«دبي الدولي» .. من مـدرج «الرمــل المضغوط» إلى المطار الأول عالمياً

أخبار

يدخل مطار دبي الدولي اليوم عامه الـ60، محققاً إنجازات عدة في صناعة الطيران عالمياً، إذ بدأت أول رحلة تجارية منتظمة إلى دبي مقابل ملعب الغولف الحالي بالقرب من مركز تسوّق «ديرة سيتي سنتر» في أكتوبر 1937، إلا أن رحلة دبي لتصبح عاصمة الطيران الأولى في العالم انطلقت مع افتتاح مطارها في 30 سبتمبر 1960، الذي استطاع بعد مرور 54 عاماً إزاحة نظيره «لندن هيثرو» عن المركز الأول في أعداد الركاب الدوليين عام 2014 تحديداً، وذلك للمرة الأولى في التاريخ، بعدما كان المطار البريطاني ينفرد بالصدارة منذ بدء نشاط النقل الجوي الدولي في العالم.

ومنذ توقيع أول اتفاقية أجواء مفتوحة في يوليو 1937 بين المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم والمملكة المتحدة، واصلت دبي مساعيها عبر سياسة الانفتاح التجاري وضع الخطط والأهداف التي مكنتها من بناء مرافق وبيئة تشريعية جاذبة مهّد لها الطريق لبناء الجسور مع العالم الخارجي، وتحقيق طموحاتها نحو العالمية، ومع افتتاح المطار خرجت دبي من نطاق الجغرافيا الضيّق إلى كتابة تاريخ جديد في قطاع الطيران.

قرار استراتيجي

وقال المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني، محمد عبدالله أهلي: «تحقق واحد من أبرز الإنجازات في تاريخ دبي مع افتتاح مطارها الدولي في عام 1960، والذي أسهم خلال فترة لاحقة في تحويلها إلى واحدة من أكثر مدن العالم ارتباطاً بالعالم الخارجي»، مشيراً إلى أن المطار مكّن الإمارة من إضافة بعد جديد لمسيرتها التنموية، خصوصاً بعد أن لاقى المنفذ الجوي استحسان التجار والشركات الدولية في البدايات.

وأضاف أهلي أن النمو الاقتصادي والعمراني في الإمارة خلال عام 1964 أسهم في تدفق الاستثمارات، ما انعكس على زيادة كبيرة في حركة المسافرين عبر المطار، ولزيادة طاقته الاستيعابية تم خلال العام التالي الانتهاء من بناء المدرج الجديد المبني من الإسفلت، بدلاً من «المدرج الرملي المضغوط»، ليصبح المطار جاهزاً لاستقبال أضخم طرز الطائرات. ومع تزويده بأجهزة إضاءة ليلية ورادار متطور، بدأ المطار في عام 1966 باستقبال الرحلات الليلية المجدولة من عواصم عربية وعالمية.

وتابع: «اتخذ المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في عام 1969 قراراً استراتيجياً بإنشاء مبنى جديد لمطار دبي بالقرب من المطار قيد التشغيل، وشمل التصميم الجديد مبنى حديثاً مؤلفاً من ثلاثة طوابق وبرجاً للمراقبة، فضلاً عن مواقف للطائرات ومكاتب للإدارة»، لافتاً إلى أن «دبي الدولي» سجل في عام 1970 أعلى مستوى نمو في تاريخه وصلت نسبته إلى 66%، إذ ارتفعت أعداد المسافرين إلى أكثر من 524 ألفاً مقارنة بـ315 ألف مسافر في عام 1960.

مشروعات وتوسعات

وقال أهلي إن دبي سعت دائماً خلال العقود الماضية إلى تحويل التحديات إلى فرص نمو في ظل الأهداف التي حددتها لتعزيز مكانتها على خارطة النقل الجوي، لافتاً إلى أن نمو سكان دبي في ظل المشروعات التنموية الكبيرة أدى إلى ارتفاع الطلب على البضائع، ما زاد من حجم الشحن الجوي عبر المطار الذي شهد لاحقاً إنجاز توسعات جديدة شملت تشييد صالة خاصة بالمسافرين، وبناء مرافق جديدة لاستقبال طائرات الشحن.

وأكد أهلي أن «سياسة الأجواء المفتوحة دون قيود لعبت دوراً بارزاً في تعزيز مكانة دبي مركزاً للنقل الجوي بين الغرب والشرق»، لافتاً إلى أن «المغفور له الشيخ راشد شكّل في عام 1977 لجنة خاصة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للإشراف على تطوير وإدارة المطار لتسهم التسهيلات وتشييد المرافق الحديثة في جعل دبي الخيار الأمثل للناقلات العالمية، حيث وصلت أعداد المسافرين في المطار إلى مليونين و357 ألفاً و733 مسافراً في عام 1979».

نمو مطّرد

إلى ذلك، قال نائب الرئيس في مؤسسة مطارات دبي، جمال الحاي، إن «المنشآت الجديدة وعمليات التوسعة للمطار في ظل سياسة الأجواء المفتوحة لعبت دوراً بارزاً، وأسهمت في تعزيز المكاسب على الصعيدين الإقليمي والدولي»، موضحاً أنه تم توقيع أول اتفاقية أجواء مفتوحة في عام 1937 تسمح لشركة «إمبيريال إيرويز» بالهبوط في «خور دبي»، وواصلت الإمارة في ما بعد التركيز على هذه السياسة لجذب مزيد من الشركات، ما انعكس على نمو مطّرد في أعداد المسافرين.

طريق حرير جوي

وأضاف الحاي أنه «منذ اتخاذ قرار افتتاح أول مطار خاص بها، واصلت دبي تنفيذ سلسلة مشروعات خاصة بعمليات التوسعة وتعزيز مكانة المطار الذي تحول في ما بعد إلى أكبر منفذ للنقل الجوي في العالم، فمطار دبي إحدى أبرز القصص التي أسهمت في وضع الإمارة على الخارطة العالمية لأبرز المدن وأكثرها جاذبية».

وأشار إلى أن «هبوط أول طائرة على مدرج المطار، شكّل الخطوة الأولى نحو تربعه على عرش المطارات العالمية، ليصبح طريقاً للحرير الجوي بين الغرب والشرق»، لافتاً إلى أن «دبي بدأت في وقت مبكر التفاوض مع مختلف الناقلات الجوية وتلبية احتياجاتها لتسيير رحلاتها من الإمارة وإليها، واستطاعت خلال فترة وجيرة استقطاب شركات عالمية ذات سمعة كبيرة».

وذكر أن «دبي أنجزت 26 مشروعاً تطويرياً لمطارها في الفترة بين عامي 1980 و1990 لمواكبة النمو، ففي عام 1980 وصل عدد المسافرين عبر مطار دبي إلى مليونين و787 ألفاً و822 مسافراً، بنسبة نمو بلغت 17%، ليرتفع إلى أكثر من خمسة ملايين مسافر في عام 1990».

وتابع: «للمرة الأولى في تاريخه، دخل (دبي الدولي) في عام 1997 نادي المطارات الكبرى، إذ احتل المرتبة السادسة ضمن قائمة تضم أسرع 10 مطارات في العالم نمواً، بمعدل قارب 14%، متجاوزاً بذلك مطارات دولية كبرى في أوروبا وآسيا».

وبيّن أنه «خلال الفترة الممتدة بين عام 1980 و2010، شهد قطاع النقل الجوي في دبي جملة من التطورات التي عززت مسيرة النمو إلى مستويات غير مسبوقة، ففي 25 أكتوبر 1985 دشنت (طيران الإمارات) أول خط جوي لها بطائرتين فقط، وهما طائرتان مستأجرتان من طراز (بوينغ 737) و(إيرباص B4 300) إلى العاصمة الباكستانية كراتشي».

ولفت الحاي إلى أن «الفترة بين 2000 و2010 تعد أهم مرحلة في تاريخ الطيران المدني في دبي، نظراً للإنجازات التي سجلها المطار، على الرغم من المنافسة الشرسة والأزمات والتحديات الصعبة التي واجهها الطيران، فقد حقق العديد من المنجزات، من ضمنها ارتفاع عدد مستخدمي المطار من نحو 10 آلاف مسافر في عام 1960 إلى 47.2 مليون مسافر في عام 2010».

أحمد بن سعيد: ملتزمون بتقديم تجربة لا نظير لها لكل زائر لدبي أو مسافر عبرها

قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة إن «قطاع الطيران يلعب دوراً رئيسياً في اقتصادنا الوطني وإجمالي الناتج المحلي للبلاد، ومن هنا فإن اهتمامنا منصب على تعزيز دور هذا القطاع لمواصلة دوره الحيوي في ازدهار بلدنا».

وأضاف سموه لـ«الإمارات اليوم» أن مطار دبي الدولي شكل منذ افتتاحه في 30 سبتمبر 1960 علامة فارقة في تاريخ دبي، ومهد لها الطريق لبناء الجسور مع العالم الخارجي وتحقيق طموحاتها نحو العالمية، متوقعاً أن تصل مساهمة قطاع الطيران في دبي إلى 35% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات القليلة المقبلة.

وتابع سموه: «نحن نواكب رؤية قيادتنا الرشيدة، ولذلك، فإننا ملتزمون بالتميّز وبتقديم تجربة لا نظير لها لكل شخص يأتي إلى دبي أو حتى يسافر عبرها»، متوقعاً أن يستمر هذا القطاع بالنمو بشكل أكبر مع استمرار تنويع اقتصاد دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح سموه أن كل هذا القدر من النمو يحملنا مسؤولية أكبر، ويخلق لنا تحديات وفرصاً أكبر نعمل على استثمارها بما يخدم قطاع الطيران في الامارات والعالم، ونحن واثقون إنه بفضل هذا التحفيز ستتجاوز إنجازاتنا الأهداف العظيمة التي وضعناها للمضي قدماً على طريق الريادة.

المصدر: الإمارات اليوم