لأي دين ينتمون؟

آراء

بينما المسلمون في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، وعشره الأواخر، اقتحم مسلحون مسجداً في بلدة بيني بالكونغو الديمقراطية، وأطلقوا وابلاً من الرصاص على إمامه علي أميني، بينما كان يؤمّ المصلين في صلاة العشاء. وهو الذي عُرف عنه مناهضته الفكر الداعشي والإسلام المتطرف وجماعاته في تلك المنطقة من أفريقيا، حيث تجد فيها ملاذات آمنة لهشاشة الأوضاع فيها.

مشهد دام وقاس بكل معاني الكلمات، أناس في بيت من بيوت الله، يقيمون صلاتهم في أجواء من الطمأنينة، حريصون على التقرب إلى الله بالصيام والقيام، وإذا بمجموعة وتحت شعارات خادعة، وباسم الله والدين الإسلامي يمارسون أبشع صور البطش والقتل والتنكيل بحق أمام مسجد يجاهر بمعارضتهم، ويكشف ضلالتهم وانحرافهم عن دين الحق. مشهد بنسخ عدة تتكرر أينما ظهرت الجماعات الإرهابية المتطرفة الرافعة لشعار الإسلام، وهو منهم ومن أعمالهم براء.

وبينما العالم يواجه جائحة كوفيد-19 التي تعد الأشرس في تاريخه المعاصر، تابعنا كيف شن أعداء الحياة من العصابات الإرهابية والجماعات الإجرامية الملتاثة هجمات على الأطباء والفرق الطبية في أفغانستان لحرمانهم سكان تلك المناطق من الخدمات الطبية، وتعزيزها في مواجهة الجائحة، وغيرها من الأمراض التي تفتك بها، خاصة ما يتعلق منها بالأطفال والنساء، فلأي دين ينتمي هؤلاء، وهم ينشرون الخراب والدمار، ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ولا يراعون حرماته. كما يستهدفون طلاب العلم في مناطقهم، لأنهم لا ينشطون سوى في الظلام والجهل، والعلم يكشفهم، ويكشف خواء مزاعمهم وإفلاس دعاوى مفتيي الضلالة الذين يمدونهم بفتاوى القتل والتكفير ممن يوظفون تفاسيرهم الخاطئة لما جاء في كتاب الله. كل تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تناسلت من عباءة «الإخوان» هي من ذات المستنقع.

من هنا تنادى العالم ليقف في جبهة واحدة لاجتثاث دابر هذه العصابات الإرهابية الإجرامية في حرب لا تقبل المهادنة، لأنهم يمثلون خطراً وجودياً على البشرية والحضارة الإنسانية، وعمل المجتمع الدولي على التصدي لهم على كافة الجبهات العسكرية والأمنية والفكرية والاقتصادية لتجفيف منابعهم، وعدم تمكينهم من الوصول إلى ملاذات آمنة ينطلقون منها لممارسة أعمالهم الإجرامية الدنيئة. ولقد كان للإمارات مواقفها المشرفة، وهي تشارك العالم حربه على الإرهاب، انطلاقاً من ذات الرؤية المشتركة بأن الإرهاب لا دين ولا وطن ولا حدود له، وعلى العالم أن يقف موقفاً واحداً في وجه هذا العصابات أينما كانت.

المصدر: الاتحاد