سد النهضة.. ماراثون تفاوضي لوضع رؤية جديدة

أخبار

بعد مدة تزيد على العام من الانقطاع استؤنفت في العاصمة المصرية القاهرة اجتماعات سد النهضة بين كل من السودان ومصر وإثيوبيا، لتحريك جمود المفاوضات المتعثرة بين البلدان الثلاثة في ما يتعلق بخيارات ملء وتشغيل السد الذي حددت إثيوبيا موعد اكتماله في العام 2023، ورغم توقف المفاوضات طوال الفترة الماضية إلا أن أعمال تشييد السد ظلت متواصلة، الأمر الذي أثار المخاوف السودانية والمصرية على حد سواء باعتبار أن إثيوبيا تسارع الخطى من أجل وضع الدولتين أمام الأمر الواقع.

ركزت المفاوضات بين الدول الثلاث التي انطلقت أول من أمس بشكل أساسي على تقرير وتوصيات لجنة الخبراء حول المسائل الفنية المتبقية، والتي تأتي في مقدمتها قضية ملء السد فيما يلي المدة التي من المفترض أن يستغرقها ملء البحيرة، بالإضافة إلى الجوانب الفنية الخاصة بتشغيل السد، حيث قدمت مصر مؤخراً رؤيتها بشأن عملية ملء السد، واقترحت الرؤية المصرية أن يتم ملء بحيرة السد على مدار سبع سنوات، بجانب تقديمها مقترحات أخرى بشأن العملية التشغيلية للسد، عندما يبدأ في توليد الطاقة.

ولكن يبدو أن تلك المقترحات وجدت تحفظاً من الجانب الإثيوبي، كما أن غياب الجانب السوداني طوال الأشهر الماضية بسبب تطورات الأوضاع السياسية والاحتجاجات التي أطاحت الرئيس عمر البشير، جعل عملية التشاور بين البلدان الثلاثة في ما يتعلق بالملف شبه منقطعة، ما أثر على مجريات التفاوض بشأن الخيارات المصرية المقترحة لعملية ملء الخزان وكذلك عملية تشغيله.

استمرار

وطوال فترة توقف المفاوضات بين البلدان الثلاثة ظلت عمليات البناء في السد متواصلة من قبل الجانب الإثيوبي الذي يطمح في أن تبدأ توربينات السد توليد الطاقة خلال عام وشهرين من الآن بحسب تصريح أغسطس الماضي لوزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي بكلي، على أن يتم الانتهاء من بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير في عام 2023، وفقاً للخطة الموضوعة.

وأثاراستمرار العمل في تشييد سد النهضة مخاوف مصرية وسودانية، إذ حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري أول من أمس من فرض أي رؤية أحادية بشأن الملف، وقال في تصريح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الكينية مونيكا غوما: إنه لا مجال لأي طرف بمحاولة فرض إرادته على الطرف الآخر، بهدف خلق واقع مادي، وأكد استعداد بلاده الدائم للوصول إلى نقطة توافق بخصوص مفاوضات سد النهضة.

مسار جديد

ويذهب الخبير السوداني في مجال المياه والقانون الدولي د. أحمد الفتي في تصريح لـ«البيان» إلى ضرورة «وضع مسار جديد للتفاوض العبثي الذي يدور حالياً لمصلحة إثيوبيا حد وصفه، وحض الوفد السوداني بالتركيز على وضع قواعد ملزمة لإثيوبيا، في ما يتعلق بالملء الأول للسد، بحيث لا يتسبب ذلك في أي نقصان للمياه التي يحتاج إليها السودان»، وفي ما يتعلق بالتشغيل السنوي المستدام للسد، بحيث لا يؤثر سلباً علي احتياجات السودان الحالية من المياه، والمستقبلية، وأضاف «السودان لن يحقق استراتيجيته بان يكون سلة غذاء العالم، ما لم تتوفر لديه المياه الكافية».

المصدر: البيان