها على طريق تعزيز قيم وقضايا حقوق الإنسان المنطلقة أساساً من القيم التي آمنت بها مبكراً وحققت له ما تحقق اليوم، ولعلّ أحدث تلك المبادرات إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان.

خلاصة القول إن الإمارات ليست بحاجة لدروس ومحاضرات عن حقوق الإنسان، وبالذات من أصحاب الماضي والتاريخ الأسود في المتاجرة بتلك الحقوق، واستخدامها وسيلة وأداة للمتاجرة والابتزاز. إنها الإمارات وكفى، هي للحق والعدالة والمساواة و«الأخوة الإنسانية» عنوان، وستمضي محلقة في سماء الإنجازات والمكتسبات التي جعلت منها قبلة لكل من ينشد الحياة الكريمة واحترام الإنسان وحقوقه.

المصدر: الاتحاد