عبق التاريخ

آراء

من ندوة حاورت فيها عمالقة في عالم تأريخ وكتابة التاريخ من خلال فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، لم تكن ندوة عادية ولم تكن تلك القصص والمواضيع التي طرحها وتحدث عنها الضيوف مجرد معلومات وأحاديث تسرد لملء الوقت، بل كانت أكبر بكثير وذهبت بي لعمق وبعد آخر.

قلت لهم إنني تمنيت أن أمتلك آلة الزمن لأعيش بها تفاصيل ذلك الزمن الذي مضى بأحداث وقصص وعبر، ربما نراها بساطة العيش الآن، ولكنها كانت حياة مرت على من عاشها بتجاربها وصعوباتها. لم يكن جمع مخطوطات التاريخ أمراً سهلاً على الباحثين فلم يتوافر لهم أدوات ووسائل تسهل عليهم نقل ما تحمله تلك المخطوطات سوى نسخها باليد، فلم تتوافر أي أجهزة طباعة أو تصوير كما هو الآن.

تعلمنا منذ البداية أن التاريخ والتراث هما الخطوات الأولى، بل هما حجر الأساس القوي لأي حضارة وتطور، ومما لا شك فيه فإن قادتنا يرون أن ماضينا وتراثنا جزء لا يتجزأ من تطورنا وتقدمنا الحضاري.

حينما استرسل أحد الأساتذة قائلاً لي على سؤالي: «كيف يمكن أن نحبب ونشجع أبناءنا على حب التاريخ، بوجود المغريات في الوقت الحالي». أجابني إجابة هزت كل الحواس بداخلي وزلزلت كياني، رد قائلاً:

«سيدتي.. ليس التاريخ ما يؤرقني ولكن ما أخاف عليه هو لغتنا العربية، في السابق خفنا على لغتنا من اختلاطها بالعامية ولكن يا سيدتي اليوم وقفت العربية والعامية بجانب واحد أمام تحدي لغة العصرنة والتكنولوجيا»، هنا وقفت الكلمات بداخلي ونظرت للواقع والتحديات أمامنا أجل فالتاريخ لغة.

وهنا حضرني سؤال آخر عن دور الإعلام في نشر التاريخ، لتصدمني إجابة أخرى رغم أني أحببت رؤية التاريخ من خلال الإعلام، ولكن ما صدمني أن الإعلام لم يخدم التاريخ بل خدم نفسه من خلال التاريخ فليس كل ما يعرض يحكي الحقائق.

التاريخ إرث الشعوب والحضارات وهنا أختم بما بدأه أساتذتي كتاب التاريخ، وسجل لأن الإنسان خشي أن ينسى.

المصدر: البيان