عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

غموض فيروس كورونا !

آراء

يبدو أن مدننا سوف تتخصص في الأمراض.

فجل الأخبار التي تأتي عن مرض الضنك ووفياته منحصرة في مدينة جدة -كما تنقلها إلينا الأخبار- وأن الإصابة بفيروس مرض كورونا متمركز في محافظة الأحساء.

وكلا المرضين يحملان نسبة مرتفعة من الوفيات، إذ أن معدل الإصابة بمرض حمى الضنك بلغت 150 حالة في الأسبوع الواحد ينتج عنها وفاة أربع حالات أسبوعيا.

بينما جاءت إحصائية مرضى المصابين بفيروس كورونا منذ شهر شوال إلى الآن 24 حالة، توفي منهم 15 حالة.

ومنذ أن تم تناقل خبر ارتفاع نسب الوفيات في المرضين.. والمواطنون يعيشون في هرج ومرج وإن كان مرض حمى الضنك معروفا كتشخيص ووسائل علاج فإن فيروس كورونا جاء غامضا ومرعبا.

وقد صاحب الإعلان عنه ذعر وبحث عن ماهية هذا الفيروس الجديد إلا أن كل المعلومات تشير إلى أنه فيروس غامض لايعرف عنه شيئا ولايعرف كيف يتم انتقاله ولايوجد له تطعيم وقائي أو مضاد حيوي.. وهذا يقتضي على وزارة الصحة أن توافي المواطنين بكل المستجدات التي تصلها كونها تجري اتصالاتها بالمراكز العالمية وبمنظمة الصحة العالمية.. أي أننا بحاجة إلى تواصل وأخبار مستحدثة في كل ساعة من خلال موقع وزارة الصحة فيما يجب أن يفعله المواطن حيال هذا الفيروس الغامض.

وإن أردت العودة إلى بداية المقال أجدني استرجع الأمكنة وأثرها على الفرد في نقل الأمراض، فمثلا جازان تتمركز بها أنواع من المرض مثل الملاريا وحمى الوادي المتصدع وارتفاع نسب السرطان في الشرقية.. بمعنى آخر لماذا لايتم دراسة المكان.. وإذا كان فيروس كورونا غامضا فربما تكون دراسة المكان منفذا لمعرفة خواصه وأساليب انتقاله وبالتالي يسهل عملية الكشف.

وقد يبدو هذا الاقتراح غير ذي جدوى في ظل الخطر الداهم الذي نواجهه إلا أن هذا يفتح باب تأخر الدراسات عما نعانيه من انتشار أمراض نتعامل معها وقتيا أي عندما تحدث والأمثلة على ذلك كثيرة ولو وضع سؤال بصيغة: ما هي الأمراض المنتشرة بالبلد ؟

فيستطيع أي منا سرد العديد من الأمراض كجواب حاضر ومجرب، إذ تعيش في أجسادنا أمراض معروفة وغير معروفة تسرح وتمرح في أجسادنا ونحن مستسلمون لها عن طيب خاطر ولا يزعج طيب خاطرنا إلا الأخبار التي تؤكد خطورة مرض عن مرض..

ومع أننا نحفظ القاعدة الذهبية عن ظهر قلب (الوقاية خير من العلاج) إلا أن الوصول لهذه الوقاية يحتاج إلى أموال أو إلى جهود من العيار الثقيل وكلا الوسيلتين ليس بمقدور المجتمع في عمومه الوصول إليها..

على أية حال ليس الوقت مناسبا للطم والندب، إذ ندعو الله جلت قدرته أن يحمي البلاد والعباد من فيروس كورونا هذا الغول الذي ظهر في بلادنا ولازال العالم يحاول التعرف عليه.. ومع إيماني بأن معرفة المكان يقود لمعرفة انعكاسات ما تحمله تربته من أثر سلبي أو إيجابي على ساكنيه، ولأن فيروس كورونا غامض لنبحث عنه من خلال المكان.

المصدر: عكاظ