فريق مسبار الأمل يسابق الزمن لإنجاز المشروع في الوقت المحدد.. ولا مجال للخطأ

أخبار

مسبار الأمل

يسابق فريق مسبار الأمل الزمن لإنهاء المشروع وفق الخطط الزمنية المحددة وإطلاقه في 2020، كما أنه يعمل وفق خطط محددة لا مجال فيها للخطأ، لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وأكد الفريق لـ«الإمارات اليوم» أن التحدي الأكبر الذي يواجههم هو إطلاق مشروع المسبار الضخم خلال ست سنوات فقط، بالتزامن مع الذكرى الـ50 لتأسيس الدولة في عام 2021، في الوقت الذي استغرقت دول أخرى أكثر من 10 سنوات لتطوير مشروعات مشابهة.

وأوضح أن المسبار سيكون بأيادٍ إماراتية 100%، لافتاً إلى عقد عدد من الشراكات مع وكالات فضاء حول العالم، ومؤسسات علمية وبحثية لها خبرة في مجال استكشاف وعلوم الفضاء، وبناء القدرات العلمية.

وتفصيلاً، قال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، عمران شرف، إن فريق العمل لم يضع أية خطة بديلة في حال لم يكتمل الانتهاء من عمل المشروع، موضحاً «لا مجال للفشل خلال السنوات الست المقبلة، وينبغي الانتهاء من المشروع خلال وقت قصير وإطلاقه في الموعد المحدد».

وأضاف أن الفريق يعمل أكثر من 10 ساعات يومياً للانتهاء من المشروع خلال الخطة، إذ إن فرصة الإطلاق تمر كل عامين، في الوقت الذي يكون فيه المريخ الأقرب إلى مدار الأرض، موضحاً أن الفرصة ستتاح في 2016 وعام 2018، إلا أن الوقت غير كافٍ للإطلاق خلال هذين العامين، لذا تم اختيار 2020.

وتابع أن الفريق مكوّن من 75 مهندساً وباحثاً إماراتياً، متخصصين في مجال الهندسة الإلكترونية والاتصالات وغيرها من المجالات التي تسهم في نجاح المهمة، مضيفاً أن عدد الفريق سيزيد خلال السنوات الست المقبلة، ليصبح 150 مهندساً إماراتياً، إضافة إلى المشاركة مع الجهات ذات الخبرة العالية في المجالات العلمية والبحثية، واكتشاف الفضاء.

وأوضح أن «الدولة بدأت الدخول في علوم الفضاء، من الناحية التقنية والهندسية، قبل 10 سنوات فقط، ونحتاج إلى مشاركة أكثر من جهة لاستكمال الثغرات في المجالات العلمية»، مضيفاً أن الشراكات مع وكالات الفضاء والجهات البحثية ستسهم في إثراء القدرات العلمية للفريق، واستغلال هذه العلوم في الانتهاء من المشروع في الموعد الزمني المحدد.

وذكر شرف أنهم وضعوا خطة متكاملة على مدى السنوات الست المقبلة، ووضع التصاميم الأولية، ومراجعتها، والبناء، وإجراء الاختبارات كافة قبل إطلاقه في 2020، قائلاً إن «ساعات عمل الفريق تزيد وفق الاجتماعات التي يعقدونها مع شركائهم من داخل أو خارج الدولة، وكون معظم شركائنا من خارج الدولة، لذا نعقد اجتماعات في أوقات مختلفة من اليوم، وقد نقضي يومنا كله نعمل على إحدى المهمات لإنهائها في الوقت المحدد».

وأضاف أن الفريق مقسم إلى فرق عمل مصغرة تعمل على مساندة بعضها، سواء في الخبرات أو العمل، متابعاً «وضعنا جدولاً زمنياً مرناً لأعضاء الفريق ليتمكنوا من وضع طاقاتهم في المشروع، إذ إنه يحتاج إلى مجهود أكبر، خصوصاً أن عملية التصميم والبناء تنتهي خلال ست سنوات فقط»،

وأكد «شكّلنا فريقاً لإدارة المخاطر، مهمته التأكد من نجاح المسبار في الاختبارات، ومن ثم النجاح في الإطلاق، وكيفية تنفيذ المشروع في الوقت المحدد، وشكلنا فريقاً آخر لضمان الجودة، أي أن المسبار ينبغي أن يعمل وفق الخطط التي وضعناها، وبتقنية عالية تتناسب ورؤية الإمارات والمعايير الدولية في هذا الشأن».

وتابع شرف أنهم درسوا عدداً من المشروعات التي أطلقت خلال السنوات الماضية، الناجحة أو غير المكتملة، لدراسة الأخطاء في تلك المشروعات، وكيفية تفاديها في عملية الإطلاق، وبناء الخبرات بناءً على مشروعات نفذت في عدد من الدول التي اتجهت إلى علوم الفضاء منذ سنوات عدة.

ولفت إلى أنهم فضّلوا العمل على أساسيات المشروع وتصميمه وتصنيعه في الدولة بناءً على الخبرات الإماراتية التي عملت سابقاً في عدد من المشروعات، أهمها القمر الاصطناعي «دبي سات 1»، الذي أطلقه المركز في 2009، و«دبي سات 2» الذي أطلق في 2013، والقمر الاصطناعي «خليفة سات» الذي يخطط المركز لإطلاقه في 2018، موضحاً «لم نشتر نظاماً جاهزاً من دول أخرى أو تم استخدامه في مشروعات أخرى، بل أردنا تطوير نظام خاص بالدولة».

وأكد أن الخطأ في تصميم أو صناعة المسبار يكلف الكثير، خصوصاً أنه قد يغيّر أهداف المشروع كلياً، حتى بعد إطلاقه، موضحاً أن الفريق يحاول بكل السبل متابعة المشروع عن كثب، ومعرفة الأخطاء الواردة فيه قبل انتهاء المهلة المحددة لإطلاقه. وأوضح أن هدف المشروع سيتحقق في الوقت الذي يدخل المسبار إلى مداره حول المريخ بعد إطلاقه، إذ إن سرعة المسبار ستقل لتتمكن المستشعرات في المسبار من تحديد المسار حول المريخ، وبدء مهمة استكشاف ودراسة المناخ على كوكب المريخ.

من جانبها، قالت نائب مدير المشروع، وقائد الفريق العلمي، سارة الأميري، إن أهداف الفريق ترتكز على أسس علمية وهندسية، إذ إن المركز لديه الخبرات الكافية من المهندسين ليتمكنوا من تصميم المسبار، وعدد من الأقمار الاصطناعية الأخرى، إلا أنه بحاجة إلى إثراء البحوث العلمية.

وأوضحت أن المركز عقد شراكات مع عدد من الجامعات الوطنية، مثل جامعة الشارقة، والجامعة الأميركية في الشارقة، وجامعة خليفة، وجامعة الإمارات، ومدينة مصدر، إضافة إلى جامعة نيويورك أبوظبي لاستقطاب أكبر عدد ممكن من حملة الشهادات العليا والمهتمين بالبحوث العلمية لمتابعة سير المشروع، إضافة إلى مشاركتهم في التصميم والتنفيذ.

وتابعت الأميري أن التحديات التي تواجه علوم الفضاء في الدولة هي قلة البحوث العلمية المتعلقة بها، موضحة أن المجتمع العلمي لم يتوجه إلى علوم الفضاء، مؤكداً أن أهم فائدة لمسبار الأمل هي تزويد المجتمع العلمي بالنتائج والبيانات التي يمكن دراستها، والاستفادة من تحديد مشروعات مستقبلية بناءً عليها.

وأضافت «ستكون البيانات التي نستقيها من مهمة المسبار متاحة للمجتمع العلمي، سواء المؤسسات العلمية أو البحثية، ووكالات الفضاء في العالم، وستكون البيانات متوافرة دون طلب مسبق من هذه الجهات، وعليه ستكون ملكاً للجميع للاستفادة والتطوير من العلوم الإنسانية والفضائية».

وذكر مسؤول المحطة الأرضية، عدنان محمد الريّس، إن تأسيس المحطة الأرضية لمتابعة سير مهام «مسبار الأمل» سيختلف عن المحطة الرئيسة لمتابعة الأقمار الاصطناعية التابعة للمركز من حيث الأنظمة، لافتاً إلى أن المسبار سيكون على بعد 600 مليون كيلومتر عن سطح الأرض، بعكس «دبي سات 1»، و«دبي سات 2»، و«وخليفة سات»، موضحاً أنهم يبعدون عن الأرض مسافة 600 كيلومتر.

وأضاف أن الخيارات متعددة، خصوصاً أن عدداً من الدول لديها مثل هذه المحطات، لمتابعة المشروعات التي أطلقت لاستكشاف المريخ، ويمكن الاختيار من هذه الأعمال والتطوير عليها بما يتناسب وعمل «مسبار الأمل» الذي سيطلقه المركز.

المصدر: الإمارات اليوم