مأزق الحوثي والأقلام الرخيصة

آراء

لا مفاجأة في أن تكتب «أقلام رخيصة» أو تتحدّث «حسابات إلكترونية ساذجة»، وبنبرة دعائية، عن تداعيات محتملة على اقتصاد الإمارات جرّاء اعتداء الحوثي الذي وقع مؤخراً.

الغريب أنّ دولاً كثيرة في العالم، ومنها دول كبرى تعرضت لأعمال إرهابية أشدّ من هذا الاعتداء، غير أننا لم نقرأ لهذه الأقلام حديثاً عن تداعيات، ولا رأيناها راحت تحلّل في مآلات اقتصادية، كما تفعل اليوم مع الإمارات المصنفة دولياً على أنها أكثر الدول أمناً وأماناً ورخاءً.

على كل حال.. فإننا نعرف أن هذه الأكاذيب تهدف إلى التغطية على إحباط ميليشيا الإرهاب الحوثي ويأسها وتبديد التّوتّر الذي يسيطر على أفرادها وقيادتها التي وجدت نفسها في مأزق حقيقي، بعد أن كشفت عن وجهها القبيح أمام العالم، ولفتت الأنظار إلى سلوكها الإجرامي الذي يهدد أمن المنطقة، الأمر الذي قوبل باستنكار عالمي واسع، كان آخره من مجلس الأمن الذي أدان الجريمة بالإجماع، وكذلك الجامعة العربية التي طالبت دول العالم بتصنيف تلك الميليشيا منظمة إرهابية.

إنّ اقتصاداً بحجم اقتصاد الإمارات، احتوى بركائزه القوية تداعيات أكبر أزمة مالية عصفت بالعالم، ونجح في أن يتخطى «الجائحة» بكل ما فرضته من تداعيات إغلاق لم تستثنِ دولاً عظمى، لهو أكبر وأعظم من أن يتأثر بحادث اقترفته «أيدٍ مرتعشة» بلغت أقصى توتّرها وانفعالها وتخبّطها.

يشهد لذلك مستوى الأمن والأمان الذي تنعم به بلادنا بشهادات دولية، تعضّدها مؤسسات التقييم الدولية، ومنها «فيتش» التي منحت الإمارات أعلى التصنيفات التي تمنحها للدول ذات القدرات المالية الهائلة والسندات الأكثر موثوقية، إضافة لـ«موديز» التي منحتنا التصنيف السيادي الأقوى في المنطقة، علاوة على نتائج تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، التي أكدت أن بلادنا الأولى عربياً وإقليمياً والـ 15 عالمياً من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

بقي القول: إننا نعرف دوافع مثل هذه الكتابات جيداً، لأن المتضررين من نموذجنا التنموي معروفون، وما يزعجهم معروف أيضاً، خاصة وأنهم ما يزالون يعانون أحقاداً قديمة وأمراضاً متأصّلة، كثيراً ما تدفعهم لاعتياد ممارسة الكذب وصناعة الإشاعات، متناسين أن الإمارات عصيّة بأمنها وأمانها واقتصادها، ولديها من القوة والرسوخ ما يجعلها قادرة على الدفاع عن مصالحها والرد على أيّ عدوان.

المصدر: الاتحاد