تركيا.. ذراع في الغرب وأخرى في الشرق

آراء

تركيا التي في الغرب لها تاريخ مؤزر بوجود جغرافي وإنساني، وفي الشرق مظلة تخبئ تحت مخملها دفء الأحلام الثقافية، هي اليوم تبدو في الأنام راحة ممدودة باتجاه السلام، وتنمية الحياة بالحب، والانسجام مع الآخر على غرار ما تقوم به الفراشات ساعة رفرفتها عند بتلات الأزهار.

اليوم وفي الزيارة الراهنة لدولة الإمارات، يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتأسيس رحى قمحة العلاقات الحانية مع الإمارات التي ما برحت مناطق الأحلام الزاهية، وما انفكت تبني علاقاتها مع العالم على بنى السلام وطمأنينة الأفئدة، وافتراش ملاءات التنمية الاقتصادية بين الدول، كون الاقتصاد هو الحقيبة التي تختبئ بداخلها دفاتر المجد، وأقلام السعد، وكتب الرغد، كل ذلك يحدث اليوم في الإمارات التي تستقبل قادة العالم على رحب وسعة، ودون استثناء، مستندة بذلك إلى تاريخ من العمق في الوعي بأهمية أن نكون مثل بياض الموجة، مثل سخاء الشجرة، مثل بريق عيون الطير، حتى حفظ الود مع الغد، وحتى نمتلك ناصية التطور من دون هنات، ولا زلات، ولا خفقات.

الإمارات سعت منذ عقود، في التاريخ إلى بناء علاقاتها مع دول العالم على أسس الاحترام المتبادل، والعدل، والمساواة من دون إفراط ولا تفريط في الثوابت. وتدل على ذلك هذه السجادة الممتدة عبر التضاريس الكونية منسوجة من وحي فهم بأهمية العلاقات بين الدول كي يسود السلام، ويعم الأمن، وتتحرر الدنيا من بطش الأحقاد والكراهية.

الإمارات تعمل على ذلك لأجل أن يفتح أطفال العالم عيونهم صباحاً على خيوط الشمس وهي تدلي بتصريح كوني بأن العالم أشرق، وحدق، ونسق، وأبرق، وصدق بأن الأطفال هم حلمنا، ولا يشع بريق الحلم إلا إذا اجتاز العالم أجمع كأداء الحياة، وتطورت أدواته نسلاً من سلالة الإنسان الذاهب إلى المجد محروساً بأدواته الذهنية، والعاطفية النبيلة.

هكذا ترى الإمارات العالم، وهكذا تحلم قيادتنا بإنسانية واسعة الظلال، نقية الأطلال، لا تشوب ديارها عطبة، ولا تسوم دنياها رهبة، كل ذلك يحدث في هذا البلد العريق، الأنيق في علاقاته مع دول العالم، لأن القيادة الرشيدة آمنت بأن السلام العالمي لا بد وأن يمر من عتبة الوعي بأهمية أن نكون مثل علاقة الأغصان بالأغصان، وعلاقة الأجنحة بالأجنحة، فكلها تقوي بعضها إن أراد المخلوق أن ينمو، وأن يرتفع إلى حيث تكمن النجوم.

المصدر: الاتحاد