شكوك حول تورُّط ساركوزي في فضيحة هولاند

منوعات

سليمة لبال

باريس – وكالات – أقر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأن علاقته بشريكة حياته فاليري ترير فيلر تمر بلحظات «مؤلمة»، إثر كشف معلومات عن علاقته بالممثلة جولي غاييه، واعدا بتوضيح وضع هذه العلاقة قبل منتصف فبراير المقبل.

وبعد أن شرح الرئيس الفرنسي في مؤتمره الصحفي لمدة نصف ساعة الأوضاع الاقتصادية في البلاد، رد على سؤال يتعلق بحياته الخاصة، قائلا بمرارة: «يمكن لأي شخص أن يمر بمحن في حياته الخاصة. هذا هو وضعنا حاليا، وهي أوقات مؤلمة».

إلا أنه رفض قول ما إذا كانت فاليري ترير فيلر مازالت رفيقة حياته. وقال «الأمور الخاصة تعالج بشكل خاص»، قبل أن يعلن أنه سيوضح وضع علاقته مع ترير فيلر قبل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة في الحادي عشر من فبراير المقبل.

كشف تحقيق مجلة {كلوزر} عن العلاقة الغرامية بين فرنسوا هولاند والممثلة جولي غاييه، عن ثغرات كبيرة في أمن الرئيس، بعد أن تمكن ساكن الاليزيه من التملص من الأجهزة الرسمية المكلفة بحمايته لمواعدة الممثلة في شقة غير بعيدة عن قصر الاليزيه.

وإن كان وزير الداخلية مانويل فالس قد قلل من شأن التهديدات التي قد تطول الرئيس، إلا أن صوره وهو يقف أمام دراجة نارية قرب شقة باريسية ليلا، ثم صوره وهو يرتدي خوذة غير مربوطة في الصباح، بعد موعد غرامي (غلاف المجلة)، أثارت كثيراً من الاستفهامات بشأن الترتيبات الأمنية والتملص منها، مما قد يعرّض الرئيس لتهديدات إرهابية.

من جهته، اعترف سيباستيان فاليلا مصور «كلوزر» الذي التقط صور الرئيس هولاند بأنه كان قادرا على التعرض لحياة الرئيس لو أنه كان سيئ النية، غير أنه أضاف «أعتقد أن الرئيس غير محمي بالشكل اللازم، لأنه كان يتردد كل مساء على الشقة، ومن دون حماية حتى خارج الشقة، لقد رأيت الرئيس وهو يطوف حول البيت ومندفعا تجاه موقف السيارات على دراجة نارية، بينما خوذته مفتوحة ولا ترافقه أي سيارة من الخلف».

مصور الفضائح

وقال المصور إن الأجهزة الأمنية لم تزعجه أبدا، كما أنها لم تلحظ وجوده على الإطلاق وأضاف: «كان الرئيس يُمضي ساعات في الشقة من دون حراسة».

وسيباستيان فاليلا مصور مشهور، فهو الذي تمكن قبل سنوات من فضح علاقة الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران بامرأة غير زوجته برناديت، والتقط صورا له مع ابنته مازارين أثناء خروجهما من مطعم باريسي.

كانت هذه الصور التي نشرتها مجلة {باري ماتش} في 3 نوفمبر 1994 أول صور تكشف وجود عائلة ثانية في حياة الرئيس ميتران، غير عائلته المعروفة رسميا، وهذا قبل عام واحد من انتهاء ولايته الثانية، كما كانت أول صور تتعرض للحياة الخاصة لرئيس فرنسي.

وعن سعر الصور التي التقطها هذا الباباراتزي وباعها لــ «كلوزر»، قال سيباستيان فاليلا «ستُصابون بخيبة أمل إنْ عرفتم السعر!».

أسئلة تفرض نفسها

• من يملك الشقة التي كان يتواعد فيها هولاند وجولي؟

إنه متقاعد في الــ 71 من العمر، يدعى جون بيير ديسكاسو، ويقيم في مدينة بياريتز. قام هذا الرجل عن طريق وكالة عقارية بتأجير هذه الشقة للممثلة ايمانويل هوك. وفي تصريح لصحيفة لوموند، قال ديسكاسو إنه سيتابع قضائيا كل وسائل الإعلام التي زعمت أن الشقة ملك لثري او صاحبها ينتمي الى المافيا الكورسيكية.

كانت الممثلة جولي غاييه، وهي صديقة ايمانويل هوك تعمل بانتظام في هذه الشقة، منذ أن بدأت أشغال الترميم في مكاتبها التي تقع في شارع فوبورغ سانت اونوري، وقد تردد فرنسوا هولاند كثيرا على هذه الشقة منذ ربيع 2013 وفق معلومات، جمعها قصر الاليزيه.

وكان هولاند يستعمل دراجة نارية تعود ملكيتها إلى قصر الإليزيه في تنقلاته، وكان يقود الدراجة أحد حراسه الشخصيين لضمان أمنه وسلامته، علاوة على فريق آخر كان يسهر على حمايته؟

علاقة مع المافيا

• ما العلاقة المحتملة للقضية مع المافيا الكورسيكية؟

إنها علاقة غير مباشرة. وُجد أن ايمانويل هوك المولودة في باستيا، قد أقامت علاقة مساكنة مع الممثل ميشال فيراكسي، الذي لعب دورا في سلسلة «مافيوزا» التي عرضتها كنال بلوس في عام 2006.

غير أن فيراكسي أدين في نوفمبر 2013 بالحبس النافذ لمدة 18 شهراً بتهمة خيانة الثقة، حين كان مديرا لشركة ألعاب تدعى «لو سيركل فاغرام»، حيث هرَّب أموالا لفائدة أفراد من المافيا الكورسيكية.

ووفق محامي ميشال فيراكسي فإن الصديقين افترقا منذ عشرة أعوام، وأن هوك تقيم في الشقة برفقة أطفالها من فيراكسي، الذين يحملون اسمه، منذ نهاية عام 2011. وهو ما يفسر ظهور اسم فيراكسي في العنوان وعلى صندوق البريد.

وفي المقابل، وبعد الانفصال الذي وقع بين ميشال فيراكسي وايمانويل هوك، أصبحت هذه الأخيرة صديقة لفرنسوا ميسيني، وهو لاعب كرة قدم معروف في مدينة باستيا، واغتيل رميا بالرصاص في 31 مايو 2013.

ثغرات أمنية

• هل هناك ثغرات في نظام حماية وأمن الرئيس؟

يقوم شرطيان اختارهما فرنسوا هولاند بنفسه لحمايته باستمرار، وهما من يرافقانه في تنقلاته الخاصة، وهو ما كان يحدث أثناء تردده على شقة حي لوسيرك، لكن هؤلاء الشرطيين لم يحققا في ماضي مؤجر الشقة ولا علاقاته، ولم يتمكنا أيضا من رصد الباباراتزي الذين كانوا يتعقبون فرنسوا هولاند، وتمكنوا من إيجار شقة محاذية لضرورة ذلك في استكمال ريبورتاجهم، وذلك منذ بضعة شهور، ومنذ أن انتشرت شائعة عن علاقة مزعومة بين الرئيس وجولي.

صداقة مشبوهة

• ما الذي كان يعرفه فرنسوا هولاند ووزير داخليته مانويل فالس بالضبط؟

لم يكن فرنسوا هولاند وفق الإليزيه يعرف مطلقا السيدة صاحبة عقد إيجار الشقة، ولا شخصيات أخرى تعرفها ايمانويل هوك ولها علاقة بالمافيا الكورسيكية.

ووفق مقربين من هولاند فإن اسم فيراكسي يظهر على جهاز الإنترفون الخاص بالشقة، والرئيس لم يكن يعرف هوك صديقة جولي منذ مدة طويلة.

وأما وزير الداخلية مانويل فالس فقد اكتشف مساء الأحد فقط تفاصيل القضية، وقال فالس لصحيفة لوموند «لسنا في الولايات المتحدة الأميركية. فرقة أمن رئيس الجمهورية مستقلة، وليس علي أن أطلع على تنقلات الرئيس. وإن قرر الذهاب إلى مكان ما، فإنها مسؤوليته، وتذكروا أنه حين أصيب جاك شيراك بأزمة صحية في عام 2005، لم يتم إخطار نيكولا ساركوزي فورا بالأمر، وكان حينها وزيرا للداخلية.

استفهام كبير

• هل استغل مناوئون لهولاند مجلة {كلوزر}؟

إنه استفهام كبير يطرح في قصر الإليزيه، ذلك أن الشائعة حول علاقة مزعومة بين هولاند وجولي غاييه رددها منذ بضعة شهور رجال مقربون جدا من نيكولا ساركوزي.

كما أن فرنسوا هولاند لطالما اعتبر نيكولا ساركوزي أكبر غريم له خلال انتخابات 2017 المقبلة، ذلك أنه مستعد للعودة إلى الرئاسة، ولا تزال علاقاته جيدا في وزارة الداخلية ومع العديد من قادة الشرطة وفي قصر الإليزيه أيضا.

وهنا علينا أن نذكر أن مجلة كلوزر هي التي كشفت عن استدعاء احد أبناء فاليري ترير فيلر من قبل الشرطة بعد شرائه كمية قليلة من الحشيش في ديسمبر 2013، وقد شعر هولاند والسيدة الأولى حينها بأن لأنصار ساركوزي وأصدقائه في جهاز الشرطة علاقة بتسريب الخبر وترويجه.

فاليري ستبقى في المستشفى

يبدو أن آثار الصدمة العاطفية وجراحها لن تندمل بسهولة، حيث قال الأطباء الذين يشرفون على العناية بالسيدة الفرنسية الأولى فاليري تريرويلر، إنها لاتزال في حاجة إلى مزيد من الراحة والبقاء في المستشفى. وقال مصدر مطلع في قصر الإليزيه إن الأطباء هم من يقررون خروجها وإنها بحاجة إلى فترة نقاهة، لتجاوز الصدمة التي تعرضت لها، وعليها أن تبقى هادئة.

المصدر: القبس الكويتية