قطار الاتحاد..أهداب الحرير بين الرموش

آراء

هو هكذا يبدو في الحياة، وهو هكذا يمعن في غزل الحرير بين الرمش والرمش، هو هكذا يستدعي المشاعر كي تحضر، وكي تخيط قماشة الوجد، والسد، وتعمل على تلوين شرشف الرفاه بلون كزرقة السماء، وذهبية الصحراء، وبريق البحر.

الإمارات وهي تشب نحو المستقبل ترنو إلى الماضي بيعين لا تغشيها غاشية، الأمر الذي يجعل من التناغم بين الإمارات كما هو التناغم بين موجات موسيقى قيثارة الكون التليد.

ربط أبوظبي ودبي بالخط الرئيس القطار الاتحاد، هو فتل لخصلات الضفيرة الواحدة، هو خيط السلسال في العنق، يضيء النحر، ويملأ الصدر رحابة، كأنها وعي السحابة في ضمير الوجود، هكذا يشعر المتأمل لهذا السعي، وكيف يسير بالركب نحو غايات لم تبلغها الشمس، ولم ينل ودها القمر، لأن الإمارات وجه له سحنة العفوية، وله سمة الأبدية في صياغة الجمال، وصناعة المشاريع ذات الدهشة المجلجلة، والبريق المذهل.

اليوم ونحن ننعم بمذهلات القرن الواحد والعشرين، نشعر بأن للإمارات أجنحة من بيارق النجوم، وأشرعة من نسيج الغيوم، تحلق في الفضاءات ريانة بالمجد، مزدانة بالسؤدد، حالمة بعالم لا تسوده إلا مشاعر الفراشات وهي ترفرف عند بتلات الزهور، ولا تلامس وجناته سوی نسمات صحراء جللت أنفاسها طائفة من أغصان الغاف، وكللت نعيمها جملة من سعفات النخيل، هذا هو نهج الإمارات، وهذا هو منطقها، وهذا هو عرفها، وسجيتها، منذ البدء وهي ترفع سبابتها إلى ذلك الأفق البهيج، إلى عطر الأريج في ثنيات الوجود، ماضية بكل ثقة وثبات، ممشاها رمل الصحراء النبيل، وطريقها ممهد بعرف وعرفانية، وطرائقها من نبع ذلك الشهم الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، والذي علم العالم كيف يكون للحب مدار لا يخفت له نور، وكيف يكون له مسار لا ينحرف له خطو، وها هي الإمارات اليوم تسير على النهج الصالح، وتمضي بخطوات الغزلان نحو المروج، والنجود، لتحقق لإنسانها أجمل ساعات الترف، والأمن والطمأنينة، هو هذا وطننا، وهذه قيادتنا، وهذا مواطننا، الجميع نحو مراتع الأحلام الزاهية، ماضون يؤازرهم طموح لا ينضب، وإرادة لا تنثني، وعزيمة لا تنكسر، وقيم لا تطفأ أنوارها، وشیم راسخة كأنها الجبال الشم.

المصدر: الاتحاد