زايد.. القائد والقدوة

آراء

يروي صانع الأمل الإماراتي أحمد الفلاسي في أحد لقاءاته التلفزيونية كيف تشرّف في بداية حياته العسكرية بمرافقة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من حفل بمعسكر سويحان، والذي أصبح «مدينة زايد العسكرية».

يقول الرجل في الطريق فوجئت بالشيخ زايد، رحمه الله، يوقف سيارته في منطقة «ساس النخل»، والتي أطلق الراحل عليها هذه التسمية، بعد أن كان اسمها «أم النار»، ليترجّل ويتجه نحو عمال آسيويين يحفرون ويسوون الأرض ليغرسوا أشجار النخيل، ليشاركهم العمل، ويوجههم بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الشجرة المباركة ذات المكانة الأثيرة والرفيعة في نفسه، يضيف «عندما عرضت عليه أن يرتاح في السيارة، وأتولى عنه العمل، أمرني بأخذ (جاروف)، والمشاركة في العمل، وفي ذلك راحته».

لقطة فريدة تجسد مكانة العمل الميداني واليدوي عند قائد أسس دولة بالإرادة والتصميم والطموح والعمل الدؤوب هي اليوم في صفوف الدول المتقدمة، وتعبر عن إنسانية رجل الحكمة والتواضع وحبه للخير ومساعدة الآخرين، وقدم القدوة والمثال، ورسم للإمارات النهج، وحدد الدرب بمجموعة من القيم والمبادئ تتجذر عميقاً في قلوب أبنائه.

صانع الأمل أحمد الفلاسي نموذج لأبناء الإمارات الذين اتخذوا من العمل الخيري منهاج عمل، وعملوا على استدامته عبر مؤسسة تحمل اسمه، وتأسست بإمكاناته الذاتية، ولها بصماتها في العديد من المناطق، وبالذات في شرق أفريقيا، وخاصة في زنجبار وممباسا، وهما إلى جانب بمبا وماليندي من المناطق ذات المكانة الخاصة في قلوبنا، فقد شهدت رحلات الآباء والأجداد في تلك الأزمنة الغابرة، وفي كل ركن منها بصمات الوجود العربي الخليجي التاريخي. اليوم تمتد لها يد الخير الإماراتية للحد من معاناة واحتياجات فئات واسعة فيها، لا سيما في مجال الخدمات الصحية والطبية.

نحن في أمسّ الحاجة لومضات من سيرة قائد معطاء لتذكير الأجيال والنشء اليوم بقيم احترام العمل اليدوي والعمل إجمالاً، وعدم التقليل من قيمته وشأنه، مهما صغر ذلك العمل، والإقبال على عمل الخير، ومساعدة الآخرين في المجتمعات المحرومة، فذلك مما يحض عليه ديننا الحنيف، والقيم الإماراتية التي أكد عليها المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي حرص على أن يمتد جود وخير الإمارات إلى مختلف بقاع وشعوب الأرض من دون تمييز، وهو النهج الذي وضعت معه قيادتنا الرشيدة اسم الإمارات كأكثر دول العالم تقديماً للمساعدات.

المصدر: الاتحاد